آية وإنذار

آية وإنذار

حضرة مرزا طاهر أحمد (رحمه الله)

حضرة مرزا طاهر أحمد (رحمه الله)

الخليفة الرابع للمسيح الموعود (عليه السلام)

 

أُلقيت في 13 أيار/ مايو 1985م في مسجد “الفضل” بلندن

ترجمة: عبد المجيد عامر (داعية إسلامي أحمدي)

*هي الخطبة الثامنة عشرة والأخيرة من سلسلة الخطب التي ألقاها سيدنا ميرزا طاهر أحمد، الخليفة الرابع للإمام المهدي والمسيح الموعود رداً على تهم باطلة ألصقها بجماعته حكومة الدكتاتور الجنرال ضياء الحق في باكستان في “البيان الأبيض” المزعوم الذي نشرته بعنوان: “القاديانية، خطر رهيب على الإسلام”.

لقد ذكر الخطيب في كلمته هذه كشفاً لسيدنا الإمام المهدي الذي ينطبق تماماً على هذا القرطاس الأبيض المزعوم والرد عليه من قبل الجماعة الأحمدية. ثم قال حضرته بأن الطوفان البحري الذي تصاعد إلى شاطئ كراتشي في العاشر من رمضان عام 1985م جاء تصديقاً لرؤياه السابقة، لعل الناس يتّعظون.

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم، (بسم الله الرحمن الرحيم* الحمد لله رب العالمين* الرحمن الرحيم* مالك يوم الدين* إياك نعبد وإياك نستعين* اهدنا الصراط المستقيم* صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) (آمين)

 قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ* وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ* وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ* قُلْ عَسَىٰ أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ* وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ) (النمل: 70-74)

لقد مضت عدة شهور وأنا أردُّ على البيان الأبيض المزعوم الذي نشرته حكومة باكستان، فظلت خطب الجمعة كلها أثناء هذه الفترة – إلا فيما شذ وندر – مقتصرة على هذه الردود.

رؤيا غريبة

قبل بضعة أيام بعث إليّ أمير* جماعتنا في دسكة بباكستان رسالةً ذكر فيها رؤيا لسيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود شاهدها حضرته في 10 سبتمبر / أيلول عام 1903م وهي مسجلة في الصفحة 485 من مجموعة إلهاماته “التذكرة”. ثم قال هذا الأخ في رسالته: إني أظن أن للرؤيا علاقة بالردود على البيان الأبيض المزعوم. ولشد ما كانت دهشتي حين قرأتُ الكلمات الأصلية للرؤيا ووجدتها تنطبق بصورة مدهشة على هذا الحادث. ولا شك أنني ما سُررت وما سُعدتُ طيلة فترة الرد على “البيان الأبيض” المزعوم بقدر ما سعدتُ وسررتُ بعد مطالعة هذه الرؤيا لسيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود ، وتعجز الكلمات عن وصف السكينة القلبية التي حصلتُ عليها بعد مطالعتها. فمن عجائب قدر الله عز وجل أنه أخبر سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود قبل 82 أو 83 عاماً أن حادثاً من نوع كذا وكذا سوف يحدث، وسوف يتم الرد المفحم والمقنع عليه بتوفيق من الله عز وجل. فيقول حضرته عن الرؤيا المذكورة:

“رأيت في الرؤيا أن في يدي كتاباً لأحد المعارضين أغْسِله بالماء وهناك شخص آخر يصب الماء. عندما ألقيت عليه النظرة وجدته قد غُسل تماماً وصار ورقةً بيضاء، ولم يبق على صفحة العنوان إلا اسماً أو ما شابه ذلك.” (التذكرة ص 485 الطبعة الثالثة عام 1969م، الناشر: الشركة الإسلامية المحدودة بربوة)

آية عظيمة

تنطبق هذه الكلمات وبشكل مذهل تماماً على “البيان الأبيض” المزعوم. أولاً وقبل كل شيء يجب الانتباه إلى أن معارضي الجماعة لم ولن يزالوا يؤلفون كتباً ضدها، ولا يبدو أن هذه الرؤيا تتعلق بأي كتاب منها، لأن ذكرَ كتب المعاندين منتشر في كل حدب وصوب على أوراق التاريخ، ولا نرى سبباً لتخصيص كتاب معين دون غيره بالرؤيا المذكورة. ولكن لو نشرت حكومة من الحكومات كتاباً ضد الجماعة لامتاز ذلك الكتاب عن غيره وبالتالي لأصبح الأمر ذا أهمية خارقة. لذا لا شك أن الرؤيا السالفة الذكر تذكر كتاباً له أهمية خارقة. والحادث الذي نحن بصدده هو الأول من نوعه في تاريخ الأحمدية الممتد على مائة عام حيث نشرت حكومةٌ من الحكومات كتاباً ضدها. فمن الواضح الجلي أن الرؤيا تشير بالتحديد إلى هذا “البيان الأبيض” المزعوم.

