التقوى منكم وإليكم

التقوى منكم وإليكم

 

شكرًا وصلت رسائكم

* الصديق م. ع (سوريا) اشتكى حول تأخر صدور “التقوى” في موعدها، واستفسر عن الدواعي والأسباب.

– للتقوى إصداران: إصدار على الورق المطلوب وإصدار إلكتروني. ونحاول قدر المستطاع الإلتزام بالموعيد الحددة لنشر النسخة الورقية. ولكن أحيانا تجري الرياح بما لا تشتهي السفن حيث يصادفنا من حين لآخر عقبات تحول دون ذلك. كما يُساهم البطء في توزيع البريد في بعض الدول في ازدياد الطين بِلةً. أما فيما يتعلق بالنسخة الإلكترونية فغالبا ما تصدر في وقتها المحدد، وتُعتبر أحسن وسيلة – حسب ما أفادنا بعض قرائنا الأفاضل – المطالعة العدد قبل وصول النسخة الورقية.

فالزائر لموقعنا يعرف أن المجلة غالبا ما تكون موجودة وقابلة للتنزيل في موعدها. وبالرغم من ذكر كل هذه التفاصيل فإن أسرة “التقوى” تشكر لكم اهتمامكم وحرصكم الشديد على كل صغيرة وكبيرة تتعلق بمجلتكم، وتعدكم أنها ستحرص على تجاوز هذه العقبات بعون الله وفضله في المستقبل.

* الصديق س. ر (سوريا) اقتراح إدراج زاوية للتعارف بين قراء “التقوى”.

– اقترح جيد ستدرس أسرة التحرير جوانبه العديدة، خصوصا إذا ما كان سيعود على قرائها بأي فائدة.

الصديق ك. م (الجزائر) أبدى رغبته أن يكون غلاف “التقوى” ملونًا.

– في واقع الأمر قد وصلتنا كثير من الإقراحات حول نفس الموضوع. ونعد الجميع أننا سنحقق ذلك بعون الله وفضله.

ضمن رسالة مفعمة بالحب والولاء والوفاء لشخص حضرة أمير المؤمنين الخليفة الخامس لسيدنا الإمام المهدي عليه السلام. أرسل الأخ منير بن عيسى من تونس محاولته الشعرية التالية:

لك مني تحيةً طيبةً وأزكَى السَّلام

 

إليكَ يا عزَّةَ الإسلام

ويا رفرفة الأعلام

.

أنتَ نورُ أكرِم الكِرام

ووردةٌ مِن وُرُود الغُلام

.

أنتَ فَخرنَا في اليقظةِ والمَنام

أنتَ العذُوبةُ قبلَ ودُبُرَ الأحلام

.

سُرُورُك في قلبي دومًا في الأمام

لكَ مِنِّي تحيَّةً طيبةً وأزكى السَّلام

.

أرجو رؤيةَ وجهِكَ الوضَّاح على الدَّوام

لأنك خيرُ الناس يَا نعمَ الإمام

.

في كل خُطبكَ أترنَّمُ أطَيبَ الكلام

لي فيهِ أكثر لذةٍ منَ الشراب والطعام

.

أَدعُو الله الكَريم لِقاءكَ يومًا من الأيام

وأشُمِ رائحتَك العَذبَةَ وأنتَ في أجملِ الهندام

.

قد ألهَمَ الله سيدنا المهدي خيرَ الإلهام

إني معك يا مسرور الآن ويومَ الزِّحام

.

وسيأتيك بإذن الله الخلقُ كطير الحمام

من كُل طرفٍ ومن الوراء والقُدَّام

.

ونحنُ مَعَك يا مسرورُ فَشُدَّ اللّزام

والله يُعينُكَ ويَحمِيكَ ويحفظُكَ عُمرًا طويلًا حتى الختام

الإسلام وصحة الفم والأسنان

خير ما نبدأ به موضوعنا هذا الشكر والحمد لله سبحانه وتعالى، بأن جعل لنا الإسلام دينا كاملًا، ثم الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد خاتم النبيين الذي ترك لنا سنته لنتبع هديه في كل أمر من أمور ديننا ودنيانا وآخرتنا. فهو لا ينطق عن الهوى، علمه شديد القوى، صلى الله عليه وسلم.

سأقتطف عبر هذا المقال باقة من حديقة هديه صلى الله عليه وسلم حول صحة ونظافة الفم والأسنان. فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم عشرات الأحاديث حول هذا الموضوع سوف أعرض بعضها حسب ترتيب مضامينها.

أحاديث في بيان الأمر بالسواك وأهميته وفضله:

قال صلى الله عليه وسلم:

