وباء فيروس كورونا.. تعليقات وتحاليل

متابعة لتطورات تفشي وباء فيروس كورونا (كوفيد-19) ارتأت أسرة مجلة “التقوى” مشاركتكم تعليق وتحليل حضرة أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز، الذي أدلى به في أواخر خطبة الجمعة التي ألقاها بتاريخ 20/3/2020م في مسجد المبارك في إسلام آباد ببريطانيا

.

أقرأ عليكم بعض التعليقات والتحاليل التي قام بها أهل الدنيا حول الوباء المتفشي في العالم في هذه الأيام. فقد كتب فيليب جونستن في جريدة ديلي تيليغراف في يوم 18 مارس 2020:

لقد ورد في تقارير نيتفلكس وما يماثله من المواقع أن في هذه الأيام إقبالا كبيرا على مشاهدة فيلم صُنع في 2011 واسمه كونتاجيون. وقصة هذا الفيلم تدور حولَ انتشارِ فيروسٍ في العالم، وبذلِ علماء الطب ومسؤولي المؤسسات الطبية لتشخيص هذا المرض واحتوائه جهودًا مضنية، وانهيارِ نظام المجتمع، وفي الأخير التعرفِ على لقاح له. ثم كتب: لعل رغبتنا في الأفلام المتعلقة بدمار العالم راجعةٌ إلى الاستقرار والتقدم اللذين نتمتع بهما منذ مدة طويلة، ولعل الأكثرية منا تظن أنهما سيظلان على الدوام. من المحير أن عالمنا قد انقلب رأسا على عقب خلال أسبوعين فقط.

ثم يقول: لقد باءت خططنا كلها بالفشل، وإن آمالنا عن المستقبل غير يقينية.ثم كتب: لم يكن لخطرِ نشوب الحرب النووية خلال فترة الحرب الباردة ولا لشتى الأزمات الاقتصادية الحالية هذا التأثيرُ السيء على العالم كما هو تأثير هذا الوباء.

ثم كتب: في الحرب العالمية الماضية كان الناس يرتادون المسارح ودور السينما والمطاعم والنوادي والمقاهي والحانات، وكانت هذه الأشياء متوفرة للناس في تلك الأيام ولكنها ليست مهيأة لنا اليوم. ثم يقول: معظمنا قد شبّوا وترعرعوا بعد الحرب العالمية الثانية، وقد توقعنا دائما والاستقرار والسكينة التي لم تتصورها الأجيال السابقة قط، ولم يعيشوا في ظروف مثلها حتى يفكروا فيها. ويتابع المحلل قائلا: نتوقع أن تتقدم العلوم لنجدتنا باكتشاف مَصْلٍ أو علاج لمقاومة هذا الفيروس، ولعل هذا سيحدث على صعيد الواقع. وقد بدأت التجارب على المتطوعين من الناس في مدينة أميركية Seattle، ولكن الخبر السيئ هو أننا قد لا نعلم إذا كان هذا المصل مفيداً أم لا إلا بعد عدة أشهر؟ لقد مرّ الناس على مدى التاريخ كله بمثل هذه الظروف مستندين إلى معتقداتهم. (أي كلما نشأت في التاريخ القديم ظروف خطيرة كتلك الظروف السائدة الآن استند الملحدون إلى معتقداتهم ومروا بتلك الظروف، ثم توجهوا إلى الله تعالى ليعترفوا بما جرى لهم ولأحبائهم ويعيروا للأمر أهمية).

ثم يقول المعلق المذكور: إن الملحدين يتبنّون دائما في مثل هذه الظروف نظريات علمانية ليطُمْئِنوا أنفسَهم. هذه الفكرة التي يتبناها الملحدون تُعَدّ من حيث المبدأ فكرة التنوير، إذ يحسبون أن من شأن المساعي البشرية أن تُحسِّن عمل الطبيعة دائما، ولا حاجة إلى ربطه مع قدر الله أو غضبه. وكم مرة سمعنا الناس يقولون أن الأمور سوف تعود إلى طبيعتها لأن العلماء سيكتشفون حلا لها سوءا أكانت قضية ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية أم الأمراض الوبائية. وسنعرف عما قريب، هل هذا الأمل في محله أم لا. ثم يقول: وإن لم يكن الأمر كذلك فقد أعود إلى الكنيسة، لأنني ما زلت بعيدا عن الدين إلى الآن. والشواهد البادية للعيان توحي أنه إن لم يحدث ما يقوله العلماء فلا بد لنا من التفكير هل يجب أن نعود إلى الكنيسة (أي إلى الدين) أم لا؟