يضيف سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود ويقول:

“إنني أغسله بالماء وهناك شخص آخر يصب الماء”.

لقد تعودتُ في باكستان، مثل الخلفاء الآخرين لسيدنا أحمد أنني كلما أردت تحقيقاً عليماً في موضوع معين استعنت في ذلك بأكثر من عالِم من علماء الجماعة، بالإضافة إلى ذلك كانت هناك فرص الاستفادة من المكتبات والوسائل الأخرى متاحةً. فكان موضوع معين يُحوَّل إلى عالِم متخصص في مجاله ليساعدني بالتحقيق فيه واستخراج النصوص حسب مقتضى الأمر. أما هنا في لندن فلم تكن هذه الفرص متاحة لي ولكنني حاولتُ قدر المستطاع بتوفيق من الله أن أنجز المهمة حسبما تيسرت الأمور. لقد كان الدعاة الآخرون هنا منشغلين في الأمور المفوضة إليهم لدرجة استحال تكليفهم بالمساعدة في هذا الموضوع. فاخترتُ السيد هادي علي وحده للمساعدة واستخراج النصوص، فكان يستخرجها لي حسبما كنت أشير عليه وأرشده.

والرؤيا تذكر أن هناك شخصاً واحداً فقط يصب الماء، وهذا أمر غير عادي يحمل معنى خاصاً أشيرَ إليه في الرؤيا. وبالفعل ظل شخصٌ واحدٌ يصب الماء، أي يساعدني لغسل الكتاب طيلة هذه الفترة. والكلمات التالية أيضاً ذات معان عميقة ويبدو كأن المجرم قد أُخذ. إذ قال حضرته : إن الكتاب غُسِل تماماً ولم يبق منه إلا ورقة بيضاء. لا شك أن الرؤيا قد قدمت صورة مدهشة “للبيان الأبيض” الحكومي، إذ إنه سُمي بـ “البيان الأبيض” ثم لم يبق منه شيء بعد الغسل إلا ورقة بيضاء، إذ قضى الله على كل ما ورد فيه ولم يُبقِ منه شيئاً إلا عنوانه.

وبما أنها آية عظيمة مؤيدة لنا فأحببت أن أشارك الجماعة أيضاً في هذه المتعة واللذة الروحية. فهل من أحد في العالم يقدر على أن يهزم قوماً يخصهم الإله القادر عالم الغيب والشهادة بتأييداته المتكررة؟ فإلهنا هو ولِيُّنا وهو معنا، وهو عالم الغيب، وكان يعرف قبل ولادتنا أيضاً بما كان سيحدث في المستقبل، واطمئناناً لقلوبنا كان قد أخبر مسبَّقاً بما سيحدث في المستقبل البعيد أيضاً. لذا فليَسخرِ المعارضون وليستهزئوا كما يحلو لهم بكيفية تحقق الوعود ومواعدها، فالسخرية والاستهزاء قد صارا جزءاً لا يتجزأ من حياتهم، وهذا نصيبهم. أما نحن فنعيش في عالَم نشاهد فيه تحقق الوعود الإلهية كل يوم، وإنها بمثابة ماء الحياة لنا. ليس بوسع معارضينا أن يستوعبوا ظروفاً تعيشها الأحمدية ولا يقدرون على أن يتصوروا كيفية حياتنا وسببها.

تحذير من السماء

وبعد ذلك أودُّ أن أحذّر سكان بلدنا الحبيب باكستان من خطر رهيب جداً. وهذا خطر يشكله الكهنوت المتطرف الذي قد أرسى مخالبه عميقاً في كل مجالات الحياة في البلد إلا ما شذ وندر، وصار عصب الحياة في البلد هناك يرزح تحت مخالبه الغاشمة. علماً أن هذا لم يحدث في هذا البلد وحده من بين البلاد الإسلامية، بل هناك مؤامرة مدروسة تقوم بها القوى المعادية للإسلام لتسليط هذا الكهنوت على جميع البلاد الإسلامية. أما فيما يتعلق بباكستان فأودّ أن أنبّه أهلها عن هذا الخطر المحدق بهم. ولكنني أؤجل هذا الموضوع إلى خطبة مقبلة وذلك بسبب حادث قد حدث صباح اليوم في باكستان.

