رسالة الى الاتحاد

رسالة الى الاتحاد

بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة الأستاذ المحترم

رئيس تحرير جريدة «الاتحاد» أبو ظبي – الإمارات العربية المتحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد طالعتنا جريدتكم الموقرة في عددها الصادر يوم 16 ربيع الأول 1408 هـ الموافق ۲6 أكتوبر ۱۹۸۸ م بخبر مدهش جداً تحت العنوان التالي المكتوب بأسطر عريضة:

[هزيمة القاديانية في مؤتمر عام بباكستان حضره أكثر من نصف مليون شخص]

وقد دهشنا جداً لقراءة هذا الخبر، والأمور التالية تبين سبب دهشتنا:

أ. كيف أن بعضا من المشائخ المحترفين من باكستان يستغلون عدم معرفة شرفاء العرب بحقيقة أمر الجماعة الإسلامية الأحمدية، فينجحون في خداعهم وتسميم أفكارهم ضد هذه الجماعة المسلمة التي تشهد وتؤمن بكل صدق أن: لا إله إلا الله محمد رسول الله. وكيف أنكم يا أكباد العرب، اغتررتم بقولهم، ونشرتم خبراً خطيراً جداً لا أساس له من الصحة، ناسین قول الله تعالى:

[يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ] (سورة الحجرات :۷)

فلا يليق بكم أبداً، يا أهل السؤدد والشرف، تصديق ما يشيعه بعض المغرضين المتاجرين بالدين حتى تتبينوا حقيقة الأمر.

ب. ويفيد الخبر أن هذا (المؤتمر العام) المقام بلاهور (باكستان) حضره نصف مليون شخص، وقد عقد استجابة لطلب إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية المرزا طاهر أحمد نفسه، للمناظرة مع الشيخ القادری وغيره من المشائخ

مع أن هذا كذب صريح، إذ لم يطالب إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية أيده الله تعالى بنصره العزيز أبداً بعقد أي مؤتمر،

ولم يدع أحداً للمناظرة. بل بالعكس، إنه كان قد وجه دعوة للمباهلة، وأعلنها عن طريق الجرائد والمنشورات على نطاق واسع.. صرح فيها أن قول الله تعالى: «تعالوا ندع» الوارد في آية المباهلة لا يستلزم اجتماع الفريقين للمباهلة مع نسائهم وأولادهم وأقاربهم في مكان واحد وجهاً لوجه، وإنما يعني إقبالهما بالرأي والعزيمة إلى أمر المباهلة واشتراكهما فيها بالدعاء والابتهال إلى الله عز وجل. وقد ورد هذا المعنى في العديد من كتب التفسير مثل روح المعانی، الخازن، البحر المحيط، القاسمی، محاسن التأويل، الكشاف، ومدارك التنزيل. وكان ولا يزال يتمسك بموقفه هذا، ويعلن على الملأ أننا قد امتثلنا لأمر الله تعالى ، وقلنا: لعنة الله على الكاذبين. والآن إن كنتم لا تنفكون مصرين على موقفكم، وتدعون أن كل تهمة من التهم التي ألصقتموها بالجماعة الإسلامية الأحمدية صحيحة تماماً، وأن هذه الجماعة تدين بنفس الدين الذي تعزونه إليها، وتؤكدون للعالم أن هذا هو دينها لا الإسلام، فهلموا قولوا : لعنة الله على الكاذبين، ثم انشروا هذا الأمر في الجرائد بكل وضوح قائلين : قد قبلنا دعوة المباهلة، وها نحن نرفع صوتنا على الملأ، ونجعل لعنة الله على الكاذبين.

هذا كل ما طالب به ودعا إليه إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية معارضيها، لا أكثر ولا أقل. والحق أن المؤتمر المذكور في الخبر قد أقيم بمطالبة الشيخ طاهر القادري أحد المشائخ الباكستانيين المستأجرين من قبل الحكومة الباكستانية. و قد أُنفقت الملايين على جلب الناس من أقاصي مناطق البنجاب بالأتوبيسات و السيارات مجاناً، كما أغرى الناس لحضور المؤتمر بتقديم الأكل والشرب مجاناً لهم. ولكن رغم كل هذه الجهود و هذا الإغراء لم يحضره إلا ما بين 30 أو 35 ألف شخص فقط.

