- ما دلالة النمل في هذه القصيدة؟
___
جواب على تساؤلات مُلحد
الملحد يتصور أن مظاهر الحياة من حولنا إنما خُلقت عبثا دون غاية منذ البدء،
ظانًّا إنها نتاج مستجدات الظروف الطبيعية بحسب تصوره..
ولكن الحقيقة التي لا مراء فيها أن كافة مظاهر الخليقة، عظمت أم حقرت،
سيعوضها الله تعالى عما بذلت من جهود في سبيل تحقيق ما اقتضته الحكمةُ من خلقها،
وستُكافأ مقابل معاناتها في هذه الحياة حتى ترضى. وما النمل في هذه القصيدة إلا اختزال لكل مظاهر الحياة
التي لا يرى فيها الملحد سوى وجود عابث لا غاية من وراء خلقه.
كَمْ مِنْ نَمَالٍ فِي الحَدِيقَةِ دَاسَهَا
رَبُّ الحَدِيقَةِ دُونَ وَعْيٍ بِالقَدَم!
لَوْ دَاسَنَا أَحَدٌ لَثَارَتْ ضَجَّةٌ
وَمَتَى؟ وَكَيْفَ؟ وَمَنْ؟ وَأَيْنَ المُتَّهَم؟
النَّمْلُ أَيْضًا مِنْ شُعُوبٍ وَأُمَمْ
وَلَهَا لُغَاتٌ ذَاتُ لَمْسٍ أوْ نَغَم
وَلهَا أُجُورٌ عِنْدَ رَبٍّ عَالِمٍ
وَلَهَا كِتَابٌ فِيهِ تَحْقِيقُ القِيَم
وَلَهَا أَسَامٍ فِي سِجِلٍّ ضَابِطٍ
مَا فَرَّطَ اللهُ العَظِيمُ ذُو الكَرَم
وسَتُحشَرَنَّ إِلَى الجَمِيلِ إِلهِهَا
وَتُعَوَّضَنَّ لأنَّهَا نِعْمَ الخَدَم