آيات القرآن المجيد تدعونا بإلحاح شديد إلى التفطن للمماثلة الكائنة بين الأمتين، الإسرائيلية والمحمدية، وفي حصة تفسير القرآن لهذا الشهر يُطلعنا سيدنا المصلح الموعود (رض) على جانب جديد من تحقق تلك المماثلة، وهو جانب حصول البركة..
تصديقا لمقولة الإنجيل من أن ملكوت الله يُنزع من الضالين ويُعطى لأمة تعمل أثماره، جاء القرآن الكريم مصدِّقا لها، فأنبأ بغلبة المسيحية ردحا من الزمان، حتى ظهر فساد أهلها في البر والبحر، فكان هذا إيذانا بنزع ملكوت الله الله وتأييده منهم ووضعه بيد الإسلام الدين الحق، الذي يمثله في آخر الزمان خير تمثيل الجماعة الإسلامية الأحمدية، جماعة المسيح الموعود (ع)..
وما زال موضوع السيدة مريم وابنها عيسى (عليهما السلام) محل نقاش وجدال، فهذه المرة نتناول من تفسير سيدنا المصلح الموعود (رض) رؤيته لمعنى الحمل في قول الله تعالى: ((فأتت به قومها تحمله)). وبالاطلاع على حصة التفسير المقررة لهذا الشهر، نخلص إلى أن دلالة لفظ “تحمله” بعيد كل البعد عن معنى الحمل المادي المعروف في رفع الطفل واحتضانه والإمساك به، هذا علاوة على أن عيسى في ذلك الوقت كان قد تجاوز سن الطفولة وشارف سن الشباب..
ثمة أمور في سيرة السيدة مريم (ع) ما تزال مبعث غموض ومثار جدل، من بين تلك الأمور الكثيرة هوية الذي ناداها من تحتها..
هناك الكثير من أسرار القوانين الطبيعية التي لم يتمكن الإنسان بعد من الاطلاع عليها، من بينها الولادة العذرية، والتي نعدها مظهرا من مظاهر طلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى، دون أن تكون متعارضة مع سننه (عز وجل) في الخلق.
حياة عباد الله الأطهار على بساطتها ملأى بالتفاصيل الدقيقة التي تخفى حقيقتها على أبصار أهل الدنيا، بينما تعاينها على الدوام بصائر أهل الله، من أولئك الأطهار السيدة مريم، والتي أفرد الله عز وجل سورة كاملة باسمها. وفي حصة تفسير القرآن لهذا الشهر نتذاكر معا شيئا من تفاصيل سيرة تلك الشخصية العظيمة.
إن الله تعالى شأنه لا يُسأل عما يفعل، ومع ذلك، فما من فعل من أفعاله جل وعلا إلا وينطوي على حكمة بالغة..
وجهة نظر المسيح الموعود حول قضية ولادة المسيح بدون أب؟ وما رأي العلم الحديث ؟ وهل يتفرد عيسى بهذه الميزة عن باقي الخلق؟
إن دقة القرآن الكريم الفريدة في عرض الوقائع التاريخية قد يذهل عنها بعض علماء وخبراء الدنيا بسبب عدم الإنصاف والتجرد من الموضوعية فيذهلون عن التركيز