هـلمّ إلى كتـاب الله صدقًا
وإيمـانًا بتصـديق الجـنانِ
.
ومـا القـرآنُ إلا مثـلَ دُرَرٍ
فرائـدَ زانَها حسـنُ البـيانِ
.
به ما شئتَ مِن عـلم وعقـل
وأسـرارٍ وأبْـكارِ المعـاني
.
يسكِّتُ كلَّ مَن يعـدو بضغنٍ
يبكّت كلَّ كـذّاب وجـاني
.
رأيـنا دَرَّ مُـزْنتِـه كثـيرًا
فـدَينـا ربَّنـا ذا الامتـنانِ
.
.ومـا أدراكَ ما القرآنُ فيضًا
خفـيرٌ جـالبٌ نحو الجِـنانِ
.
لـه نورانِ نورٌ من علـوم
ونورٌ مـن بيـان كالجُـمانِ
.
كلامٌ فائق ما راقَ طرفي
جـمـالٌ بعـده والنَّـيِّرانِ
.
أَياةُ الشمس عند سَناه دَخْنٌ
وما لِلَّعْـلِ والسِبْت اليمـاني
.
وأين يكونُ للقـرآنِ مِثـلٌ
وليس لـه بهذا الفـضل ثاني
.
ورِثنْا الصُّحْفَ فاقتْ كلَّ كُتْبٍ
وسبقتْ كلَّ أسفـار بشانِ
.
وكلُّ النـورِ في القـرآنِ لكنْ
يمـيلُ الهـالكونَ إلى الدُّخانِ
.
بـه نِلْنـا تُراثَ الـكامِلِـينا
به سِرْنا إلى أقصـى المعاني
.
فقُـمْ واطلُبْ معـارفَهُ بجهدٍ
وخَفْ شرَّ العواقبِ والهَوانِ
.
وآخـرُ كلِمِـنا حَمْدٌ وشكرٌ
لِرَبٍّ مُحْسِـنٍ ذي الامتِـنانِ
(نور الحق “الجزء الأول” الخزائن الروحانية، ج 8 – ص 88-89، 91،95)
وإِنَّ كتابَ اللهِ بَحْرُ معارفٍ
ونَجِدَنَّ فيهِ عُيونَ ما نَسْتَعذِبُ
.
وَكَمْ مِّنْ نِكاتٍ مِثْلَ غَيدٍ تمَتَّعتْ
بها مُهْجَتي مِنْ هَدْيِ ربِّي فَجَرِّبوا
.
إِذَا ما نَظَرْتُ إلى ضِياءِ جَمَالِهِ
فإذا الجَمالُ على سَنَا البَرْقِ يَغْلِبُ
.
رأيتُ بِنورٍ نُورَهُ فَتَبَيَّنَتْ
عليَّ حَقائِقُهُ فَفيها أُقَلَّبُ
.
يَصُدُّ عنِ الطَّغوى ويَهدِي إلى التُّقى
خَفِيرٌ إلى طُرُقِ السَّلامةِ يَجْلِبُ
.
يَجُرُّ إلى العُليا وَجَاءَ مِنَ العُلى
كما هو أمرٌ ظاهِرٌ ليسَ يُحْجَبُ
.
وَسِرٌّ لطيفٌ في هُداهُ ونُكْتَةٌ
كنجمٍ بَعيدٍ نُورُهُ يَتَغَيَّبُ
.
ومَنْ يأتِهِ يُقْبَلْ ومن يُهْدَ قَلْبُهُ
إلى مأمنِ الفُرقانِ لا يتذَبْذَبُ
.
يُضيءُ القلوبَ ويدفَعَنَّ ظلامَها
ويَشفي الصُّدورَ سَوَادُهُ ويُهَذِّبُ
.
فَقُلْتُ لهُ لمَّا شرِبتُ زُلالَهُ
فِدىً لكَ روحي أنتَ عيْني ومَشْرَبُ
.
وَكَمْ مِن عَمِينٍ قد كشفْتَ غِطاءَهُمْ
ونَجَّيتَهُم عمَّا يُعَفِّي ويَشْغَبُ
.
ألا رُبَّ خَصْمٍ خاضَ فيه عَداوَةً
فألْهاهُ عنْ خوْضٍ سَناهُ المُؤَنِّبُ
.
وإنْ يَّفْتَحَنْ عَيْنَيْكَ وهَّابُ الهُدى
فَكأيِّنْ ترى مِن سِرِّه لكَ مُعجَبُ
.
وأنَّى لِعقلِ الناسِ نورٌ كَنورِهِ
وإنَّ النُّهى بِبَيانِهِ يتهَذَّبُ
.
وواللهِ يَجْري تحتَهُ نهرُ الهُدى
ومَنْ أكثرَ الإمعانَ فيهِ فيَشْرَبُ
.
ومَنْ يُّمْعِنِ الأنْظارَ في ألْفاظِهِ
فإلى سَناهُ التَّامِ يَصْبُ ويُسْحَبُ
.
ومَنْ يَّطلُبِ الخَيراتِ فيهِ يَنَلْنَهُ
ويَرى اليقينَ التَّامَ والشكُّ يَهرَبُ
.
ومَنْ يَطْلُبَنْ سُبُلَ الهُدى في غَيرهِ
يَكُنْ سَعْيُهُ لَعْناً عليه فيُعْطَبُ
.
ومَنْ يَّعْصِ فُرْقَاناً كريماً فإنَّهُ
يُطِعِ السَّعيرَ وفي الجحيمِ يُقَلَّبُ
(كرامات الصادقين، الخزائن الروحانية، ج 7، ص 56-57)