التقوى منكم وإليكم

التقوى منكم وإليكم

أضرار الأسبرين وفوائده

الجوانب الإيجابية

لم يتوصل الأطباء إلى يومنا هذا إلى وجود أضرار من جراء تناول الأسبرين لعلاج حالات الصداع، التهاب المفاصل وآلام الظهر وآلام الدورة الشهرية. كما أنّ هناك دلائل طبية تشير إلى أن تناول كميات صغيرة منه تحت الإشراف الطبي يقلل من خطر الأزمات القلبية بالنسبة للمصابين بأمراض القلب.

ولا تتوقف فوائد الأسبرين إلى هذا الحد إذ أن البحوث الطبية تشير إلى فائدته في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون، إذا كان الشخص من المعرضين للإصابة بهذا المرض.

كما أن للأسبرين فوائد عديدة لدى الحامل المصابة بضغط الدم المرتفع جدًا والخطير، فإنه يساعدها في تقليل الخطر على صحتها وصحة جنينها تحت الإشراف الطبي الدقيق.

الجوانب السلبية

لا يجوز إعطاء الأسبرين للأطفال دون سن الثانية عشرة لأنه قد يتسبب في إصابتهم (لا سمح الله) بحالة مرضية نادرة وخطيرة تؤدي إلى فشل في الكبد والتهاب في الدماغ.

كما يمكن أن يسبب الأسبرين الحساسية، وإزعاج المعدة، وربما إلى عسر الهضم. وقد يسبب للبعض الإصابة بالقرحة مؤديًا في حالات نادرة إلى الإصابة بنزيف داخلي خطير.

ويؤكد الأطباء على أخذ الأسبرين كعلاج لعدة أيام فقط وذلك بالاستشارة الطبية كي لا يحدث ما لا يُحمدُ عُقباه.

  السجن لمبتكر فيروس مليسا

تمكنت السلطات الأمنية الأمريكية مؤخرًا من إلقاء القبض على مواطن أمريكي صمم فيروس مليسا الإلكتروني الذي أصاب أجهزة كمبيوتر في آلاف الشركات والمؤسسات الحكومية في مختلف أنحاء العالم. وتسبب الفيروس في أضرار مادية تقدر بمليون دولار.

وأفادت إحدى السلطات الأمنية أن صاحب هذا الفيروس المبرمج ديفيد سميث قد يواجه حكمًا بالسجن لمدة عشر سنوات ودفع غرامة مالية كبيرة.

واعترف سميث أمام المحكمة أنه اخترق الأنظمة الحاسوبية عن قصد وأنه كان يعلم تماما ما كان يفعله.

كما أدلى سميث بتصريح لإحدى الجرائد المحلية قال فيه إنه لم يكن يتوقع حجم الخسائر الكبيرة التي تسبب فيها الفيروس للآخرين إذ أنه أدرج بعض الخصائص لمنع حدوث خسائر كبيرة.

وقد قدرت بعض السلطات المختصة في مجال الإعلامية أن فيروس مليسا الذي تفشى عبر الرسائل الإلكترونية أصاب حوالي مليون كمبيوتر في العالم.

مساهمة الصديق: م. ع. ع

(تونس)

نعمة الفطرة

ليس فينا ذلك الشيخ الطيب، فقد غادرنا منذ زمن طويل إلى مكان مجهول، لكنه ما زال يتبوأ مكانةً عاليةً في قلب كل شخص في قريتنا، ولا نزال نشعر به كلما خفقت قلوبنا، وما زال حيًّا يعيش في جوّ القرية الخلاب ومناخها الساحر.

