- سفك دماء الأبرياء بمسجد لَشًرٌّ، وقتل النفس ما بعده شر
- حُرم قتل الشيخ والطفل والنساء، فأين المتطرفون من هذا التعليم؟!!
__
“رائيّة الشهداء”
في ذكرى شهداء مجزرة لاهور
.
أهـذا صـراط الـحـقِ أم كلُّه كُفرُ
عداءٌ، وقتلُ الخلقِ إذ راقَـهم ذِكْـرُ؟
.
لمّـا جـمـوعٌ لـلصـلاةِ بجُمعةٍ
سَعَتْ، ولربِ العالمينَ لها شُــكـرُ
.
ألـمَّت يـدُ الغـدرِ اللئيمِ بحشدِهم
فأُشهِدَ إثرَ الـنارِ من بينِهم كُـثـرُ
.
ظهـيرةَ ذاك اليـومِ هِـمْتُ بنعيِهم
وظهرُ بلادي في بـلادِهِمُ العـصـرُ
.
ذرفـتُ لوجْـدي من مآقِـيَّ أدمُعًا
كثكلى على اُحْـدٍ خـلا قبلـَه بدرُ
.
وبتُّ مُتـابـعا لِمَجـرى مُصابِهم
اُسائلُ خُـلاني ومَن عندَه خُـبـرُ
.
فذا رجلٌ يَلـقـَى الحبيـبَ مكابدا
ينادي ويبكي – أسرِعَنْ- أمـرُه عُسرُ
.
وعـائـلـةٌ أمٌ لـها هلِعَت، أتَت
مهرولةً تدعو: إلهي بِكَ الـسِّـتـرُ
.
وذا ولدٌ أذكـى النـحيبُ جفونـَه
عويلٌ لهُ، قد قال: ولّى لِـيَ الصِّهـرُ
.
كأنَّ بدارِ الـذّكرِ ساعـتـَها بَدَت
قـِيامةُ خلقِ الـلـهِ أو إنّها الحَشـرُ
.
ولوحولَ بـيتِ النورِ جُـلتَ بوقتِها
لجال ببعثِ الناس في ذهنـِك الفكـرُ
.
فـيـا ثـاكـلاتُ لا تنحْنَ بشدة
فأرزاؤُنـا داءٌ، دواءٌ لـه الصـبـرُ
.
نوائـبُ دهــرٍ قـد تَهون بدعوةٍ
لِربٍ رحـيمٍ محـسنٍ زانَه الكِـبـرُ
.
أكـاشـحَ1 دين الله والرُّسْل كلِّهِم
تُعادي، وخُلـْقُ المصطفى ما به شَزرُ؟
.
وسـفكُ دمـاءِ الأبـرياءِ بمسجدٍ
لَـشرٌّ، وقـتلُ الـنفسِ ما بعدَه شـرُّ
.
فـما كـان هذا ديـدَدانَ2 نبيـِّنا
وما شانَ دأبَ3 المرسـلين كذا خَتْـرُ4
.
كسِرحانِ5 غابٍ صُلتَ لست كضيغم6
وما أنت بازٍ7، لا ولا دونَكَ النـَّسرُ
.
تصولُ كـَبـِرذونِ8 الفـلاةِ وما لَكَا
بشـرعِ مليكِ الناسِ عـلمٌ ولا سَبـرُ
.
فـشـيخٌ وأطفالٌ وجُلُّ نسائِـهِم
لقد حُرّموا في الشرعِ يـا أيُّها النـُّكرُ
.
ونـُسّاكُ كلِّ الصومعاتِ فأيـَّهم
ثَقِفتَ فهَبْهم أمنَهم ما بـه خَسـْـرُ
.
سـلامًا وأمنـًا دائمًا أبدًا، فـذا
هُو الحكمُ في القرآنِ إن شِئتَ والأمـرُ
.
أأنـزلتَ مهدِيـًا وعـيسى بغـَزوة
على بيت ذكـرِ النورِ أم قـادكَ الهُترُ9؟
.
مسيحا لِـهَديِ الكافريـن بسيفـِه
فيضربُ أعناقا طغـَـت، هَمـُّه الجَزرُ
.
فإن كـان هـذا عندَكم سـرَّ بَـعثِه
فدَعْ عنكَ تقتيلا لـه إن كذا النـَّصرُ
.
لـَعَمـرُك مـا عيسى بحيٍّ كما ترى
ولكنَّه ولّـى ومِن بـعـدِه دَهـرُ
.
فـهذا هـو الـفرقانُ جاء مـؤكدا
بأنْ مات عيسى مُطرِقا10 حدُّه القـبرُ
.
وهذا حـديثٌ للنـبـيّ محـمـدٍ
عليه سلامُ الله فاح به العـِـطـرُ
.
وذلك إجماعُ الصحابـةِ كلـِّهـم
صِحابِ النبيِّ الأكرَميـنَ، وهُم طهرُ
.
إذ همْ بموت جاءَه اختصموا سُـدًى
فقـال أبو بكرٍ، بيانٌ له الـذّكـرُ
.
لـَخيرُ الورى مات كما كلُ مرسلٍ
فهُم لم يـَدُمْ لواحـدٍ منـهُمُ العُمرُ
.
فيـا يومَ لاهـورَ السماءُ لهولكَا
قـُدّت بباكستانَ واحتجبَ البدرُ
.
وأرضٌ لك انجابت11شُجونا وبعدَها
غَسَتْ شمسُ هذا الكونِ واحلولكَ الدهرُ
.
وحَـدَّت قـوانين السماءِ كـآبةً
عليـكَ، فلا مـدٌّ تراءى ولا جَـزر
.
دعـوتُ إلهـًا مؤنسـًا متعالـيا
وذا رحمةٍ عميمَة ، فيضُهـا غـَمرُ
.
ليرحمَ كلَّ المُشهَدين، وأهلُهم
فلا انتابَهم كربٌ ولا نالَهم
.
وأفرج إلهي عن أُسارى سبيلِـكا
بمصرٍ كباكستانَ لا سيـَّما مِصـرُ
.
وآخـرُ دعوانـا فحمـدٌ لربنـا
هدانا سبـيلا أحمديا لـه النَّصرُ
.
ألا، إن شِعـري عاجزٌ بعزائِـه
فيا ليت شعري! هل يواسي غداً نـثرُ؟
.
1- الكاشحُ: العَدُوُّ المُبْغِضُ.
- الدَّيْدَانُ: العادةُ
- الدَّأْبُ: العادَةُ والمُلازَمَة.
- الخَتْرُ: أَسوأُ الغدر وأَقبحه
- السِّرْحانُ: الذِّئبُ
- الضَيْغَمُ: الأسد
- البازي: ضَربٌ من الصُّقور
- البِرْذَوْنُ: الدابة
- الهُتْر، ذهابُ العقل من كبر أَو مرض أو حزن
- المُطرِق: الساكت أو مسترخي الجفون
- انجابَت الأرض: انخرقت
الدكتور أيمن فضل عودة (هولندا)