أقول: لقد أكره هذا الفيروس العالَـمَ على التفكير في التوجه إلى الله ولكن الإله الحقيقي والحي هو إله الإسلام فقط الذي أعلن أن الذين يريدون أن يأتوه فهو يهديهم سُبله. وأعلن أن الذين يخطون خطوة واحدة نحوه فهو يخطو إليهم عدة خطوات ويمسك بيدهم ويؤويهم في ملاذه. ففي ظل الظروف السائدة نحن بحاجة ماسة إلى أن نصلح أنفسنا ونبلّغ دعوتنا بصورة مؤثرة، ونعرّف العالم بالإسلام أكثر من ذي قبل. يجب على كل أحمدي أن يخبر الناس أنه إن كنتم تريدون بقاءكم فاعرِفوا الإله الذي خلقكم، وإن كنتم تودّون أن تكون عاقبتكم حسنة فاعرِفوا خالقكم- لأن العاقبة الحقيقية هي عاقبة الحياة الأخروية- ولا تشركوا به أحدا، وأدّوا حقوق خلقه.

فعلينا جميعا أن نسعى جاهدين للعمل بهذه الأمور، وفق الله الجميع لذلك. لقد بدأ الناس الماديون أيضا يقولون الآن إن الآفات سوف تكون في ازدياد مستمر، لذا –كما قلت من قبل أيضا إنه من الضروري جدا أن نعود إلى الله تعالى لتحسين أحوالنا ونخبر العالم أن العاقبة الحقيقية هي عاقبة الحياة الأخروية، ولهذا الغرض لا بد لكم من الرجوع إلى الله تعالى.

هناك خبير آخر قام بالإنذار بهذا الشأن وقد نُشر مقاله في جريدة The Times بتاريخ 6 آذار/مارس هذا العام، فقال فيه إنه بسبب هذا الفيروس الخطير هناك إمكانية كبيرة لحدوث التغييرات الجينية بكثرة، كذلك هناك إمكانية بانتشار فيروس “كورونا” الجديد في العالم في غضون البضعة أعوام القادمة. وقال أيضا: لعل مرضا جديدا سينتشر بعد ثلاثة أعوام من الآن.وكتب “بلومبروغ” أيضا مقالا قال فيه إنه يمكن أن يتغلب العلماء على فيروس “كورونا”، ولكن حرب البشرية ضد الأمراض الوبائية لن تنتهي، وأن الجراثيم -في هذا العصر المتطور- في حربها مع البشرية سوف تحرز تفوقًا وتقدمًا ملحوظًا مرة أخرى.

وقالت منظمة الصحة الدولية إنه منذ 1970 إلى الآن قد تمّ اكتشاف أزيد من 1500 فيروس جديد. وإن الأمراض الوبائية في القرن الواحد والعشرين تنتشر بسرعة وإلى أماكن بعيدة أكثر بكثير مما سبق. وإن الأوبئة التي كانت تتحدد سابقًا في بعض المناطق الخاصة يمكنها الآن أن تنتشر بسرعة كبيرة على المستوى العالمي. على أية حال، هناك تفاصيل طويلة لهذه الأمور ولا يمكنني تناولها هنا، ولكن كما قلت ينبغي علينا أن نوثق صلتنا بالله تعالى أكثر من ذي قبل لتكون عاقبتنا هي الحسنى، وفقنا الله تعالى لذلك آمين.لقد أعطيتكم تعليمات عن وباء الكورونا قبل هذا وأذكركم هنا أيضا لأنه ينتشر الآن بسرعة فائقة في العالم كله، يظهر أثره هنا أيضا كثيرًا جدًّا، والآن اضطرت الحكومة لأن تتخذ بعض الخطوات وتأخذ بعض الإجراءات الصارمة والكبيرة. عندما تنتشر الأمراض الوبائية فبإمكانها أن تصيب الجميع، لذلك على الجميع الالتزام بالحيطة الشديدة، والالتزام بتعليمات الحكومة. وهناك حاجة ماسة لأخذ الحيطة والحذر بشدة خصوصاً للمتقدمين في السن أو من كانت لديهم أمراض تُضعف من مناعة أجسامهم . وعلى المتقدمين في السن أن يقلّلوا خروجهم من البيت – هذا ما أعلنته الحكومة أيضا – إلا إذا كانت صحتهم جيدة جدًّا، وإلا فليلزموا بيوتهم عمومًا. وعليهم أن يحتاطوا عند مجيئهم إلى المسجد، ولْيصلّوا الجمعة أيضا في مسجد منطقتهم – وهو أمر يظهر من خلال الحضور هنا أن معظم الناس يصلون الجمعة الآن في مناطقهم- إلا إذا فرضت الحكومة الحظر على اجتماعات الجمعة أيضا. ينبغي على السيدات عمومًا أن يجتنبن المجيء إلى المسجد لأنهن يأتين بالأولاد فعليهن الاجتناب.

