فدى لك روحي أنت ترسي ومأزر

أَيَا مُحْسِنيِ أُثْنيِ عَلَيْكَ وَأَشْكُر

فدًى لَكَ رُوحِي أَنْتَ تُرْسِي وَمَأْزَرُ

.

بِفَضْلِكَ إِنَّا قَدْ غَلَبْنَا عَلَى الْعِدَا

بِنَصْرِكَ قَدْ كُسِرَ الصَّلِيبُ الْمُبَطِّرُ

.

فَتَحْتَ لَنَا فَتْحًا مُّبِينًا تَفَضُّلاً

بِفَوْجٍ إِذَا جَاءُوا فَزَهَقَ التَّنَصُّرُ

.

بِوَجْهِكَ مَا أَنْسَى عَطَايَاكَ بَعْدَهُ

وَفيِ كُلِّ نَادٍ نَبْأَ فَضْلِكَ أَذْكُرُ

.

تُلَبِّيك رُوحِي دَائِمًا كُلَّ سَاعَةٍ

وَإِنَّكَ مَهْمَا تَحْشُر الْقَلْبَ يَحْضُرُ

.

وَتَعْصِمُنيِ فيِ كُلِّ حَرْبٍ تَرَحُّمًا

فِدًى لَكَ رُوحِي أَنْتَ دِرْعِي وَمِغْفَرُ

.

نَصَرْتَ لإِفْحَامِ النَّصَارَى قَرِيحَتيِ

وَهَدَّمْتَ مَا يُعْلِي الْخَصِيمُ وَيَعْمُرُ

.

وَأَخَذْتَهُمْ وَكَسَرْتَ دَايًا مُّنَضَّدًا

وَأَتْمَمْتَ وَعْدَكَ فيِ صَلِيبٍ يُكَسَّرُ

.

فَسُبْحَانَ مَنْ بَارَى لِنُصْرَةِ دِينِهِ

وَأَخْزَى النَّصَارَى فَضْلُهُ الْمُتَكَثِّرُ

.

سَقَانِي مِنَ الأَسْرَارِ كَأْسًا رَوِيَّةً

وَإِنْ كُنْتُ مِنْ قَبْلِ الْهُدَى لاَ أَعْثَرُ

.

وَبَشَّرَنِي قَبْلَ الْجِدَالِ بِلُطْفِهِ

فَقَالَ لَكَ البُشْرَى وَأَنْتَ الْمُظَفَّرُ

.

فَفَاضَتْ دُمُوعُ الْعَيْنِ مِنيِّ تَذَلُّلاً

وَقَصَدْتُّ عَنْبَرْسَرْ وَقَطْرِيَ يَمْطُرُ

.

فَجِئْتُ النَّصَارَى فيِ مَقَامِ جُلُوسِهِمْ

فَتَخَيَّرُوا مِنْهُمْ خَصِيمًا وَّأَنْظُرُ

.

وَظَلَّ النَّصَارَى يَنْصُرُونَ وَكِيلَهُمْ

وَكُلٌّ تَسَلَّحَ صَائِلاً لَّوْ يَقْدِرُ

.

رَأَيْتُ مُبَارِزَهُمْ كَذِئْبٍ بِظُلْمِهِ

يَصُولُ عَلَى سُبُلِ الْهُدَى وَيُزَوِّرُ

.

فَخَاصَمَ ظُلْمًا في ابْنِ مَرْيَمَ وَاجْتَرَى

عَلَى اللهِ فِيمَا كَانَ يَهْذِي وَيَهْجُرُ

.

وَقَالَ لَهُ وَلَدٌ.. مَـسِيحُ ابْنُ مَـرْيَمَ

فَسُبْحَانَ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا تَصَوَّرُوا

.

وَقَالَ بِأَنَّ اللهَ اِسْمُ ثَلاَثَةٍ

أَبٌ وَابْنُهُ حَقًّا وَرُوحٌ مُّطَهَّرُ

.

فَقُلْتُ لَهُ اخْسَأْ لَيْسَ عِيسَى بِخَالِقٍ

وَخَالِقُنَا الرَّبُّ الْوَحِيدُ الأَكْبَرُ

.

أتُثْبِتُ فيَ مُلْكٍ لَّهُ مِنْ بَرِيَّةٍ

مِنَ الأَرْضِ أَوْ هُوَ فيِ السَّمِاءِ مُدَبِّرُ

.

وَإِنَّ عَلَى مَعْبُودِكَ الْمَوتُ قَدْ أَتَى

وَإِلَهُنَا حَيٌّ وَيَبْقَى وَيَعْمَرُ

.