لقد رنّ صباح اليوم، وقت التهجد، جرسُ الهاتف، فعلمت أن هناك مكالمة طارئة من كراتشي تقول: إن مكتب الأرصاد الجوية في كراتشي الذي يضم خبراء دوليين أيضاً قام بتحذير لا يُتوقع عادة بسبب الوضع الجغرافي لباكستان – فمن هذه الناحية فقد اتخذ الحادث صبغة فريدة من نوعها – جاء في التحذير أن هناك طوفاناً بحرياً مقبلاً إلى شاطئ كراتشي بسرعة متناهية، ويُظن أنه سوف يضرب المنطقة الساحلية في الساعة العاشرة صباح يوم الجمعة.

لا شك أن مثل هذا الطوفان يضرب بين حين وآخر منطقة البنغال الشرقي ويروح ضحيته ألوف مؤلفة من الناس ويدمر أملاكاً تُقدّر بالبلايين، أما تصاعد طوفان كهذا إلى شواطئ كراتشي فهو حادث غير معهود وفريد من نوعه. لذا فقد وُضعت القوى البحرية على استعداد تام لإسعاف الناس، وذلك إلى جانب دوائر الإسعاف المدني كلها والمتطوعين. فتم إخلاء الناس من المناطق الساحلية في الهزيع الأخير من الليل وفي الصباح الباكر، ولا سيما من المنطقة (Defence Housing Society) المترامية الأطراف. فتم إخلاء مئات الألوف من سكانها. واستمرت إجراءات الإخلاء في اضطراب وقلق شديدين لدرجة لم يقدر الناس على أخذ أملاكهم الثمينة أيضاً. وبعد خبر الطوفان عندما اتصلت هاتفياً بإحدى الأسر الأحمدية في كراتشي سردوا لي قصة شيقة أثناء وصفهم الرعب الناتج عن خبر الطوفان، فقالوا: عندما أُمِرنا بإخلاء المنطقة على الفور اضطررنا للخروج دون أن نأخذ معنا أي شيء إطلاقاً بسبب الرعب السائد، عندما قالت بنتُنا الصغيرة: “قد تركنا رسائل سيدنا أمير المؤمنين أيضاً! يجب أن نأخذها معنا.” فعُدنا مسرعين وأخذنا الرسائل لتبقى مصونة عندنا ولو لم نتمكن من أخذ أي شيء آخر.

على أية حال هذه كانت كيفية إخلاء المنطقة. ولكن الله سبحانه وتعالى بفضله ورحمته غير مجرى الطوفان قبل أن يُحدث دماراً شاملاً في أرجاء المدينة، وهكذا زالت الكارثة برحمة من الله عز وجل.

حادث ذو أهمية خارقة

فيما يتعلق بالأحمدية فيحتل هذا الحادث أهمية خارقة بالنسبة لها. وكان أبناء الأحمدية في كراتشي قلقين بشكل خاص، لأن هذه الجمعة تتزامنُ مع اليوم العاشر من رمضان في باكستان، وإن كان اليوم الحادي عشر من رمضان عندنا في بريطانيا. وكنت قد أخبرت الجماعة فيما سبق في خطبة ألقيتها في مدينة غلاسكو أنني أفهم من بعض الرؤى أنه ليس من المستبعد أن تكون للكشف – الذي أراني الله عز وجل إياه بكلمات: “Friday the 10th” – علاقة بتقويم قمري. وبعد تلك الخطبة كتب إلي الأخ د. طارق رؤيا ممتعة من باكستان يبدو أن لها أيضاً علاقة بالموضوع نفسه. يقول د. طارق في رسالته:

“كنت في إحدى المرات قلقاً ومضطرباً جداً فتضرعت في حضرة الله عز وجل كثيراً وابتهلت إليه وقلت: يا رب، متى ستنتهي أيام الابتلاء هذه! وماذا عسى أن يحدث في المستقبل القريب؟ ففي الليلة نفسها شاهدت مشهداً ولكنني لم أفهمه. وبما أن الله عز وجل يعلّمكم تأويل الأحلام، وأنتم أعلم بأمور الجماعة أيضاً لذا أكتبها إليكم.”

وشاهد الأخ في رؤياه أن هناك في زاوية ورقة شكلاً هندسياً مرسوماً بصورة مربعٍ متوبٌ أعلاه رقم “10”، وكلمة “قمر” في الأسفل منه، وفي الجانب الأيسر هناك شكل مربع كبير، وفي داخله كُتبتْ بعض التواريخ أو الأرقام، وتنتهي الأرقام على رقم 31، غير أن رقم 31 يلمع بشكل خاص.

لم يذكر الأخ الذي شاهد الرؤيا في رسالته أي تأويل لها، ولم يخطر بباله أن لها علاقة بهذا الموضوع. وبما أنني كنت أعرف علاقتها بالكشف القائل “Friday the 10th”، لذا فهمت منها بوضوح أنه بما أن يوم 31 أيار/ مايو يوافق يوم الجمعة، وهو اليوم العاشر من شهر رمضان في التقويم القمري، فلا بد أن يحدث في ذلك اليوم حادث له علاقة بالكشف المذكور وبهذه الرؤيا أيضاً. فبناء على ذلك كنت قد طلبت مسبقاً من السكرتير الخاص أن يراقب بإمعان إذا حدث أمر غير عادي في اليوم العاشر من رمضان. كذلك ظل أحد أقاربنا ميرزا سفير أحمد يستمع إلى الأخبار طوال الليل للغرض نفسه. ولكن الغريب في الأمر أن المكالمة الهاتفية التي كان ينتظرها هو جاءت باسمي أنا خطأً، فاطلعتُ على الأمر قبله.

دروس يضمها الطوفان غير المعهود

على أية حال من المتأكد تماماً أن الحادث الذي نحن بصدده خارق للعادة وفريد من نوعه ولا يحدث حادث مثله إلى عشرات السنين في تلك المناطق. وأضف إلى ذلك أنه حدث في اليوم العاشر من رمضان، وفي يوم الجمعة على وجه التحديد. إنها لحقائق تاريخية لا تقدر الدنيا على محوها ولا أحد يستطيع إبطالها.

إذن مثُل للعيان خطرٌ رهيبٌ ومخيفٌ ولكنه زال واختفى. والآن بقي أن نرى ماذا يمكن أن نستنبط من هذا الحادث؟ هذا هو الأهم في الموضوع. إنني أرى أن هناك عدة أمور يمكن استنتاجها من هذا الوضع وأود أن أُخبر الجماعة عنها.

أولاً: أريد أن أوضح أن الرؤيا تنطبق، على ما يبدو، على هذا الحادث، وهذا أمر خارق للعادة بدون شك. ولكن ليس من الضروري أن تتحقق الأنباء مرة واحدة فحسب، إذ تتحقق بعض الإلهامات والكشوف بصورة متكررة وبوضوح أكثر من ذي قبل. وهذا ما يتبين من القرآن أيضاً. إذن فهذه الإمكانية أيضاً موجودة.

ثانياً: عندما نتأمل في هذا الحادث نتعلم منه دروساً عدة. أولها أن الله عز وجل عندما يقرر أن يبطش بقوم فعنده أساليب شتى للبطش، وكثيراً ما يبطش الله بقوم من حيث لا يحتسبون إطلاقاً.

من الواضح الجلي أن أهل باكستان قد أُخذوا بأنواع عديدة من العذاب بعد الفساد والبلبلة التي قامت ضد الأحمدية عام 1974م. منها أن الأمطار غير المعهودة نزلت على جبال جرداء في إقليم بلوجستان مما أسفر عن فيضانات شديدة في إقليم السند، إذ لم يكن في الحسبان إطلاقاً أن الجبال الجرداء الكائنة في ذلك الإقليم، سوف تسفر عن فيضانات مدمرة. ولكن ما حدث على صعيد الواقع هو أن مناطق واسعة في إقليم السند تعرضت للخراب والدمار بسبب الفيضانات، وذكرت الجرائد وقائعها في عناوينها العريضة.

إذن فعندما ينزل البطش الإلهي بالناس فإنه يأخذهم على حين غرة منهم، لأن لله عز وجل أساليب وطرقاً شتى للبطش. إنه إله قادر وغالب على أمره ويُري آيات قدرته. وهو قادر على أن يأمر أي شيء في الأرض بما شاء ومتى شاء ذلك. ومن ثم فالأماكن التي تُعتبر آمنة تتحول إلى مهددة بالخطر. إذن فإذا أراد الله أن يبطش بأحد فلا يأمن بطشه كائناً من كان، وقد بيّن الله عز وجل في آيات عديدة من القرآن الكريم: كيف يمكنكم الأمن من بطشه. إنه قادر ويستطيع أن يأخذكم كيفما شاء، ثم لا تجدون ملاذاً ولا مأوى.

