الثيامين، الإكسير الثمين

الثيامين، الإكسير الثمين

أحمد وائل

كاتب
  • ما هي الفيتامينات؟
  • إلى أي من عائلات الفيتامينات ينتمي “الثيامين”؟
  • ما سر أهمية ذلك المركب العجيب؟

___

الغذاء سر من أسرار الحياة بصورة عامة، ويزداد هذا السر غموضا وسحرا حين نتحدث عن غذاء الكائن البشري بوجه خاص، فعلاوة على أن الإنسان لا يقنع بمجرد الطعام فقط، هو يتخير منه ما يحب أيضا. وفي مغامرة اختيارنا غذاءنا التي قد تنجح تارة وقد تبوء بالفشل تارات أخرى، يسعى هذا المقال لتسليط شعاع ضوء مركّز على عنصر غذائي سحري، تتجلى من خلاله قدرة ربنا الحكيم، نحن نتحدث عن إحدى عائلات الفيتامينات.

وما الفيتامينات أصلا؟!

الفيتامينات مواد عضوية ضرورية لتحفيز النمو ولإعادة بناء الأنسجة وقيامها بوظيفتها. اشتقت كلمة فيتامين vitamin من كلمة vit-amine والتي صاغها عالم الكيمياء الحيوية البولندي كازيمير فانك عام 1912، إذ قام بعزل واستخلاص مجموعة من المغذِّيات الدقيقة الضرورية للحياة، وافترض أنها كلها أحماض أمينية أو (فيت أمينات)، إلا أن هذا الافتراض ليس صحيحا.

وتمثل الفيتامينات ضرورة حيوية لبقاء الإنسان على قيد الحياة، ولو كان يحتاج إليها بمقادير ضئيلة جدا.

إذا كنا آنفا قد شبَّهنا فيتامينات ب، بالعائلة، فيمكن  اعتبار “الثيامين” كبيرَ تلك العائلة على الإطلاق، لهذا قد اصطلح العلماء على تسميته بفيتامين ب 1، فهو أهم الفيتامينات للجسم لأنه يساعد في عمليات التمثيل الغذائي وخاصة تنسيق “الكربوهيدرات” وتحولها من مركبات معقدة الي مركبات سكرية

عائلة فيتامين ب

مجموعة فيتامينات ب، هي مجموعة من ثمانية عناصر غذائية أساسية للحفاظ على صحة الخلايا ونشاط الجسم، وتصنف بأنها من الفيتامينات الذائبة في الماء، والتي لا يتم تخزينها في الجسم لفترات طويلة، لذلك يجب تناول مصادر فيتامين ب بانتظام على نحو يومي. وتعد مجموعة فيتامين ب ضرورية لعمليات التمثيل الغذائي في الجسم، بالإضافة إلى دورها الأساسي في المحافظة على صحة الجهاز العصبي.

وهناك أنواع متعددة من فيتامين ب، والتي تم جمعها في مجموعة واحدة بسبب التشابه في الخصائص. ولكن على الرغم من عمل فيتامينات ب معاً في الجسم، إلا أن كل نوع منها يمتاز بوظائفه الفريدة أيضاً. ويمكن أن تتشابه بعض مصادر فيتامين ب، ولكن تمتاز بعض الأطعمة على غيرها بكونها مصدراً رئيسياً لأحد أنواع فيتامين ب، على سبيل المثال، يوجد فيتامين ب12 بشكل أساسي في اللحوم ومنتجات الألبان.

الثيامين، كبير العائلة!

إذا كنا آنفا قد شبَّهنا فيتامينات ب، بالعائلة، فيمكن  اعتبار “الثيامين” كبيرَ تلك العائلة على الإطلاق، لهذا قد اصطلح العلماء على تسميته بفيتامين ب 1، فهو أهم الفيتامينات للجسم لأنه يساعد في عمليات التمثيل الغذائي وخاصة تنسيق “الكربوهيدرات” وتحولها من مركبات معقدة الي مركبات سكرية مثل الكلوكوز سهل الامتصاص الذي يمد الخلايا بالطاقة لذلك هو أساسي لأعضاء كالمخ والقلب، وأنسجة كالعضلات، وخلايا كالخلايا العصبية.

لذلك فيتامين ب1 أساسي في العمليات الحيوية للتمثيل الغذائي للكربوهيدرات التي هي أساس زيادة الوزن وفقدانه وتلك الكربوهيدرات التي تتحول الي سكريات يستخدمها المخ بنسبة كبيرة تتعدي 40%  وتمد العضلات بالطاقة الأساسية وعلي المستوي العصبي فهذا الفيتامين يساعد في تكوين الأسيتيل كولين الناقل العصبي الأساسي للإشارات العصبية.  لنتخيل إذن ماذا يحدث للجسم نتيجة نقص هذا الفيتامين، فمن ناحية وزن الجسم وكتلته العضلية فالجسم يفقد الوزن  ويفقد الشهية لماذا لان كمية الكربوهيدات لم تتحول الي مكوناتها الاولية من السكر بشكل كاف  ليمتص في الجسم  فلا يحصل الجسد علي الغذاء فيبدأ الجسد بأكل نفسه، بالالتهام من مخزونه من الدهون في الكبد والعضلات ولذلك السبب أيضا تحدث مشاكل عقلية كفقدان ذاكرة مؤقت حتي يتم التدخل بالعلاج اما الأعصاب فترتخي وتلتهب لانها تعزل عن الجسد لنقص تكوين ناقلها العصبي «الأسيتيل كولين» فلا تصل الإشارات العصبية إلي مستقبلاتها في سائر أنحاء الجسم بشكل منضبط، مما ينتج عنه بعض الأعراض، منها الآم الأطراف والشعور بالإرهاق حتى دون بذل أدنى جهد.

وعلى الرغم من عِظَم أهمية فيتامين ب1، فلحكمة المولى جل وعلا، نجد هذا الفيتامين الثمين كائنا في مأكولات طبيعية صحية ورخيصة منها الخبز الأسمر والبيض ومعظم الخضر وخاصة البقوليات واللحوم وخاصة الكبد والأسماك.  أما الجرعة اليومية سواء كانت من مصادر الطعام او مصدر دوائي فتتراوح بين 1 – 5 ملليغرامات يوميا.  وزياة الجرعة عن هذا الحد لا يوجد دلائل علي أي اخطار من زيادة الجرعة ولكن يفضل استشارة الطبيب قبل أي زيادة والخير في اختيار الوسط على أية حال. يقول المولي عز وجل: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (الأَعراف: 32)

Share via
تابعونا على الفايس بوك