سيرة المهدي - الجزء 2 الحلقة 35
  • دفن قميص الحبر الأحمر.
  • حساب أعمار إخوة المسيح الموعود.

__

واقعة دفن قميص المسيح الموعود (قميص الحبر الأحمر) مع الصحابي ميان عبد الله السنوري، وشيء من سيرته رضي الله عنه

439- بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: لقد أودع التراب- اليوم الجمعة بتاريخ 7 أكتوبر عام 1927 في بهشتي مقبرة – تذكارٌ عظيم للمسيح الموعود وآية الله العظيمة له، أي دُفن مع ميان عبد الله السنوري قميص المسيح الموعود الذي كانت قد وقعت عليها قطرات من الحبر الأحمر من الله تعالى.

لقد سجلت في الجزء الأول من سيرة المهدي على لسان ميان عبد الله حادث سقوط قطرات الحبر الأحمر. أعطى حضرته هذا القميص لميان عبد الله بعد إصراره على هذا الطلب إلا أن حضرته نصحه بأن يدفن معه هذا القميص عند وفاته حتى لا يتحول إلى وسيلة للشرك في وقت لاحق، فقد دُفن اليوم هذا القميص مع ميان عبد الله بعد وفاته.

لقد أراني ميان عبد الله هذا القميص مرات عديدة في حياته ولقد رأيت فيه تلك القطرات التي وقعت عليه من حبر أحمر بيد الله.

وكنت موجودًا حاضرًا عندما أُلبس إياه اليوم ميان عبد الله بعد الغسل الأخير هذا القميص.

كان ميان عبد الله قد احتفظ لديه مما أعطاه المسيح الموعود من قطعة صابون وزجاجة صغيرة لزيت للشعر وزجاجة صغيرة من العطر. وبعد غسله الذي تم باستخدام هذا الصابون المذكور وضمخ شعر رأسه بالزيت والعطر المذكورين، وبعد أن أُلبس هذا القميص وضعتُ بيدي شيئا من العطر على هذا القميص أيضا.

قبل صلاة الجنازة ظل الناس خلال انتظارهم لمجيء حضرة خليفة المسيح أيده الله ينظرون بكل شوق وألم ودموع إلى جثة ميان عبد الله الذي كان يبدو عجيب الشأن بعد أن ألبس هذا القميص. ولقد شارك في صلاة جنازته جمع غفير من الناس إلى درجة أنني لم أر في قاديان جمعًا مثله في جنازة أحد. ثم دفن ميان عبد الله مع هذا القميص على مرأى من حضرة خليفة المسيح في أرض القطعة الخاصة بخدام المسيح الموعود السابقين الأولين. ولقد قال حضرة خليفة المسيح عند دفنه: ينبغي أن تنشر في الجريدة شهادة مقرونة بالحلف للذين أُلبس ميان عبد الله هذا القميص أمامهم بعد غسله وذلك حتى لا يدعي في المستقبل أحد بإراءته قميصًا مزورًا أنه هو القميص الذي كانت قد وقعت عليها قطرات الحبر الأحمر.

أقول: كان ميان عبد الله من السابقين الأولين، وكان يكنّ حبًّا غير عادي للمسيح الموعود ، كلما ذكر لي حضرتَه اغرورقت عيناه، وأحيانًا كان يبكي بكاء مريرًا لم يكن يستطيع التكلم بسببه. عندما جاء إلى حضرته للمرة الأولى كان عمره 18 عاما فحسب ثم ظل متشبثًا بهذه العلاقة إلى آخر حياته بكل إخلاص ووفاء يتميز بهما أصحابٌ خواصٌ للأنبياء عليهم السلام. إن مثل هؤلاء الأصحاب مجلبة للبركة ورحمة للجماعة وإن وفاتهم بالنسبة للأمة خسارة لا يمكن تعويضها.

كان المرحوم يرتبط بي بأواصر المحبة والمؤانسة، وفي الأيام الأخيرة التي انتقل فيها إلى قاديان بعد تقاعده تولى برغبة وشوق خاص إدارة شؤون بستاننا الذي اشتُهر باسم المزرعة، والذي كنت أشرف عليه منذ فترة، ثم لما تولى المرحوم إدارة أموره فقد أدّى هذا الواجب بجدارة وكفاءة بحيث أصبحت في حلٍّ من التفكير فيه والاهتمام به. أورث الله تعالى المرحومَ إنعامات عليا في عالم الآخرة ووهب له مكانًا خاصًا في قرب المسيح الموعود الذي كان حبّه قد أخذ من المرحوم كل مأخذ، وألهم ذويه الصبر والسلوان. اللهم آمين.

كان قد توفي عن عمر يناهز 66 عامًا إثر إصابته بالفالج الذي قضى بسببه 13 يومًا في آلام شديدة. كان الفالج قد أثر على لسانه أيضا فلم يعد يقدر على الكلام إلا أنه كان واعيًا. لا شك أن كل نفس ذائقة الموت ولكن تشق على القلب وفاة مثل هؤلاء النفوس الطاهرة الزكية، والأسف أكثر على أن قدامى أصحاب المسيح الموعود يرحلون واحدًا تلو الآخر وما زلنا بحاجة إلى أن نتعلم منهم درس الوفاء والإخلاص الذي جاء به المسيح الموعود والذي يستحيل بدونه رقي أية ملة دينية.

حول حساب أعمار إخوة المسيح الموعود وأولاده

440. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني عمتي وقالت: أنا أكبرُ من عمّك ببضعة شهور، أما عمّك فكان أكبر من والدك بسنتين.

أقول: بناء على قول عمتي هذا كان عمرها في أكتوبر 1927 قرابة 97 عامًا. ولكن قضية السن والعمر ليست دقيقة لأنه لم يكن يسجل شيء بخصوص الأعمار، فكل هذه التخمينات شفهية فحسب.

أضافت عمتي فقالت: ولد لجدك أربعة أولاد، بكرهم «مراد بيغم»، ثم عمّك، ثم والدك وكانت قد ولدت معه بنت أيضا إلا أنها توفيت سريعًا. وكانت بين جميع أولاده فترة سنتين تقریبا.

Share via
تابعونا على الفايس بوك