تأملات

 

“أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ * فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ” (البلد: 9-13)

تفكر يا أخي في الإسلام في كلام الله المنان، ولا تركن لكلام الشيوخ والرهبان. واستعمل كل أساليب البيان لترقى في سلم العرفان بعد تجاوز هذا الإمتحان. فقم بفك رقبتك من يد الرحمان، وأحسن إلى نفسك قبل الإحسان، وأهرع إلى ذلك قبل فوات الأوان، ليدخلك الله من باب الريان. فإن أردت فك الرقاب فابدأ بفك رقبتك قبل العقاب، وإذا رغبت في دخول الجنة فقم بتطبيق تعاليم الكتاب والسنة، وقبل أن تلعن المشركين من الناس، انصب لنفسك محكمة على هذا الأساس. فإذا قلت فاعدل ولا تخسر في الميزان ولا تمرق من الدين مرق السهم من الرمية، ولا كمرور الحية من الطية. ثم فكر وتأمل بما وهبك الله من الحواس وقل لماذا أنزل الله على بني إسرائيل أنواع القصاص ثم زن لنفسك بنفس القسطاس. وتذكر كلام رسول رب الأنام في قوله على رأس كل قرن يأتيكم إمام، وقوله وهو بعد الله أصدق الصادقين.. الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم الدين، فمن هو في رأيك هذا الإمام الأمين في مثل هذا القرن الحزين؟ فلا تنكر وجود الإمام الموعود المنتظر لهذا الوجود فتنقض المواثيق والعهود لتصد عنه أشد الصدود. فقم بتصديق المهدي التابع وبقوة إيمانك عن شرفه دافِعْ.

فإذا أردت أن تكون من الأولياء لله الأوفياء الأصفياء، فلا تنتهج سنن من قبلك بدون دراية وذكاء لتفتري على الله أشد الإفتراء فتقول إن هذا إلا سحر مفترى ولن ينزل الله شيئا في الورى، وتنسى أن الله الغفور لا يعجزه ان يحيي من في القبور. قتب إلى الله وكن من الشاكرين وتلقى الحكمة من رب العالمين كما تلقاها لقمان الحكيم، ثم تفكر في الوصايا ولا تأمن مكر رب البرايا، ولا تغتني بما عندك من الهدى والنور فيتجسد فيك كيان الشيطان المغرور واعلم أن ليس بعد نور الله نور، فاصدع بما تؤمر وأعرض عن الجاهلين وإن جاهدوك في كل وقت وحين، فاعلم أن لله نفحات وجذبات وتجليات غير محدودات بأي من الإتجاهات إذ إنها تفوق كل الإعتبارات لأنها حتمًا من رب الأرض والسماوات، فإن رحمك الله سيهبك من تلك البركات.

Share via
تابعونا على الفايس بوك