  1. “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة.” (صحيح البخاري، كتاب الجمعة)
  2. “أمرت بالسواك حتى خشيت أن يوحى إلى فيه.” (مسند أحمد، كتاب مسند بني هاشم)
  3. “ما لي أراكم تأتوني قُلّحًا* استاكوا لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم الوضوء”. (مسند أحمد، مسند المكيين)
  4. “السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب.” (صحيح البخاري، كتاب الصوم)
  5. “من الفطرة… السواك.” (صحيح البخاري، كتاب الطهارة)
  6. “استاكوا وتنظفوا وأوتروا، فان الله عز وجل وتر يحب الوتر” (أخرجه ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط عن سلمان بن صرد)
  7. “الوضوء شطر الإيمان والسواك شطر الوضوء، ولولا ان أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، ركعتان يستاك بهما العبد أفضل من سبعين ركعة لا يستاك فيهما”. (أخرجه ابن أبي شيبه عن ابن عطيه مرسلا)
  8. السواك نصف الوضوء والوضوء نصف الأإيمان”. (كنز العمال، رقم 26159)
  9. “أُمِرتُ بالسواك حتى خفت على أسناني.” (أخرجه الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما)
  10. “ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك، ودعوة في السر أفضل من سبعين دعوه في العلانية، وصدقه في السر أفضل من سبعين صدقه في العلانية.” (أخرجه ابن النجار والديلمي في الفردوس عن أبي هريرة رضي الله عنه)
  11. “عليكم بالسواك فنعم الشيء السواك، يذهب الحفر، وينزع البلغم، ويجلو البصر ويشد اللثة، ويذهب بالبخر، ويصلح المعدة، ويزيد من درجات الخير، ويحمد الملائكة، ويرضي الرب ويسخط الشيطان”. (كنز العمال عن أنس رشي الله عنه، رقم 26183) 12. “في السواك عشرة خصال، يطيب الفم، ويشد اللثة، ويجلو البصر، ويذهب البلغم، ويذهب الحفر، الملائكة، ويرضي الرب ويزيد في الحسنات، ويصحح المعدة”. (كنز العمال عن ابن عباس رضي الله عنهما رقم 26185)

من الواضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث يحثنا على السواك ويؤكد على أهميته. فلقد أوصى لنظافة الفم والأسنان إلى جانب المضمضة بالسواك.

ولكن قبل أن نسترسل في الحديث عن بيان فضل السواك وأهميته نذكر ما معنى كلمة السواك وما علاقتها بنظافة الفم والأسنان. قد لا يعرف بعض منا معنى كلمة السواك، وقد يعتقد البعض الآخر أنها مقصورة على عود الأراك فقط. إن كلمة السواك بكسر السين مستمدة من الفعل “ساك” الشيء: دلك فمه بأداة السواك، وأيضا كلمة السواك تطلق على الأداة التي يُستاك بها وتسمى “المسواك” أو “السواك” أيضا. إذ التسوك يحصل بكل شيء خشن يصلح لإزالة بقايا الطعام والرائحة المتغيرة من الفم. لذا الرشاة والمعجون، وهو ما جاءت به أوروبا قريبا تقليدا للسواك الذي نادى به الإسلام منذ أربعة عشر قرنا، يدخلان في تعريف السواك والمسواك.

إذا كلمة السواك (استاكوا، السواك) في هذه الأحاديث ليست مقتصرة على استعمال السواك (عود الأراك) كما ذكرنا سابقا. بل كلمة السواك تُطلق على كل شيء خشن يصلح لإزالة بقايا الطعام من على الأسنان والرائحة المتغيرة من الفم سواء باستعمال الفرشاة والمعجون (والتي هي داخله في تعريف السواك) أو عود الأراك.

فحث الرسول المسلمين على السواك أساسه أن يضع لنا أسس ألوقاية من أمراض الفم ولأسنان التي يدعوا إليها الطب الحديث.

إن الأوروبيين الذين اعتبروا المسلمين متخلفين لاستعمالهم عودًا من الخشب في تنظيف أسنانهم قد ذهلوا عندما عرفوا تركيب هذا العود وفوائده العظيمه لالثه والأسنان.

هذا يؤكد أن اختيار هذا العود بالذات للسواك.. وحي يوحى.

يحثنا الرسول على الوقاية إذ قد ينتج من الأمراض في حالة عدم العناية بالأسنان. فلقد استعمل مصطلحات طبيه مثل كلمة الحفر التي تعني مرض الأنسجة المحيطة والداعمة للسن. وفي حالة إهمال الإنسان تفريش أسنانه سيصيبها مرض الحفر والذي يؤدي في النهاية إلى سقوط الأسنان. وكما يخبرنا الرسول أن تسويك الأسنان مهم للحفاظ على لثة سليمة وقويه.

أحاديث في بيان أوقات السواك

  1. “عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: كان رسول الله إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك.” وفي رواية “إذ قام ليتهجد يشوص فاه بالسواك.” (صحيح البخاري، كتاب الوضوء)
  2. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي كان لا ينام ليلة ولا يبيت حتى يستن”. (أخرجه ابن عساكر)
  3. “إن العبد إذا تسوك، ثم قام يصلي قام الملك خلفه يستمع القرآن يدنيه منه حتى يضع فاه على فيه، فما يخرج نم شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك فطهروا أفواهكم”. (أخرجه عبد الله بن مبارك في الزهد. كنز العمال)

بناء على ما ورد في الأحاديث السابقة فإنه يستحب السواك عند كل وضوء وكل صلاة، عند القيام من النوم وعند الذهاب إليه وعند قراءة القرآن الكريم. فنحن نعلم أن الفم تتغير رائحته عند القيام من النوم أو عند طول السكوت. لذا يُتستحب التسوك عند القيام ليلًا لأداء صلاة التهجد.

وما أروع ما ذُكر عنه كيف أنه استاك وهو على فراش الموت. فما أعظمه من مثال إن دل على شيء فإنما يدل على مدى أهمية التسوك عند الرسول . إذ إن السواك سنة من سننه فمن أحبه اقتدى بها واتبعها. جعلنا الله وإياكم مِمَنْ يستمعون القول فيتبعون أحسنه ومن المتمسكين بسنة خير خلق الله صلى الله عليه وآله وسلم.

مساهمة الدكتورة: ث. ش. د المملكة العربية السعودية

Share via
تابعونا على الفايس بوك