إنه حر طليق من كل وقت وحال
  • ما القول الفصل الذي ذكره الحكم العدل بخصوص تأويل الحديث القائل: “ما من مولود إلا والشيطان يمسه إلا ابن مريم”؟
  • ما المراد من ابن مريم في الحديث الذي أورده البخاري في كتاب بدء الخلق وجاء فيه: “بإصبعيه… غير عيسى”؟

___

ردًّا على سوء تأويل الحديث القائل: “ما من مولود إلا والشيطان يمسه إلا ابن مريم.”

يفند المسيح الموعود الشبهة ويقول: “ومن جملة إفادات الإمام البخاري أنه أورد الحديث في كتاب التفسير: «ما من مولود يولَد إلا والشيطان يمسه، حين يولَد، إلا مريم وابنها»، والحديثَ في كتاب بدء الخلق: «بإصبعيه… غير عيسى» مع الأحاديث المتعارضة، وبذلك لفت الأنظار إلى أن المراد من ابن مريم كلّ مَن يحمل صفاته ومتصبّغ بصبغته.  (إزالة الأوهام، ص 640-641)

الفرق بين الصوفي و الصافي

أما «الصافي» فهو من أخذته العناية الإلهية في حضنها بعد حصوله على الفناء التام، فلا علاقة له بتلك المساعي والمشقات التي يتعرض لها الصوفي، لأن الصافي قد حظي بكؤوس الوصال وطهرته يد الغيب وصفته من كل تلوث بشري، فهو يتلذذ ويفرح بالقيام بالأعمال التي هي عبء على الآخرين إنه يكون أسمى من تكلفات حفظ الأوقات والمواظبة على المراقبة والانشغالات، بل هو من الذين هم رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ إن نومه وطعامه وضحكه ولعبه وأعمال الدنيا كلها عبادة عنده، لأنه منقطع متفرّد، قد سلبته العناية الإلهية من براثن نفسه وغيرت طبعه، فلا يجوز قياسه على غيره أو قياس غيره عليه، حتى إنه من المحال للصوفي أن يعرفه لأنه ذهب بعيدًا جدًا. فهو صاحب مقام، قد وهبه الله علاقة شديدة بذاته. إنه حرٌّ طليق من كل وقت وحال لأن العناية الإلهية تعمل محله. إنه مستلق كالثمل أو السكران، وأصبحت الآلام كلها كالإنعام له. الصوفي يتمنى الأجر، أما هو فلا.

الصوفي معمور الأوقات، أما هو ففان في الذات الإلهية، فلا معنى للانشغال والوقت بالنسبة له.

(مكتوبات أحمدية – المجلد الأول  الرسالة رقم 28)

Share via
تابعونا على الفايس بوك