وأي شك في أن الفريق الذي يبالغ في بيانه لدرجة أن يجعل من ۳۰ – 35 ألف شخص نصف مليون، فإنه بنفسه يعلن هزيمته في المباهلة، إذ أن المباهلة لا تعنی سوى تمييز الله تعالى بين الصادق والكاذب. ومن ينكر أن الفريق الذي لجأ إلى الكذب حتى وقت إعلانه عن اشتراکه في المباهلة قد اعترف نفسه بالهزيمة، ولم يستطع الهروب من لعنة الله تعالى.

ج . ومن التهم المذكورة في الخبر أيضاً أن الشبان المسلمين الأحمديين قد ضغطوا على إمامهم لعقد مناظرة عامة مع المشائخ المسلمين بعد خوفهم من المعارضة الشديدة والتشكك في عقائدهم.

وهذا القول أيضاً عار من الصدق والصحة تماماً. فقد كان إمامنا، أيده الله تعالی بنصرہ العزيز، تناول موضوع المباهلة لأول مرة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وذلك خلال تفسيره لسورة آل عمران. ثم ما انفك حضرته يبين حقيقة المباهلة لأفراد جماعته وكذلك للمشائخ المعارضين، في العديد من خطب الجمعة وباستمرار. وأخيراً، وبالتحديد في 10 يونيو ۱۹۸۸م وجه دعوة المباهلة التي تم نشرها بملايين الأعداد وفي مختلف الجرائد .

وليكن واضحاً أن دعوة المباهلة هذه لم توجه إلى عامة المسلمين. كلا، وإنما إلى أئمة المكفرين والمكذبين لجماعتنا. والجدير بالذكر أن الرئيس الراحل الجنرال ضياء الحق كان على رأس من خصهم إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية بالذكر في دعوة المباهلة.

أما الشبان المسلمون الأحمديون الذين قيل عنهم أنهم بدأوا يتشككون في عقائدهم، ويضغطون على إمامهم، مما اضطره لدعوة المشائخ لمناظرة عامة، فيكفيك دليلاً على كذب ذلك الخبر أن هؤلاء الشبان الأحمديين قد أظهروا صدقهم وإخلاصهم في حبهم للجماعة و ولائهم لإمامهم أنهم في يوم واحد فقط، أي في اليوم الذي تم فيه عقد ذلك المؤتمر، قاموا بتوزيع ملايين النسخ من رسالة هامة موجهة إلى الشيخ طاهر القادری من قبل سكرتير الإعلام في الجماعة الإسلامية الأحمدية، في جميع المدن الباكستانية الكبيرة. وذلك رداً على دعوة المناظرة التي وجهها الشيخ طاهر القادري إلى إمام جماعتنا. ولقد تعرض هؤلاء الشبان لأنواع الاضطهاد بسبب توزيع تلك الرسالة، حتى رفعت القضايا ضدهم في المحاكم. وها نحن نرفق رسالتنا هذه نسخة معربة لذلك المنشور (الرسالة)، لتنشروها مشكورين في جريدتكم الموقرة، إذا أمكن. ذلك كي يطلع القراء الكرام على حقيقة الأمر، فيزول عن أذهانهم بعض ما قد يكون يعلق بها من سوء فهم وسوء ظن بجماعتنا من جراء نشر ذلك الخبر في جريدتكم الغراء.

د. وهلم الآن نتحقق في قضية المؤتمر الذي يتفاخرون به بملأ افواههم. إن كل من قرأ دعوة المباهلة الموجهة من قبل إمامنا يدرك جيداً أن حضرته لم يوجهها إلا بعد أن ضيق أعداء الجماعة الإسلامية الأحمدية الخناق عليها، بإلصاق تهم باطلة شنيعة ودعاية كاذبة وسباب فاحش. فقد دعاهم حضرته إلى الكف عن إلصاق التهم والسب والشتم، ورفع هذه القضية معنا إلى محكمة السماء.

وكان رد الشيخ طاهر القادری على هذه الدعوة أن عقد هذا «المؤتمر العام»، وأحضر فيه بعض المشائخ المحترفين المتفحشين الذين استخدموا في سب جماعتنا لساناً بذيئاً جداً، واستعملوا من الكلمات النابية ما يندى له جبين كل مسلم شریف، فضلاً عن العلماء المنتسبين إلى ملة سیدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم.

