في شارع الصحافة
نشرت جريدة “النبأ” المغربية الإصدار في عددها -الثالث عشر جمادى الثانية 1419 هـ الموافق أكتوبر 1998- في الصفحات الخاصة بالفكر والثقافة -زاوية آراء- نشرت موضوعًا تحت عنوان “أزمة الفكر الإسلامي”، تطرق فيه الكاتب إلى الصعوبات والعراقيل التي تواجه هذا الفكر، الذي يبدو عاجزًا ويعاني من مشكلات أرجعها إلى ما سماه بالتدخلات الوافدة التي تعمل لتغيير مسار الفكر الإسلامي واحتوائه وإزالة هويته للقضاء على الذاتية الإسلامية. وبينما أخذ الكاتب يعدد العوامل التي ساهمت في تشويه الفكر الإسلامي وتأزيمه كالاستشراق -والغزو التبشيري التنصيري- والغزو الثقافي الفكري.. إذ به يُقحم جماعتنا في متاهات وحساسية هذا الموضوع، وذلك بتصنيفها ضمن ما سماه بمشروعات النفوذ الأجنبي الذي ساهم في إحداث خلل في جوانب الفكر الإسلامي!
إن تعمد إدراج الجماعة إلى جانب أسماء مثل البهائية – الاستشراق – التنصير – الفلسفات الإلحادية والماسونية.. كل هذا ليس له من معنى سوى تعمد صريح بشكل أو بآخر للزج بالجماعة الإسلامية الأحمدية التي يُنابزونها بالألقاب تحت اسم “القاديانية”! في مكان لا يمتّ إليها بحقيقة ذات صلة منطقية موضوعية أو تاريخية، على أنها والعياذ بالله تعمل ضمن تلك المشروعات الهدّامة!
وبالرغم من أن هذه الاتهامات المساقة ضدنا ليست جديدة الأسلوب والسياق لدى من يصطنعونها لتخصصهم في فن صناعة الأكاذيب، إلا أننا لن نمل في توضيح الحقائق والتعقيب على صدق أهداف الجماعة الإسلامية الأحمدية العالية التي يشهد لها سجل التاريخ حقًا بالفضل والاعتراف كونها السباقة والوحيدة في العالم الإسلامي من أدناه إلى أقصاه في حماية الإسلام عقيدة وشريعة ثقافةً وفكرًا. قبل أن يكون لبعض أدعياء الفكر الإسلامي الذين يرموننا بأصابع الاتهام أي دور تطبيقي بعيد عن التنظير والسفاسف الكلامية في تحصين الفكر الإسلامي وتوجيهه نحو الوجهة الصحيحة عن طريق الدعوة الإسلامية! وقبل أن نستعرض للسادة القراء موجزًا حول صفحات تاريخ الأحمدية وشهادات أهل الحق والإنصاف واعترافهم بالدور القيادي والطلائعي للجماعة الإسلامية الأحمدية ودفاعها عن الدين الحنيف ضد سهام كل من الاستشراق والتنصير والبهائية والماسونية.. أرى أنه من لوازم الموضوعية وضع القراء في جو ما جاء بجريدة “النبأ” خصوصًا ذلك الجانب الختامي في المقال ومحيطه المـُسيّج الذي يرمي إلى تشكيل إرهاصات مستكملة للزج بما سموه “القاديانية” ضمن أولويات ما يستدعى كشفه!
وإليكم فيما يلي النص: “كل هذا يصور أزمة الفكر الإسلامي التي تهدف إلى إزالة الهوية للقضاء على الذاتية الإسلامية ذات التميز الخاص حتى تنهار الخصوصية الإسلامية وتصبح الأمة الإسلامية منقادة إلى الولاء الغربي والتبعية الوافدة على نحوٍ أو آخر، وذلك هدف يعمل له النفوذ الأجنبي من خلال مشروع يمكن أن يستمر قرنًا قادمًا. ولذلك فنحن في حاجة إلى الكشف عن عوامل هذه الأزمة، ولنعمل على تأصيل القيم الأساسية بعد:
شهادات أهل الحق
1.في تصدي الجماعة الإسلامية الأحمدية لكتابات الاستشراق
ـ كتبت جريدة “الأردن” في 20 محرم 1368 الموافق 12 من نوفمبر 1948 عن مؤلفات وتفاسير الجماعة الإسلامية الأحمدية وقيمتها العلمية خاصة كتاب المقدمة لدراسة القرآن الكريم:
ـ وأثنت جريدة “الغراء” (وكالة الأنباء العربية) في عددها الصادر في 6 شباط 1949 على تفاسير الجماعة للقرآن والمرفقة بملاحق مطبوعة كرد على شبهات المستشرقين قائلة:
2.في صدد تصدي الأحمدية للحملات التنصيرية وفي صدد نشرها للدعوة الإسلامية
ـ سجلت صحيفة “البلاغ” الصادرة في بغداد في عددها المؤرخ يوليو 1927 خدمات الجماعة الإسلامية الأحمدية للدين الحنيف وتصديها الباهر للتبشير المسيحي، وقد عاتبت الصحيفة علماء الأمة الإسلامية المتقاعسين في هذا الميدان قائلة:
ـ صرّح القسيس الشهير المدعو زويمر في مجلته “العالم الإسلامي” The Muslim World وهو من مشاهير وكبار أركان الدعوة إلى التنصر في العالم فيقول ما تعريبه:
“يقول (ايندل) بأن أمر السنوسية أخذ في الضعف في أفريقيا الغربية بعكس الجماعة الأحمدية! التي تشتغل بهمة لا تعرف الكلل في هذه البقعة كلها ومركزها (لاغوس) وإنه يتوقع خطرًا عظيمًا! يهدد المسيحية بالحركة العظمى التي قام بها مسلمو الهند”.
