أعظم الكرامات استجابة الدعوات
  • كيف كانت استجابة الأدعية دليلا عمليا على وجود الله؟
  • لماذا عُدَّ استجابة دعاء المرء كرامة عظيمة له؟

___

فاعلموا أن الدعاء حربة أُعطيت من السماء لفتح هذا الزمان، ولن تَغلبوا إلا بهذه الحربة يا معشر الخلاّن، وقد أخبر النبيّون من أوّلهم إلى آخرهم بهذه الحربة، وقالوا إن المسيح الموعود ينال الفتح بالدعاء والتضرع في الحضرة، لا بالملاحم وسفك دماء الأمّة. وإنّ حقيقة الدعاء الإقبالُ على الله بجميع الهمّة، والصدق والصبر لدفع الضرّاء، وإن أولياء الله إذا توجّهوا إلى ربهم لدفعِ مؤذٍ بالتضرّع والابتهال، جرت عادة الله أنه يسمع دعاءهم ولو بعد حين أو في الحال، وتوجّهت العناية الصمَدية ليدفع ما نزل بهم من البلاء والوبال، بعد ما أقبلوا على الله كل الإقبال. وإن أعظم الكرامات استجابة الدعوات، عند حلول الآفات. فكذلك قُدِّرَ لآخر الزمان، أعني زمن المسيح الموعود المرسل من الرحمان، أن صَفَّ المَصافِّ يُطوى، وتُفتح القلوب بالكَلِمِ وتُشرَح الصدور بالهدى، أو يُنقَل الناس إلى المقابر من الطاعون أو قارعة أخرى، وكذلك الله قضى، ليجعل الهزيمة على الكفر ويُعلي في الأرض دينًا هو في السماء علا. وإن قدمي هذه على مصارع المنكرين، وسأُنصَر مِن ربي ويُقضى الأمر ويتمّ قول رب العالمين.

وهذه هي حقيقة نزولي من السماء، فإني لا أغلب بالعساكر الأرضية بل بملائكة من حضرة الكبرياء.

قيل: ما معنى الدعاء بعد قدَرٍ لا يُرَدّ، وقضاء لا يُصَدّ؟ فاعلمْ أن هذا السرّ مَوْرٌ تضلّ به العقول، ويُغتال فيه الغول، ولا يبلغه إلا مَن يتوب، ومِن التوبة يذوب، فلا تزيدوا الخصام أيها اللئام، وتَلقّفوا مني ما أقول، فإني عليم ومن الفحول. وليس لكم حظ من الإسلام إلا ميسمه، أو لبوسه ورسمه. فمَن أرهفَ أذنه لسمع هذه الحقائق، وحفَد إلينا كاللهيف الشائق، فسأُخْفِره بما يَسرُو ريبتَه، ويملأ عَيبتَه. وهو أن الله جعل بعض الأشياء معلَّقا ببعضها من القديم، وكذلك علّق قدَرَه بدعوة المضطرّ الأليم، فمَن نهض مُهروِلا إلى حضرة العزّة، بعبرات متحدّرة ودموع جارية من المُقْلة، وقلبٍ يضجر كأنه وُضع على الجمرة، تحرّكَ له موج القبول من الحضرة، ونُجِّيَ مِن كرب بلّغ أمرَه إلى الهلكة. عليه أسرار الحضرة، مع عدم العلم وعدم التجربة؟ وأمّا من سلك مسلك العارفين، فسوف يرى كلَّ أُطْروفة من رب العالمين. (تذكرة الشهادتين 128 و 129)

تابعونا على الفايس بوك
Share via
Share via