التقوى منكم وإليكم

التقوى منكم وإليكم

ردود خاصة

*الصديق أمزوز ع. (المغرب) استفسر عن:

  1. تأخر وصول التقوى إليه خصوصاً أن أفراد عائلته يشاركونه قراءتها ويقلقون لتأخرها.
  2. لماذا توقفنا عن نشر مقالات للكاتبة المصرية مها دبوس؟

– تحاول أسرة التقوى قدر المستطاع، وتسعى جاهدة، كي تصلكم مجلتكم التقوى بأسرع وقت، ولكن أحياناً تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.. فهنالك عوائق كثيرة تحول دون وصولها في الموعد المحدد، ونعد أن نبذل مزيداً من الجهد في هذا السبيل.

– لقد تفضلت السيدة مها دبوس بكتابة مقالات عديدة في الماضي باللغة العربية، وبعد ذلك تفرغت لكتابة مقالات باللغة الإنجليزية لتدعم مجلة الجماعة: “مقارنة الأديان” الناطقة بالإنجليزية. ونزولاً عند رغبتك ستتصل التقوى بالأخت الكاتبة وتبلغها رسالتك.

*الصديق عبد الوهاب جبريل (التوغو) طلب نشر بعض المقالات التي تتعلق بدراسته الدينية كي يستفيد منها.

– من الصعب علينا نشر مقالات حول المواضيع المقترحة إذ لا نستطيع التقيد بمواضيع محددة. ولكن سنحاول إن شاء الله تلبية الطلب في أعداد مختلفة عندما تسمح الظروف بذلك.

*الصديق ح. نور الدين (المغرب) استفسر عن انقطاع بث القناة الفضائية الإسلامية الأحمدية.

– في الحقيقة البث لم ينقطع، ولكن اضطرت الجماعة الإسلامية الأحمدية إلى اختيار قمر صناعي جديد، يغطي جميع أنحاء العالم، لأن القمر الذي كنا نبث منه في الماضي لم يكن بإمكانه تغطية جميع بقاع العالم. الرجاء مراجعة الإعلان في آخر هذا العدد كي تتمكن من التقاط برامج محطتنا.

*الصديق م. إ (بلجيكا) ذكر في رسالته حادثة مؤسفة وقعت له في آخر زيارة له لإحدى الدول الإسلامية قلق لها كثيراً وتأسف عن المستوى الأخلاقي الرديء.

– ليت العالم يفيق من سباته ويلبي نداء من اختاره الله لإصلاح أمرهم، ولكن للأسف يبدو أن حب الدنيا والمحافظة على المناصب بأي ثمن هي السحابة الراكدة فوق عالمنا الإسلامي الواحل في وحل التشتت والتفرق والحرمان..

*الصديق ي.ب (سوريا) أرسل بطاقة جميلة ضمنها شكره وأدعيته لكل من يساهم في إخراج مجلة (التقوى).

– جزاك الله خيراً أيها الأخ الكريم على مشاعر الأخوة، ونتمنى لك النجاح والتوفيق في حياتك العملية والروحية.

*الصديق ب. يوسف (الجزائر)، استفسر من بعض العلماء في بلده عن معتقدات الجماعة، بعد أن شاهد بعض حلقات من برنامج لقاء مع العرب، الذي تبثه ((MTA القناة الفضائية الإسلامية الأحمدية يومياً. لم يقتنع بإجابات هؤلاء العلماء لأنها كانت تخالف ما سمعه من ردود إمام الجماعة الحالي – أيده الله – عبر (MTA)

– بارك الله فيك وهداك لما يحبه ويرضاه.. في الحقيقة لقد سلكت الطريق الصحيح، واخترت أن تسمع من ممثلي الجماعة مباشرة.. إن الاتهامات التي سمعتها عن الجماعة ليست حديثة العهد، ولكنها لُفِقَت منذ بعثة حضرة الإمام المهدي عليه السلام، وكتب الجماعة مملؤة بالردود المفعمة. على أية حال قد حولنا رسالتك على الجهات المختصة كي تنظر فيها، وسننشر الرد عليها حينما تسمح الظروف بذلك.

المايا – حضارة عالية قديمة

هناك منطقة في أمريكا الجنوبية حيث تقع غواتيمالا اليوم، كانت مقراً لشعب ظريف، كان يسكن الغابات الكثيفة. ازدهرت حضارته في هذه المنطقة لكن العالم كان في منأى عن أخباره وأحواله. قبل مائة وخمسين عاماً وصل سائح إلى هذه الغابات، واندهش لرؤية الأبنية الفخمة، وهكذا بدأ البحث عن هذا الشعب الذي لم يكتشف المؤرخون الكثير من تراثه وإبداعاته. وبما أن المنطقة كلها محاطة بالأشجار، وتهطل فيها الأمطار الغزيرة، لذلك تم هذا البحث على مراحل متقطعة، كما أن الحقائق التي وصلت إلينا بحاجة إلى إعادة النظر فيها لأكثر من مرة، لأن هذه المعلومات ليست جازمة إلى الآن.

لقد تطور هذا الشعب في أدوار ثلاثة. الدور الأول يبدأ من عام 1200 ق. م إلى 250 م، والدور الثاني من 300 م إلى 900 م والدور الثالث من 900 م إلى عصرنا هذا.

فالدور الأول القديم تدور حوله الشبهات عند العلماء والباحثين، لذلك فهم يعدون الدور الثاني مبدأ لتحقيقاتهم وبحوثهم.

هذه الحضارة ظهرت على سطح البسيطة ثم انمحت فجأة. وقد اكتشف الباحثون اسم هذا الشعب “المايا” من اللغة التي كانوا يتكلمون بها. وكلمة “المايا” تعني في لغتهم الشعب الحكيم الظريف الكيّس.

لقد كان لديهم إلمام في الرياضيات والفلك، وكانوا يعرفون الزراعة والهندسة، فالعدد الأساسي عندهم هو عشرون (20) كما هو عندنا عشرة (10)..  10X  10 سينت تساوي دولاراً واحداً. ويُقال أنهم كانوا يعرفون أيضاً استخدام الصفر. وإن الرقم الأكبر لديهم هو 400 مليون.

كانوا يكتبون لغتهم بتصوير الأشياء التي حولهم، فكانوا يستخدمون صورة الصدفة للتعبير عن العدد “صفر”، والنقطة “للواحد”، والخط  “للخمسة”. فالكتابة المحفورة على الأحجار الكبيرة تحكي عن أيامهم وحروبهم وطقوسهم. وعملية الحفر تحكي عن قصة كل دور، خاصة عن أحوال الملوك التي هي محفورة بأشكال مصورة.

لقد ترك هذا الشعب الحكيم أبنية ضخمة كذكرى خالدة لعهودهم الماضية. هذه الأبنية المخروطية الشاهقة بأدراجها الواسعة، المؤدية إلى طوابقها العديدة، ما زالت شاهداً حياً على تاريخهم العظيم.

أما معابدهم فإن المعبد كان يُشاد فوق بناء مخروطي له درج تصل درجاته إلى قرابة ثلاثمائة درجة. وتحت كل معبد سرداب وكأنه مدينة حية، حتى أن الداخل إليها يصعب عليه الخروج من طرقاتها ومتاهاتها دون معرفة وثيقة بها.

أما الأبنية فهي مزينة بألوان شتى من الداخل والخارج، وتلك الألوان الزاهية لا تزال ثابتة على الجدران وعلى أماكن  أخرى كثيرة. ولكن المثير للعجب أنهم كانوا منقطعين عن العالم انقطاعاً تاماً وكانت دنياهم تقتصر على أرضهم.

إن حضارة ما قبل المسيح قد دونّها التاريخ، أما حضارة هؤلاء فقد قامت في العصر نفسه تقريباً، لكن التاريخ قد أغفلها. وهكذا حدث في القرون الوسطى، فإن “أوروبا” كانت تعيش في دورها المظلم، بينما الحضارة الإسلامية كانت في أوج ازدهارها وتقدمها في “اسبانيا”، لكن العلاقات بين “أوروبا” والمسلمين لم تطمس من أوراق التاريخ. لقد كان هؤلاء الناس متوسطي القامة، سماناً ذوي رؤوس كبيرة وشعر أسود، مرتفعي عظم الخدين. كانوا يعبدون الآلهة الكثيرة كإله المطر والشمس والذرة وغيرها. وطعامهم الرئيسي كان من الذرة.

كانت عادة تقديم دم الإنسان قرابين للآلهة معروفة لديهم، فكانوا يقدمونه خاصة عند انقطاع المطر لمدة طويلة. وكان إله المطر في ظنهم لا يرضى بدم رجل عادي، بل يريد دماً ملكياً. لذلك كانوا يريقون دم الملك من مكان معين في جسمه، وكانوا يحتفلون بتقليد خاص بهذه المناسبة. وعند تقديم الدم الملكي إلى الإله المذكور تهطل الأمطار الغزيرة – كما كانوا يتصورون.

لقد كان شعب “المايا” متمسكاً بالدين، فلذا كان لعلماء الدين دور “هام” في حياتهم اليومية. فقد كانوا يهدون شعبهم بحكمة بالغة، لذلك كانوا أفاضل القوم وحكماءهم. ولا يوجد يوم في سنتهم إلا وله أهمية دينية عندهم.

كانت التجارة مهنتهم، فكانوا يسافرون ببضاعتهم من مدينة إلى أخرى في الغابات المكتظة بالأشجار. أما بضائعهم فكانت تحتوي على القطن والمطاط والأحجار النادرة وريش الطيور الغريبة والسمك المجفف وبيض السلحفاة والصدف والدرر.