هذا هو تصور المباهلة عندهم. فبالله عليكم، اقرأوا ادعاءهم وتفاخرهم بانتصارهم في المباهلة ، وبينوا بصدق وأمانة هل هذا هو طريق المباهلة؟ وهل هذه هي علامات الانتصار فيها، حسب كتاب الله العظيم وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم؟؟

هذا، وكان الشيخ القادری قد تباهی بشكل غريب جداً في رسالة مفتوحة نشرها في الجرائد، ذكر فيها أن المرزا غلام أحمد القادياني لما دعا شیخ القادری ومرشده مهر على شاه الجولروی، وكان من أكبر أعدائه ومكفريه، لكتابة تفسير سورة الفاتحة باللغة العربية، فإن شیخه أرى معجزة عظيمة، حيث رد على المرزا قائلاً: إنني أقبل اقتراحك، ولكن بشرط أن تكتب التفسير كما تشاء، أما أنا فلن أحرك ساكناً، وإنما آمر قلمي، فيقف بنفسه ، ويتحرك على الورق بنفسه، ويكتب التفسير العربي تلقائياً.

فأقول : هل الادعاء بإتيان أعمال شعوذة كهذه هو إسلامهم؟ وللأسف الشديد، أنه لم يتقدم أحد ممن حضروا ذلك الاجتماع، وطالب شیخ القادری مهر على شاه الجولروی قائلاً: يا شيخ، ليتك أمرتك قلمك الآن حتى يخط بنفسه بضعة أسطر أمامنا أيضاً.

بعد ذكر هذه (المفاخر) لشيخه الجولروی قد ادعی الشيخ القادری في رسالته أنه لو حضر المرزا طاهر أحمد ليلة المؤتمر فلن يجد مفراً من أحد المصيرين؛ فإما أن يسلم ( أي يرتد عن دين الإسلام، ويعتنق ما يرى القادری و من على شاكلته من المشائخ المحترفين أنه هو الإسلام) أو يهلك قبل طلوع الفجر نتيجة لدعائه وقوته الروحانية. وإن لم يسلم أو يهلك فليتقدم أحد من الحاضرين وليضرب عنقه (القادری).

فهل مثل هذا التفاخر والتباهی موافق التعليم القرآن والسنة النبوية الشريفة؟ وهل تفصل المباهلة هكذا في ليلة واحدة؟

فالحق والحق أقول أن الله تعالى قد أرسل عبده الإمام المهدي عليه السلام لتحرير المسلمين من ربقة أمثال هؤلاء المشائخ الفارغة قلوبهم من خشية الله، ولكن الأسف كل الأسف أن عدداً كبيراً من عامة المسلمين الذين ينقصهم وعي إسلامي حقيقي لا يزالون مقيدين في أغلال هؤلاء.

ر. والفقرة الأخيرة من الخبر تعطي انطباعاً خطيراً بأن المسلمين الأحمديين، بعكس غيرهم من المسلمين، لا يؤمنون بكون الرسول العربي محمد صلى الله عليه و سلم خاتَمَ النبيين. و هذا كذب صريح، لأن المسلمين الأحمديين لا ينكرون أبداً خاتمية الرسول صلى الله عليه وسلم، و إنما الاختلاف في تفسير ختم النبوة. ولقد ذكرنا هذه الحقيقة في دعوة المباهلة بكل صراحة، ولا مجال هنا لذكر هذا الموضوع الطويل . لقد نشرنا دعوة المباهلة في العدد الثاني من مجلتنا العربية (التقوی)، وها نحن نرفق رسالتنا هذه نسخة من ذلك العدد ، حتى تنشروها في (الاتحاد) الغراء، وتطيحوا مشكورين للقراء الأعزاء فرصة للتمييز بين الصدق والكذب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مخلصكم وأخوكم في الدين

عبد اللطيف محمود

06/11/1988م

تعريب رسالة سكرتير الإعلام بالجماعة الإسلامية الأحمدية

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الشيخ طاهر القادری المحترم

بقراءة البيانات التي تدلون بها والرسائل التي تنشرونها في الجرائد رداً على دعوة المباهلة التي وجهها إليك حضرة المرزا طاهر أحمد إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية إننا نستطيع القول، وبكل جزم ويقين أنكم لا تريدون بها إلا لفت الأنظار إليكم وكسبكم الشهرة الرخيصة، وأنكم لستم جادين في هذا الأمر، وأن قلبكم قد تخلى تماماً من تقوى الله وخشيته، وأن مثلكم كمثل المشعوذ الذي يلجأ إلى أنواع المكر والحيل والخداع للفت الأنظار. ونقول ذلك للأسباب التالية :