– وذكرت مجلة مسيحية متخصصة صادرة بلندن تدعى بالإنجليزية: The Church Missionary Review ما قاله (زويمر) من شهادات خطيرة حول مطبوعات الجماعة المضادة للمسيحية: “.. ولا نغفل عن ذكر رفوف الكتب والصحف، فإن هذه الرفوف تنبىء عن المستقبل العظيم. وهناك مخازن أخرى مشحونة بالكتب الدينية ودوائر المعارف والموسوعات والقواميس والكتب المخالفة للدين المسيحي. وما أصحّ وصفَها بمخزن الأسلحة المعدة لجعل المستحيل ممكنًا. وإذا اطلعتم على اعتمادهم الراسخ في نفوسهم فإنكم لتجدون عزائم تدك الجبال دكًا وتنسفها نسفًا!”
جريدة (المسلمون) نشرت في عددها المؤرخ 11/07/1986م وهي من الجرائد المعادية للجماعة، تقول عن أول حركات أتت أفريقيا للدعوة إلى الإسلام:
“.. لقد أفادت وفود عديدة من أفريقيا أن أول حركات إسلامية تعرفها بلدان القارة كانت عن طريق الأحمدية!”
3.في نشر الجماعة للفكر الإسلامي وأدبه إلى مختلف الشعوب بكل الوسائل
كتبت جريدة “الفجر” الناطقة بالإنجليزية والصادرة بباكستان وتعد من الصحف المعادية للجماعة ـ العدد 28/12/1997 تعريبه ما يلي:
“إن الأحمديين يوزعون مليون نسخة قرآن في الخارج وإنهم يؤسسون مطابع ضخمة في بلدين أجنبيين، ويوزعون كتب إسلامية مطبوعة بتسع لغات، إلا أنه يمكن استعراض أهم نشاطات (القاديانية) من خلال القرارات التي اتخذها زعيم الحركة في المؤتمر الحادي والثمانين (المؤتمر الإسلامي السنوي العالمي للجماعة) حيث اتخذت القرارات التالية:
أ.إنشاء مراكز في غرب وشرق أفريقيا وفرنسا وأسبانيا والنرويج والسويد وإيطاليا والدنمارك وبريطانيا وأمريكا.
ب.ترجمة القرآن الكريم إلى مائة لغة أساسية تشمل الروسية والفرنسية والصينية واليوغسلافية.
ج.طبع ونشر الثقافة والأدب الإسلامي بكل اللغات!
د.إنشاء محطة إذاعية تسمى “صوت القرآن”.
هـ.وضع مشاريع إعلامية لتوثيق الصلة.
4.الأحمدية أول من تصدى لفساد عقائد البهائية!
كتبت الجماعة الإسلامية الأحمدية ونشرت خفايا هذه الديانة قبل ما يقارب الثمانين سنة الماضية في وقت كانت البهائية ورجالاتها وأتباعها يحظون باحترام وتقدير في العالم الإسلامي بسبب غفلة علماء المسلمين ومفكريهم وجهلهم بها حيث لا يدرون عن حقيقتها شيئًا، وحسب ما دونه تاريخ الأحمدية حول تصدي الجماعة لهذه الديانة أذكر النقاط التالية:
ـ في عام 1904 دعا مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية أحد دعاة الحركة البهائية في بلدة (لاهور) من أجل المناظرة، ويدعى الشيخ محمود أحمد الزرقاني.
ـ في عام 1906 دعي الشيخ البهائي الزرقاني أثناء مقامه الجديد في (دلهي) وذلك للمناظرة الشفوية مع أحد دعاة الجماعة الإسلامية الأحمدية حول عقيدة البهائية، ولكن الشيخ البهائي تحاشى إظهار عقائده أمام الناس شفاهيًا أو خطيًا، مما أدى بمجلة الجماعة وقتئذ بنشر سلسلة من المقالات في دوريتها المسماة (نقد الأديان) فافتضحت بهذه الخطوة الجريئة عقيدة البهائية.
