بالبريد الجوي

بالبريد الجوي

ردود سريعة

الصديق ن.إ (النرويج)

  • تشكرك أسرة ((التقوى)) على اهتمامك بالمواضيع الدينية وترجو أن نكون عند حسن ظنك. وتحيطط علماً بأن المجلة في طريقها إليك.
  • إلى جميع الأخوة الذين راسلونا من غانا بخصوص الحصول على كتب دينية مختلفة، الرجاء الاتصال بفرع جماعتنا في بلدكم. يمكنكم الحصول على العنوان من أقرب مركز بريد بمدينتكم.

الصديق س.ش (مصر) يسأل عن غياب سلسلة ((السيرة المطهرة)) من على صفحات التقوى.

  • لأسباب إدارية وتقنية عديدة توقفنا عن نشر السلسلة، والحمد لله أن هذه العقبات قد زالت الآن وسنبدأ مرة أخرى بنشر ما تبقى منها في المستقبل القريب إن شاء الله.

علاقة العولمة بالفردية

قرأت منذ فترة حول إضراب عمال توزيع إحدى الصحف الفرنسية. ولو حدث هذا الإضراب قبل ست سنوات لاستحال وصول الصحيفة إلى قرائها. إلا أنها وصلت إليهم وبأسرع ما يمكن. والسر في ذلك طبعا شبكة الإنترنت، التي تُتيح لأي صحيفة الوصول إلى قرائها في جميع أنحاء المعمورة حتى لو أضرب عمال توزيعها وعمال المطارات وجميع وسائل النقل والمواصلات. فالتقدم العلمي الذي يسهل انتقال رؤوس الأموال والمعلومات والمنتجات عبر الحدود الدولية هو نفس العامل الذي يقضي على الطابع الجماعي للعمل ويعزز بالمقابل الطابع الفردي لمختلف مظاهر الحياة. وما نلاحظه يوما بعد يوم انتقال القوى العاملة من أصحاب القوة العضلية إلى أصحاب القوة الذهنية، حتى أصبحت الكثير من الشركات على استعداد للاستغناء عن مئات العمال الذين يعتمدون على قواهم العضلية. ولا تُفرط في عامل واحد يتمتع بذهن ابتكاري ويساهم بأفكاره ومعارفه الحاسوبية والمعلوماتية في تطوير منتجات الشركة، وزيادة قدراتها التنافسية في السوق. ففي حين تستطيع الآلات الحلول مكان مائة عامل من الفئة الأولى، لا تستطيع التكنولوجيا حتى الآن، الحلول محل العامل المبدع. هذه في الحقيقة صورة واحدة لهذا المأزق الاجتماعي. أما الصورة الأخرى هي أن التكنولوجيا التي جعلت الفرد عضوا في المجتمع الدولي الذي تتوزع أجزاؤه وشرائحه على أطراف المعمورة، هي نفسها التي تدفعه إلى تقليص زياراته الشخصية لأفراد أسرته وأصدقائه.

ففي حين يستطيع مواطن فرنسي صاحب إحدى الشركات متابعة سير أعمال فرع شركته في ((تايوان)) يوما بيوم –وحتى ساعة بساعة- وهو جالس في مكتبه، نجد أن هذا الشخص يكتفي بالاتصال هاتفيا بوالدته أو باقي أقاربه، بدلا من زيارتهم شخصيا من حين لآخر.

إن التكنولوجيا التي تسمح للمرء قراءة أي صحيفة في العالم حال صدورها، هي نفسها التي تتيح له الحصول على نسخته من الصحيفة بمجرد النقر على مفاتيح كومبيوتره، بدلا من الخروج من المنزل والتعامل المباشر مع بائع الصحف. وهذا ليس إلا مثالا بسيطا على تقليص فرص الالتقاء البشري المباشر رغم قرب المسافات بين البشر. فمع مرور الأيام، تزداد حصة التعامل البشري  – الآلي – على حساب التعامل البشري -البشري-. ولم يسلم عالم الأطفال من هذه الآفة. فبعد أن كُنا في طفولتنا نضطر للخروج إلى الشارع للعب مع أولاد الحي، يجلس أبناؤنا اليوم داخل المنزل ليمضوا وقتهم مع ألعاب الكمبيوتر فماذا يعني هذا؟.. مزيد من العزلة الاجتماعية ومزيد من الفردية.. وهكذا يبدو لنا أن العولمة والفردية وجهان لعملة واحدة!!

مساهمة الصديق م.ع.م

                       (تونس)

  

معالم تاريخية حول حوض الأمازون

أثبتت اكتشافات حديثة حققها علماء الآثار وهم ينقبون في حوض الأمازون بأن تلك الغابات كانت بعيدة كل البعد عن البدائية حيث ترسم هذه المكتشفات صورة لمجتمع متطور بقدر واسع من المدنية. وليس هذا فحسب، بل إن مكتشفات الأمازون يمكن أن تعلم أبناء اليوم طرقا جديدة للحفاظ على الغابات وحمايتها.

ويعتقد علماء الآثار أن حوض نهر الأمازون وروافده كان يوما ما موطنا لمجتمعات يبلغ تعداد سكانها 6 ملايين نسمة. وقد تحدثت التقارير التي أرسلها أوائل المستعمرين البرتغاليين عن بلدان ومدن تمتد لأميال على طول النهر. لكن الأمراض الغريبة التي أتى بها الأوربيون وحربهم الشعواء التي شنوها على أهالي تلك البلاد وتجارة الرقيق قد أدت إلى فناء هذه المجتمعات كلها. وهكذا ماتت المدن والبلدان وغطتها أدغال الأمازون. ما خلّفته هذه الأقوام يثبت أن أهاليها كانوا أطول قامة من الهنود الحمر وأنهم عاشوا في مجتمعات متطورة، كما أن النساء لعبت في تلك المجتمعات بين الحين والآخر دوراً قياديّاً، وبشكل مستمر.

و مما يزيد صعوبة عمل الدراسين لحضارتهم أنهم كانوا يكتبون. أما التراث الشفوي للهنود الحمر المتبقين في الأمازون لا يسرد الأحداث بتسلل زمني. ولهذا فهو لا يبين الفواصل بين عوالمهم المادية والروحية. كما أنه من غير الثابت حتى اليوم.. أن الهنود الحمر اليوم هم من نسل أولئك الذين بنوا البلدان وزرعوا الغابة على امتداد الأمازون في أزمان قد تعود إلى ما قبل ثمانية آلاف سنة من الآن واستمرت حتى أتاها بلاء الاستعمار الأوروبي في القرن السادس عشر.

ومن المحتمل أيضا أن الحضارات المتطورة التي عرفتها أمريكا اللاتينية قد بدأت فعلا في أراضي الأنهار والغابات الكثيفة داخل حوض الأمازون حيث كان تجارها يخرجون إلى الأراضي المفتوحة بين الجبال وعبر الأنهار ليستثمروا. معنى ذلك أن حوض الأمازون هو مهد حضارات أمريكا اللاتينية من أولئك البشر قد عاشوا وعملوا وبنوا مدنهم داخل الغابة دون أن يتسبّبوا لها بأي ضرر. فهل يعلّمنا ذلك شيئا؟!

بدأ منقبوا الأمازون حاليا بتجميع الصورة المجزأة الضخمة لمجتمعات منفصلة كانت تعيش في حالة من الرخاء النسبي. وعمل هؤلاء المنقبين ليس بالأمر الهين.

حيث إنه بالغ الصعوبة لاتساع رقعة الأرض ولكثرة المخاطر. وخلال عمليات التنقيب كان كبار العلماء على وشك الموت حينما لدغته أفعى. وعلى الرغم من هذه المخاطر فإنهم يتابعون عملهم بدون اكتراث.

فعلى امتداد النهر يعثر المرء على مزارع وبعض المتنزهات أيضا حيث يمارس السياح رياضة التزلج بالدراجات المائية فوق مياه النهر. كما أن الدروب تحولت إلى طرق معبدة. وستظهر الفنادق في تلك المناطق قريبا.

ومع أن الأمر يبدو وكأنه إساءة لهذه الطبيعة البكر إلا أنه سيجلب معه فرص العمل والمال لأبناء الأمازون كما أنه سيفرض الحفاظ على هذه الغابات، وهذا بالضبط ما يريد السياح رؤيته حين يزورون هذه الأماكن. فآثار الحضارات القديمة تستقطب كثيراً من السياح في حوض الأمازون.

وهناك مَدَنيات مثل ((ماراجوارا)) و ((ماراكا)) قرب مصب النهر العظيم حيث اكتشفت مقابرهم وبقايا منازلهم من قدور وفخار وغيره. كما عُثر مؤخرا على مصنوعاتهم الأكثر تقدما مثل ((السيراميك)) المزخرف في منطقة سانتاريم.

والأمر الذي يشد فضول الباحثين حاليا هو الأمل على كشف المجتمعات البائدة الأخرى عند أعالي النهر.

ومع أن هؤلاء الأقوام كانوا ينتشرون بكثافة سكانية نسبيا على جوانب النهر إلا أنهم كانوا يزرعون تربة الغابة المطيرة الفقيرة ويتمكنون من تحسين غلال محاصيلهم دون الإضرار بالغابة. وهناك أدلة على مقدرتهم على تحسين طبيعة التربة. بل يجب القول إن التربة الجيدة التي نعاينها اليوم هي الدليل على وجود بلدة قديمة تحتها. فحالما يعثر المستكشف على تربة سوداء اللون يعني أنه عثر على بلدة.

ذلك أن تربة الغابة الرملية صفراء اللون تربة فقيرة لا يمكن أن تعطي الحياة إلا لنباتات عشبية هزيلة. وحالما تضمحل الأشجار التي فوقها فإنها تنجرف فورا لتظهر تحتها تربة سوداء اللون وغنية بالمخضبات. ويرى الخبراء أن تركيبة هذه التربة فعلا عجيبة وفريدة من نوعها. ويعرف مزارعو اليوم خصوبة هذه التربة السوداء لذلك يسرعون لشراء أراضيها بأثمان باهظة. علاوة على أنها مليئة بالبقايا الفخارية لمن زرعوها قبلهم. وكل ما عليهم هو العثور على هذه البقايا وتنظيفها من الرمل لتظهر بين أيديهم نماذج عن فنون حضارة الهنود الحمر. وبغض النظر عن كيفية اندثار تلك الحضارات أمام غزو الأوربيين وما تبقى خلفهم من آثار شاهدة عليهم فإن الخبراء يعتبرون أن أهم ما تركوه للعالم المتقدم اليوم هو درس مهم حول استثمار المكان دون تخريبه.

بتصرف من شبكة الإنترنت

مساهمة من الصديقة: ع.م

(الأردن)

Share via
تابعونا على الفايس بوك