
بقلم: الشيخ ظفر محمد ظفر،المرحوم
(1)
تَلوتُك يا قرآنُ يانورَ مهجَتِي
فإنَّك ريحاني ورَوْحي وجنتي
.
أرى فيك نورًا ليس يُمكن وصفُه
تَقَرُّ به عيني وتهتز نسْمتي
.
فلولا هُداك ما عَرَفْنا إلهَنَا
فما أنت إلاّ منه فيضانُ رحمةِ
.
لقد كانت الأرواح قبلَكَ في الدُّجى
فجلّيتها عن دُخنها فتجلَّتِ
,
كشفتَ عن الأذهان أستار غفلةٍ
وجلَّيتَ للإنسان نورَ الحقيقةِ
.
فكم من علومٍ قد كشفت غطاءَها
وكم من نكاتٍ قد أريْتَ بآيةٍ
.
فكيف بشكرٍ والتَّشكر نعمةٌ
فتحتَ علينا باب علمٍ وحكمةِ
.
فما زلتَ يا قرآنُ راحي ونشوتي
وما دمتُ حيًّا دُمتَ نورًا لمهجتي
(2)
أيا من أحاط الكائنات برحمةِ
وأحْيَا قلوب العاشقين بجلوةِ
.
فلولا تجليك المـُساعدُ ربِّنا
لكنا حيارى في غياهب ظلمةِ
.
لذاب المحُبُّوك المساكين كربةً
إذا لم تَداركهم بلطف الرسالةِ
.
وأنزلتَ قرآنًا عظيمًا برحمة
ونجيَّت خلقك من ضلال وظلمةِ
.
وأودعت فيه كلَّ علمٍ وحكمةٍ
وفصلت تفصيل التُقى والهدايةِ
.
فأَنجيتنا من كل ماهو مُهلِكٌ
وبصَّرْتنا نهج الهدى والسلامةِ
.
وأنزلتَ ذا القرآنَ نورًا وحكمةً
وأحييتَ أمواتَ القرون بجلوةِ
.
إذا ما طلبتَ الخير فالخير عنده
ألا إنه مفتاح خير وبركةِ