أولاً : أنكم تحاولون ذر الرماد في أعين القوم بإيهامهم أنكم أنتم الذين تدعون إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية للمباهلة ، وتنتظرون منه قبولها. مع أن إمامنا لم يدعكم للمباهلة فحسب، بل لقد أعلن ذلك على الملأ في خطبه ورسائله مراراً وتكراراً، وجعل لعنة الله تعالى على أمثالكم، وذلك رداً على التهم والافتراءات التي ألصقتموها به وبجماعته. مما يعني أنه قد أصبح فريقاً في المباهلة، وليس عليه بعد ذلك قبول أية دعوة للمباهلة من جديد، وإنما كان عليكم أنتم أن تقبلوها. وما كان عليكم إلا أن تفعلوا ما فعلت الجماعة الإسلامية الأحمدية ، فتعلنوا أنتم بمفردكم أو مع المشائخ المساندين لكم قبول دعوة المباهلة ، وذلك عن طريق نشر نص دعوة المباهلة التي وجهها إليكم إمام جماعتنا في الجرائد، مع إمضائكم وإمضاء المشائخ الآخرين، وتعلنون بوضوح وصراحة أن المرزا طاهر أحمد كاذب في كل ما قال ، وأن الشخص الذي يؤمن المرزا طاهر بكونه مسیحاً موعوداً وإماماً مهدياً أيضاً کاذب دون أي شك ، وأننا أيضاً نجعل لعنة الله على الكاذبين، كما فعل هو . وتعلنون بكل جدية ومسئولية أن كل الأمور التي ذكرها المرزا طاهر أحمد في دعوة المباهلة، وادعى بأنها تهم باطلة وافتراءات صارخة افتراها المشائخ على جماعته، هي حقائق ثابتة، وعلينا لعنة الله إن كنا کاذبین.

فلو كان في قلبكم أدنی خوف من الله تعالى لاخترتم هذا الطريق السهل البسيط

ثانياً: أما خداعكم الثاني فهو قولكم الذي تطالبون فيه إمامنا بالاجتماع معكم في ميدان معین بلاهور، وتدعون أنه يعتبر كاذباً إن لم يحضر في الميدان في يوم كذا، أو عليه أن يحدد هو مكاناً ويوماً تحضرون فيه للمباهلة معه. فاعلموا يا شيخ، أن قولكم هذا ليس إلا خداعاً سولته لكم نفسكم، وعذراً سخيفاً تریدون به الهروب من المباهلة. ذلك لأننا، نحن المسلمين الأحمديين، نؤمن بأن الله موجود في كل مكان من الكون ، وما من مقام إلا وهو تحت تصرفه وفي قبضة قوية من قدرته وجبروته. لقد وسع كرسيه السماوات والأرض، وليس ككراسي الملوك الدنيويين حتى يتحدد في مكان معين من باكستان أو إنجلترا.

فما الذي يمنعكم إذن، ويخيفكم من أن تشهدوا الله على نفسكم وتقولوا : لعنة الله على الكاذبين؟ ولماذا تصرون على اجتماع الفريقين في يوم محدد ومكان محدد؟، أليس الله بقادر على أن يبطش بالمرزا طاهر أحمد وهو في لندن، بسبب لعنتكم التي تدعون بها عليه من لاهور مثلاً، أو يصب سوط عذابه عليكم، أينما كنتم، نتيجة لدعاء المرزا طاهر الذي يدعو به عليكم من أي مكان من العالم؟؟؟

ثالثا: تسدلون من آية المباهلة على لزوم اجتماع الفرقين في مكان واحد وجهاً لوجه. الأمر الذي يوجب على كلا الفريقين إحضار كل فرد من أنفسهم بما فيهم نساؤهم وأولادهم وأقاربهم في ميدان المباهلة. فهل ترون يا شيخ، أن حضور عشرة ملايين من المسلمين الأحمديين المنتشرين في كل أنحاء العالم ومجيء الآلاف أو عشرات الآلاف من أتباعكم في مكان محدد أمر ممكن؟ ثم هل لكم أن تثبتوا أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كان قد اشترط لصحة المباهلة على وفد نصاری نجران إحضار نسائهم وأولادهم وأنفسهم في المدينة المنورة؟ أو عرض عليهم حضوره في نجران مع سائر نسائه وأولاده وأقاربه ومع جميع المسلمين ونسائهم وأولادهم وجميع أقاربهم؟؟

إذن فإنكم تفسرون الآية الكريمة تفسيراً سخيفاً يرفضه العقل والمنطق، ولا تدعمه شواهد التاريخ.