كما أن هناك بشرى سارة أيضاً في ظهور الخطر المهيب دفعةً واحدة ثم اختفائه، وهي أن الله لا يفرح بعذاب أحد، وإنما يحذّر العباد من الأخطار ويعطيهم فرصة للاستغفار والتوبة والرجوع إليه. وإذا فعلوا ذلك فإنه سبحانه وتعالى لا يرضى بهلاكهم. إنه بطيء في البطش والعقاب، لدرجة يبدو أحياناً أن الأنبياء قد كُذبوا مما يتيح للناس فرصة الاستهزاء بهم. ولكن الله تعالى رغم ذلك كله يمهلهم إلى فترة غير معهودة ويعاملهم بالمغفرة الواسعة. فإذا كان الحادث الذي نحن بصدده يمثّل آية كان الله قد وعد بها من قبل فإنه يحمل للأحمديين وغيرهم بشرى سارة وعظيمة أن فرصة النجاة ما زالت متاحة للقوم. إن الله تعالى قد أرى نموذجاً للأخطار المهيبة، ولكن لو استغفر القوم وتابوا إلى الله، فليس من المستعبد أن يغفر لهم. وهذا ما نود ونبغي، ولذلك ندعو ونبتهل إلى الله سبحانه وتعالى.

والجانب الثالث للحادث هو أن الإنذار لا زال موجوداً. إذ أن الله تعالى قد نبههم بهذا الحادث، فلو لم ينتبهوا فعليهم أن يدركوا ماذا ستكون معاملة الله معهم. وأن الأمر قد بلغ حداً حيث يمكن أن يؤاخذوا بأنواع من العذاب والعقوبات على المستوى القومي وبصورة متكررة. وإن لم يستغفروا ولم يتوبوا إلى الله بل تمادوا في الزهو والسخرية والاستهزاء بعباد الله الأطهار فليعلموا أن هذا الحادث نموذج بسيط لعقاب الله وسوف يعاملهم الله المعاملة نفسها إذا لم يمتنعوا عن تصرفاتهم. وعندما يظهر قدر الله مرة فلا يَد تقدر على عرقلته وسدّ سبيله. مما يعني أن رحى قدر الله عندما تبدأ بالدوران مرة فلا أحد يستطيع إيقافها. وهذه دروس وعبر نتلقاها عند التأمل في هذا الحادث.

عاقبة قوم لا يعقلون

والآيات التي استهللت بها خطبتي تحتوي على الموضوع نفسه، حيث يقول الله عز وجل: (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين).. أي قل لهم يا محمد : سيروا في الأرض جيداً سوف تعرفون دون استثناء أن عاقبة المجرمين لم تكن حسنة في حال من الأحوال. الذين ارتكبوا الجرائم والظلم والاستبداد، والذين غدتْ حياتهم مجموعة من التعارض الداخلي، إذ يقولون بأفواههم ما لا يفعلون. يعيشون طيلة الحياة منغمسين في الأوساخ، متنكرين بعباءة الحسنات كذباً وزوراً. ويقومون باسم الإسلام بتصرفات غير إسلامية تماماً، فتغدو حياتهم كلها كومة من الأوساخ. فلمثل هؤلاء الناس أجل محدد. ومتى سيأتي أجلهم؟ هذا موضوع آخر. ولكن لو تأملتم ولاحظتم صورهم في مرآة التاريخ لرأيتم أن عاقبتهم لم تكن حسنة أبداً. فقال الله سبحانه وتعالى لنبيه : (ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون) أي لا تحزن على ما نمهلهم ليتمادوا في مكرهم ضدك، ولا تظنن أننا تركنا حبلهم على الغارب، بل تيقّن أن عاقبتك هي العاقبة الحسنة لا محالة، وأنهم سوف يواجهون عاقبة لا يحسد عليها. أما الذين يسخرون منك ويستهزئون قائلين: (متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) فأخبرْهم: (عسى أن يكون رَدِفَ لكم بعضُ الذي تستعجلون).. أي من الممكن أن يكون بعض ما تستعجلونه من العذاب والعقاب قد بدأ في ملاحقتكم من حيث لا تشعرون بملاحقته إياكم، وأنه ليس بتارككم. أما السؤال: لماذا لا يحل بكم فوراً، ولماذا تعطَون هذه المهلة؟ فيرد الله تعالى بقوله: (وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون).. أي أن الله رحيم بعباده، وبطيء في البطش ولا يفرح بالعذاب. ولكن لو لم ينته المجرمون فسيبطش بهم ويأخذهم بالعذاب والعقاب قبل أن يزعموا أنهم قد أفلحوا في مكائدهم. ولكن قبل أن يحدث ذلك يريد الله تعالى أن يهتدوا فتنزلَ عليهم بركةٌ منه ورحمة. وذلك لأن جميع القوى التي تُستخدم لإنزال العذاب يمكن أن تُسخّر لإنزال الرحمة أيضاً. فيبين الله تعالى هذا الموضوع بوضوح أكثر في سورة نوح حيث يقول سيدنا نوح لربه ما معناه: إني قد نبّهتُ قومي بكل وضوح، وأخبرتهم أن الماء النازل من السماء يمكن أن يتحول إلى رحمة الله تعالى بدلاً من عذابه، وعسى أن يُنزل الله تعالى عليكم غيثاً تستفيدون من بركاته إلى الأبد، وتنالون نِعَم الدين والدنيا، ولكن مواعظي هذه التي قمتُ بها ليل نهار لم تُفدْهم إطلاقاً. كم هو أليم هذا الوضع الذي يذكره هنا سيدنا نوح :

(قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا* فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا*وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا* ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا*ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا* فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا) (نوح: 6-11)

وبعد هذه الآيات هناك دعاء لسيدنا نوح الذي لم أذكره عمداً لأنني لا أريد أن أدعو بذلك الدعاء رغم ظلم القوم إيانا. لا شك أنه دعاء مخيف للغاية، ولكن الواضح أن نوح ما كان ليدعو به لولا أن الله تعالى قد أخبره مسبقاً عن عاقبة قومه وسمح له بذلك الدعاء. لا شك أن التاريخ يعيد نفسه، ولكنه لا يعاد بعينه، وفي ذلك دروسٌ وعبرٌ كثيرة ليستفيد منها أولو الألباب إذا أرادوا.

الدعاء لأئمة التكفير صعبٌ

فلا أنا شخصياً أحب أن أدعو على قومنا بأدعية دعا بها سيدنا نوح على قومه، ولا أسمح لأبناء الجماعة أيضاً سواء كانت لهم علاقة بباكستان أو لا بأن يدعوا على هذا القوم بتلك الأدعية. غير أنه يمكنكم أن تدعوا على أكثر تقدير لأننا صرنا مضطرين لذلك أن ابطش يا رب أئمة التكفير من المعارضين، واجعلهم عبرة لتعتبر بهم الأجيال القادمة. أما فيما يتعلق بالقوم بشكل عام فإنهم مظلومون لجهلهم بحقيقة الأمر. أي إن الأغلبية الساحقة من القوم لا تعرف ولا تنتبه إلى ما يقوله المشائخ المتعصبون لأنهم قاموا بالدعاية الكاذبة وكذبوا وافتروا على الأحمدية إلى حد لا يوصف. لقد أخبرني أحد الأصدقاء أنه كان في نقاش مع بعض الناس في مدينة كراتشي التي سكانها مثقفون ومتحلون بالعلوم المتداولة في بادي الرأي ويعرفون الجماعة جيداً، فقال أثناء الحديث عن كلمة الشهادة: إن كلمة الشهادة كما هو معلوم تشكل قاسماً مشتركاً بين عالم الإسلام كله، بل هي قاسم مشترك بين المسلمين وغيرهم أيضاً، حيث يأمر الله المسلمين أن يدعو إليها المسيحيين قائلين: (تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم).. أي اشتركوا معنا في الجزء الأول منها على الأقل. ولكن كلمة الشهادة هذه تُمحى اليوم في باكستان من على مساجدنا وتهان إهانة بغيضة، فهل يسمح لكم الإسلام أن تقوموا بذلك؟ وهل تملكون على فعلكم هذا من برهان؟ فقال أحد من هؤلاء المثقفين: نعم عندنا ما يبرر تصرفنا هذا وهو أنكم تنطقون بالشهادة ولكن تكنون في قلوبكم شهادة أخرى. إنكم تتفوهون باسم سيدنا محمد عند نطقكم الشهادة، ولكن تقصدون في قرارة قلوبكم ميرزا غلام أحمد.

ما اريد توضيحه هنا هو أن للكذب والافتراء أيضاً حدوداً، ولكن المشائخ المتعصبين قد تجاوزوا الحدود كلها، وكذبوا وافتروا ضد الجماعة في باكستان لدرجة جعلوا المجتمع كله مسموماً وصيّروا العالم جاهلاً، وظلموا الناس إلى أقصى الحدود وتمادوا في الكذب لدرجة لم يبالوا بعاقبة القوم قط. ويبدو أنه لم يخطر ببالهم إطلاقاً إلى ما مسيرهم وما مصيرهم! إنهم يلعبون ويعبثون بالقوم وحياتهم. لقد تعذّبت قلوبُنا من قبل هؤلاء الناس بحيث لا نتمكن من الدعاء لهم ولو حاولنا لذلك. لا شك أننا ندعو الله عز وجل بشكل عام: اللهم اهد بفضلك الأغلبية منهم وأنقذهم وكف أيديهم من الظلم. إنهم لا يزالون يظلمون بالافتراء على سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود ويحاولون تشويه سمعته، فامنعهم يا رب من ذلك. ولكن يجب، إلى جانب ذلك، أن يكون بعضهم نموذجاً للعبرة لثلج قلوب أبناء الجماعة الذين تعذبوا كثيراً على أيدي هؤلاء، لذا فندعو الله أن يبطش بأئمة الكفر بسرعة ليكونوا عبرة ووسيلة لنجاة القوم كله! هذا هو المقصود الحقيقي من وراء الدعاء. بل يجب أن يكون الهدف من الدعاء على هؤلاء الأشرار أن تنال الأغلبية من القوم الهداية والنجاة.

