التقوى منكم وإليكم

التقوى منكم وإليكم

تعَّرف على خفايا طعامك

مواد حافظة، منكهات، ألوان وهلُم جرًّا من الإضافات التي توضع في المأكولات المعلبة بهدف المحافظة على الطعم ولتعزيز النكهة ولتمديد مدة الصلاحية. ففي واقع الأمر فإن معظم الأطعمة الجاهزة التي نتناولها باتت محشوة بهذه الإضافات الغذائية. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل هذه الإضافات مفيدة أم تعرض صحتنا للخطر؟

هناك ما يزيد عن أربعة وعشرين مادة تضاف إلى المأكولات الجاهزة ويمكننا قراءة أسماء هذه المواد المضافة على العلامات اللاصقة على مختلف العلَبْ. والجدير بالذكر أنها لم تنشأ مع التصنيع الغذائي، بل وُجدت منذ أكثر من عشرة قرون حيث كان الإنسان يحفظ الأغذية في الملح والسكر أو بوساطة التخمير. هذا بالإضافة إلى أن الألوان الطبيعية النباتية والحيوانية استُخدمت منذ قرون لجعل الطعام ألذ وأشهى. فقد استخدم الإنسان الإضافات الغذائية منذ زمن طويل لحفظ الطعام من الفساد حيث استخدم الملح لحفظ اللحوم والأسماك، والسكر لحفظ الفواكه ولكن مع تطور العلم اختلفت أنواع الإضافات الغذائية وتعددت أسباب استخدامها. فهناك إضافات للحد من فساد الطعام ووقف نمو البكتيريا وإعطاء الطعام فترة زمنية أطول للحفظ كما أن هناك إضافات غذائية لتعزيز النكهة.

ولكن مع مطلع القرن التاسع عشر شهدت مختبرات تصنيع الأغذية تدفقا رهيبا للإضافات الغذائية مما استدعى وضع بعض الشروط للمواد المضافة قبل أن تطرح في الأسواق حيث تخضع لتجارب وتحاليل للتأكد من عدم تسببها في التسمم الغذائي وغير ذلك من الأمراض.

وبالرغم من كل الاحتياطات المتخذة قد تسبب المواد المضافة في مشاكل صحية لأن بعض الأشخاص لديهم حساسية تجاه مادة ما، ومن المستحيل تجنب كل أنواع الحساسية لدى تصنيع الأغذية.

وللتأكد من سلامة الأغذية تقوم أجهزة الرقابة الغذائية في دول مختلفة بمراجعة محتوياتها المذكورة على البطاقة الغذائية والتأكد من أن جميعها مسموح باستخدامها في المنتجات الغذائية طبقًا لقانون البلد. كما تأخذ عينات لفحصها في مختبر الأغذية للتأكد من عدم احتوائها على مواد حافظة غير مذكورة على البطاقة، ومن كمية المواد الحافظة المستخدمة ومطابقتها للمواصفات القياسية الخاصة المتعارف عليها دوليا أو المحددة من قِبل دولة ما. وينصح خبراء التغذية أنه بعد تناول أطعمة تشمل مواد حافظة تناول المأكولات الغنية بالكالسيوم والألياف والخضروات.

ومن هنا نستخلص أن المواد المضافة ليست جميعها غير آمنة ولكن يوجد البعض منها غير آمن إذا زاد تركيزها عن النسب المحددة قانونيا. وقد تزيد نسبة تركيزها في الدم نتيجة لزيادة استهلاك الأطعمة المحتوية على هذه المركبات. وفي ظل هذه الظروف تتصدر طريقة طهي الطعام التقليدية في المنـزل الصدارة من حيث جودة الطعام وقلة المخاطر إلا أنه يجدر الإشارة أنه يجب على ربات المنازل أن يواكبن تطور العصر ويُنمين معرفتهن بالمنتجات الغذائية من أجل الاختيار الصحي السليم لغذاء الأسرة كما عليهن التأكد من أن التوابل المستعملة يجب أن تكون خالية من المواد الحافظة والملونات الضارة.

مساهمة الصديق

م.ع.م (تونس)

Share via
تابعونا على الفايس بوك