أحمدية أم قاديانية .. إسلام أم ردة؟

أحمدية أم قاديانية .. إسلام أم ردة؟

لقد تجاوز أعداد الأحمدية.. بل قل أعداء الحق وخير الإسلام.. تجاوزوا  كل الحدود في الكذب والافتراء. ويتولى هذا الكتاب تفنيد اتهاماتهم الباطلة، بل ويرد سهامهم المسمومة إلى نحور الكذابين الظالمين المتمرسين الأفاكين. الذين يرمون الأبرياء بما تنضح به نفوسهم. صنفه في الإنجليزية الأستاذ نعيم عثمان سيمون. ويسر (التقوى) نشر ترجمته العربية في حلقات متتابعة.. لتكشف للقراء الكرام كثيرا من الحقائق وكثيرا من الأباطيل. التقوى

الاقتباس من مراجع معادية

من متطلبات العدل عندما تُوجّه تهمة إلى شخص ما أن يستند ذلك إلى دليل كاف. ومن مقتضيات الشرف والأمانة أن يُنبذ أي دليل غير ثابت، وخصوصا إذا كان صادرا من شاهد معروف بتعصبه وتحيزه.

ولكن مشائخ آخر الزمان المناهضين للأحمدية يتنفسون الكذب، ولم يصلوا بعد إلى هذا النهج الحضاري بحيث يُتوقع منهم أن يقدروا أهمية هذا السلوك المتمدن. إنهم على العكس.. لا يتخلون عن تعصبهم الشخصي، ولا يُقلعون عن إثبات أكاذيبهم الخسيسة عن طريق الاستشهاد بإدعاءات واتهامات أخرى من خصوم للجماعة الإسلامية الأحمدية.

لقد حاول أعداء الجماعة الإسلامية الأحمدية أن يتهموا قيادتها بالإسراف وسوء استخدام أموال الجماعة، وإنفاقها في حياة البذخ والرفاهية (ظهير، القاديانية). ولإثبات هذا الإفك يعمد الملاّت إلى أسلوب بارع من الخداع والتلاعب.

ومثالا لذلك يزعمون أن الخليفة الثاني للإمام المهدي والمسيح الموعود.. سيدنا مرزا بشير الدين محمود أحمد.. سافرإلى بريطانيا وأنفق أربعين ألف روبية في هذا السفر (المرجع السابق). واستند هذا الكذاب في تأييد هذا الفرية على صحيفة “بيغم الصلح” وحاول الملفق الخبيث أن يخدع الناس ويصور هذه الصحيفة على أنها “مجلة قاديانية”؛ مع أنه يعلم تماما أن هذه الصحيفة هي لسان حال الجماعة اللاهورية المنشقة على الجماعة الإسلامية الأحمدية.. والتي انفصلت بقيادة مولانا محمد علي عند انتخاب سيدنا مرزا بشير الدين خليفة ثانيا للإمام المهدي.

من هو ناشر جريدة بيغم الصلح

ولما كان اختيار سيدنا مرزا بشير الدين محمود أحمد خليفةً للإمام المهدي والمسيح الموعود قاصمة الظهر للجماعة اللاهورية، وجعلتهم ينشقون عن الجماعة الإسلامية الأحمدية في قاديان.. لذلك كان قادة هذه الحركة عدائيين تجاه حضرته. وكانت جريدة “بيغم الصلح” لسان حالهم، ومتنفس بغضائهم في توجيه الاتهامات ضده بعد انتخابه إمامًا للجماعة. فكيف يمكن -والحال هذه- أن يكون الاتهام الصادر من خصم متعصب دليلا يستند إليه أي إنسان عاقل أمين؟!

مرجعهم : إلياس بورني صانع الإفك

ومن المراجع الرئيسية أيضا التي يستشهد بها خصوم الأحمدية من الملات المشاغبين.. كتاب ألّفه من مخيلته، وجعل منه منبعًا للأكاذيب المختلفة الملا الياس بورني تحت اسم « المذهب القادياني» (الندوي، قاديانية). وبالنظرة الفاحصة يتبين أن كل الملات الذين كتبوا منشورات مضادة للأحمدية قد أسسوا كل دلائلهم على ما جاء في هذا الكتاب وحده. ويعترفون أنهم اعتمدوا عليه كمصدر جوهري. (ظهير، القاديانية).

ويصعب فهم السبب في أن هؤلاء العلماء الزائفين يلجأون إلى الاستشهاد بما يقوله أعداء الجماعة الإسلامية الأحمدية.. في حين أنهم يزعمون قيامهم برحلة فكرية، وفحصوا بأنفسهم كل مرحلة من مراحل تقدم الحركة الأحمدية وتطورها منذ البداية (الندوي، قاديانية). فما حاجة أدعياء العلم هؤلاء إلى الاعتماد على أدلة باطلة متعصبة اختلقها خصوم آخرون.. مع ادعائهم أنهم بأنفسهم فتشوا بعمق في كتابات سيدنا مرزا غلام أحمد القادياني، وأنهم من هذا المنبع الأصلي وصلوا إلى نتائج غير متحيزة؟ (الندوي). فلماذا يعتمدون ”بقدر جوهري“ و”يستمدون بوفرة“ من منشورات كتبها علماء زائفون من حزب مناهض للأحمدية.. في الوقت الذي يدعون فيه أنهم بأنفسهم قد قاموا بدراسة علمية شاملة على الحركة الإسلامية الأحمدية من جذورها إلى هيكلها (ظهير)، ويعانون أيضا أنهم اتبعوا قاعدة ”ألا يكتبوا كلمة ما لم تكن مدعومة بالمراجع الكاملة البينة من المنبع“ (ظهير).