درس وعبرة

من المؤسف جداً أن هؤلاء الناس كما ذكرتُ سابقاً، لا يكادون يكفون عن أعمالهم الشائنة، بل يتمادون في التمرد والعدوان يوماً فيوماً، ولن يستفيدوا على ما يبدو من نموذج العبرة التي أراهم الله الآن، بل سوف يسخرون منه ويضحكون ويستهزئون ويقولون: إن الطوفان قد زال، لذا فإننا نستحق النجاة والحماية، وكأن الحادث كان بمثابة آية مؤيدة لهم. ولكن يجب أن يعرفوا جيداً أنها لا تؤيدهم بل تفيد بأنهم لو لم ينتبهوا لَحلَّ بهم بطشُ الله تعالى بحيث يمثل للعيان مشهد: (ولاتَ حينَ مناص). فلن يجدوا مفراً ولا ملاذاً، لا أمامهم ولا وراءهم، لا عن يمينهم ولا عن يسارهم.

من المؤكد أيضاً أن آيات العبرة كهذه التي يُظهرها اللهُ في بداية الأمر تكون دائماً إشارة إلى حدوث أمور أخرى في المستقبل. ليت الناس يستفيدوا منها!! ولكنهم يرفضون عادة بعد مشاهدتها كما جرت عادة الذين سبقوهم. لذا إنني أقوم بأداء فريضتي بتنبيه القوم بكلمات سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود . لا شك إنه لتنبيه ديني، ومن الممكن ألا يستوعبوا ذلك لأنهم لم يعيشوا في العالم الذي نعيش فيه نحن الأحمديين، ولم يشاهدوا الإلهَ الذي نشاهده نحن وهو معنا ليل نهار وفي كل لحظة من حياتنا كحقيقة ثابتة وحية وبصورة متكررة، وبالتالي من الممكن ألا يستوعبوا هذه الأمور لكونها أرفع وأسمى من فهمهم، لذا اخترتُ أن أقدم إليهم هذا التنبيه من منطلق آخر أيضاً. أعني أُفضّل أن أُنذرهم من عاقبة وقوعهم في قبضة الكهنوت لعلهم يفهمون بهذا الأسلوب. وأود أن أخبرهم بذلك مستخدماً المصطلحات السائدة بشكل عام، وأوضح لهم من خلال دروس يضمها التاريخ أيضاً أنه ماذا يكون مصير قوم يتمكن منه الكهنوت. سوف أسلط الضوء على هذا الموضوع في الخطبة القادمة بإذن الله غير أنني في هذه الخطبة أنبههم من الناحية الروحية والدينية، لأن هذا هو منهجنا الحقيقي لذا فأنبههم من هذا المنطلق أولاً سواءً أفهموا أو لم يفهموا.

المستقبل الباهر للأحمدية

لقد انتقيت في هذا الصدد بعض المقتبسات من كلام سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود وهي غنية عن الشرح والتفصيل. يقول حضرته ما تعريبه: “ترون أنه سبحانه وتعالى لم يخذلني رغم معارضتكم المريرة وأدعيتكم عليّ، بل ظل يحميني في كل موطن. وكل حجارة رُميت إلي تلقاها على يده، وكل سهم وُجّه إليّ ردّه عز وجل إلى ألعداء. كنت بلا حول ولا قوة فآواني، كنت وحيداً فاحتضنني، ما كنت شيئاً يُذكر فأذاع سُمعتي مقرونة بالإكرام، وجعل ألوفاً مؤلفة من الناس أتباعاً لي. ثم يقول في وحيه المقدس: “إذا جاء نصر الله والفتح وتمت كلمة ربك” أي حين يكون إقبال خلق الله، وتتراءى النصرة المالية، عندها سوف يقال للمنكرين: “ألم يتحقق ما كنتم به تستعجلون؟” (البراهين الأحمدية، الجزء الخامس، الخزائن الروحانية ج 21، ص 79)