وَلَيْسَ لِمُسْتَغْنٍ إِلىَ الاِبْنِ حَاجَةً

وَحَاشَاهُ مَا الأَوْلاَدُ شَيْءٌ يُوَقَّرُ

.

أَعِيسَى الَّذِي لاَ يَعلَمُ الْغَيْبَ ذَرَّةً

إلَهٌ وَتَعْلَمُ أنَّهُ لاَ يَقْدِرُ

.

وَإِنِّي أَرَى فيِ خَبْطِ عَشْوَاءَ عُقُولَكُمْ

تَقُولُونَ مَا لاَ يَفْهَمُ الْمُتَفَكِّرُ

.

وَإِنِّي أَرَاكُمْ فيِ ظَلاَمٍ دَائِمٍ

وَمَا فيِ يَدَيْكُمْ مِّنْ دَلِيلٍ يُنَوِّر

.

أَقَمْتُمْ جَلاَلَ اللهِ فيِ رُوحِ عَاجِزٍ

وَهَـيـْهَاتَ لاَ وَاللهِ بَلْ هُوَ أَحْقَرُ

.

فَقِيرٌ ضَعِيفٌ كَالْعِبَادِ وَمَيِّتٌ

نَعَمْ مِنْ عِبَادِ اللهِ عَبْدٌ مُعَزَّرُ

.

وَإِنْ شَاءَ رَبِّي يُبْدِ أَلْفًا نَظِيرَهُ

وَأَرْسَلَنيِ رَبِّي مَثِيلاً فَتَنْظُرُ

.

وَقَدْ اصْطَفَانِي مِثْلَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ

فَطُوبَى لِمَنْ يَأْتِينِ صِدْقًا وَيُبْصِرُ

.

أَنَبِيُّنَا مَيِّتٌ وَعِيسَى لَمْ يَمُتْ؟

أَجُزْتُمْ حُدُودًا يَا بَني الْغُولِ فَاحْذَرُوا

.

تُوُفِّيَ عِيسَى هَكَذَا قَالَ رَبُّنَا

فَلاَ تَهْلِكُوا مُتَجَلِّدِينَ وَفَكِّرُوا

.

أَتَتَّخِذُ الْعَبْدَ الضَّعِيفَ مُهَيْمِنًا؟

أَتَعْبُدُ مَيْتًا أَيُّهَا الْمُتَنَصِّرُ

.

أَلاَ إِنُّهُ عَبْدٌ ضَعِيفٌ كَمِثْلِنَا

فَلاَ تَتَّبِعْ يَا صَاحِ قَوْمًا خُسِّرُوا

.

وَوَاللهِ يَأْتِي وَقْت تَصْدِيقِ كَلْمَتي

وَيُبْدِي لَكَ الرَّحْمَنُ مَا كُنْتَ تُضْمِرُ

.

فَلاَ تَسْمَعَنْ مِنْ بَعْدُ ذِئْبًا وَعَقْرَبًا

يَصُولُ بِوَثْبٍ أَوْ تَدُبُّ وَتَأْبُرُ

.

مَقَامِي رَفِيعٌ فَوْقَ فِكْرِ مُفَكِّرٍ

وَقَوْليِ عَمِيقٌ لاَ يَلِيهِ الْمُصَعِّرُ

.

إِذَا قَلَّ عِلْمُ الْمَرْءِ قَلَّ اعْتِقَادُهُ

وَمَا يمْدَحَنْ حُسْنًا ضَرِيرٌ مُّعَذَّرُ

.

أَلاَ رُبَّ مَجْدٍ قَدْ يُرَى مِثْلَ ذِلَّةٍ

إِذَا مَا تَعَالىَ شَأْنُهُ الْمُتَسَتِّرُ

.

أَلَمْ تَعْلَمَنْ أَنِّي جَرِيٌّ مُبارِزٌ

وَإِنْ كُنْتَ فيِ شَكٍّ فَبَارِزْ فَنَحْضُرُ

.

وَبَارَزْتُ أَحْزَابَ النَّصَارَى كَضَيْغَمٍ

بِأَيْدٍ وَفيِ الْيُمنَى حُسَامٌ مُشَهَّرُ

.

وَمَا زِلْتُ أَرْمِيهِمْ بِرُمْحٍ مُذَرَّبٍ

إِلىَ أَنْ أَبَانَ الحَقَّ وَالحَقُّ أَظْهَرُ

.

وَإِنَّا إِذَا قُمْنَا لِصَيْدِ أَوَابِدٍ

فَلاَ الظَّبيَ مَتْرُوكٌ وَلاَ العَيْرُ يُنْظَرُ

Share via
تابعونا على الفايس بوك