وضع النقاط على الحروف

وضع النقاط على الحروف

الحوار الصريح

 

توضيح لأحد الإلهامات التي تلقاها حضرة مرزا غلام أحمد القادياني

الإمام المهدي والمسيح الموعود ( )

* إن الوعد الذي قطعته (التقوى) على نفسها بأن تكون مهدًا لكل حوار فكري علمي هادئ يطل اليوم في شكل باب جديد نضيفة لصفحات المجلة تحت عنوان “الحوار الصريح” يجيب من خلاله الكتاب المختصون على الأسئلة الكثيرة التي يحملها بريد المجلة.

إن اسئلتكم ستكون الزاد الذي يغني هذا الباب ولذلك فصدر (التقوى) الرحب سيتسع لكل سؤال بنَّاء يتعلق بالمواضيع التي تطرحها المجلة.

سؤال هذا العدد يجيب عليه الأستاذ محمد حميد كوثر (داعية إسلامي أحمدي)

السؤال:

ما هو معنى الإلهام الذي تلقاه حضرة الإمام المهدي والمسيح الموعود من الله عز وجل ونصه كالآتي: “إني مع الرسول أقوم، ومن يلومه ألوم، أُفطِر و أصوم” ؟ (*)

الجواب:

أراد الله سبحانه وتعالى من هذه الإلهام لسيدنا أحمد أن يؤكد له على أنه معه ويقوم بأمره ضد أعدائه وينصره على من يخالفه، ويلوم ويعاقب من يلومه. ثم قال: “أفطر وأصوم”، وقد شرح سيدنا أحمد بنفسه هذا الإلهام كما يلي:

“… ومن البديهي أن الله سبحانه وتعالى مُنزّه عن الصوم والإفطار، وهذه الكلمات لم تُنسب إليه حرفيا على ظاهرها، بل استُعمِلت على سبيل الاستعارة، والمراد أن الله القهّار والجبَار، يُنزل أحيانا قهره على الناس، وأحيانا يمهلهم إمهالا (للتوبة) …. ومثل هذه الكلمات وردت في الحديث القدسي…”. ( حقيقة الوحي ص 104)

والحديث القدسي الذي أشار إليه سيدنا أحمد هو ذلك الذي ورد في صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، فضل عيادة المريض وجاء فيه: “عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : إن الله يقول يوم القيامة: يا ابن آدم! مرضت فلم تعُدني. قال: يارب! كيف أعودك؟ وأنت رب العالمين. قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعُده. أما علمتَ أنك لو عُدتَّه لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم! استطعمتك فلم تطعمني. قال يا رب! كيف أطعمك؟ وأنت رب العالمين. قال أما علمتَ أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنكَ لو أطعمته لوجدتَ ذلك عندي؟ يا ابن آدم! استسقيتك فلم تُسقني. قال: يا رب! كيف أسقيك؟ وأنت رب العالمين. قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه. أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي”.

وفي هذا الحديث القدسي ذكر الله سبحانه ثلاث كلمات هي: “مرضتُ”، “استطعمتك”، “استسقيتك”. الواضح أن هذه الكلمات جاءت على سبيل الاستعاره، فتعالى الله عن أن يصيبه المرض أو الجوع أو العطش. وكذلك في الوحي الذي نحن بصدده .. أن الله لا يفطر ولا يصوم بالمعنى الحرفي، ولكن هذه أيضا استعارة كما قال أن النار تأكل الكافرين، وهي لا تأكلهم بالمعنى الحرفي ولكن يصيبهم عذاب النار في جهنم. وفي هذا الوحي يقول سبحانه أنه يصيب بعقابه الكافرين فكأنه يفطر بهم، وأحيانا يؤخر عذابه عنهم فكأنه يصوم عنهم. وفي الأمثلة الشائعة القول المعروف: “أفطر به قبل أن يتغدى بي”، أي أعاجله باتخاذ الإجراء الحاسم ضده قبل أن يتخذه هو ضدي.

(*التذكرة ص 420)

Share via
تابعونا على الفايس بوك