فدى لك روحي يا محمد سرمدا

تذكَّرتُ يومًا فِيه أُخرجَ سيِّدي

ففاضت دموع العين مني بمُنتَدى

.

فوجهُ المدينةِ صَارَ منه منوَّرًا

وبارك حُرَّ الرَمْلِ وطئًا وقَرْدَدَا

.

حَفَافَى جِنَانِي نُوِّرَا مِنْ ضِيائِهِ

فأصْبحتُ ذا فَهمٍ سليمٍ وذَا الهُدى

.

وَأرسَلَنِي رَبِّي لتأييدِ دينِهِ

فجِئْتُ لهذا القَرْنِ عَبْدًا مجدّدًا

.

له صُحبةٌ كانُوا مَجَانِينَ حُبِّهِ

وَجَعلُوا ثَرى قَدَمَيهِ لِلْعَينِ إثمَدَا

.

وكانَ وِصَالُ الحقِّ في نِيَّاتِهم

وخَطَراتِهم فلأجلِهِ مَدُّوا اليَدَا

.

وَرأوْا حَيِات نفوسِهم في موتِهم

فجاؤُا بِمَيْدَانِ القِتَالِ تَجَلُّدَا

.

فظلوا ينادُون المنايا بصدقهم

وما كان منهم من أبى أو تردُّدَا

.

وفاضتْ لتطهير الأُناس دِماؤهم

من الصِّدْقِ حتى آثَرِ الخَلْقَ مَرْصَدَا

.

وأحْيَوا ليالِيَهم مخافَةَ رَبِّهم

وأذابهم يومٌ يشيِّبُ ثَوْهَدَا

.

تَنَاهَوْا عن الأهواءِ خوفا وخشيةً

وباتوا لمولاهم قياما وسجدا

.

تلقَّوا عُلومًا من كِتَابٍ مُقدَّسٍ

حكيم، فصافاهم كريم ذو النَّدى

.

ففاقُوا بِفضلِ اللهِ خلقَ زمانهم

بعلم وإيمان ونور وبالهدى

.

وهذا من النور الذي هو أحمد

فدًى لك رُوحي يا محمد سَرْمَدَا

(كرامات الصادقين، الخزائن الروحانية ج7 ص92-93)

Share via
تابعونا على الفايس بوك