لقد وفد إلى قريتنا حين كنت ابن عشر سنوات وهي تشهد أشدّ أدوارها مرارةً، إذ كان كل فردٍ فيها يَكره الآخر ويبغضه. والجيران يتباغضون وينزعج بعضهم من بعض من أجل أتفه الأمور وأبسطها. لا نعرف ما الذي أثار ثائرة جارنا «اسكندر» فأحاط حقله بالأسلاك الشائكة وأعلن أنه لن يسمح لأحد بالمرور عبر حقله. وردًّا على ذلك قام أهل القرية والآباء هم الآخرون باتباع المبدأ نفسه وردّوا عليه بأسلوب وقح.

كانت أمي تشبّه أهل القرية بحبل مهترءٍ ناعم لا يفيد في حالة ارتخائه فإذا شددناه انقطع، وكنا نحن الصغار نتخاصم ونتشاجر اقتداءً بالكبار فلم يكن الأقران والأتراب يلعبون معنا.

كان الشيء الوحيد الذي يجمع أهالي القرية هو المرعى حيث كانت المواشي والدواب ترعى إذ كنا نتركها صباحًا في المرعى وعند الأصيل كانت تأتي إلى البيت من تلقائها، وإذا تأخرت كان كل واحد يذهب ليجلب ماشيته. فكان يبدو أحيانا أن البقر هي الأخرى يمقتُ بعضها بعضًا ولا يأنس بعضها إلى بعض.

ذات ليلة من هذا الأحد المظلم القاتل نزل قريتنا ذلك الشيخ مع عائلته ونصب خيمة وكانت له بقرة. في اليوم التالي جاء إلى أبي ليسأله إن كان يسمح لبقرته أن ترعى في مرعى القرية وعرض عليه أن يسوق جميع البقرات إلى القرية عندما يحلّ دوره. تنهد أبي وقال بابتسامةٍ مشحونةٍ بالأسى: كل واحد في قريتنا مسؤول عن بقراته فقط وليس ثمة قانون يفرض على أحد أن يسوق المواشي إلى القرية. تنفس الشيخ الصعداء عندئذ قائلاً: يبدو أن أهالي القرية لا اتفاق بينهم ومن المستحسن أن يكون الناس منسجمين مثل أنغام الموسيقى بيد أنهم كانوا بعيدين عن مثل هذه الأمنية.

ذات يوم جاء إلى بيتنا ليستعير المعول وحين عاد ليرده عرض علينا أن يصقل الجلجل المعلق في عنق بقرتنا كأجرة استعماله المعول لأنه بدا لا نغمة له بسبب تراكم الصدأ عليه. أخذ الجرس لينظفه ويصقله، وحين ذهبتُ إلى بيته في اليوم التالي لأمرٍ ما وجدته صقله ولا يزال يشحذه. كان يحكّه قليلاً ثم يقربه إلى أذنه ليسمع دقة الجرس ثم يقول في نفسه: لا، ليس بعد. ثم يعود إلى صقله. كان يتابع عمله ولم يكن يبدو مقتنعًا به لكنني وجدت صوت الجرس ساحرًا ذا إيقاعٍ عذب إذ اكتشفت لأول مرة أنّه يمكن لجرسٍ أن يكون ذا صوتٍ ساحر وذا نغمةٍ فاتنة كهذه. لقد حرّك الجرس للمرة الأخيرة وبدأ يسمع رنينه باستغراق عندها لمحت غبطةً غريبةً تتألق على وجهه وبدأ يزقزق مثل الصغار ويقول: الآن أصبح فيه دقّة جرسٍ رنانة لأنّ الناس كمثل الأجراس لا بد أن يُخلق فيهم هذا التناغم كما يجب أن يعيشوا في إيقاعٍ واحد مثل أوتار آلات الموسيقى.

مرت الأسابيع وحصدنا الزرع وكنت مسرورًا بأن الشيخ قد أوجد في جرس بقرتنا رنة ساحرة. لكنني سرعان ما أدركت أن الشيخ الطيب قد خلق في أجراس سائر البقرات في قريتنا نغماتٍ ساحرة متنوعة. إذ كان يستعير كل يوم المنجل والفأس والمعول وغير ذلك من الأدوات ويصقل جرس بقرة من استعار منه هذه الأدوات ويجعله نغمةً رنانة.

