- سنن عيد الفطر
__
بفضل الله تعالى سيطل علينا بعد أيام عيدُ الفطر المبارك، ونرجو من المولى عز وجل أن يتقبّل منا صالح الأعمال ويضاعفها لنا ويؤلّف بين قلوبنا. آمين.
في يوم العيد
* يغتسل المسلم ويتطيب ويلبس الملابس الجديدة. كَانَ رَسُولُ الله يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى. (1)
* ومن السُّنة أن يأكُلَ شيئا قبل أن يخرج لصلاة الفطر. ورد عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: مِن السُّنَّةِ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَأَنْ تَأكُلَ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ. (2)
* وعند خروجه لصلاة العيد يكبّر حتى ابتداء الصلاة. والتكبيرات هي:
“اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ
لا إله إلا الله،
واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ
وللهِ الحمد”
ورد في حديث عن سالم بن عبد الله بن عمرَ رضي الله عنهم “أنّ رسول الله كان يكبر يوم الفِطر من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى”. (3)
وفي حديث آخر قال رسول الله : “زينوا العيدين بالتهليل والتكبير والتحميد والتقديس.” (4)
* وعندما يعود المسلم من مكان صلاة العيد يسلك طريقًا آخر إن أمكن. ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ إِذَا خَرَجَ يَوْمَ الْعِيدِ فِي طَرِيقٍ رَجَعَ فِي غَيْرِهِ. (5)
* يُحبّذ خروج النساء أيضًا لمكان صلاة العيد بحسب الظروف. ورد في الحديث: عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ أُمِرْنَا أَنْ نُخْرِجَ الْحُيَّضَ يَوْمَ الْعِيدَيْنِ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ فَيَشْهَدْنَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَدَعْوَتَهُمْ وَيَعْتَزِلُ الْحُيَّضُ عَنْ مُصَلَّاهُنَّ قَالَتْ امْرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِحْدَانَا لَيْسَ لَهَا جِلْبَابٌ قَالَ لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا. (6)
صدقة الفطر
* صدقة الفطر واجبة على كل مسلم ذَكرا كان أم أنثى، صغيرا كان أم كبيرا، حتى لو وُلِدَ قبل ساعات من العيد.
* يجب إخراج صدقة الفطر قبل صلاة العيد لمن لم يخرجها بعد. ومن المفضّل أن تُدفع قبل العيد بأيام حتى يتم توزيعها على الفقراء قبل العيد ليتمكّنوا من المشاركة به وشراء ما يحتاجونه. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا وَكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ. (7)
* تُقرّر الجماعة المحلية بالبلد نسبتها حسب عملة البلد بناء على صاع من القمح أو الشعير. والصاع يساوي 2.5 كغ. ورد عَن ابْنِ عُمَرَ قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ الله صَدَقَةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ عَلَى الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ. (8)
* بعد جمع صدقة الفطر يتم توزيعها تحت نظام الجماعة.
تبرع العيد
* بدأ “تبرع العيد” منذ زمن المسيح الموعود ، والحكمة منه أن المسلم الأحمدي ينفق من ماله احتفالا بحدث ما. لذا عليه أن يخصص قسطا من هذا الإنفاق في صندوق خاص لنشر الدين. ومقدار تبرعه يقرر حسب البلد. (9)
* يُدفع تبرع العيد للجماعة المركزية في البلد، ولا تتصرف فيه الجماعات المحلية.
صلاة العيدَين (10)
* ركعتين بالجماعة أولًا، ثم الخطبة. ولا يجوز أداء صلاة العيد فردا، ولا قضاء لها.
* يبدأ وقت صلاة العيد بعد طلوع الشمس بقليل حتى ما قبل زوالها. ومن المستحب أن تُصلى في أول وقتها.
* إذا لم يتمكن الناس لسبب قاهر من أن يؤدوا صلاة عيد الفطر في اليوم الأول من العيد قبل الزوال فيمكن لهم أن يصلوها في اليوم الثاني قبل الزوال.