رابعاً: أما إذا كنتم قد عقدتم العزم على الهروب من المباهلة بهذا الطريق ظناً منكم أن الله القدير لا يقدر، والعياذ بالله، على البطش بالكاذبين لتضرع وابتهال ودعاء الصادقين عليهم من مكان بعيد، فإننا نلفت نظركم إلى قوله تعالى :

[إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ] (سورة الجمعة : ۸)

وحيث إنكم تزعمون أنكم أحب إلى الله تعالى من المرزا غلام أحمد القادیانی علیه السلام و من أتباعه، فتعالوا و تمنوا الموت طبق هذه الآية إن کنتم صادقين، وادعوا الله تعالى لهلاككم بحيث تكونوا عبرة للناس إن كنتم كاذبين.

خامساً: إننا نعتقد، وبكل تأكيد ويقين أن المباهلة لا تستلزم اجتماع الفريقين في مكان واحد، وإنما يجب على كل فريق الإعلان بين الناس بصراحة كاملة ووضوح تام عن قبوله لدعوة المباهلة ، ويقول : لعنة الله على الكاذبين. ذلك كيلا يبقى الدعاء مختصاً بشخص الداعي والمدعو عليه ، بل لتكون الآيات التي يظهرها الله تعالى لتصديق الصادق وتكذيب الكاذب بسبب دعائهما، مناراً لهداية الناس عامة. ومن أجل ذلك لم يشترط إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية في دعوته أي شرط كهذا.

لقد صار إمامنا مع جماعته فريقاً في المباهلة بعد إعلان حضرته الدعوة إليها في خطبة الجمعة التي ألقاها يوم 10 يونيو ۱۹۸۸ م، وبعد قوله : لعنة الله على الكاذبين. والآن إن كنتم تتمتعون بشئ من الجرأة الأخلاقية والقوة الإيمانية فتعالوا أعلنوا بصراحة ووضوح ما إذا كنتم تقبلون دعوته أم لا ؟ وإذا كنتم تنوون قبولها فعليكم أن تذكروا في إعلانكم جميع تلك التهم التي تلصقونها بجماعته منذ مدة طويلة ، والتي قد ذكرناها في دعوة المباهلة ، ثم تتبعوها بقولكم: لعنة الله على الكاذبين.

غير أننا ننصحكم بتقوى الله وخشيته وطلب المغفرة منه والتجنب عن التطاول والتجاسر على الإمام الذي بعثه الله تعالى في هذا الزمن، لتنجوا من غضب الله وسخطه. كما ننصحكم أن تأخذوا عبرة من الآيات التي أظهرها الله تعالى على صدقنا حتى الآن منذ إعلان المباهلة. لا شك في أن هدف المباهلة ليس إلا أن يظهر الله للناس کذب الكاذب جلياً، وإن كنتم لا تزالون مصرين على موقفكم فماذا تقولون في ذلك الافتراء من المشائخ علينا الذي قد ذكرناه في دعوة المباهلة، وقد أظهر الله كذب المشائخ فيه .. أعنی تهمتهم القائلة أن المرزا طاهر أحمد وجماعته هم الذين قتلوا أسلم قريشي أحد المشائخ الباكستانيين. (وكان الشيخ قد اختفى وذهب إلى إيران. فاتهم المشائخ جماعتنا بقتله ، و أثاروا ضجة كبيرة ضدنا. ولكنه ظهر بعد خمسة أعوام تقريباً فجأة في لقاء صحفي على شاشة التلفزيون الباكستاني في يوليو ۸۸، أي بعد مضي شهر واحد فقط على إعلان دعوة المباهلة الموجهة إلى هؤلاء المشائخ. وأعلن أنه لا يزال حياً. لم يقتله الأحمديون ، وإنما هاجر إلى إيران لضائقة مالية ، وخدم الجيش الإيراني خلال فترة اختفائه. المترجم).

فإذا لم تنتبهوا بعد تذكيرنا هذا، ولم ترتدعوا عن خداع عامة الناس وإيهامهم أنكم أنتم الذين توجهون إلينا دعوة المباهلة، وأننا نحن الذين نفر منها، فإننا نتضرع ونبتهل إلى الله العزيز القهار أن يجعل خداعكم هذا بمثابة قبولكم للمباهلة ، فيري الناس أية بينة عن طريق إنزال غضبه وقهره عليكم.

المخلص

رشید احمد شودری

سكرتير الإعلام

بالجماعة الإسلامية الأحمدية

لندن

Share via
تابعونا على الفايس بوك