تصاعد الصِدام الدموي العنيف بين كثير من أنظمة الحكم العربية وحركات العنف المسلح التي ترفع لافتاتٍ دينيّة، وأدى إلى نتيجة لا ترضى عنها المملكة العربية السعودية. فبعد أن فاض الكيل بالناس من العنف والتقتيل والذبح، بدأ كثير من المفكرين وأصحاب المناصب يتكلمون، ولم يعد الكلام مجرد كلام، بل صريخ وتحذيراتٌ عنيفة من الدور التي تمارسه الهيئة السياسية السعودية التي ترتكز أيديولوجيًا على قاعدة المذهب الوهّابي.
التقارير الصحفية التي يُدلي بها مسؤلون ثُقاة وأصحاب وزن وكلمة، تكشف عن الدور الخييث التآمري الذي تمارسه الأسرة السعودية ضد الإسلام والدول المسلمة. فالعلاقة السرية والعلنية بين هذه الأسرة والمخابرات الإسرائيلية والأمريكية، تنكشف شيئًا فشيئًا، لكن ما يثير التعجب أنّ دولةً تزعم أنّها قامت باسم الدين وتنشر نفوذها على أنّها الحارس الأمين لتعاليم الإسلام، تلعب دورًا عريضًا غير مفهوم في تشويه الرسالة الإلهية؟!!
إنّهم يمولون حركات العنف السياسي، ويؤيّدون المؤامرات السياسية، ويفتحون المعاهد والجامعات لتقليد عقائد تُنافي حقائق دين الفطرة، وينشرون صُحفًا ومجلات لنشر هذه العقائد التي تشوّه الدين. فمن أحكام الرِدّة مرورًا بدعوة أن القرآن ينسخ بعضه، إلى التعرُّض لأعراض الأنبياء بالسبّ، إلى الادِّعاء بأنّ نبيًّا مات في قبره من أَلْفَي سنة سيعود ليحكم العالم، أعني ما يرّوِجونه عن عقيدة عودة عيسى بن مريم لينقذ العالم، إلى مواقفهم المـُزرية تجاه الطوائف الإسلامية الأخرى وتكفيرهم كلَّ من ليس وهّابيًّا، حتى إساءتهم إلى خاتم النبيين سيدنا محمد وإظهاره بما لا يليق بمقامه الكريم.
سمعت مرةً قول شخص غير أحمدي، قال: من سوء طالع حكام باكستان أن وقعوا في مواجهة مع الأحمديين، فلم يترك الله أحدًا من هؤلاء الحكام الظالمين إلا وأوقعه في العذاب، وخسف به الأرض؟! إنني أستطيع أن أقول أيضًا أنّه من سوء طالع حكام السعودية أنّهم وقعوا في مواجهة مع الأحمديين، فمنعوهم من الحج، وسلّطوا رابطتهم المشؤومة التي تُسمّى كذبًا برابطة العالم الإسلامي، على عباد الله الأحمديين الأتقياء. ومنذ حدث ما حدث حتى تكالبت عليهم المصائب، فمن حربهم ضد العراق التي أكلت مواردهم، إلى انكشاف دورهم الخبيث في التآمر عل تشويه رسالة الإسلام الخالدة، وتهديد أمن الدول الإسلامية الأخرى بحثًا عن زعامةٍ لم يكتبها الله لهم ولن يحصلوا عليها أبدًا بالتعاون مع الأمريكان والصهاينة. يشوِّهون صورة أرض النبوة، ويوقعون شعب الجزيرة العربية طيب الأعراق، في خلافاتٍ لا يدَ له فيها. ألا يتقون الله قبل أن يأتي وقتٌ يبحثون فيه عن ملجأ فلا يجدون، إلا أناس غاضبة ساخطة عليهم، أم عميت عليهم أبصارهم؟!
أنسيتم قول الله تعالى:
وقوله تعالى:
(المحرر)