ـ بين عامي 1933-1934 تصدى الداعية الإسلامي الأحمدي الأستاذ أبو العطاء الجالندهري رحمه الله، للبهائيّة في عقر دارها بحيفا، وتحصَّل على كتاب البهائيين المقدّس المسمَّى “بالأقدس”، ذلك الكتاب الذي يُخفى عن الأنظار – فقام الأستاذ الداعية بفضح الكتاب ومحتواه عن طريق مجلة (البشرى) العربية الناطقة باسم الجماعة الإسلامية الأحمدية، وبهذه الخطوة الجريئة افتُضحت شريعة البهائيّة أمام الرأي العام بفلسطين.
ومن المفارقات العجيبة أننا نُتَّهم زورًا بالتعاون مع البهائيّة بالرغم من أننا أول من تصدَّى لها. ونجد بعض الذين يتهموننا ينطلقون في عدائهم واتجاهاتهم الفكريّة من مدارس حركة الإصلاح والتجديد الدينيّ الشهيرة بمؤسسها جمال الدين الأفغاني وتلميذه محمد عبده الذي أثنى وامتدح ما أسماه اجتهاد البهائيّة في شرح الدين! إثر لقائه بزعيم البهائيّة المدعو عبد البهاء عباس ببيروت لبنان ذلك الشخص الذي يعدُّ من الشخصيّات الهامة الأساسية في البهائيّة – (راجع كتاب تاريخ الأستاذ الإمام رشيد رضا)
إنّ الذين يتّهمون الجماعة الإسلامية الأحمدية اليوم بتهم التحالف مع البهائيّة يتناسون أنّ أسيادهم من مدارس الفكر الإسلامي قد مدحوا البهائيّة ومع ذلك لا نجدهم يعترضون عليهم بكونهم من المشاطرين والمنقادين لها ولأفكارها، بل مع ذلك يصرُّون على امتداح مؤسسي مدارسهم الفكريّة بالرغم من مواقفهم المعلنة والموثَّقة!؟ ويكفي هذا للتدليل على أنّ المسلمين ومفكريهم الأدعياء على الفكر الإسلامي لم تكن لهم فكرة مسبقة عن البهائيّة لأنهم لا يدرون شيئًا عنها لتستُّرها بالإسلام خداعًا وتقيَّة. وبذلك انطلت عليهم الحيلة! أما الجماعة الإسلامية الأحمدية فقد كانت بحمد الله وتأييده، السابقة في كشف حقيقة هذه الحركة وتحذير المسلمين منها.
- مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية أول من حذَّر من الماسونيّة قبل انكشافها الرسميّ عام 1905.
الماسونيّة في أساسها حركة مضادّة للأديان السماويّة وهي إحدى القوى التي يُتحدَّث عنها على الصعيد الفكري والثقافي الإسلامي كونها معادية للإسلام، وكثيرًا ما حاول صنَّاع الأكاذيب إعطاء انطباعات على أنّ الجماعة الإسلامية الأحمدية تتعاون معها لهدم العقيدة الإسلاميّة والعياذ بالله.
إنّ مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية الإمام المهدي والمسيح الموعود أوّل من أنبأه الله تعالى عن خطورة هذه الحركة في إلهام تلقَّاه سنة 1901 جاء فيه (بما تعريبه) “الماسون لن يُسلَّطوا عليك” («التذكرة» مجموعة إلهامات حضرة الإمام المهدي والمسيح الموعود ” جريدة الحكم ج 5 العدد 37 تاريخ أكتوبر 1901م).
ومن المفارقات العجيبة أننا نُتَّهم زورًا بالتعاون مع البهائيّة بالرغم من أننا أول من تصدَّى لها. ونجد بعض الذين يتهموننا ينطلقون في عدائهم واتجاهاتهم الفكريّة من مدارس حركة الإصلاح والتجديد الدينيّ الشهيرة بمؤسسها جمال الدين الأفغاني وتلميذه محمد عبده الذي أثنى وامتدح ما أسماه اجتهاد البهائيّة في شرح الدين! إثر لقائه بزعيم البهائيّة المدعو عبد البهاء عباس ببيروت لبنان
تحقق الشيء الأول من النبوءة عن وجود اسمٍ لتنظيمٍ حركي في العالَم بهذا الاسم عام 1902، وذلك بعد نشر كتاب يحتوي على وثائق وخطط لهذه الحركة باللغة الروسيّة في روسيا حيث قامت سيدة فرنسيّة بسرقة هذه الوثائق سرًّا عام 1901 في إحدى محافل وأوكار الماسونيّة السريَّة. ثم سرَّبتها سرًا تحت كتمانٍ شديد إلى رجلٍ من كبار أعيان روسيا القيصريّة الشرقيّة، والذي بدوره تكتَّم على هذه الوثائق حتى طبع كتابًا عن التنظيم الماسونيّ ومخططاته وذلك لأوّل مرة سنة 1902! باللغة الروسيّة! أما باقي البلدان والعواصم الكبرى آنذاك فإنّها لم تعرف عن مسمَّى وحقيقة الماسونيّة شيئًا إلا بعد وصول نسخة من الطبعة الروسيّة إلى المتحف البريطاني بلندن سنة 1905؟! فخَتمَ عليها بخَاتمه الرسميّ عام 1906 ومنها بدأت ترجمة الكتاب الروسيّ إلى الإنجليزية طُبع سنة 1921م.