ثم يقول الأطباء في هذه الأيام أنه ينبغي الاهتمام بالراحة الكافية من أجل رفع مستوى المناعة للجسم، وبالتالي فينبغي على الكبار والأطفال معًا أن يأخذوا قسطًا من الراحة الكافية والنوم الكامل بحيث يجب على الكبار أن يناموا من ست إلى سبع ساعات، أما الأطفال فينبغي أن يناموا من 8 إلى 10 ساعات بدلا من أن يقضوا لياليهم أمام التلفاز أو يظلوا ساهرين إلى الثانية عشرة ليلا مما يؤدي إلى صعوبة الاستيقاظ لصلاة الفجر؛ ثم بعد النوم بساعات قليلة يستيقظون صباحًا ويستعجلون الذهاب إلى العمل حيث يواجهون صعوبة العمل ويسودهم طوال اليوم الكسل الذي ينتج عن التعب والضعف وهو ما يجعلهم أكثر عرضة لمثل هذه الأمراض الوبائية من غيرهم. فيجب التركيز على هذا الأمر، والخلود إلى النوم مبكّرًا، كما ينبغي تعويد الأطفال أيضا على النوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرًا بعد أخذ النوم حوالي 8 أو 9 ساعات. إضافة إلى ذلك ينبغي الامتناع عن تناول الوجبات الجاهزة من السوق لأنها أيضا تؤدي إلى انتشار الأمراض ولاسيما أكياس شيبس أي رقائق البطاطس المحمرة -التي يعطيها الناس للأولاد- فإنها لاحتوائها على موادّ حافظةٍ خطيرةٌ وضارةٌ بالصحة، وإنها تضعف جسم الإنسان رويدًا رويدًا، ينبغي الامتناع من تناولها نهائياً.

ثم يقول الأطباء أنه ينبغي شرب الماء في هذه الأيام مرة بعد أخرى، فمن الضروري تناول جرعة أو جرعتين باستمرار بعد كل ساعة أو نصف ساعة أو ثلاث أرباع الساعة، فإنه ذريعة أيضا للوقاية من هذا المرض. ينبغي الحفاظ على نظافة اليدين، والمداومة على غسلهما بانتظام إن لم تتيسر المواد المطهّرة، بل كما قلت سابقًا إن الذي يتوضؤون خمس مرات يوميًا يجدون فرصة لتنظيف الأيادي بشكل جيّد، وعليهم أن يفعلوا ذلك بكل اهتمام.

أما بالنسبة إلى العطس فلقد قلت أيضا أنه سواء أَعَطِسَ المرء في المسجد أو جالسًا في البيت فعليه تغطية الأنف باستخدام المنديل، وينصح بعض الأطباء باستخدام أعلى الكوع لتغطية الأنف عند العطس وذلك حتى لا يتطاير الرذاذ هنا وهناك. على أية حال، إن النظافة ضرورية جدًّا، وينبغي الاهتمام بها، ولكن الحربة الأخيرة هي الدعاء، ويجب الدعاء أن ينقذنا الله تعالى جميعًا من شر هذا الوباء.

عليكم أن تتوجهوا بالدعاء بشكل خاص لجميع الأحمديين أيضا الذين أصيبوا بهذا المرض لسبب ما أو يشك الأطباء في أنهم مصابون بهذا الفايروس أو أنهم مصابون بأي مرض آخر، فينبغي أن تدعو للجميع، لأنه يمكن أن يهاجم هذا الفايروس أكثر عند الضعف الناتج عن أي مرض كان. فادعو لهم أن ينقذهم الله تعالى ويحفظهم. وبشكل عام يجب أن تدعو للجميع أن يحفظ الله تعالى العالم كله من شر هذا الوباء، ويشفي المرضى شفاء كاملا، وأن يشفي الله تعالى جميع الأحمديين وإلى جانب ذلك يزيدهم قوة في الإيمان واليقين. آمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك