نحن والإنترنت

الإنترنت ورائحة الطباشير

لو عُدنا قليلاً إلى الوراء لوجدنا أنَّ الإنترنت حقّقت اليوم ما يشبه الإعجاز في تقريب المسافات بين الأفراد والمجتمعات وما كان في الماضي حلماً بعيداً أصبح اليوم واقعاً لا نستغربه بل نطالب بتطويره.

حقّقت الإنترنت في مجال التعليم قفزات هائلة جعلت المفهوم القديم للمدرسة يتغيّر بصورةٍ جذرية ففي حين كان المعلم المصدر الأساسي للمعلومات للطالب ومكانه المدرسة، نجد اليوم أنَّ الطالب يملك في منزله كنزاً كبيراً من المعلومات وبإمكانه أن يغذّي ذاكرته العلمية بصورةٍ يمكن أن يتفوّق بها على مُعلّمه.

فلم تعد المدرسة هي فقط البيت التعليمي بل أصبح أي مكان متصل بالإنترنت هو الآخر مدرسة حقيقية يمكن أن تضم طلاب ومدرّسين وقاعات دراسيّة ومحاضرات يشترك بها محاضرون وطلّاب من جميع أنحاء العالم وكل ذلك يحدث في فضاء الشبكة العنكبوتية المسمّاة (الإنترنت).

في الماضي كانت الدراسات الاجتماعية تقدّم للطالب فكرة عن طبيعة المجتمعات الأخرى وسماتها المميّزة وقد يحتاج الإنسان إلى قطع آلاف الأميال للاحتكاك المباشر بأفراد تلك المجتمعات والقيام بتجربة علميّة مفيدة. ولكن الإنترنت اليوم توفّر للمتصفّح فرصة لقاء الآخر والتعرّف على خلفيته الاجتماعية من خلال اتصال سمعي بصري كتابي. وهكذا نجد الشعوب تلتقي وتذوب في وعاءٍ واحد له سِمة واحدة وهوية واحدة، ونواجه ما يسمّى بخطر العولمة.

يبقى السؤال الهام: ترى هل سيأتي اليوم الذي نسخر فيه من عاداتنا الدراسية القديمة ونقول رحم الله أيام مقاعد الدراسة والسبّورة ورائحة الطباشير؟؟

Share via
تابعونا على الفايس بوك