
- مم تتألف بروتينات الجسم؟
- من أين يمكننا الحصول عليها وتعويض الفاقد منها؟
- هل تعد كل البروتينات مفيدة في كل الأوقات؟
___
فسيفساء الأحماض الأمينية
يا لها من مواد عجيبة! تلك الجسيمات الكبيرة والمعقدة التي تتكون من أحماضالأمينية ويدعونها بالبروتينات، إنها تلعب دورًا مهمًا في العديد من وظائف الجسم، كما تعد مهمة في تكوين وتنظيم أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة. تتكون البروتينات من عدد كبير من الأحماض الامينية التي تتصل مع بعضها البعض في سلاسل، فلدينا نحو عشرين نوعا من الأحماض الأمينية المختلفة بدمج المئات أو الآلاف منها معًا بترتيب معين ونسب خاصة لتكوين البروتين الواحد(1).
تصنيف البروتينات
تصنيف بروتينات الجسم يعتمد على عدة معايير، منها شكلها، وذائبيتها في الماء، ووظيفتها، وتركيبها. وفقًا لوظيفتها، يمكن تقسيم بروتينات الجسم إلى ستة أنواع رئيسية:
أولها البروتين الهرموني، علما أن الهرمونات هي نفسها بروتينات تفرزها خلايا الغدد الصماء، يتم نقلها عبر الدم وتعمل كرسائل كيميائية تنقل الإشارات من خلية لأخرى لتنظيم نشاط وعمل مختلف أجهزة الجسم، ويستهدف كل هرمون خلايا معينة تسمى الخلايا الهدف، تحتوي على مستقبلات معينة يرتبط بها الهرمون لنقل الإشارات. ومن أهم الأمثلة عليها: هرمون الأنسولين الذي يعمل على تنظيم نسبة السكر في الدم
ثم هناك البروتين الأنزيمي، ووتدخل الأنزيمات في آلاف التفاعلات الكيميائية التي تحدث في الخلايا تقريبًا، فتقوم بتسريع عمليات التمثيل الغذائي في الخلايا بما في ذلك وظائف الكبد، وهضم المعدة، وتخثر الدم، وتحويل وحدة البناء الغلايكوجين إلى غلوكوز. كما تساعد في تكوين الجزئات الجديدة في المادة الوراثية من خلال قراءة المعلومات الجينية المخزنة في الحمض النووي.
البروتين الهيكلي، وهو نوع من البروتينات التي تعتبر مهمة جدًا في جسم الإنسان، حيث تقوم ببناء هياكل الجسم المختلفة مثل الهيكل الخلوي، والهيكل العظمي، والهيكل العضلي، والجلد، والشعر، والأظافر. من أمثلة البروتينات الهيكلية الكولاجين، و الإيلاستين، الكيراتين،
الكولاجين كذلك صورة من صور البروتين، ويشكل الكولاجين نحو خمسة وعشرين بالمائة من بروتينات جسم الإنسان، وتُعزى إليه وظيفة الربط بين العضلات والعظام والأوتار والجلد والغضاريف.
أما الايلاستين هو ألياف بروتينية تعمل على توفير حلقة وصل مرنة بين الأنسجة الضامة الموجودة في مناطق الجسم المختلفة، وغالبًا ما تعزى إليها المرونة التي تتمتع بها العديد من أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة، مثل: الجلد، والأوعية الدموية، والقلب، والأمعاء، والرئتين، والأوتار، والأربطة (2).
الكيراتين، وهو البروتين الرئيس في البشرة، ويدخل في تركيب الجلد لا سيما الطبقة السطحية منه، كما يشكل المكون الرئيس لكل من الأظافر والشعر (3).
كذلك لدينا البروتين الدفاعي، وهو نوع من البروتينات التي تعمل على حماية الجسم من مسببات الأمراض المعدية، مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات. من أهم أنواع البروتينات الدفاعية هي:
الأجسام المضادة: وهي بروتينات تتكون في خلايا الدم البيضاء، وتقوم بمهاجمة وتحييد المواد المستضدة التي تحملها الميكروبات أو الخلايا المصابة.
الغلوبولين المناعي: وهو بروتين يحتوي على عدة أجسام مضادة مرتبطة مع بعضها، ويقوم بزيادة قدرة الجسم على التصدي للعدوى
البروتينات المكملة: وهي بروتينات تعمل بشكل تعاوني مع الأجسام المضادة لتدمير المستضدات، وتساعد في التهاب وإزالة المواد الغريبة.
البروتينات المضادة للميكروبات: وهي بروتينات تقوم بقتل أو إبطاء نمو الميكروبات، مثل: لاكتوفيرين ، وليزوزيم ، والإنترفيرون ، والدفاعات.
يا لها من مواد عجيبة! تلك الجسيمات الكبيرة والمعقدة التي تتكون من أحماضالأمينية ويدعونها بالبروتينات، إنها تلعب دورًا مهمًا في العديد من وظائف الجسم، كما تعد مهمة في تكوين وتنظيم أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة
البروتينات وبناء الجسم
بين البروتينات وبناء الجسم علاقة وثيقة، فالبروتينات هي وحدات البناء الأساسية للعضلات، وتساهم في زيادة حجمها وقوتها عند ممارسة تمارين القوة، مثل رفع الأثقال، أو محاولة اكتساب العضلات. كما تساعد البروتينات على تقليل خسارة العضلات عند فقدان الوزن أو مع التقدم في العمر
ولكن يجب مراعاة الكمية المناسبة من البروتين لكل شخص حسب عمره وجنسه وحالته الصحية ومستوى نشاطه، فزيادة تناول البروتين قد تؤدي إلى بعض الأضرار، مثل: اضطرابات الكلى، والكبد، والجهاز الهضمي، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، والأمراض القلبية.
ويمكن الحصول على البروتين من مصادر غذائية مختلفة، مثل: اللحوم، والدواجن، والأسماك، والبيض، والحليب، والجبن، والزبادي، والفول، والعدس، والحمص، والفستق، واللوز، وغيرها.
هل كل البروتينات مفيدة؟
البروتينات مفيدة جدًا للجسم، فهي تشارك في العديد من الوظائف الحيوية، مثل بناء الأنسجة والأعضاء، وتحفيز التفاعلات الكيميائية، ونقل المواد الحيوية، والمحافظة على التوازن السوائل والحموضة، وتنظيم عمل الهرمونات والجينات، وتعزيز المناعة وشفاء الجروح. لكن ليست كل البروتينات مفيدة بنفس القدر، بل إن هناك بعض البروتينات التي قد تكون ضارة أو غير مرغوبة في بعض الحالات، مثل:
* البروتينات المسببة للحساسية أو التحسس، مثل بروتين الغلوتين في بعض أنواع الحبوب، أو بروتين اللاكتوز في منتجات الألبان، أو بروتينات بعض المكسرات أو المأكولات البحرية.
* البروتينات المسببة للأمراض أو التهابات، مثل بروتينات بعض الميكروبات أو الطفيليات أو الفيروسات، أو بروتينات بعض المخلفات الحيوانية أو الصناعية.
* البروتينات المفرطة أو المخالفة للاحتياجات الغذائية، مثل تناول كميات كبيرة من البروتين دون مراعاة التوازن مع باقي المغذيات، أو تناول بروتينات غير صحية أو معالجة كيميائيًا.
ولذلك، يجب اختيار مصادر البروتين بعناية والالتزام بالكمية المناسبة لكل شخص حسب عمره وجنسه وحالته الصحية ومستوى نشاطه.
الهوامش:
- انظر: مقال “الأحماض الأمينية”، ضمن صفحة “مجرَّة” لتبسيط العلوم.
- رهام دعباس، ايلاستين: فوائده للبشرة ومعلومات هامة حوله، مقال منشور على الموقع الطبي المتخصص webteb
- نفس المرجع السابق