
___
في خضم التوترات المتصاعدة، والمواجهة التي كانت أمرًا متوقَّعًا لم يلبث أن استحال واقعًا بين إسرائيل وإيران، يقدم لنا سيدنا أمير المؤمنين مرزا مسرور أحمد الخليفة الخامس لسيدنا المسيح الموعود عليه السلام تعليقًا بصيرًا مُبَصِّرًا، يلامس جوهر الأزمة، ويدعو من خلال هذا التعليق، الذي يتجاوز حدود التحليلات السياسية المعتادة، إلى التأمل في أصل الصراع الدائر، كما ويركز حضرته (أيَّده الله) على ضرورة الدعاء والانخراط في سلك الوحدة كسبيل وحيد لنجاة الأمة في هذه الظروف العصيبة. إنه نداءٌ من قلب مشفق، بلسان لاهج، إلى عموم المسلمين، على اختلاف مذاهبهم، لتجاوز الانقسامات الطائفية والتركيز على وحدة المصير في مواجهة التحديات الراهنة.
وفيما يلي ترجمةٌ لتعليق سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) على الأحداث الراهنة فور انطلاق شرارتها الأولى، وجاء هذا التعليق تذييلا للخطبة التي ألقاها حضرته في المسجد المبارك بإسلام آباد في يوم الجمعة الموافق 13/6/2025.
«الآن أود أن أقول شيئا حول الأوضاع السائدة في العالم. لطالما طلبت منكم الدعاء بهذا الشأن مرارا. إن احتمال توسع الحرب يزداد باستمرار، فادعوا الله عز وجل أن يحفظنا من ويلاتها. إن إسرائيل قد شنت الآن هجوما على إيران، وقد اتخذت هذه الحرب منحى خطيرا جدا. إن هؤلاء، أعني قادة إسرائيل، إنما يريدون أن يلحقوا الأضرار بالبلاد الإسلامية واحدة تلو الأخرى، ولكن البلاد الإسلامية في سبات عميق، ولا تفكر إلا في مصلحتها الفردية وأولوياتها الأخرى. إنهم لا يدرون ما الذي سيحدث. لم تعد أعمالهم صالحة، كما أنهم غافلون عن الدعاء أيضا، وإن الكارثة التي ستلحق بهم، والحال كذلك، ستفوق تصورهم. ألهمَهم الله الصواب ليمعنوا النظر في هذا الأمر وليسعوا لتوحيد صفوفهم، لا أن يقولوا إن فلانا من فرقة كذا وفلانا من طائفة كذا، ولن نساعده. إن كل البلاد الإسلامية في خطر، لأن الكفر ملة واحدة، وكل الكافرين قد صاروا ملة واحدة. فلا بد للمسلمين أيضا مِن أن يكونوا أمة واحدة، ففي هذا فقط تكمن نجاتهم، وإلا فلا نجاة لهم. أدعو الله عز وجل أن يحفظ كل بريء وكل مظلوم من أي ضرر فادح. علينا أن نهتم بالدعاء اهتماما كبيرا جدا، وأسأله عز وجل أن يوفقنا أيضا لذلك.» (التقوى)