القرار غير الشرعي وانتصار الأحمدية
*خطبة جمعة ألقاها حضرة ميرزا طاهر أحمد –رحمه الله- الخليفة الرابع للإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام
ألقيت في 17 أيار/مايو 1985م في مسجد “الفضل” بلندن
*هي الخطبة السابعة عشرة من سلسلة الخطب التي ألقاها سيدنا ميرزا طاهر أحمد، الخليفة الرابع للإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام ردا على تهم باطلة ألصقتها بجماعته حكومة الدكتاتور الجنرال ضياء الحق في باكستان في “البيان الأبيض” المزعوم الذي نشرته بعنوان: “القاديانية، خطر رهيب على الإسلام.”
وردا على زعمهم أن البرلمان والفرق المسلمة ال72 أصدرت الفتوى بتكفير الأحمديين فهي فتوى شرعية صحيحة، قال الخطيب في كلمته هذه، مستندل بالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة والآثار، إن البرلمانات لا تملك أية سلطة شرعية في هذا المجال فكيف يمكن اعتبار قراراتها حجة شرعية. ومن ناحية ثانية فإن الحديث الشريف يعلن بكل وضوح أن ال72 فرقة المتفقة على تكفير الفرقة الواحدة تكون مخطئة والفرقة الوحيدة تكون على الصواب. فبقراركم وإجماعكم المزعوم قد رفعتم علم العدوان ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقراره.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين (2) الرحمن الرحيم (3) ملك يوم الدين (4) إياك نعبد و إياك نستعين (5) إهدنا الصراط المستقيم (6) صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين (7) . آمين )
لقد بين الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات وغيرها أنه فيما يتعلق بالتمييز بين الحق والباطل، والحكم بين الصدق والكذب فلا أهمية للكثرة العددية إطلاقا، بل تكون الأكثرية في معظم الأحيان على الخطأ. وهذا ما نلاحظ على صعيد الواقع أنه لو اتبع الإنسان الأغلبية لضل في غالب الأحيان. فمن الخطأ الفادح اعتبار أمر ما حقا بناء على أن الأغلبية تراه صوابا، بل هناك طرق أخرى للتمييز بين الحق والباطل.
إن الأمر الأخير الذي طرح بكل قوة في البيان الأبيض المزعوم الذي نشرته حكومة باكستان هو اعتزامهم بكثرتهم العددية. فأعلنوا في العالم بكل فخار أنهم يشكلون الأكثرية العددية ضد الأحمدية في الشعب وفي البرلمان أيضا، وأن الأمر لا يقتصر على الأكثرية فقط بل إن مجلس الشعب كله قد أجمع ضدها، وبالتالي حل بالإجماع القضية التي كانت عالقة منذ مائة عام، فلا حاجة إلى دليل آخر على كون الأحمدية كاذبة.
الأكثرية والسواد الأعظم
الواقع أن إجماع العلماء أو الشعب على أمر لا يمكن أ يسمى إجماع السواد الأعظم الذي ذكره سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم. فلا يزال العلماء الكبار والصلحاء الأسلاف، بدءا من سيدنا علي إلى يومنا هذا، يصرحون بوضوح تام أنه فيما يتعلق بالسواد الأعظم الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فلا يعني أنه لو سلكت الأغلبية من الشعب أو العلماء مسلكا واحدا لشكلت السواد الأعظم ولاعتبر قولهم صائبا في كل الأحوال. بل صرح سيدنا علي بعكس ذلك وقال ما معناه: إذا كنت وحيدا وكنت على الحق فإنك أحق بالاتباع، ورأي الأكثرية في هذه الحالة مرفوض.
وهناك كثير من الصلحاء الأسلاف بمن فيهم الإمام الرازي، والإمام ابن تيمية، والإمام ابن القيم وغيرهم من العلماء الربانيين قد صرحوا بعد البحث في هذه القضية بأنه لا أهمية للأكثرية العددية للتمييز بين الحق والباطل، وقالوا بوضوح تام: إن الشخص الوحيد الذي يكون على الحق أحق أن يسمى بالسواد الأعظم، ولا سواد أعظم دونه. لذا لا يصح إطلاقا قول معارضينا: بما أنهم يشكلون الأكثرية العددية والجماعة الأحمدية أقلية لذا فقد تم الإجماع الشرعي العظيم على أنها كاذبة.
