بين التيارات المادية الجارفة ومياه المدارس الدينية الآسنة... أين نذهب

بين التيارات المادية الجارفة ومياه المدارس الدينية الآسنة… أين نذهب

أشرف سقلاوي

تبدأ القصة في مدينة فيها كباقي مدن العالم اليوم كل أنواع الانحراف. وكون هذه المدينة تقع في مجتمع مسلم سيكون من الطبيعي جداً وجود مساجد ومدارس دينية لا تزال إلى الآن تنظر إلى الأرض على أنها مستوية وليست كروية، أو في أفضل الحالات تنظر إلى الإنسان على أنه مخلوق طيني وقع في شراك الشيطان عندما كان في الجنة وهبط منها لأنه أكل مجرد تفاحة!

ويبدأ الصراع العنيف بين قوى المجتمع المحيط ليس في الخارج فقط بل في داخل الشاب المسلم: هل عليه أن يقتل هذا الصوت الذي في داخله والذي يقول له ما الذي تؤمن به؟!. أما تزال تؤمن بالسحر الشعوذة وقد وصل الغرب إلى المريخ؟!

ويجيبه الشاب: اخرَسْ أيها الشيطان، إن السحر موجود في القرآن.

الصوت: إذن لماذا لا تلجئون إلى السحر لتحرير أرضكم السليبة وحل مشاكلكم، لماذا لا تستخدمونه في مواكبة اليابان في تقدمها الصناعي، ولماذا لا تلجئون إلى هذا السحر وهذه الشعوذة بدل أن تذهبوا إلى مستودعات الغرب تسألونهم الطعام والشراب والكساء وكل متطلبات الحياة؟!

الشاب: ويحك إن هذا شرك.

الصوت: بل ويحك أنت، إن كل مجتمعك مشرك بصورة أو بأخرى. فهذا الموظف مرتش وليس في قلبه إلا الدرهم والدينار، وذلك الشاب ليس في قلبه إلا تلك الفتاة، وهذه الفتاة ليس في قلبها إلا الموضة وأخبار المشاهير والمطربين. فإذا كنتم تستسيغون كل هذه الأنواع من الشرك أليس الأولى بكم أن تشركوا بطريقة إيجابية أو على الأقل أن تستفيدوا من شرككم.

الشاب: تبّاَ لك أتريدني أن أكفر بالله؟!

ويُسكت الشاب الصوت في داخله ليستمع إلى آلات التسجيل الهرمة. آلات تلبس الدشداش القصير أو العمامة أو العباءة لا فرق كلها آلات تنطق بما حفظت من أعوام الظلام التي خيمت. لكن ما الذي يحدث إذا ألح الصوت على الشاب وطالبه بأجوبة تقنعه. لن يكون أمام الشاب من خيار آخر إلا الانجراف وراء أبواق الغرب التي تنعى الإسلام كل يوم معلنة عن انتصار في هذا المجال أو ذاك ومعلنة عن قبر الدين وموت الأسطورة الإله.

وتأتي الأحمدية على فرسها الأبيض بيدها سيف الحكمة وباليد الأخرى غصن السلام محاربةً الإلحاد والمادية وكاسرة الصليب على رأس أصحابه، ولكن للأسف تأتي التماسيح من المياه الآسنة، أو ما يسمى بالمدارس الدينية، مرتديةً عمائم لتنقضّ على حامي الإسلام الأخير في هذا العالم. فهل ستتحرك جموع المسلمين لنصرة فارسهم أم ستبقى خائفة من تماسيحها وهي تأكلها بفتاويها وتذرف عليها الدموع؟!.

Share via
تابعونا على الفايس بوك