ومما يدعونا إلى التأمُّل في عجائب ألطاف الله وصدق مبعوثه مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية أنّه أخبره وأطلعه عن طريق الإلهام عن وجود هذه الحركة الهدامّة في وقتٍ لم تنكشف فيه للعالَم ماهيةُ مصطلح الماسونيّة وخططها إلا بعد عام 1905 بنشر وثائق عنها؟!
وبمنتهى الاختصار عن اتِّهامنا بالتحالف مع الماسونيّة أقول:
إنّ الجماعة الإسلامية الأحمدية تصدَّت لها منذ زمنٍ طويل وكشفت عن مخططاتها، وكان الخليفة الثاني حضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد من الأوائل الذين نبَّهوا المسلمين بخصوص أخطارها التآمريّة! هذا في وقتٍ كان فيه بعض المسلمين ومفكِّريهم أعضاءً فيها!. إنّ الجماعة لم تكن في يوم من الأيام -والعياذ بالله- مؤيِّدةً لهذه الحركة أو متحالفةً معها، ويكفي لإبراز تصدِّيها لها ما أسدته الجماعة من خدمةٍ لتوجيه العرب وتحذيرهم من خطر الماسونيّة:
- قامت مجلة “البُشرى” الناطقة باللغة العربيّة لسان حال الجماعة الإسلامية الأحمدية خلال الثلاثينات من هذا القرن وكتبت عن الماسونيّة وأخطارها نحو الإسلام والأديان، وباعتبار المجلة تصل القُرَّاء العرب بالمشرق الغربي من فلسطين فقد أدَّت دورًا إقليميًّا هامًا في توجيه العقل العربي وإرشاده (راجع مجلة البشرى – الكبابير كانون أول 1934).
أمّا المفكرون العرب وأصحاب الفكر الإسلامي فقد عجزوا عن الإتيان بأيِّ كتابات عن مخاطر الماسونيّة طيلة الفترة حتى حدود الخمسينات بتصدّي كتاب عن وثائق الماسونيّة وخطرها مترجمة من الإنجليزيّة إلى العربيّة سنة 1951 على يد المفكِّر محمد خليفة التونسي.
إنّ الجماعة الإسلامية الأحمدية كانت ولا تزال تُبدي للإخوة العرب أياديها البيضاء، ولَكَمْ سعت فئةٌ من أدعياء الفكر الإسلامي إلى تصدير أرتال من الاتِّهامات الكاذبة بقصد التشويش على العقليّة العربية وخلق انطباع سلبي ضد الجماعة بقصد إقامة حاجز بينها وبين فئة المستنيرين العرب، والمهتمين بقضايا تحدِّيات الفكر الإسلامي. أولئك الأدعياء الذين يسوِّقون الاتِّهامات ضد الأحمدية إنّما غايتهم بذلك إعاقة وصول تلك المناهج والحلول الصحيحة عن الإسلام، والتي بمقدورها بناء حلقة متكاملة تجيب على مختلف العقبات والأسئلة وتضع الحلول المناسبة لتنقية الإسلام وجوهر رسالته من آراءَ ومفاهيمَ وتأويلاتٍ ركيكةٍ ودخيلة أتت من عقليّات العصور المظلمة وتسرَّبت إلى أفهام بعض أدعياء الفكر الإسلامي المتحجِّرين في آرائهم.
فالجماعة الإسلامية الأحمدية رغبةً منها في توليد قناعة ذاتيّة في المسلمين الذين يواجهون فراغات وحرجًا واقعيًّا بسبب عدم جاهزيّة أدعياء الفكر الإسلامي والمحتكرين له للإجابة على أسئلةٍ وتحدِّيات ميدانيّة وتفصيليّة متنوعة ومتشعِّبة.
وعليه فإنّ الأزمة ليست أزمة فكرٍ إسلامي بل هي أزمة أدعياء الفكر الإسلامي.