كانت بقرتنا تعود إلى البيت عند حلول الظلام لكنها تأخرت ذات ليلة عن موعدها فأرسلني والدي لأستقصي خبرها. قصدت المرعى بصحبة صديقي، كان المرعى خلف المرتفعات الصخرية وحين اقتربنا من الصخور استقبلتنا موسيقى عذبة ذات أنغام ساحرة فهلعنا في أول الأمر، وقلنا في سرّنا، تُرى من عساه يعزف هذه الموسيقى في هذا الموقت المتأخر، بهذا الأسلوب الساحر. استحوذت علينا تلك النغمات واستمرت تتردد في آذاننا.

بعد فترة قصيرة لحق بنا رجلان من قريتنا بحثًا عن بقرتيهما وحين سمعا هذا الصوت العذب الساحر انجذبا إليه مثلنا ووقفا بجانبنا. إن هذه النغمات بلا ريب لم تكن من صنع الأهالي. كان  أهالينا محرومين من سماعها على الدوام.

وسرعان ما التفَّ بنا عدد من كبير من أهالي القرية مسحورين مبتسمين بعضهم بعضا مستمعين إلى ما يسمعون. عندئذٍ أدركت أنّ سرّ اجتماع الأهالي هو بحثهم عن بقراتهم التي لم ترجع في موعدها المحدد!!

رأيت معظم أهالي القرية واقفين وراء تلك الصخور حتى ساد الظلام عندئذٍ باغَتَنا ذلك العجوز الوقور وقال لنا: ما بكم؟ خذوا بقراتكم وعودوا فإنّ وقت الحَلْب قد تأخر. قال أحدهم: لا لنتريث قليلاً فإننا إذا ذهبنا بالأبقار سنُحرم من هذه النغمات، فقد اكتشفنا أنه لم يكن هناك وراء الصخور أي عازف ولكن الأجراس التي نظفها وثقفها أصبحت تصدر أصواتًا ساحرةً.

قال العجوز مبتسمًا: إنّ مثل بني البشر كمثل الأجراس لا تتناغم عفوًا وإنما الإنسان يخلق فيها التناغم وينبغي أن يتعايش الناس أيضًا مثل نغمات الأجراس.

ذلك العجوز ذو الأسرار ليس موجودًا بين ظهرانينا الآن لكنه قد زرع في كل صغير وكبير تناغمًا. إنه لم يُلقِ وعظًا كما لم يكن فيلسوفًا وإنّما نظّم أجراس بقراتنا التي أصدرت نغماتِ وئام وانسجام في قلوب الناس.

كانوا في يومٍ مضى يتباغضون ويتنافرون واليوم ترى فيهم تغيرًا ملحوظًا إذ يقبعون حول من يصيبه أي ألمٍ أو ضرر. الجار فداءٌ لجاره وأهل القرية يزرعون مجتمعين ويجنون الثمار متعاونين. وإذا انهدم كوخ أحدهم بسبب الأمطار يساعدونه في إعادة بنائه.

لقد كَبِرتُ وبدأ الشيب يخطُّ شعري لكن ذلك العجوز الطيب القلب ما زال يحتل مكانة عالية في قلبي وعقلي. وما يزال الناس يتساءلون عن سبب نزوله في قريتهم ولا يخفى عن أحدٍ أنه جاء ليوجد في قلوبهم وفي أجراس بقراتهم انسجامًا ووئامًا. ولا يزال الناس يتساءلون أين رحل؟ لعله يمر صوب قرية أخرى ليوقظ في أهاليها الوئام والتناغم مثلما أيقظ ذلك فينا؟

عن قصة للسيدة بيكم عظمت

مساهمة الصديق محمد أحمد نعيم (سوريا)

 

Share via
تابعونا على الفايس بوك