عقائد إسلامية

آفة هذا الزمان وكل زمان أننا لأجل الغاية النبيلة قد نسلك سبلا ملتوية. والخلافة من الأمور التي تهم المسلمين، إن لم تكن أهمها على الإطاق، وهدفها هو توحيد الأمة الإسامية خلف إمام واحد، فيسعى البعض إلى إقامتها بعيدا عن راعيها الرسمي، الذي بدأها وأعلن عنها أول مرة.

الكبر شيطان ينخر أصل شجرة الإيمان، لأن المتكبر لا يستسيغ فكرة أن يطيع، فأنى له أن يؤمن أصلاً؟! ناهيك عن أن يحب. فالمسيح الموعود في الشرط العاشر من شروط البيعة والانضمام إلى جماعة المؤمنن الآخِرين يطلب منا أولاً خلق رابط الأخوة وبعدها يمكننا أن نتعهد له بالطاعة. ترى ما حكمة الخفية وراء ذلك؟!

لا شك أن مناسبات تأسس الكيانات الكبرى لأمرٌ جدير بالتذكر، غير أن تأسيس الكيانات والجماعات الربانية
ليستحق إشادة مضاعفة، بل يُعدُّ من موجبات الاحتفاء والاحتفال، تحديثا بنعمة الله تعالى وإمعانا في شكره وحمده. من هذا المنطلق كان يوم قيام الخافة في جماعة المسيح الموعود عليه السلام في السابع والعشرين من مايو/آيار ذكرى شكر وحمد سنوية يحتفي بها المسلمون من أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية، ويتذكرون ذلك الحدث السعيد الذي ضمد جرح فقد المسيح الموعود عليه السلام وأفسد على الأشقياء الأغبياء فرحتهم الزائفة.

ما زال المسلمون في جدالهم القديم منذ عصر الخلافة الراشدة الأولى حول احترامهم مقام الخلفاء الثلاثة الأوائل، أبي بكر وعمر وعثمان (ررضي الله عنهم)، ومهما حاولنا رأب الصدع الحاصل بينهم فعبثا نحاول، ما لم تتحسن نظرة الناس إلى مقام هؤلاء الثلاثة، الأمر الذي خصص الحكم العدل مسيح الزمان قسطا كبيرا من الحديث عنه في كتابه “سر الخلافة”

لقد احتل حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن ضرورة اتباع سنتع وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده مساحة عظيمة من نبوءاته ووصاياه (عليه الصلاة والسلام) شفقة منه على أمته.

النيل من مقام الخلافة أمل كاذب طالما يداعب ذرية الشيطان في كل العصور، منذ أن تسبب ذلك المقام الأسمى في طرد سلفهم الشيطان الأول من الجنة مذؤوما مدحورا، ولأن قضية الخلافة فرع من أصل، هو قضية النبوة، فإن المفسدون يدركون أن نفي الأصل يعني نفي الفرع بالتبعية، وقصة تسور المحراب التي قصها علينا القرآن المجيد تميط اللثام عن أسلوب تخطيط أعداء الخلافة في كل العصور، فسبحان عالم الغيب الذي لا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول!