البيت والناس
  • بيت الله يحقق المنافع المادية والروحانية كلتيهما.
  • البيت هو المكان الوحيد يتمتع فيه الناس بالأمن والحماية الحقيقية.
  • يكيف صبح القلب كعبة الله وبيته؟

__

من الحقائق الواضحات التي في غير حاجةٍ إلى بيّنات، أن الإنسان في أمس الحاجة إلى أن يكون له بيت، فمن ذا الذي يزعم أنه يطيق حياة العراء، ويهنأ له عيشه باتخاذ الأرض فراشاً والتحاف السماء؟ لذلك قال تعالى عن جنة الإنسان التي أودعه فيها أول مرة:

إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (1)

فمن ألزم لزوم الحياة الطيبة والعيش الهنيء، أن يكون المرء مستوراً عن الأنظار، يغمره الأمان، وتحفه السكينة، ويحل معه الاطمئنان، ليتسنى له لقاء ربه ومناجاته، من أجل ذلك وضع لهم في الأرض بيتاً يجدونه عنده.
إن الفطرة الإنسانية السوية تأنف حياة التشرد، وتأبى عيشة السفور والتعري، وتسعى جاهدةً من أجل تحقيق السِّتر، من أجل ذلك علّم الله تعالى الإنسان منذ الأزل ضرورة أن يكون له بيت يسكنه، ليكون ساتراً له وحافظاً، فقال في كتابه الكريم:

إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا (2)

فكان لهذا البيت من الوظائف ما لا يحويه حدّ، ولا يحيط به عدّ، فليس هذا البيت من وضع الناس، ولا هو نتيجة اجتهادهم، وإنما هو من صنع الله تعالى، فقام بوضعه بتفهيمه وتعليمه، ليكون لهم بركة، يلتمسون منه عون ربهم بالتقرب إليه، ودعائه، والتضرع في حضرته، ويكون أيضاً نموذجاً يُحتذى به عندما يترقى الجنس البشري، ويشعر الناس بضرورة اتخاذ بيوت لأنفسهم، وهذا يشير إشارات صريحةً إلى أن الله تعالى يريد أن يبلغ الإنسان من فهم أهمية البيت وضروراته، بحيث يتسنى له أن يدرك استحالة استقامة حياته لو استغنى عن إقامة بيت له، فوضع له بيتاً ليتخذه نموذجاً يبني بيته على غراره، ووفق هندسته المعمارية، وإنك بقليل من تدبر تلحظ التماثل التام بين بيت الله وبيوت الناس، فلا تجد أدنى اختلاف بينها وبينه، فبيوت الناس جميعاً قد صُممت وفق تصميم بيت الله تعالى، فكلها أربعة جدران وسقف، وكذلك هو، من أجل ذلك كان هذا البيت للناس (هُدى) يهديهم كيف يبنون بيوتهم، ويهديهم كيف يصلون لربهم، وقد اهتدوا.

فليس المقصود أن الله تكفّل تأمين الداخلين إلى البيت على الدوام، وإنما ينتقل هذا التكليف إلى الناس عندما ينزل إليهم من الله بشير ونذير، ويقبلونه، فإنهم بذلك قد أقرُّوا بانتقال التكليف إليهم، وهنا يكون معنى الآية الكريمة (عليكم بحماية كل من دخل البيت، وأن مهمة تأمينه هي مسؤوليتكم التي سوف يحاسبكم الله عليها) فهو أمر في صيغة الخبر.

إن بيت الله تعالى وفق ذلك المعنى الذي أوردناه آنفاً يحقق المنافع المادية والروحانية كلتيهما، فهو يتيح للإنسان فرصة العبادة والمناجاة والتقرب والدعاء والوصال، ويتيح له أيضاً نعمة الأمن والحفظ والهدوء، ذلك الذي لولاه لما تحقق معنى العبادة كما يجب أن يكون، لذلك فإنك تلحظ أن الآية الكريمة قدمت البيت كوسيلة جد هامة من وسائل معرفة الله والتعلق به، وليس هذا بالأمر المستغرب، فكلما شعر الإنسان بالأمان، كانت لديه من الفرص السانحة ما يمكنه من التفكر والتدبر والصلاة والاقتراب، وعلى النقيض، فكلما كانت الحياة يشوبها الاضطراب، ويقطع هدوءَها التوترُ، ويغشاها القلق، كانت أقرب ما تكون إلى الفوضى والتفكك والضياع، فوضع الله تعالى ذلك البيت الذي يوفر للإنسان كلا النوعين من المنافع التي لا غنى عنها من أجل ضمان حياة مُثلى للبشرية.
ولقد ذكر حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه في التفسير الكبير، تحت قوله تعالى:

وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (3)

عدة فوائد للبيت انطلاقاً من هذه الآية الكريمة:
الأولى: أن البيت هو المكان الوحيد الذي يتمتع فيه الناس بالأمن والحماية الحقيقية، ذلك لأنه بيت الله الذي لا يُفلح من أراد الاعتداء عليه، ولنا في قصة أبرهة الحبشي خير دليل، وقد يقول قائل: من الناس من تمكّن من التعدي على البيت الحرام، وقصفه بالمنجنيق وأصناف المتفجرات الأخرى، فكيف يستقيم لنا هذا الفهم، نقول له: إن الله تعالى قد تكفل بنفسه بحماية بيته لمّا لم يكن تكليفٌ بحمايته لأيٍّ من الناس، ولم تكن شريعة منزَّلة هم مكلفون باتباعها، ولكن، لمَّا توافر ذلك كله، وكان المسلمون هم القائمين على أمر بيتهم، ومكلفين بحماية كعبة ربهم، رفع الله تعالى يد حمايته عن بيته ابتلاءً لهم، واختباراً لقوة بلائهم وجهادهم، وحمايتهم لأقدس المقدسات عندهم، وعلى ذلك نفهم قوله تعالى:

وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا (4)

فليس المقصود أن الله تكفّل تأمين الداخلين إلى البيت على الدوام، وإنما ينتقل هذا التكليف إلى الناس عندما ينزل إليهم من الله بشير ونذير، ويقبلونه، فإنهم بذلك قد أقرُّوا بانتقال التكليف إليهم، وهنا يكون معنى الآية الكريمة (عليكم بحماية كل من دخل البيت، وأن مهمة تأمينه هي مسؤوليتكم التي سوف يحاسبكم الله عليها) فهو أمر في صيغة الخبر.
الثانية: أن البيت هو مكان الإقامة الدائمة، ومعنى ذلك أن الحياة الحقيقية، والمعيشة التي يصح أن يُطلق عليها معيشة؛ هي التعلق ببيت الله وحب الذهاب إليه، والتشوق لزيارته، والشعور القلبي أنه هو المأوى الحقيقي، وكأن حياة الإنسان كلها بعيداً عنه إنما هي غربة، والرجوع إليه بمثابة الوطن، وبعبارة أخرى، كأن حياة الإنسان كلها سعيٌ وكدّ، وأن الرجوع إلى بيت الله راحة وهدوء واستقرار ونعيم، ومهما كان في بيت الدنيا من نعم، فقد سماه تعالى(متاع قليل) أما بيت الله فقد سماه تعالى (مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا) وسماه أيضاً (جنتي).
الثالثة: كما أن بيت الإنسان هو المكان الوحيد الذي يطمئن إليه، وتستريح نفسه بحفظ كافة مقتنياته الثمينة فيه، كذلك بيت الله، فإنه المكان الوحيد الذي يجد فيه الإنسان أنفس الفوائد، وأغلى المنافع، ما لا يناله خارجه أبداً، مصداقاً لقوله تعالى:

لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ (5)

فإن الوقت الذي يقضيه العابد في بيت الله هو الوقت المحفوظ من الضياع والعبث، وإن الأعمال التي يقوم بها فيه هي ما سوف تُدخر من أجله فتصير له في الآخرة أنهاراً من ماء غير آسن، وأنهاراً من لبن لم يتغير طعمه، وأنهاراً من خمر لذة للشاربين، وأنهاراً من عسل مصفى.
الرابعة: أن البيت مكان اجتماع الأقارب جميعاً، الذي يشعرون باجتماعهم فيه أنهم في جنة وارفة الظلال غير منقطعة الثمار، كذلك الكعبة المشرفة، التي هي مكان اجتماع المسلمين من كل فج عميق، فهم أقارب على المستوى الأكثر عمقاً، وهو المستوى الروحاني الإيماني، حيث قال تعالى:

إنما الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ (6)

وإذا كان الإنسان في محيط بيته في الدنيا يعيش مع مسلم وغير مسلم، أو رفيع ووضيع، أو كريم وبخيل، لكنه في بيت الله لا يكون إلا مع مسلم جاء ليتم أركان دينه، ورفيعٍ دل على رفعته بترك كل ما سوى ربه والانقطاع إليه، وكريمٍ ضحى بماله إرضاء لمولاه، فوجد كل رفيق رفيقه، وكل خليل خليله، وكأن من معه أخوه وأخته، وأبوه وأمه، وابنه وابنته، وعمه وخاله وسائر أهله أجمعين.
الخامسة: البيت محل الشعور بالأمن العميم، فلا يأمن الإنسان على نفسه وأهله وكل ثمين لديه كما يأمن عليهم في بيته، كذلك بيت الله، هو مثابة للعالم كله، حيث أرســـــــل إليـــــــــــــهم محمداً خــــــــاتم النبــــــــيين، فقــــــال تعــــــــــالى:

ومَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا (7)

وقال أيضاً:

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (8)

فالكعبة هي المكان الوحيد الذي أُودِع القدرة على جذب الناس من كل حدب وصوب وجهة، وأودع القدرة على جمع الناس وتوحيدهم على بيت واحد ودين واحد وإله واحد، وهو المكان الوحيد الذي من دخله بصدق وأدرك معانيه ومراميه تخلى عن كل شعور بالكراهية تجاه الآخر حتى لو كان الآخر معارضاً له، معانداً إياه، يسعى لهدمه تشتيته، لذلك ليس غريبا أن نقول أن الكعبة المشرفة ينبغي أن ينظر إليها العالم على أنها قبلة السلام العالمي، ووحدة الشعوب، وملاذه الوحيد لنيل الأمن والاستقرار إن كانوا حقاً يبحثون عنه، ويتوقون إليه. وقد سماه الله بيته لأنه يضم أسماءه وصفاته، كما أن كل بيت يحوي صفات أصحابه وسكانه وشِيَمهم، فيكون بيت كرم إن كانوا كرماء، أو بيت شُحٍّ إن كانوا أشِحّاء، ويسميه الناس بيت إيمان إن كان أهله مؤمنين موحدين، بدينهم مستمسكين، وله في الآفاق ناشرين، ويُسمَّى بيت بِدع إن كانوا من أهل الزيغ والضلال، كذلك بيت الله تعالى، من دخله وجد اسم الله رب العالمين متجلياً في شعور كل زائر أنه مسؤول مسؤولية كاملة عن جميع زوار البيت الآخرين، وكان اسم الرحمن ظاهراً على الجميع، فصار كلٌ منهم للآخر رحماناً يعطيه دون سابق عهد له به، ولا كان يوماً صاحب فضل عليه، ويجد الرحيم الذي يثيب المحسنين مزيداً من الإحسان، ويجد مالك يوم الدين الذي يشعر المرء فيه نفسه يحاكم نفسه ويجازيها وكأنه يبصر بأم عينيه مآلها وحُسن مصيرها أو سوءه.
وقد أمر الله المصلّين أن يتوجهوا في عبادتهم إليه. والحكمة في ذلك أن الناس في حاجة إلى التوجه إلى خالقهم لشكره والثناء عليه، لكنهم يعجزون عن التوجه إلى «ذات مجردة» لا تنحصر في جهة، فعيّن الله لهم هذا البيت المقدس ليكون دليلاً عليه، وعلامةً له.
والبيت للناس، دون تمييز بين أتباع أي دين، فمن حق كل من جاء لزيارته أن يزوره، لأنه هو نفسه سبب مباشر في رجوع الشاردين إلى ربهم، وقد جعلــــــه ربهم لهــــــم منذ فجر التاريـــــــخ:

إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (9)

ثم قـوله تـــــــــعالى:

وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا (10)

فلا مناص من اعتبار البيت كما اعتبره خالقه، وأنه ملجأٌ ومأوى للناس، وأنه جامعهم وعلة توحيدهم، وهاديهم من ضلالهم إن إخواننا من المسلمين المقلدين قد فهموا خطأً قولَه تعالى:

إنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا (11)

فقالوا أنه من ليس بمسلم فهو المقصود بالـ (نجَس)، وليس من حقه زيارة البيت، ولا أن يقترب منه، ولكن المعنى الحقيقي للآية هو عدم السماح للمشركين بممارسة عقائدهم الشركية داخل البيت أمام الحجيج لئلا يفتتنوا بهم، ويظنوا أن وثنيتهم تلك التي يمارسونها داخل البيت على مرأى ومسمع من المسلمين، إنما هي من شعائر الدين.
وكل من دخل البيت يأمن عقوبة الدنيا فلا يحق لأحد الاعتداء عليه، ويُتخطف الناس من حوله، وهكذا روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: «لو وجدت قاتل عمر في الحرم، ما هيجته» أي ما أزعجته، ويأمن عقوبة الآخرة لأنه قد عُفي عنه، ورجع من حجه كيوم ولدته أمه، فبالحج يُغفر كامل الذنب، وكانت معيشة العرب بجوار البيت الحرام أهم أسباب شعورهم بالأمن، فلم يكن يغير عليهم أحد تقديساً لسكناهم بجوار البيت:

وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (12)

وهذا معنى كونه بيتاً (حراماً) أي يحرم فيه ما يحل في غيره، ويحرم فيه القتال، ويكتسب سكانه وخدامه وعُمَّاره حرمةً من حُرمته ما داموا فيه وتطهير البيت الوارد في قوله تعالى (طهرا بيتي) يكون بالدعوة إلى الله وتوحيده، بمعنى القضاء على الشرك والكفر بإشاعة التوحيد، وإخلاء القلب من كل ما سوى الله تعالى وحده، من خلال مظهرٍ مادّيٍّ، وهو إخلاء البيت من الأصنام، وتطهيره من الأوثان، ليكون ذلك الجانب المادّي الظاهر، دليلا على الجانب الروحاني الخفي، وهو تطهير القلب عن السوى والأغيار.
ومن معاني (مثابة) وما بها من إشارات دقيقة، أنها تعني العودة، ومعنى العودة أن البيت الحرام وما يؤدي إليه من توحيد الله وتفريده، هو الفطرة التي فطر اللهُ الناسَ عليها، ومن تلك الفطرة قد انطلق العالم أجمع، لكنهم انحرفوا عنها وضلوا، وذهبوا في حياتهم مذاهب شتى، ولكن الله تعالى قد أنبأ بقوله (مثابةً) أنهم جميعاً سوف يعودون إليه مهما شردوا عنه، وسوف يتوحدون مهما تفرقوا، وقد جعل لهم بيتاً واحداً، ليكون دليلاً على إلهٍ واحد، ليعودوا كما بدؤوا أمةً واحدة.

فالكعبة هي المكان الوحيد الذي أُودِع القدرة على جذب الناس من كل حدب وصوب وجهة، وأودع القدرة على جمع الناس وتوحيدهم على بيت واحد ودين واحد وإله واحد، وهو المكان الوحيد الذي من دخله بصدق وأدرك معانيه ومراميه تخلى عن كل شعور بالكراهية تجاه الآخر حتى لو كان الآخر معارضاً له، معانداً إياه، يسعى لهدمه تشتيته، لذلك ليس غريبا أن نقول أن الكعبة المشرفة ينبغي أن ينظر إليها العالم على أنها قبلة السلام العالمي…

ونخلص من قوله تعالى (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً) أن القلب هو بمثابة بيت الرب، قال الله تبارك وتعالى: «يا داوود «طهر لي بيتاً أسكنه،» فقال: يا رب أي بيت يسعك؟ فقال له: لن تسعني أرضي ولا سمائي، ووسعني قلب عبدي المؤمن». فإذا تطهر القلب من الأغيار وملئ بالأنوار، وتمكنت فيه المعارف والأسرار، كان مرجعاً وملجأ للعباد، كل مَن وصل إليه، وطاف به، كان آمناً من الزيغ والعناد، ومن خواطر السوء سوء الاعتقاد، ومن دخله بالوداد، أَمِن من الطرْد والبعاد، وكان عند الله من أفضل العباد.)13)، وهذا هو المعنى الذي أكد عليه حضرة المسيح الموعود في شرحه لمعنى العرش، فوضح أن قلب المؤمن الذي تربعت فيه الصفات التشبيهية الأربعة الواردة في الفاتحة أصبح بمثابة عرش الله، وهذا هو المقصود من هذه الرواية. فأصبح هذا القلب كأنه كعبة الله وبيته، فكل ما ضم أسماءَ الله وصفاته وتجلت فيه ظاهرةً للعيان فهو بيته، لأنه أصبح سبباً مباشراً في تحقق الهُدى للعباد، وعودتهم إلى ربهم، فتحقق فيه معنى المثابة، وتحقق فيه معنى الأمن والسكينة، وكان عرش الله قد تربع في قلب محمد في الجاهلية الأولى، فكان بيتاً له، وكان عرش الله قد تربَّع في قلب المسيح الموعود في الجاهلية الثانية، فكان بيتاً له.

1. (طه: 119)
2. (آل عمران: 97-98)
3. (البقرة: 126)
4. (آل عمران: 98)
5. (الحج: 29)
6. (الحجرات: 11)
7. (سبأ: 29)
8. (الأنبياء: 108)
9. (آل عمران: 97)
10. (البقرة: 126)
11. (التوبة: 28)
12. (قريش: 5)
13. (تفسير ابن عجيبة)
Share via
تابعونا على الفايس بوك