* تُصلى صلاة العيد جهرا.
طريقة الصلاة
* لا أذان ولا إقامة في صلاة العيد. ورد عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ الصَّلَاةَ يَوْمَ الْعِيدِ فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ. (11)
* الركعة الأولى: تكبيرة الإحرام، ثم تُوضع اليد اليمنى فوق اليسرى كما هو معروف. ويقرأ الثناء: “سبحانك اللّهم وبحمدك وتبارك اسْمك وتعالى جَدُّكَ ولا إله غيرك”
* ثم يكبر الإمام سبع تكبيرات مع رفع اليدين للأعلى مع كل تكبيرة وإسبالهما أي دون وضع اليمنى فوق اليسرى، وعند انتهاء التكبيرة السابعة يضع يده اليمنى فوق اليسرى كما هو معروف.
* يقرأ الإمام الفاتحة ثم ما تيسر من القرآن الكريم. وقد قرأ رسول الله سورة الأعلى أو سورة ق. ثم الركوع والسجود كما هو معروف. (12)
* الركعة الثانية: بعد أن يقف الإمام يكبر خمس تكبيرات بالطريقة نفسها المذكورة في الركعة الأولى، وفي نهاية التكبيرة الخامسة يضع يده اليمنى فوق اليسرى ويقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم. وقد قرأ رسول الله سورة الغاشية أو القمر. ويكمل الركعة كما هو معروف ويسلّم.
* لا يردّد المصلون التكبيرات السبعة في الركعة الأولى والخمسة في الثانية وراء الإمام بصوت عالٍ بل بصوت خفي.
الخطبــة
* يلقي الإمام في العيدَين خُطبتَين مثل صلاة الجمعة، يفصل بينهما بجلوس كما هو معروف. (13)
* ويمكن القيام بالدعاء الجماعي الصامت بعد الخطبة الثانية برفع اليدين بطلب من الإمام، ويُعمل بذلك في المركز. ولكنه ليس واجبا، فإذا لم يقم الإمام بذلك فلا حرج. (14)
بعد الصلاة
* يسلم الحاضرون بعضهم على بعض محتفلين بالعيد ويتبادلون التهاني بقول: تقبّل الله منا ومنك. ورد عن جبير بن نفير قال: “كان أصحاب رسول الله إذا التقوا في يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك”. (15)
* ومن المستحسن أن نُشرك الفقراء والمساكين أيضًا في أفراحنا ولا ننساهم في ساعات السعادة والفرح ولذلك ينبغي لكل أحمدي أن يزور بعض الفقراء في يوم العيد ويأخذ لهم هدايا على حسب قدرته وإمكانيته.
المراجـع:
1 سنن ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها.
2 سنن الترمذي، كتاب الجمعة.
3 دار قطني، كتاب العيدين، حديث 1698
4 كنـز العمال، كتاب الصوم، فصل صلاة عيد الفطر.
5 سنن الترمذي، كتاب الجمعة.
6 صحيح البخاري، كتاب الصلاة.
7 صحيح البخاري، كتاب الزكاة.
8 صحيح البخاري، كتاب الزكاة.
9 “مالي قرباني ايك تعارف” أي “التضحية المالية- تعريف بها” صفحة: 87
10 صلاة العيد وكيفيتها مأخوذة من “فقه الأحمدية، صفحة: 178-179
11 صحيح مسلم، كتاب صلاة العيدين .
12 كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَفِي الْجُمُعَةِ ِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ. (صحيح مسلم، كتاب الجمعة) كما ورد أنه كَانَ يَقْرَأُ فِيهِمَا وَاقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ (صحيح مسلم، كتاب صلاة العيدين)
13 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يَخْطُبُ الْخُطْبَتَيْنِ وَهُوَ قَائِمٌ وَكَانَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا بِجُلُوسٍ. (سنن النسائي، كتاب الجمعة)
14 فقه الأحمدية صفحة 182
15 فتح الباري: 2/517