- خبر وفاة مصطفى ثابت
- نبذة عن حياة المرحوم مصطفى ثابت
__
أبا خالد، أيها المرحوم، لقد بكاك العرب من محيطهم إلى خليجهم… بعد أن عرفوك بعلمك الغزير وأدبك الجمّ وحججك القاطعة وتواضعك المميز.
بعد أربعة وخمسين عاما على بيعتك وجهادك المتواصل ترجلت أيها الفارس.. لكنك ستبقى حيا في قلوب الملايين، وستظل أعمالك صدقة جارية إلى الأبد بإذن الله تعالى. بهذه العبارات الجياشة تودع أسرة «التقوى» أحد كتابها الكبار. وقد ذكره حضرة أمير المؤمنين (أيده الله) في خطبة الجمعة بتاريخ 06 أغسطس 2010، فقال ما تعريبه:
“هناك خبر محزن أريد أن أذكره للإخوة وهو أن أخانا السيد مصطفى ثابت المصري قد انتقل البارحة إلى رحمة الله، إنا لله وإنا إليه راجعون. سوف نصلي عليه صلاة الجنازة يوم الاثنين بإذن الله على ما أظن، ولكنني سوف أقرأ عليكم الآن بعضا من وقائع حياته. لقد وُلد المرحوم والمغفور له في مصر في فبراير عام 1936م، وهكذا كان عمره 74 عاما تقريبا. كان موصيا بفضل الله تعالى، وكان يسكن في كندا منذ 1971م. بايع في عام 1956. إن قصة بيعته طويلة جدا وقد ذكرها السيد محمد طاهر نديم في جريدة “الفضل” في مقاله حيث يعرّف بالأحمديين العرب. ترك وراءه ابنا وابنة. لقد توفيت زوجته الأولى ثم تزوج ثانية. قد سبق له أن عمل في شركات النفط. كما خدم في مناصب مختلفة في الجماعة أيضا. فقد عمل سكرتيرا للتبليغ في كندا. وكان رئيسا للجنة الدولية في عام 1985م. كان يتحلى بحماس واندفاع خاص لخدمة الجماعة. كان يُعدّ أشرطة مرئية ومسموعة للإخوة العرب، وقد جهزّ مادة واسعة النطاق لـ ايم تي اي، وقد بُثَّت له عدة برامج. كان سباقا في التضحيات المالية دائما، وقد قدم أموالا هائلة للجماعة في بعض المناسبات. ذات مرة قال عنه الخليفة الرابع رحمه الله بأني راجعت حسابه ذات مرة فعلمت أنه كان يتبرع للجماعة بسبعين بالمئة من دخله، فكان يقوم بتضحيات مالية بسخاء. وقد أنفق أموالا طائلة لتركيب مطبعة الجماعة في المركز. كما تبرع لإقامة دار التبليغ في مصر. وقد ألَّف عدة كتب بالعربية بما فيها “محكمة الفكر” و “أجوبة عن الإيمان”، الإسلام الدين الحي، المعجزة الفلكية، السيرة المطهرة، دلائل صدق الأنبياء. وإضافة إلى ذلك ترجم إلى العربية كتاب “نور الدين” الذي ألفه السيد شودهري ظفر الله خان . كما ترجم كتاب سيدنا الخليفة الرابع رحمه الله: “الوحي، العقلانية، المعرفة والحق” وترجم أيضا المجلد الأول – باسم التفسير الوسيط – من تفسير القرآن الإنجليزي الذي يقع في خمس مجلدات. أتذكر أنه جاءني بمسودته في عام 2003م، كان عندها مريضا جدا، فقال أرجو أن يوفقني الله تعالى أن أكمل ترجمته ويُنشر في حياتي. فوفّقه الله لذلك ونشر الكتاب في عام 2003 أو 2004م. كذلك ترجم الكتاب “مقدمة تفسير القرآن” غير أن آخرين أيضا ساعدوه في هذه الترجمة. كان يلقى خطابات مؤثرة في الاجتماعات السنوية أيضا. كان سباقا للاشتراك في جميع المشاريع. قابلته في عام 1984 لأول مرة حين زار غانا بناء على أمر من الخليفة الرابع رحمه الله. كان بعض الناس في غانا يظنون أن العرب لا يمكن أن يدخلوا الأحمدية بحال من الأحوال فأمره الخليفة الرابع رحمه الله بالذهاب إلى غانا وطلب منه أن يزور بوجه خاص المناطق التي فيها نفوذ أكبر للعرب، فوفقه الله تعالى للخدمة هناك. عندما هاجر الخليفة الرابع رحمه الله إلى بريطانيا حضرها أيضا المرحوم والمغفور له وعمل في النشر والإشاعة بجهد متواصل. لقد مرّ من الابتلاء أيضا لفترة وجيزة ولكنه أبدى إخلاصا ووفاء بكل معنى الكلمة بفضل الله تعالى ورحمته، فأعطاه الله تعالى أجرا عظيما. حين اشتد به المرض قبل 7 أو 8 أشهر كان يكتب إليَّ بأنه يريد أن يأتي إلى هنا ويريد أن يقضي بقية حياته قريبا مني، فأذنت له بذلك فجاء إلى هنا وحل بدار الضيافة رقم 53. وفي اليوم الذي جاء فيه كان مريضا جدا فأردت أن أزوره. ولكنه علم بشكل من الأشكال بأني قادم إليه فخرج من غرفته مسرعا ووصل مكتبي. قلتُ له بأني كنت قادما إليك بنفسي. فقال: لا، هذا لا يمكن. ما دمتُ قد جئتُ فلا بد أن آتي بنفسي لزيارتكم. وقبل بضعة أيام اشتد به المرض وانتقل إلى المستشفى، وظل المرض يتفاقم حتى أودى بحياته رحمه الله. لقد لعب دورا بارزا جدا في برنامج الحوار المباشر. وقد أدى حقَّ خدمتِه للمسيح الموعود وكسْرِ الصليب. كان عالما كبيرا للكتاب المقدس لذلك كان القسس الكبار أيضا يحترمونه كثيرا. كان مصابا بالسرطان ولكنه تحمله بكل صبر وجَلد، وظل يخدم الجماعة إلى أن أعياه المرض تماما. ولم يُظهر على زملائه أيضا بشدة المرض. رفع الله درجاته. وأغلب ظني أننا سنصلي عليه صلاة الجنازة يوم الاثنين كما قلت من قبل، لأن ابنه وابنته سيحضران الجنازة.”