يا تُرى، ألا يدل فشلهم هذا على أحد أمرين .. إما أن:

  1. دعواهم الغوص والفحص العميق في تراث الجماعة الإسلامية الأحمدية.. هو ادعاء باطل تماما؛ أو
  2. أنهم في الواقع لم يجدوا دليلا واحدا لتجريم الحركة الأحمدية.. لسبب بسيط .. هو عدم وجود مثل هذا الدليل أصلا؟ وإلا .. فما هو السبب المعقول الذي منع هؤلاء الأفاكين المزيفين من تأييد اتهاماتهم الباطلة.. فلا يكتبون كلمة غير مؤيدة بالدليل؛ ويتظاهرون بعزمهم على تقديم الاستشهادات والدلائل من مراجع بينة أصلية.

وسواء كان الاحتمال الأول هو الصحيح، أو الاحتمال الثاني هو الصحيح.. فإن الثقة في مزاعم هؤلاء المناهضين للأحمدية تبقى موضع ريب وشك خطير.

مزاعم بلا دليل

لا يسهل على القارىء العادي أن يتعرف على مدى الافتراءات التي لا تستند إلى دليل أو مرجع أصلي في الكتب التي كتبها هؤلاء الملات الفسقة المناهضون للأحمدية.. ذلك لأن الجانب الأكبر من هذه الكتب متخم بادعاءات باطلة لا أساس لها. وعلى سبيل المثال.. زعم أحد الكتاب المعادين للأحمدية ”أن من عقائد الجماعة الإسلامية الأحمدية أن الله يستمتع بصحبة النساء ويعاشرهن وينجبن له أطفالا“ (ظهير، القاديانية).

سبحان الله عن ذلك ولعنته على الكاذبين!

وسواء اعترف الأفاك أو تهرب من الاعتراف.. فإنه بالطبع لم ولن يقدم أي مرجع ”أصيل“ لهذه التهمة الباطلة الشنيعة؛ لأنه من المحال أن يكون مثل هذا القول في منشور أحمدي. والواقع أنه لو كان في دعوى الأفاك ذرةً واحدة من الصدق بأنه قام بدراسة علمية مستفيضة لمنشورات الجماعة الإسلامية الأحمدية.. لوجد أن سيدنا مرزا غلام أحمد قد رفض رفضا باتا نسبة أي وصف جسماني مادي لله تبارك وتعالى (جشمه معرفه). ولتبين له أن عقيدة مؤسس الأحمدية هي أن الله جل وعلا ليس له أي مماثلة مع مخلوقاته (فلسفة تعاليم الإسلام). وأنه -عليه السلام- أعلن بكل حسم أن الله تعالى أعلى من أن يتجسد (أنجامى أثام). والواقع أنه صرح قائلا: “من السفاهة التساؤل: هل لله -تعالى- لسان يتكلم به؟ ألم يخلق كل ما في السماء والأرض بدون يد جسدية؟ ألا يرى العالم بدون عين مادية؟ ألا يسمعنا بدون أذن عضوية؟ (فلسفة تعاليم الإسلام).

إنه لمن المثير للاهتمام والعجب أن أعداء سيدنا مرزا غلام أحمد يتهمونه -والعياذ بالله- أنه يعتقد في الله بأنه يعاشر النساء وينجبن له الأطفال.. مع أن حضرته يعلن إعلانا واضحا صريحا ويقول:

«إن الله سبحانه ليس ابنًا لأحد، وليس له ابن. إنه قائم بذاته ولا حاجة له إلى والد ولا ولد. هذا هوالتوحيد الذي يعلمه القرآن الكريم والذي هو أساس عقيدتنا» (محاضرة لاهور).

أليس من المهازل والمفارقات الخبيثة أن خصوم سيدنا أحمد يتهمونه بمعتقدات زائفة لم يقل بها قط. ثم يتجاهلون تماما ما أعلنه وسجله مرارا في كتبه؟ ومع ذلك يجد هؤلاء الآثمون في أنفسهم الوقاحة الكافية ليدَّعوا أنه لا يوجد في كتبهم سوى الحقائق الأساسية عن الجماعة الأحمدية! (ظهير، القاديانية).

ونتساءل: هل هذا هو معيار الصدق الذي تعلموه من دينهم؟ هل هذا هو الإسلام.. الذي يزعم هؤلاء الخصوم الغواة الفسقة.. حمايته والأمة من تهديد معتقدات الجماعة الإسلامية الأحمدية وفلسفتها؟ اللهم أنزل رحمتك على هذه الأمة التي تقودها هذه الحفنة من محترفي الكذب والتزوير!!

