في شارع الصحافة

في شارع الصحافة

مصطفى عز العرب

نشرت مجلة الأهرام العربي في عددها ٥٥ من السنة الثانية بتاريخ ١٤ ذو الحجة ١٩٤٨ ه – ١١ إبريل ١٩٩٨م تحقيقا تحت عنوان : الملفات السرية لأدعياء النبوة . ولأن الصحفي صاحب المقال يفتقر للمصداقية والبحث الجاد فإنه زُج باسم جماعتنا دون وجه حق على أنها أحد “الفرق” التي “تدَّعي انتظار الإمام الغائب” الذي يهبط من السماء “بالحلول”، وأن سيدنا مرزا أحمد قد أنكر والعياذ بالله القرآن الكريم، وإنه كان عميلاً غرس من طرف الإنجليز!! ولسذاجة هذا الصحفي فإنه أخذ يُلصق الاتهامات دون أن يكلف نفسه عناء التحقيق في صدق ما “يسمع” من هنا وهناك عن ما “يسمَّى بالقاديانية”!! ومن يقرأ المقال كاملاً يُدرك أن الصحفي من فرط “غيرته” على الدين وحماسه في تفنيد أدعياء النبوة أخذ يرمي التهم يمينًا وشمالا، حتى إذا وصل إلى جماعتنا، لم يجد ما يكتبه وذلك لأنه لم يدقق البحث في المصدر الذي أخذ عنه صورة الخليفة الأول حضرة الحكيم نور الدين وادعى أنه حضرة مرزا غلام أحمد، ولأن الحكومات في وطننا العربي “تخفي ذكر” الجماعة الإسلامية الأحمدية، فلن يجد من يعارضه في أقاويله -كما كان يعتقد- فشحذ قلمه وحشد الأقاويل والافتراءات كي تتماشى ادعاءاتهم  على جماعتنا مع روح المقال وليتم بذلك “خبطته الصحفية”!

وفيما يلي سنقتبس لقرائنا الكرام الفقرة التي ذكر فيها جماعتنا كي تكون لديهم خلفية تخول لهم فهم محتوى الرسالة التي أرسلناها إلى رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي. والجدير بالذكر أن صاحب التقرير لم يذكر جماعتنا إلا في الفقرة التي سنقتبسها. كتبت المجلة تقول:

ادعاء  بالانترنت

ويرى الباحثون في “الملل والنحل” أن أول من وضع بذرة هذه الفكرة هو اليهودي عبد الله بن سبأ الذي زعم أن محمد “ص” لم يكن مجرد نبي بل إله… وعندما مات قال إن الألوهية انتقلت إلى علي، فلما مات علي قال إنه لم يمت، بل هو حي في السماء، الرعد صوته، والبرق سيفه، وأنه عائد إلى الأرض ليملأها عدلا بعد أن ملئت جورا. والتقط منه هذه الفكرة غلاة الباطنية الذين أسسوا عليها فرقهم المتعددة التي تدور معتقداتها غالبا حول الإمام الغائب، و”الحلول” ومن أشهر هذه الفرق التي لم تزل موجودة حتى يومنا هذا القرامطة والقاديانية التي يقدر أتباعها بالملايين منتشرين في شتى أنحاء المعمورة، ويبثون على شبكة الإنترنت ما يزيد على ألف موقع لشرح معتقداتهم والدعوة إليها، ومؤسسها هو ميرزا غلام أحمد، الذي ولد في مطلع هذا القرن بمدينة قاديان بإقليم البنجاب الهندي، وله كتاب ادعى فيه النبوة، وأنكر القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وربطته بالإنجليز -الذين كانوا يستعمرون الهند وقتئذ- صلات وطيدة،  لدرجة أنه أمر أتباعه بعدم التعرض  لهم، وقال في كتابه المعروف “تبليغ الرسالة”: إن عقيدتي التي أؤكدها تقوم على أمرين : طاعة الله، وطاعة الحكومة التي تبسط الأمن، وهي الحكومة البريطانية.

وقد تفضل الأخ الكريم مصطفى عز العرب بكتابة الرسالة التالية وأرسلها إلى رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي بتاريخ  ٢٤ ربيع الأول ١٤١٩ ه – ١٨ يوليو ١٩٩٨ وإلى غاية نشر هذا العدد لم يتلقى ردا لذلك قررنا نشر الرسالة آملين أن يتطلع قراءنا الكرام عن موقف “التقوى”. وإليكم فيما يلي نص الرسالة:

بسم  الله  الرحمن  الرحيم

                         نحمده  ونصلي  على  رسوله  الكريم 

                                                       ٢٤ ربيع الأول ١٤١٩ ه

رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

إن مؤسسة الأهرام هي من المؤسسات الصحفية العريقة والتي تساهم بشكل فعال في رفد الحركة الثقافية في الوطن العربي. ولعل ذلك ما يجعلنا نقف احترامًا لذلك الدور الرائد، ولكننا في نفس الوقت نريد للأهرام أن تحافظ على مصداقيتها من خلال نشر الحقيقة القائمة على الأدلة والبراهين متجنبة طريق الإثارة والطعن دون تحقيق لأنه طريق المفلسين!!

ولعل ذلك ما يجعلنا اليوم نعقب على المقال الذي نشر في العدد (٥٥) من الأهرام العربي بتاريخ ١١/٤/١٩٩٨ تحت عنوان (الملفات السرية لأدعياء النبوة) بقلم الصحفي نبيل شرف الدين، وتحديدًا الفقرة الخاصة بالجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية (أو القاديانية كما يحلو لكم تسميتها).

إن من يقرأ المعلومات التي أوردها الصحفي نبيل عن الجماعة ومؤسسها يدرك أن هذا الصحفي لم يكلف نفسه عناء البحث والتدقيق فيما يكتب لأنه أولاً لم يذكر المراجع التي اعتمد عليها في ادعاءاته التي وصلت إلى حد القول بأن مؤسس الجماعة حضرة ميرزا غلام أحمد قد أنكر (والعياذ بالله) القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وهو إدعاء يوجب تقديم الدليل على مصداقيته وإلا فما الفرق بين هذا الصحفي وبهاء الدين الرجل الذي يتحدث عنه المقال، فالاثنان مدعيان بدون دليل وبرهان؟؟!! ثم لماذا لا يكلف هذا الصحفي نفسه عناء ضغط زر الكومبيوتر وزيارة مواقع الجماعة (والتي وصفها بأنها تزيد عن الألف موقع) على شبكة الإنترنت للتحقق من مزاعمه، فَلَو فعل ذلك لقرأ البسملة وشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) والآيات القرآنية الكريمة تزين صفحات الجماعة ومواقعها على شبكة الإنترنت.

وما يزيد يقيننا بأن هذا الصحفي لا يمت لمهنة الصحافة بصلة موضوعية هي الصورة التي نشرتها مجلتكم على غلافها وزعمت في صفحاتها الداخلية أنها لمؤسس الجماعة حضرة ميرزا غلام أحمد على حين أنها لحضرة نور الدين الخليفة الأول لمؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية!!! في الختام نرجو أن تتوخى مجلتكم الصدق والأمانة خلال عرضها لمعلوماتها حتى تحافظ على تراثها الصحفي ومصداقيتها، ونحن في الجماعة الإسلامية الأحمدية نتوخى دائمًا الحرص على تقديم الأدلة والبراهين على صدق مسيرة الجماعة وأهدافها. واليوم ومع تزايد أهمية وسائل الاتصال ستجدون سواء في مواقع الجماعة على الإنترنت أو في برامج أول محطة فضائية إسلامية (MTA) أسستها الجماعة لنشر الإسلام أو في مطبوعات وكتب الجماعة، ستجدون في كل ما ذكرناه المعلومات والأدلة والبراهين على مقولات مؤسس الجماعة وخلفائه ولعل هذا ما يجعل أفراد الجماعة في ازدياد يوم بعد يوم في جميع أنحاء العالم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مصطفى عز العرب 

أحد أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية العرب

                 

Share via
تابعونا على الفايس بوك