اقتبستُ لك
حين تضيع معاني الدين وتبقى مظاهره، تصبح العبادة عامة، والصلاة حركات، والصوم جوعًا، والذكر تمايُلا، والزهد تحايُلاً، والخشوع تماوُتًا، والعلمُ تجمُّلاً، والجهاد تفاخُرًا، والورع سُخفًا، والوقار بلادةً، والفرائض مهملة، والسُّنن مشغلة.. وحينئذ يرى أدعياء الدين عسف الظالمين عدلاً، وباطلهم حقًّا، وصراخ المستضعفين تمرُّدًا، ومطالبتهم بحقِّهم ظلمًا، ودعوة الإصلاح فتنة، والوقوف في وجه الظالمين شرًّا… وحينئذ يكثر اللصوص باسم حماية الضعفاء، وقُطّاع الطرُّق باسم مقاومة الظالمين، والطغاة باسم تحرير الشعوب، والدّجالون باسم الهداية والإصلاح، والملحدون بحُجّة أن الدين أفيون الشعوب.
(الأديب المرحوم مصطفى السباعي، هكذا علّمتني الحياة)
“إن الظلم ظلمات يوم القيامة ” (الحديث الشريف)
من أمثال العرب: “أظلَمُ من أفعى”. يقال: إنك لتظلمني ظلم الأفعى. وقال الشاعر:
وأنت كالأفعى التي لا تحتفرْ ثم تجيءُ سادرةً فتنجحرْ
وذلك لأن الحية لا تتخذ لنفسها بيتًا، فكل بيت قصدتْه هرب أهله منه وخلوه لها. ومن الأمثال في هذا المعنى:” أظلم من الشيب”، الشيخوخة ربما يهجم على صاحبها قبل إبانها.