مزاعم يدحضها الواقع

لما كان الملات المُصِرُّون على الكذب يعلمون أن القراء لا يملكون الوسائل للتحقق من أكاذيبهم.. لذلك أقاموا سدًّا من الاتهامات والمزاعم .. لا تصمد أمام البحث والتدقيق، ويثبت بطلانها تماما بالحقائق الواقعة.

ومثالا لذلك زعم واحد من خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية أن خلفاء للمسيح الموعود يعيشون في منازل فخمة مكلفة.. ما كانوا ليحلموا بها أبدا، تحرسها الكلاب.. لأنهم لا حصانة لهم بسبب توسعهم (ظهير، قاديانية).

ويثبت بطلان هذه الأكذوبة الوقحة من حقيقة ثابتة: فلا وجود لمثل هذا المبنى الذي يمكن وصفه بأنه منزل فخم.. لا في قاديان ولا في ربوة.. وهما البلدتان التي عاش فيهما خلفاء سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود. لا وجود لمنزل فخم في الماضي وحتى اليوم. وبالرغم من التحسن المشجع في استثمارات المباني في العالم كله.. لا يزال سيدنا مرزا طاهر أحمد -الخليفة الرابع- يسكن في شقة متواضعة. ونؤكد لخصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية أن هذا الموقف ليس بسبب عوز مالي، لأن كل ما تملكه الجماعة.. أفرادا وجماعة تحت يد إمامها المحبوب.

وفي فرية أخرى .. يزعم هذا الكذوب البذيء نفسه أن الزوجة الفاضلة لسيدنا الخليفة الأول للجماعة فرّت بعد وفاته مع شخص آخر وتزوجته (ظهير، القاديانية). في حين أن السيدة الكريمة قرينة مولانا حكيم نور الدين لم تغادر حمى زوجها في حياته. وتشهد حقائق التاريخ أنها لم تتزوج أحدًا قط بعد وفاة سيدنا الخليفة الأول.. بل بقيت أرملة. كما أنها ظلت عضوا مكينا مخلصا في الجماعة الأحمدية حتى توفاها الله في ربوة ودفنت بها.

وفي أكذوبة ثالثة زعم خصوم الأحمدية أن كريمة سيدنا الخليفة الأول.. السيدة / أمة الحي.. التي كانت زوجة لسيدنا الخليفة الثاني -قد قتلت واتهم زوجها بقتلها- والعياذ بالله!! (مرجع الأكاذيب السابق).. مع أن السيدة الفاضلة ماتت ميتة طبيعية في قاديان .. وليس هناك أي قضية في سجلات الشرطة أو غيرها تؤيد ما يزعمه المرجفون.

التماس مهذب إلى القراء الكرام

كما أكدنا مرارا فيما سبق من صفحات هذا الكتاب.. لا يمكن تتبع كل مزاعم واتهامات خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية، أو وتفنيد افتراءاتهم واحدة واحدة في كتاب واحد. ولكن الأمثلة التي سقناها وفحصناها وناقشناها .. ماهي إلا قطرات من بحر البراعة الفائقة التي يتمتع بها الخصوم، استغلوها في تحريفهم وتشويههم لكل جانب من عقائد وتاريخ الجماعة الإسلامية الأحمدية. وإننا لنرجو وندعو أن يكون في هذه الأمثلة الكفاية لكشف كذب العناصر المعادية للأحمدية. ونرجو أيضا أن تكون حافزا للجماهير كي تدرس معتقدات الجماعة الإسلامية الأحمدية وفلسفتها من مصدرها الأصلي. فمن هذا المنبع الأول يمكن للقراء أن يتفهموا ويتعرفوا على طبيعة عقائد الجماعة، والمستوى الإسلامي الرفيع الذي تتمتع به الجماعة وقيادتها.

أما إذا اختاروا الطريق العكسي.. ولا يفحصون الاتهامات الباطلة، وينساقون وراء الملات والمشائخ المعاديين للأحمدية؛ ومكَّنوهم من تضليلهم.. فإن المسؤولية عندئذ تقع على عاتق القراء أنفسهم. ونحذرهم من أنهم إذا فعلوا ذلك كانوا في خلاف مع التعاليم الصريحة لدينهم الحنيف.. حيث يقول القرآن الكريم:

وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (الإسراء: 37)

ونلتمس من القارئ المعذرة إذا كنا قد سمينا الأمور بأسمائها.. فإن من يكذب يسميه القرآن كذابا.. ومن يروج الأفك يسميه أفاكا. لا نقولها سبابا.. وإنما وصفا لما يعملون وبيانا لما يصفون.

وختاما ..ندعو ربنا: اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم..

يا حفيظ يا عزيز يا رحيم. اللهم احفظنا وانصرنا وارحمنا..

انت حولنا وقوتنا.. بك نصول وبك نجول.

وصل اللهم على محمد وعلى آله وسلم وبارك.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك