رمضانيات
مما لا شك فيه أنه إذا صام الإنسان في شهر رمضان وهو مريض أو مسافر فإنه يعصي أمر الله حيثُ قال الله تعالى:
لذا يمكن للمرء أن يصوم بعد أن يشفيه الله أو ينتهي من سفره. ومن الواجب أن يطيع أمر الله هذا، لأن النجاة مرهونة به ولا يستطيع المرء نيلها عن طريق أعماله الصالحة.
ولم يحدد الله في هذه الآية مدى المرض أو طول السفر الذي لا يجوز الصيام خلاله ولكنه ذكر هذه المسألة بصفة عامة.
(س): ما هو حكم الحامل والمرضع في شهر رمضان، هل عليهما أن تصوما أم لا؟
(ج): لم يدرج القرآن الكريم المرضع والحامل في زمرة المرضى، ولكن سيدنا محمد المصطفى أدخلهما في حالة المرض.
فلا يجوز الصوم للمرضع والحامل، لذا يمكن أن تصوم بعد فترتي الوضع والرضاعة أو تقدم فدية الصيام. كما يمكن أن ينطبق هذا الأمر على الطُلاب عندما يكونون مشغولين بالامتحانات حيث يشعرون بحدة وقعها على أعصابهم. فعادة ما يصبح بعضهم مثل المجانين من جراء كثرة المطالعة والمذاكرة وفي هذه الظروف تتأثر صحتهم. فلو صام أحدهم وهو في هذه الحالة الصحية المتردية وأُصيب بضرر (لا سمح الله) ربما لن يتمكن من الصيام مرة أخرى خلال بقية حياته.
(س): يضغط بعض الناس على أولادهم الصغار للصوم. فما العمر الذي يُفرض فيه الصوم على الولد والبنت؟
(ج) لقد أجاب حضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد ، الخليفة الثاني للإمام المهدي على هذا السؤال وقال: «يضغط بعض الناس على أولادهم الصغار لكي يصوموا. ومن المعلوم بأنه وُضعت حدود لكل فَرض وحُكم كما عُين العمر لأدائه، وحسب عقيدتنا تفرض بعض الأحكام على الولد أو البنت عند سن الرابعة، وبعضها تفرض ما بين الخامسة إلى الثانية عشرة سنة، وبعضها تفرض عند البلوغ ما بين سن الخامسة عشر والثمانية عشر. وحسب وجهة نظري يُفرض صُوم رمضان ما بين سن الخامسة عشر والسابعة عشر، وهذا هو نسبيًا سن البلوغ. وأذكر بأننا عندما كُنا صغارًا كنا نحب أن نصوم ولكن سيدنا أحمد لم يكن يسمح لنا بذلك، وما كان يشجّع الصغار أن يصوموا، بل بالعكس كان ينهاهم عن ذلك، لهذا من المستحسن أن يُمنع الصغار من الصوم حفاظًا على صحتهم ونموهم، وعندما يبلغون سن الرشد الذي يبدأ في سنة 15، فعليكم أن تطلبوا منهم أن يصوموا تدريجيًّا، وإذا صام أحدهم في السنة الأولى عشرة أيام فعليه في رمضان المقبل أن يصوم عشرين وبعده شهرًا كاملاً» (الفقه الأحمدي ص 291)
«بتصرف عن مقال للداعية الإسلامي الأحمدي عبد الحميد كوثر»