ثم يقول حضرته أيضاً: “إن الله تعالى قد أخبرني مراراً وتكراراً أنه يرزقني عظمة خارقة، ويرسخ حبي في القلوب، وينشر جماعتي في العالم كله، ويجعلها غالبة على الفرق الأخرى كلها، وسينال أبناء جماعتي كمالاً في العلم والمعرفة لدرجة يُفحِمون الجميع بقوة نور صدقهم والبراهين والآيات. وكل قوم سيرتوي من هذا الينبوع. إن هذه الجماعة سوف تنمو وتزدهر بقوة خارقة حتى تحيط بالعالم كله. ستكون هناك كثير من العراقيل والبلايا، ولكن الله سوف يزيلها جميعاً من الطريق وسوف يُتمّ وعده. ولقد قال الله مخاطباً إياي: سوف أرزقك بركة تلو بركة حتى إن الملوك سوف يتبركون بثيابك. فأيها المستمعون اسمعوا وعوا واحتفظوا بهذه الأنباء في صناديقكم لأنه كلام الله الذي سوف يتحقق يوماً.” (التجليات الإلهية، الخزائن الروحانية ج  20ص 409-410)

إذن فهذا هو مستقبل الأحمدية بفضل الله ورحمته، ونجدها في تقدم مستمر إلى الجهة المنشودة. لم تشهد الأحمدية لحظة واحدة أو ثانية واحدة حتى في زمن الابتلاء والبلاء حيث توقفت قدمُها من التقدم إلى هذا المستقبل المنير والباهر. إن الجماعة الأحمدية بفضل الله تعالى لم ولن تزال في تقدم مستمر حتى تحت ظلال سيوف المعاندين أيضاً، كما ظلت تتقدم تحت وابل من سبابهم وشتائمهم أيضاً. المعاندون ظلوا عاكفين على محاولاتهم لتشويه سمعة هذه الجماعة، وراحوا يعذبون أبناءها ويفترون عليها ما استطاعوا، ولكن الله القدير أبى أن يسمح لهذه المحاولات أن تقلل من سرعة سير الجماعة إلى ذلك المستقبل الباهر الجميل، بل تسببت هذه المحاولات في دفعها إلى الأمام بسرعة أكثر في كل حين وآن. هذا قدر الله ولن يقدر الأعداء على تغييره.

تحذير لمعاندي الحق

وهناك قدر آخر أيضاً ساري المفعول، وهو من نصيب أعداء الله عز وجل، وسوف يظهر لهم لا محالة عاجلاً أم آجلاً. فاسمعوا الآن ما قدر الله عز وجل لأعداء الحق والصدق. يقول سيدنا الإمام المهدي :

“التائبون سوف ينالون الأمان، والذين يخافون قبل (حلول) البلاء سوف يُرحمون. أتظنون أنكم ستأمنون من هذه الزلازل أو تُنقذون أنفسكم بحيلكم؟ كلا! عندما ينزل بطش الله سوف تبطل المكائد الإنسانية كلها. لا تظنوا أن الزلازل ضربت أمريكا وغيرها وأن بلدكم في مأمن منها. إنني أرى أنكم سوف تواجهون مصيبة أشد منها. يا أهل أوروبا! لستم في مأمن، ويا سكان آسيا لستم أيضاً في أمان، ويا سكان الجزر! لن يقدر إلهٌ باطلٌ على إسعافكم. إنني أرى المدن تتهدم وأجد العمران خراباً. إن ذلك الإله الأحد ظل صامتاً إلى مدة، ولقد ارتُكبتْ المكروهات أمام عينه ولكنه ظل ساكتاً، غير أنه سوف يُري الآن وجهه بالجلال، فليسمع من كانت له أذن واعية أن ذلك الوقت ليس ببعيد. لقد حاولتُ قصارى جهدي أن أجمع الجميع تحت أمان الله تعالى، ولكن لا بد أن يتحقق ما كان مقدراً. إنني أقول صدقاً وحقاً بأن نوبة هذه البلاد أيضاً قد أوشكت أو كادت. سوف ترون زمن نوح أمام أعينكم، ولسوف تشاهدون بأم أعينكم أحداثاً وقعت على أرض لوط . ولكن الله تعالى بطيء في الغضب. توبوا لتُرحموا. وإن الذي يهجر الله عز وجل فإنه دودةٌ وليس بإنسان، والذي لا يخشى الله فإنه ميتٌ وليس بحيّ”. (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية ج 22 ص 268-269)

*وهو السيد ملك حميد الله خان (الناشر)

Share via
تابعونا على الفايس بوك