لم يكن لديهم عربات ذات عجلات حيث كانوا يستخدمون الخيل والحمير لحمل الأثقال، لكنهم عبدوا الطرق باستخدام الأحجار ووضع الإسمنت عليها. وأبنيتهم الضخمة التي بنوها، أشادوها بالحجارة والإسمنت من الجس. لم تكن هناك أية عملة رسمية عندهم، لذلك كانوا يستخدمون الأحجار الكريمة واللآلي والعبيد وريش الطيور بدلاً من العملة.

أقاموا البيوت والاستراحات على جوانب الطرق لاستراحة المسافرين. أما السوق فكانت تقام في ميدان متسع وسط المدينة. وقد أقام هذا الشعب أسواقاً تجارية عديدة.

إن ظاهرة الاستعباد كانت مألوفة لديهم، فالعبيد كانوا يستخدمون لحمل الأثقال.

وكان لديهم إلمام كاف بالعلوم. فالمراصد الكبيرة الموجودة إلى الآن تدل على نبوغهم في مجال الفلك. لقد عرفوا دوران الشمس والقمر، وتعرفوا على مواعيد الخسوف والكسوف، وكانت لديهم معلومات مفيدة عن الكواكب والنجوم. وأما الوقت فكانوا يزعمون أن الوقت لا بداية له ولا نهاية، فلا ينتهي دور حتى يبدأ دور آخر. كانوا يظنون أنهم يعيشون في الدور الرابع. وشعوب الأدوار الماضية قد هلكت بسبب الفيضانات العارمة وانمحت آثارها.

كان لدى شعب “المايا” تقويم خاص بهم وهو تقويم ديني. فكانوا يقومون بتأدية طقوسهم الدينية طبق هذا التقويم. وكشفت البحوث عن تقويم آخر وهو تقويم عادي مرتب طبق دوران الشمس، وكان فيه نيفاً و 360 يوماً تضاف إليها خمسة أيام أخرى في آخر السنة أو وسطها فتصبح 365 يوماً في السنة الكاملة. والأيام الخمسة المضافة إلى السنة تعتبر مشؤومة عندهم.

وكشفت الدراسات عن تقويم آخر يُخبر عن الزمن الذي قد خلا. فتقول إحصاءاتهم إن دورهم هذا قد بدأ منذ 400 سنة ق.م تقريباً.

أما الأواني فكانت تصنع بدون أي قوالب. وكانوا يعرفون النسج. أما القماش فكان من القطن، وعادة كان ملوناً، وكلما ازداد اللون والزينة عليه ازداد سعره. علماً بأن هذا القماش كان لباس الأغنياء فقط.

كان لكل شهر عيد. فتسمع الأغاني الدينية، ويقام الرقص في مثل هذه الأعياد. وكانت فرق الرجال منفصلة عن فرق النساء.

والآلات الموسيقية لم تكن تصنع من الأوتار بل كانت مصنوعة بشكل يضرب عليها بالأيادي المفتوحة. والطبول كانت تصنع من جذوع مقعرة من الأشجار. وكانت تستخدم العظام بدلاً من الأجراس، فكانت تنظم بشكل خاص حتى تحدث أصواتاً جميلة عند تحريكها. والنايات كانت تصنع من الصدف والطين، فهي تنشر أيضاً ألحاناً جذابة. والفرق الفنية كانت تنتقل من مكان إلى آخر.

كانت رغباتهم اليومية تقوم على الاستماع إلى القصص المضحكة المحلية، إضافة إلى أحداث الماضي.

بنى شعب “المايا” أبنية عظيمة وعاش فيها مئات السنين، لكن الشيء الغريب الذي يوقع الإنسان في الحيرة: كيف أن هذه الحضارة المزدهرة والمتقدمة غابت عن الوجود بسرعة؟

فهل دمرهم زلزال؟ أو أصابهم فيضان عارم، فقضى على زراعتهم ولم يبق لهم ما يسدون به جوعهم فماتوا جياعاً؟ أو أصابهم قحط؟ أو وباء خاص اجتاح المنطقة ولم يترك منهم أحداً؟ أو أن كارثة أخرى أودت بهم؟

هذا الموضوع ما زال قيد البحث، ولم يعثروا بعد على أي أثر يزيل الستار عن هذا السر الغامض.

لقد كانوا متدينين، ويحترمون مشائخهم، فهل أنهم رغبوا عن احترام المشائخ، فبغوا عليهم فتقاتلوا حتى مات الجميع، أو هاجروا إلى مكان مجهول. ولكن لماذا فعلوا هكذا؟

باختصار.. إن غياب شعب “المايا” فجأة من على سطح البسيطة، لغز يتوق إلى كشف حقيقته الباحثون. (*)

*تعريب لمقالة الدكتور قاضي محمد بركة الله

مساهمة الصديق: محمد طاهر نديم (دمشق، سوريا)

Share via
تابعونا على الفايس بوك