روح الرسول

مستوحاة من ذكرى الرسول الأمين سنة 1354 هـ – 1935م
ألا ليت شعري ما ترى روحُ (أحمدٍ)
إذا طالعَتْنا من عَلٍ، أو أطلّت؟
.
وأكبر ظنّي لو أتانا (محمدٌ)
للاقى الذي لاقاه من أهل مكة
.
عدلنا عن النور الذي جاءنا به
كما عدلتْ عنه قريشٌ فضلّت
.
إذن لقضى: لا منهجُ النّاس منهجي
ولا ملة القوم الأواخر ملتي
.
دعوتُ إلى التوحيد يجمعُ شملكم
ولم أدع للشمل البَديد المشتّت
.
وجئتُ رسولاً للحياة ولا أرى
بكم غير حيٍّ في مدارج ميّت
.
ويسّرتُ شرعا -ما تعنّتَ- يافعًا
وسرعان ما ملتم به للتعنّت
.
وحَرّمْتُ في الإسلام من بعد حِلّها
مساوئَ عادتْ بعد حين فحلّتِ
.
وأوصيتُ بعد الحقّ بالصبر أمةً
على مبْطليها حجةُ اللهِ حقتِ
.
ومكّنتُ من سلطان (كسرى) و(قيصر)
أناسًا أرى أبناءها اليومَ ذلّتِ
.
وعظتُ ولم أترك من النصح غايةً
وجادلتُ قومي باللَّتَيّ وبالتي
.
وعالجتُ أدواء الصدور دفينةً
إلى أن تخلّى الداءُ عنها فصحّتِ
.
وكم قائلٍ “نفسي” إذا النفسُ بُوغِتتْ
وما قال -مثلي في المـُلمَّات- “أمتي”
.
تلفّتِ يا روحي وأنتِ غريبةٌ
عن الحيِّ فاجتازي ولا تتلفَّتي
.
(للشيخ محمد رضا الشبيبي، ديوان الشبيبي ص 107، الناشر: جمعية الرابطة العلمية الأدبية، القاهرة عام 1940، مطيعة لجنة التأليف والترجمة والنشر)