حضر حفل الاستقبال أكثر من 145 ضيفًا منهم عدد من الساسة وزعماء الأديان وممثلي وسائل الإعلام، إضافة إلى عدد من السكان المحليين.وكان أبرز ما في هذا الحدث، الخطاب الرئيس الذي ألقاه حضرة ميرزا مسرور أحمد والذي بين فيه الأغراض الحقيقية من المساجد وركز على أهميتها الحيوية في التعايش السلمي بين مختلف الجماعات والأعراق.وخلال خطابه تحدث حضرته عن أهمية دعم القيم الأخلاقية العليا وتشجيع روح الاحترام المتبادل في المجتمع.قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
’’لقد ذكر أمير الجماعة الإسلامية الأحمدية في ألمانيا آنفًا بأن هذا المسجد قد بني في قرية صغيرة، لكن سواء كان المكان قرية، أو بلدة صغيرة أو مدينة مكتظة بالسكان فهذا لا يهم، ما يميز هذا المكان حقا هو أخلاق الناس القاطنين هنا وكيف يعيشون ويتفاعلون مع الآخرين‘‘.
كما تحدث حضرته عن التطرف وكيف أن أعمال بعض المسلمين المزعومين قد تسببت بانتشار الخوف والريبة من الإسلام في العديد من الدول غير الإسلامية.قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
’’يقال الكثير ضد الإسلام، ويحمل الناس الكثير من المخاوف والتحفظات ضده، ولكن لو نظرنا إلى تاريخ الإسلام لوجدنا بأن الإدعاء القائل بإن المسلمين أناس ينشرون الكراهية ويرتكبون الأعمال الإرهابية خاطئ ومجحف تمامًا‘‘.
وأردف حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
’’بعد أن أعلن أنه نبيٌ من الله تعالى، أمضى نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم وأتباعه 13 سنة في مكة يواجهون أشد أنواع الاضطهاد، وواصل أعداء الإسلام جهودهم الوحشية في إيذاء واستهداف المسلمين الأوائل. لقد عُذب المسلمون وقتلوا، لكنهم استمروا في إظهار الصبر، وأرغموا في نهاية المطاف على الهجرة إلى المدينة المنورة، وهناك تم تأسيس حكومة إسلامية حُفظت فيها حقوق الجميع، وطبقًا للمعاهدة التي أبرمت هناك، تمتع الجميع بحق حرية المعتقد والعيش بحرية متبعين تعاليم كتبهم المقدسة‘‘.
كما بين حضرته حياة مؤسس الإسلام، الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وكيف أن القرآن الكريم قد أمر المسلمين بمراعاة الحرية الدينية لجميع الناس.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
’’أول أمر إلهي ذُكر في القرآن الكريم فيما يخص الإذن بالحرب الدفاعية يقول بإن هذا الإذن قد مُنح لأن المعتدي يعارض الحرية الدينية، وذكر أيضًا إنه إن لم يتم ردع هذا الظلم لما بقي كنيس ولا كنيسة ولا أي مكان عبادة آخر ولا مسجد سالما‘‘.
ثم تابع حضرته شارحًا الآية 41 من سورة الحج من القرآن الكريم والتي تقول:
’’الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ‘‘
حيث قال:
’’في هذه الآية، نرى أن الله تعالى لم يذكر المسجد أولا، وإنما في الأخير، وهذا يؤكد أكثر على أن الإذن بالدفاع عن النفس قد أعطي للمسلمين الأوائل لضمان حماية جميع الأديان. علاوة على ذلك إذا درست الحروب التي خيضت في الفترة المبكرة من الإسلام وقمت بفحصها بنزاهة، فسيتضح لك أن المسلمين قد هوجموا، وعذبوا واضطهدوا‘‘.
كما شرح حضرته كيف أن تعاليم الإسلام قد أكدت كثيرًا على حقوق الجار، وإن معنى الجار في الإسلام يشمل عددًا كبيرًا من الناس بمن فيهم زملاء العمل، وصحبة السفر وكل من يعيش في جوار الإنسان.قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
’’لقد قال مؤسس الإسلام، الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، إن الله تعالى قد أوصاه مرارًا بحقوق الجار لدرجة أنه ظن بأنه سيورثه. فهذه هي المكانة العظيمة للجار في الإسلام‘‘
كما تحدث حضرته عن حقوق المرأة في الإسلام وكيف أن الإسلام قد أمرنا بتعليم الفتيات، وأن الإسلام هو أول دين يعطي المرأة الحق في الميراث. كذلك أمر الإسلام الرجال بحسن معاملة النساء.ثم ذكر حضرته قول نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم الشهير ’’الجنة تحت أقدام الأمهات‘‘ وقال إن المرأة التي تعتني بتربية أجيال المستقبل قد مُنحت مكانة فريدة في الإسلام.وقال حضرته أيضًا إن أول سورة في القرآن الكريم تقول بإن الله تعالى هو ’’رب العالمين‘‘، لذا فإن المسلمين يؤمنون بأن الله رازق جميع الناس بغض النظر عن دينهم ومعتقداتهم، وبالتالي فإن الاحترام المتبادل بين الناس شرطٌ أساسي.كما تحدث حضرة الخليفة عن بناء الاحترام المتبادل بين الجماعات المختلفة، حيث قال:
’’إن التركيز على ما هو مشترك بيننا وعلى ما يوحدنا بدلا من التركيز على اختلافاتنا لوسيلة من وسائل الحد من الصراع في العالم. لقد أمر القرآن الكريم المسلمين أن يدعوا أهل الكتاب وغيرهم إلى ما هو مشترك بينهم. إن القرآن الكريم لا يقول للناس أن ينقبوا عن الاختلافات فيما بينهم، بل يحث على البحث عما هو مشترك بين الناس. والعامل المشترك بين الأديان المختلفة هو الإله الواحد‘‘.
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
’’إذا فهمنا هذه النقطة وعبدنا الإله الواحد وعملنا على تأدية حقوقه واعترفنا بأنه خالق جميع الكائنات الحية، فلن يكون هناك صراع ديني أو ثقافي ولا أي صراعٍ من أي نوع‘‘.
وقال حضرته أيضًا إن العيش طبقا لقانون البلد واحترام الناس المقيمن فيه واجب كل مسلم.قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
’’قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ’’حب الوطن من الإيمان‘‘ لذا في أي بلد نعيش فيه فإن احترام القوانين واحترام السكان وإظهار الأخلاق الحميدة، وإظهار الحرية الدينية والتسامح، والصبر أمرٌ مهم جدًا لكي يتم الحفاظ على سلام البلاد، فالحفاظ على السلام جزء من إيماننا‘‘.
وقبل الخطاب الرئيس، استمع الحاضرون إلى أمير الجماعة الإسلامية الأحمدية في ألمانيا السيد عبد الله فاغسهاوزر الذي تحدث عن تاريخ الجماعة في ألمانيا وعن مشروع مسجد بيت البصير.ثم علا عدد من الضيوف المنصة وألقوا كلماتهم.
قال العقيد المتعاقد غوستفا لنبورغ وهم من سكان المنطقة:
’’لقد كنت هنا عندما اشترت الجماعة الإسلامية الأحمدية هذا المجمع في ناه عام 1989 ورأيت اللافتة التي عرضتموها آنذاك والتي تقول: الحب للجميع ولا كراهية لأحد وظننت في ذلك الوقت أن هذه اللافتة كانت نوعا من الخديعة ولا تمت للحقيقة بصلة، ولكن مع مرور الوقت أزال المسلمون الأحمديون المحليون كل مخاوفي وقلقي ورأيتهم يبذلون كل جهد ممكن للاندماج وإفشاء السلام. جميعنا – نحن الذين نعيش في هذه المنطقة- قد رأينا أنكم أناس منفتحون، ومواطنون مخلصون وجيران جيدون، لذا فاليوم يوم سار ليس لكم فحسب ولكن لزوجتي ولي ونحن ننضم إليكم في احتفالكم وفرحكم في افتتاح المسجد الجديد من أعماق قلوبنا. بكل تأكيد أنتم تعيشون بموجب شعاركم: الحب للجميع ولا كراهية لأحد‘‘.
وقالت القسيسة سوزان هان ممثلة الكنيسة البروتيستانتية:
’’بالنيابة عن الكنيسة البروتيستانتية، أهنئكم على افتتاح هذا المسجد. نشعر بالسعادة كلما افتُتح بيت لله وأدعو الله بأن يبارك فيه لكم‘‘.
وقالت عمدة نورديست إلكي كريستينا رويدر:
’’لدينا مثلٌ في ألمانيا يقول إن ما يأخذ وقتا طويلا يثمر نتائج جيدة وأنا متأكدة بأن هذا ينطبق على هذا المسجد. على مدى فترة طويلة من الزمن قد برهنت الجماعة الإسلامية الأحمدية بأن أبناءها يساهمون في المدينة التي يعيشون فيها ويؤدون واجباتهم كمواطنين. يود المتطرفون أن يخلقوا البعد بين الناس، لذا من المهم أن لا نعطيهم الفرصة للنجاح بل علينا أن نسعى لنتوحد ولنعيش معا بروح حرية الدين الحقيقية والتسامح‘‘
وقال توبياس فان دير هيد عضو التجمع الإقليمي لمقاطعة شليزويخ هولستن:
’’يا له من يوم جميل اليوم، إن قيم الجماعة الإسلامية الأحمدية هي الإنسانية والرحمة والسلام. إنكم تؤمنون بفصل الدين عن السياسة وتقدرون حرية المعتقد وحرية الضمير. في الواقع لقد أظهرتم أن الإسلام ينتمي لألمانيا‘‘.
وقال جيرو ستورجوهان ، عضو البوندستاغ (البرلمان الوطني لألمانيا):
’’اليوم يوم سعادة عارمة، حيث يُفتتح بيتٌ لله هنا، إن المسجد الجديد جميل جدًا وعلامة على الحرية الدينية التي نقدرها جميعا. التسامح ضروري لأي مجمتع يسعى للنمو، لذلك يسعدنا جدا أن لديكم مكان يمكنكم فيه أن تعبدوا الله بموجب عاداتكم ودينكم‘‘.
واختتم الحدث بالدعاء الصامت الذي أمه حضرته.