قرار البرلمان ليس وثيقة شرعية
هناك أقوال كثيرة في هذا الصدد ولكنني أترك بعضها حانبا خشية التطويل وسوف أقرأ لكم بعض منها بعد قليل. ولكنني أود أن أذكر الآن للقراء الكرام أن هناك “بيان أبيض” آخر أيضا نشرته الحكومة الحالية بنفسها عن البرلمان السابق الذي تعتز به اليوم وتقدم قراره كوثيقة شرعية. لنر ما هو رأي الحكومة الحالية عن الأكثرية من أعضاء البرلمان السابق الذين يعتبر قرارهم ضدنا وثيقة شرعية. فلو صادفتهم قراءة قصص سلوكهم في “البيان الأبيض” المنشور عنهم لانتابتكم حيرة لا مزيد عليها.
سوف أقسم هذا الموضوع إلى ثلاثة أقسام، أوله يخص رئيس الوزراء أنذاك ذو الفقار علي بوتو وبعضا من الوزراء الكبار، ويتناول أعضاء البرلمان أنذاك اسما اسما، ثم يذكر سلوكهم ومكانهم الدينية وأخلاقهم وتصرفاتهم الشخصية والثاني يخص “حزب الشعب” الحاكم، والثالث يخص المعارضة.
وما أبشعها وما أفظعها من صورة للذين يعاد عليهم اليوم “الفضل العظيم” لتكفير الأحمديين. وحالتهم الدينينة كما بينتها الحكومة –التي نشرت البيان الأبيض المزعوم ضد الأحمدية- أمر لا أقدر على بيان يندي لقراءتهم الجبين حيار وخجلا، فلا يسع الإنسان إلا أن يلغي القراءة، غير أنني مضطر لتقديم بعض النماذج منها.
هؤلاء كانوا عشاقا صادقين لمحمد والإسلام إذ لم يعيروا أي اهتمام للأموال التي كانوا قد ادخروها بعرق الجبين طيلة حياتهم. لقد أودع الإمام البخاري البحر كل ما كان قد كسبه طول حياته، ولكن لم يرض بأن ترفع إلى النبي وأحاديثه إصبع الطاعنين. ولم يعط أحدا فرصة للطعن في خادم النبي ولو كذبا وزورا.
تصرفات منحطة
لا أريد الخوض في تفصيل الأمور التي وردت في “البيان” مصحوبة بذكر أسماء أصحابها، لأن الكثير منهم لا يزالون على قيد الحياة، فلو ذكرت على الملأ أسماءهم والأمور التي نسبت إليهم لكنت من الذين يوافقون على نشر ذلك البيان، في حين إنني أخالف رأي الحكومة في هذا الأمر مبدئيا، ولا أوافق على أن تشوه الحكومة –أية كانت- سمعة مواطنيها بشكل من الأشكال. لو كان المتربعون على عرش الحكومة يمكلون شيئا من الخلق والقيم الإنسانية لكان الأجدر بهم –بدلا مما فعلوا- أن يحاكموا الذين يحسبونهم مجرمين في المحاكم المكشوفة، ثم كان الأحرى بهم أن يقدموا للملأ حصيلة تحقيق المحاكم. مما لا شك فيه أن القرارات التي تتخذها المحاكم تحت ضغط الحكام أيضا تفقد مصداقيتها أحيانا غير أن هذا هو الطريق الوحيد الذي يمكن أن يقبله العالم المتحضر بشكل من الأشكال. أما لو بدأ المتربعون على عرش الحكومة بتشويه سمعة مواطنيهم وإلصاق التهم البذيئة بهم بدلا من عرضهم على المحاكم فلا أقبل هذا المبدأ؛ لذا لا أستطيع أن أقرأ هذه القائمة والتهم الموجهة إلى كل واحد منهم اسما اسما.
ولكنني أخبركم أن كوثر نيازي (الوزير الأسبق للأوقاف والشؤون الدينية والحح الرفاهية العامة) يحتل رأس هذه القائمة علاوة على رئيس الوزراء السابق ذو الفقار علي بوتو. ثم يليها ممتاز بوتو وهو ابن عم ذو الفقار علي بوتو ولا يزال على قيد الحياة. ويليهم مصطفى كهر ويحتل مكانة بارزة بين الأسماء الواردة في القائمة. ثم ذكر اسم صادق حسين قريشي بصورة جلية أيضا. ويليه نصر الله خان ختك، وعبد الوحيد كتبر، وجام صادق علي. هذه قائمة أولئك الذين ذكرت أسماؤهم مقرونة بتهم شنيعة وفظيعة جدا. في حين كان الطريق الأنسب والأدعى للشرف والوقار أن تطرق الحكومة أبواب المحكمة وتقيم عليهم الدعاوى فيها ثم تنفذ حكمها فيهم. هذا حقها، أما إلصاق التهم فمن شيم أولئك الذين لا حول لهم ولا قوة، فيحاولون إخماد نيران غضبهم عن طريق البهتانات والطعن. وبالجملة فإن الحكومة الحالية على ثقة كاملة أن أعضاء البرلمان عام 1974م كانوا خبثاء وقذرين للغاية، ولا يحق لهم أن يمثلوا الإسلام إطلاقا.
أعمال الأكثرية المزعومة
وفيما يتعلق ب”حرب الشعب” الذي كان يحظى بالأغلبية الساحقة في البرلمان آنذاك فما يذكره البيان الحكومي عن تصرفات الوزراء المنتمين إليه –من أعضاء البرلمان الإقليمي كانوا أو المركزي- لجدير بالسماع إن جاز التعبير. وبما أنهم لم يذكروا اسم أي شخص في هذه القائمة لذا لا أرى بأسا في بيان هذه الأمور. والتهم التي ألصقوها بهم شنيعة لدرجة تستوجب –حسب الشريعة الإسلامية- تنفيذ حد ثمانين جلدة على الأقل في حق المتهمين. فإن كانت الحكومة عاقدة العزم على تطبيق الشريعة الإسلامية كقانون الدولة في باكستان كان من واجبها أن تطبقها على نفسها قبل غيرها. فإن التهم التي ألصقت في بيان الحكومة بأعضاء البرلمان السابق لو ألصقت بأحد ثم لو يؤت عليها بأربعة شهداء، ولم يتم إثبات التهمة برفع الضية في المحكمة لوجب في ظل الحكومة الإسلامية تنفيذ حد ثمانين جلدة في المتهمين.
إن الحالة الدينية لأعضاء “حزب الشعب” (الحاكم آنذاك) حسب رأي الحكومة الحالية هي كالآتي. فجاء في البيان الحكومي عن أحد أعضائه وكان عضو البرلمان أيضا:
هذه حالة الزعماء الكبار من أعضاءالبرلمان الذين أصدروا ضد الأحمديين فتوى التكفير التي يقدمها المعارضون أمام العالم اليوم بكل فخر واعتزاز.
ثم يقولون عن عضو آخر:
وقالوا عن شخص آخر:
يجدر بالانتباه أنه بيان نشرته الحكومة لكنها استخدمت فيه لسان سليطان ولغة بذيئة للغاية تشوه سمعة مواطنيها. ولا شك أن تصرف الحكومة هذا مؤسف جدا ومنحط عن القيم الأخلاقية. إذ إن القول عن السيدات المطلقات بأنه يسرحهن ليصبحن زينة لسوق الدعارة لهو قول بذيء وفاحش وإهانة بشعة للغاية للسيدات الباكستانيات وتهمة قذرة عليهن. لو كانت هناك حكومة إسلامية فعلا في البلاد لعوقب أصحاب هذه التهم الوقحة بحد ثمانين جلدة. من الواضح –بغض النظر عن حقيقة الأمر- أنه لو لم تكن عند هؤلاء قناعة بصدق هذه التهم البذيئة لما نشروها هكذا على الملأ دون مبرر. أما نحن فلا علاقة لنا بهذه الأمور ومصادر معلومات القائلين بها، كل ما أنوي بيانه هو المكانة الشرعية لأعضاء البرلمان الذين كفروا الأحمدية والذين تعتز بهم الحكومة الحالية اليوم بأنهم حلوا قضية عالقة منذ مائة عام على حد قولهم.
ولا يقتصر الأمر على ذلك بل يقول هؤلاء:
إذن هذه هي أعمالهم التي ذكرتها بالإيجا. وهي صورة أغلبية أعضاء الحزب الحاكم آنذاك “حرب الشعب” التي رسمت في البيان الحكومي.
أعمال حزب المعارضة
أما فيما يتعلق بحزب المعارضة فقد يظن البعض أنهم براء من هذه التصرفات الشائنة. ولكن الحكومة الحالية ترى أنهم أيضا كانوا سيئين مثل غيرهم من أعضاء “حزب الشعب” الحاكم آنذاك. فقد وردت في “البيان الأبيض” نماذج لسلوك حزب المعارضة أيضا. فجاء عن أحدهم:
لقد سمعتم من قبل حالة أعضاء الحزب الحاكم الذين يشكلون الأكثرية في ذلك البرلمان، أما الأقلية أي حزب المعارضة، فيقولون بأنه لا يوجد بينهم أيضا أي رجل شريف، وبما أن الشرفاء شبه منعدمين لذا فقد برز الأوباش والرعاع على المستوى القومي. ثم يتحدثون عن حياة أحدهم ويقولون:
ثم يوردون ذكر عضو آخر من المعارضة ويقولون:
يستغرب المرء بقراءة هذه اللغة، إذ إنها ليست لغة شيخ متعصب عادي –التي تعودنا على سماعها- ولكن هذه لغة ممثلي الحكومة في بيان نشرته الحكومة بخاتمها. فمن هنا يمكنكم أن تعرفوا حقيقة مثل هذه البيانات الحكومية –بما فيها “البيان الأبيض” المزعوم –والحالة الأخلاقية لناشريها, كما يمكنكم أن تعرفوا معاييرهم ومدى اهتمامهم بالشرع المتين، وكيف يعبثون به حسب وغباتهم!!
يتساءل المرء مستغربا ما الذي جرى لأعضاء الحكومة؟ إذ يعتبرون من ناحية أعضاء البرلمان هؤلاء خبثاء وذوي سلوك سيئ لهذه الدرجة ويعلنون عن بذاءة تصرفاتهم في العالم كله، ومن ناحية ثانية يعتزن بقراراهم ويقولون إن الله وفقهم لحل قضية عالقة منذ مائة عام، وإنجاز مهمة شرعية عظيمة لم يقدر العلماء الكبار على إيجاد حل مناسب لها.
ثم يقولون عن عضو آخر من المعارضة:
لقد ألصقوا تهما هي من الكثرة والقذارة بحيث تترك الإنسان مذهولا حيران. لا شك أن البرلمان يمثل المواطنين كلهم، وإذا كانت هذه حالة أعضاء البرلمان التي كشفوها أمام العالم كله على دقات الطبول، فهل يبقى بعد ذلك لمثل هذا البلد وأهله أي اعتبار أو احترام في العالم؟ ويمكن أن تدركوا بذلك أيضا سيرة الحكومة الحالية التي تقدم اليوم أمام الناس قرار هؤلاء بكل اعتزاز وتفاخر، ونسيت أو تناست ما قالته عنهم بالأمس القريب وما نشرته في العالم في بيانها الأبيض المزعوم.
والأمر لا ينتهي هنا بل قالوا أيضا:
هذه كيفية إجماعهم القومي، وهذه حالة أكثريتهم التي تصبغ بها رجال الحكومة وأعضاء المعارضة على حد سواء. مما يعني أن بعضهم مثل بعض تماما ولا فرق بينهم إطلاقا، أو كما يقال في المثل الشعبي في القارة الهندية: إنهم “أحجار في كيس واحد”، غير أنهم سموا هذا الكيس إجماعا، ثم سموا هذا “الإجماع” بالسواد الأعظم حسب زعمهم. ولا نملك هنا إلا أن نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
أسوة عشاق النبي
لا أريد أن أناقش ما إذا كان ما قالته الحكومة في هذا الصدد صحيحا أم لا، ولكنني أسأل الحكومة الحالية: إن الذين ألصقتم بهم التهم البشعة المذكورة، كيف يجوز لكم اعتبار قرارهم إجماعا؟ كان الأجدر بكم أن تخجلوا من أن تنسبوا هؤلاء إلى النبي. كان حريا بالحكومة الحالية أن تتلقى درس الغيرة من الإمام البخاري رحمه الله ولكنها للأسف الشديد ما درست مبادئ الأخلاق ولا الحياء. روي عن الإمام البخاري رحمه الله أنه كان في سفر ومعه كيس يحتوي على قطع نقدية كثيرة. فعلم أحد ركاب السفينة بذلك فما لبث أن صرخ بأعلى صوته أن كيسه الميء بالقطع النقدية قد سرق. فما كان من الربان إلا أن أمر بتفتيش جميع الركاب. ولكن المفتشين لم يقعوا للكيس على أثر حتى عند الإمام البخاري. وعندما هدأت الأمور توجه المتهم الكاذب إلى الإمام البخاري قائلا: كنت كاذبا فيما اتهمتك به، ولكن أريد أن أعرف كيف تمكنت من إخفاء كيسك عن المتفتشين إذ لم يجدوا له أي أثر؟ فأجابه الإمام البخاري قائلا: لقد أودعته البحر. فسأل الرجل مستغربا ولم فعلت ذلك؟ فقال الإمام: بما أنني أجمع أقوال النبي وأدواتها، فكرهت أن تنسب إلي الخيانة ولو كذبا وافتراء، فيقال إن مدون أقوال النبي ارتكب خيانة. أما القطع النقدية فلا أهمية لها عندي.
هؤلاء كانوا عشاقا صادقين لمحمد والإسلام إذ لم يعيروا أي اهتمام للأموال التي كانوا قد ادخروها بعرق الجبين طيلة حياتهم. لقد أودع الإمام البخاري البحر كل ما كان قد كسبه طول حياته، ولكن لم يرض بأن ترفع إلى النبي وأحاديثه إصبع الطاعنين. ولم يعط أحدا فرصة للطعن في خادم النبي ولو كذبا وزورا.
قمة الوقاحة
أما فيما يتعلق بحكومة باكستان الحالية فقد لاحظتم كيف تنشر وتشيع في العالم كله التهم البذيئة والفظيعة للإثبات أن أعضاء البرلمان السابق قد بلغوا من سوء أخلاقهم وخبث طويتهم بحيث لو ألصق بأمثالهم من العالم المتحضر عشر معشار ما ألصق بهم من التهم لاستقالوا على الفور. إن قضية “واترغيت” الأمريكية ليست بذات بال إزاء أعمال أعضاء البرلمان الباكستاني إطلاقا، ومع ذلك كانت هناك ضجة كبيرة في العالم كله وتمت إدانتها من كل حدب وصوب لمجرد تجسس الجهة المسئولة على الخصوم، مما أدى إلى انقلاب الحكومة.
والجدير بالانتباه أن الحكومة الأمريكية آنذاك كانت حكومة دنيوية عادية ولا علاقة لها بالإسلام وبقيمه ولم تتأسس باسم الدين أيضا، ولكن مستوى أخلاقها كان عليا لهذه الدرجة. أما مستوى أخلاق الحكومة الإسلامية الباكستانية الحالية فهو مترد لدرجة أنها من ناحية لا تمل من الإعلان في العالم كله أن كافة أعضاء مجلس الشعب عام 1974م كانوا سيئي الأخلاق ووقحين للغاية –لا ندري فيما إذا كانوا فعلا سيئي الأخلاق ووقحين أم لا، الله أعلم بذلك، إلا أن الحكومة تعلن هكذا –ومن ناحية ثانية تعتز الحكومة نفسها بأنهم كانوا –والعياذ بالله- خدام سيدنا محمد المصطفى حيث استطاعوا أن يحلوا قضية شرعية عالقة منذ 90 عاما. ألا تستحيون، يا أصحاب السلطة، أن تنسبوا أنفسكم وإياهم إلى رسول الله ناهيكم عن تقديكم قراراتهم أمام العالم كحجة شرعية. أما لو اعترفتم بأنكم أنتم الكاذبون وسيئو الأخلاق وتستحقون العقوبة لأنكم اتهمتموهم بغير حق، عندها يمكنكم أن تحترموا قراراتهم وتقدسوها كما تشاؤون. ولكنني أقول: حتى ولو كان الأمر هكذا، وكان أعضاء البرلمان المذكور أتقياء صالحين فليس لقرارهم أهمية شرعية إطلاقا لأن الأمور الدينية لا تحسم هكذا.
المراد من السواد الأعظم هم أولئك الذين سيكونون في القرون الثلاثة الأولى بعد فجر الإسلام، ثم يفشو الكذب ويعم الظلام. إذن فالزمن الذي لا يقع في عداد خير القرون بل هو الزمن الذي سيفشو فيه الكذب، فإن اعتباره زمن السواد الأعظم ثم اعتبار إجماعهم فيه حجة شرعية لأمر بديهي البطلان.
الأغلبية المزعومة في رأي العلماء
من المؤكد أم ما قام به البرلمان عام 1974 ضد الأحمدية إنما هو آية عظيمة على صدق الجماعة لدرجة لن تروا آية بهذه العظمة في العصر الراهن إلا ما شاء الله.
والآن أقدم لحضراتكم بعض النماذج من آراء العلماء عن الأغلبية المزعومة. يقول المولوي عطاء الله شاه البخاري: “لن نتبع الأغلبية المزعومة لأننا نعرف أن الأغلبية على الباطل.” (سوانح حياة البخاري ص116، وجريدة “زمزم” الصادرة في لاهور، باكستان عدد 30 إبريل /نيسان 1939م)
ويقول المولوي أشرف علي التهانوي، وهو من كبار علماء الفرقة الديوبندية، في المجلة الشهرية “البلاغ” الصادرة في كراتشي عدد يوليو/تموز عام 1976م ص 59 ما يلي:
أقول: إن القرار بتكفير الأحمديين كان أيضا قرار الأكثرية الذي يعتزون به اليوم ويشيعونه في العالم.
أقول: إنه لقول جميل وعجيب فعلا، إذ لو خطر ببال الشيخ لاستغربنا منه، ولكنه خطر ببال صديقه، غير أن هذا الشيخ يملك شيئا من الأدب واللياقة بحيث استطاع أن يقبل هذا القول الجميل ثم يذكره للآخرين. فيروي ما قاله صاحبه:
أي أن السواد الأعظم الذي ذكره النبي لو قبلنا أن معناه الحرفي هو الأغلبية فقط، فليس المراد منه الأكثرية المتواجدة في كل زمان، بل المراد الأكثرية المتواجدة في زمن النبي وزمن الذين يلونه ثم الذين يلونهم من القرون الثلاثة الأولى، إذ كان ذلك عصر الحسنات والنور والصدق، ووصفه النبي بخير القرون. أما بعد ذلك فتفشى الكذب كما أخبر النبي .
إنه لقول قيم وقوي فعلا، ولا يقبل النقاش والجدل. لقد وضح النبي بنفسه معنى السواد الأعظم إذ قال: “خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب.” أي المراد من السواد الأعظم هم أولئك الذين سيكونون في القرون الثلاثة الأولى بعد فجر الإسلام، ثم يفشو الكذب ويعم الظلام. إذن فالزمن الذي لا يقع في عداد خير القرون بل هو الزمن الذي سيفشو فيه الكذب، فإن اعتباره زمن السواد الأعظم ثم اعتبار إجماعهم فيه حجة شرعية لأمر بديهي البطلان.
ويضيف الشيخ ويقول:
أقول: لا شك أنه قو مفيد، ولكنه يفيدنا نحن ولا يفيدكم.
الفرقة الناجية
وإليكم الآن ما قاله النبي
وللكلمات “ما أنا عليه وأصحابي” معنيان، أولا: إن الملة الواحدة والناجية من النار هي تلك التي تكون على سنتي وسنة أصحابي. وثانيا: هي تلك التي ستمر بمثل الظروف التي مررت بها أنا وأصحابي.
هذا الحديث على جانب كبير من الأهمية ولا سيما للطائفة المتربعة اليوم على عرش الحكومة في باكستان، والتي تسمى الطائفة الوهابية أو أهل الحديث، لأن مؤسس هذه الطائفة، الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الذي كان موحدا كبيرا ومن الصلحاء العظام، وتعتبر الأغلبية الساحقة من مسلمي الحجاز مجددا للقرن الثاني عشر، يقول معلقا على هذا الحديث:
“وقوله : ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين قرفة، كلها في النار إلا واحدة”. فهذه المسألة أجل المسائل؛ فمن فقهها فهو الفقيه، ومن عمل بها فهو المسلم.” (مختصر سيرة الرسول للإمام محمد بن عبد الوهاب ص14 مطبعة: السنة المحمدية القاهرة عام 1956م)
أي أن الذي يعتبر اثنين وسبعين فرقة في النار، وفرقة واحدة في الجنة هو المسلم الحقيقي دون غيره. مما يعني أن الإمام –رحمه الله- يبين هنا تعريف المسلم ويقول: إن هذا الحديث يحمل أهمية بحيث إن الذي يعترف به ويعمل به ويقر بأنه عندما تفترق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها تكون في النار إلا واحدة، فهو وحده المسلم.
نبأ على نبأ
يقول شارح المشكاة والعالم الحنفي الشهير الإمام ملا علي القاري، في شرح الحديث المذكور:
تأملوا الآن في عظمة هؤلاء الصلحاء وتقواهم وصلتهم المتينة بالله ! يزيد حضرة الإمام نبأ على نبأ ليوضح أن تلك الفرقة المحمدية تكون على طريقة الفرقة النقية الأحمدية التي لن تروا عليها غيرها.
الفرقة الناجية عند الشيعة
لقد اعترف بصحة هذا الحديث كل فرقة من فرق المسلمين، وظلت تحاول تطبيقه على نفسها، أي أنها هي الفرقة الناجية، والفرق الأخرى كلها في النار.
قال الشيعة: نحن نمثل تلك الفرقة الواحدة والناجية، أما البقية فيقعون في عداد الاثنين والسبعين فرقة. وقال أهل السنة: نحن نمثل تلك الفرقة الواحدة. يؤكد أحد مجتهدي الشيعة مشيرا إلى هذا الحديث أن الخلافات الموجودة بينهم وبين الفرق الإسلامية الأخرى تفصلهم عن الاثنين والسبعين فرقة، فيقول:
ثم بعد ذكر بعض الأمور الاخرى من هذا القبيل يقول في النهاية:
الفرقة الناجية تكون أقلية
لقد لاحظتم كيف أنهم إلى الأمس القريب كانوا يناقشون موضوع تمييز الفرقة الواحدة عن الاثنتين والسبعين الأخرى، وأقروا بأنفسهم أن كلام النبي في هذا الصدد حق لا محالة، ولم يبق إلا تحديد الفرقة الناجية التي تمتاز عن غيرها لكونها “واحدة” تختلف عن الاثنتين والسبعين الأخرى. وقالت المجلة الشهرية “ترجمان القرآن” الناطقة باسم الجماعة المودودية بهذا الخصوص بعد الاعتراف بصحة الحديث:
“إن اتفاق الأكثرية على أمر لا يعتبر في الإسلام دليلا على كونهم على الحق، كما أن الأكثرية ليست هي السواد الأعظم، كما لا يطلق على كل حشد حكم الجماعة. وليس اتفاق طائفة من المشائخ في منطقة معينة على أمر معين إجماعا… ويؤيد هذا الموقف الحديث الشريف التالي: عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله …..
ثم تضيف المجلة وتقول:
والحق أنه لا يوجد اليوم على وجه المعمورة فرقة إسلامية حالتها حالة الغرباء إلا فرقتنا (الجماعة الأحمدية). ومن غرائب قدر الله أنه أخرج الحق من أفواه معارضينا –والفضل ما شهدت به الأعداء- وأرغمهم للدعاء لنا بعد ما كانوا معتادين على اللعن والطعن، فاضطروا للاعتراف بحقيقة الأمر لتذكرهم الحديث النبوي الشريف. فكما قال النبي في حديثه المبارك: “طوبى للغرباء”، أقول: بارك الله للغرباء الذين يهجرون أوطانهم من أجل الدين فيسمون الغرباء.
وتضيف هذه المجلة في هذا الصدد وتقول:
تذكروا جيدا أن النبي يقول: عندما تفترق الأمة إلى اثنبين وسبعين فرقة، تكون هناك جماعة، وهي الفرقة الثالثة والسبعين الناجية. ولا بد أن تكون الفرق الاثنتان والسبعون الأخرى مخطئة. إذن فهناك فرقة واحدة وهي الصادقة دون غيرها، اعتبرها سيدنا ومولانا المصطفى جماعة.
وأذكركم مرة أخرى أن معارضينا –الشيعة كانوا أم أهل السنة- لم يعترفوا إلى الأمس القريب بصحة هذا الحديث فحسب بل قال أئمة الفرقة الوهابية بأن الذي لا يؤمن بصدق هذا الحديث ليس مسلما إطلاقا. فالمسلمون كلهم –أهل السنة كانوا أم الشيعة أو الطائفة البريلوية أو الوهابية- متفقون على صحة هذا الحديث، ويعترفون بأن ما قاله النبي إنما هو صدق وحق. والبلية التي حلت بباكستان يوم 7ستمبر/أيلول عام 1974م هي أن معارضي الأحمدية لم يعبأوا لسوء حظهم بتكذيب الأحمدية وتكفيرها، وأعلنوا بوقاحة متناهية أن الحديث الذي نحن بصدده باطل وأسلافنا الذين اعترفوا بصحة كانوا أيضا كاذبين (نعوذ بالله من هذه الخرافات). فأصدر البرلمان الباكستاني في 1974م قرارا –لإعجابهم بكثرتهم- أن الفرق الاثنتين والسبعين صادقة والفرقة الواحدة هي الكاذبة، أي أن الاثنتين والسبعين في الجنة والواحدة في النار. فهذه هي القضية التي أعلنتها الحكومة أنذاك بكل اعتزاز وتفاخر والتي أثارتها الحكومة الحالية في البيان الأبيض المزعوم مرة أخرى.
فخلاصة الكلام أن إعلانهم هذا كان جسارة قبيحة واعتداء وقحا ارتكبهما البرلمان يوم 7ستمبر/أيلول عام 1974م، وذلك بالرغم أن إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية آنذاك كان قد حذرهم بكلمات واضحة وبصورة متكررة بقوله: يمكنكم أن تعارضونا كما يحلو لكم، وأخرجوا ضدنا كل ما في جعبتكم، ولكن بالله عليكم لا ترفعوا راية التمرد ضد سيدنا محمد المصطفى في بلد مسلم، باكستان. إنكم ما زلتم تعترفون إلى الأمس القريب بأنه لو حدث الخلاف واجتمعت الاثنتان والسبعون فرقة ضد فرقة واحدة لكانت هذه الأغلبية المتمثلة في الاثنتين والسبعين كاذبة، ولكانت الفرقة الواحدة صادقة حسب نبأ أصدق الصادقين . ولكن اليوم بدأتم تقولون بغية تكذيب الأحمدية بأن الفرق الاثنتين والسبعين صائبة والواحدة مخطئة. وكأن سيدنا محمدا المصطفى لم يعرف ما عرفتموه اليوم (العياذ بالله).
فإعلان البرلمان هذا في الحقيقة كان إعلان التمرد ضد رسول الله . فهل يمكن أن يبقى مثل هؤلاء الناس في دائرة الإسلام؟ سواء ارتكبوا جريمة أخرى أم لا إلا أنهم قد أصبحوا غير مسلمين يوم تمردوا تمردا بغيضا ضد حكم الرسول الواضح، لأن حكم النبي أسمى من أي شك وريبة. وما زال مؤسسو كافة الفرق المسلمة، والعلماء الكبار يعترفون بصدقه، بل اعتبروه معيارا للإسلام والإيمان. أما معارضو الأحمدية فقد شلت قواهم العقلية وأصابهم الجنون فأعلنوا يوم 7سبتمبر/ أيلول عام 1974م أن الفرق الاثنتين والسبعين المتحدة والمتفقة بعضها مع بعض مسلمة وبالتالي فهي في الجنة، وأن الفرقة الواحدة المنفصلة عنهم –وهي الجماعة الإسلامية الأحمدية- فهي في النار. وهذه هي الحقيقة حسب زعمهم التي لم يعرفها النبي -والعياذ بالله- والتي يقدمونها اليوم أمام العالم بكل اعتزاز وفخار.
الحقيقة أن معارضتهم للأحمدية مليئة بالكذب والقذارة منذ بدايتها. إنهم لا يستطيعون تكذيب الجماعة ما لم يكذبوا هذا الحديث. لذا كلما قاموا بمعارضة الجماعة قاموا أولا وقبل كل شيء بارتكاب تكذيب الحديث وقلب معناه الحقيقي. فعندما قامت حركة مضادة للأحمدية عام 1952ن، قال المولوي أختر علي خان بن المولوي ظفر علي خان بكل قوة وفخار:
“في تاريخ الأمة الإسلامية الممتد على 1300 عاما هيأت حركة “مجلس العمل” فرصة إجماع الأمة للمرة الثانية. فقد اتحدت اليوم ووافقت فرق الأمة الاثنتان والسبعون كلها على معارضة الميرزا القادياني. إن علماء الأحناف والوهابيين والديوبنديين والبريلويين والشيعة وأهل السنة وأهل الحديث ومرشديهم ومتصوفيهم كلهم متحدون وموافقون على مطلب واحد وهو أن المرزائين (يقصد بذلك المسلمين الأحمديين) كافرون، فيجب الإعلان عن اعتبارهم أقلية منفصلة عن المسلمين. ” (جريدة زميندار 5نوفمبر 1952م ص2 عمود 6) أي أن الفرق الاثنتين والسبعين المتفقة هي مسلمة، والفرقة الواحدة والمنفصلة عنهم كافرة وفي النار.
عجائب قدر الله
ثم عندما وقع هذا الحادث الغاشم عام 1974م، بدأوا يقدمونه في حقهم تأييدا لموقفهم دون أن يعوا ما يقولون.
فقد أعلنت الجرائد في تلك الأيام وخاصة جريدة “نوائى وقت” هذا الأمر ببالغ السرور الحبور حتى وضعتب لهذا الخبر عنوانا عريضا بكلمات: “إجماع الاثنتبني والسبعين فرقة”.
فترون كيف فضحهم الله بقدرته البالغة إذ لم يعرفوا كيف أدانهم قدر الله بفهم وقلمهم، ولم يعرفوا ما فعل بهم!! ولنعلم ما قال الله تعالى: (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم).. أي أن الله تعالى يرد عليهم مكائدهم. فمقال الجريدة “نوائى وقت” التالي خير دليل على هذه الحقيقة، إذ جاء فيه:
“في تاريخ الإسلام كله لم يتم إجماع الأمة –بشكل كامل لهذه الدرجة- على أية قضية مهمة. فقد وافق على هذا الإجماع موافقة تامة كافة العلماء الكبار وحاملي الشرع المتين من البلاد. وكافة الزعماء السياسيين من جميع الأحزاب، كما وافق المتصوفون الكرام والعاوفن بالله أيضا موافقة تامة. فالفرق الاثنتان والسبعون من المسلمني كلها، ما عدا الفرقة القاديينة، مسرورة وموافقة على هذا الحل للقضية.” (جريدة “نوائي وقت” 6أكتوبر 1974 م ص 4)
كيف كانوا سعداء مسروروين بوضعم أنفسهم في عداد الفرق الاثنتبين والسبعين، مع أن كل فرقة بما فيها الشيعة وأهل السنة وغيرها كانت إلى الأ/ب القريب تعلن عن الفرق الأخرى أنها في عداد الفرق الاثنتين والسبعين وتعلن عن نفسها أ،ها هي الفرقة الاحدة التي بشر النبي عنها بأنه عندما تثار قضية الفرق الانقنتين والسبعين والفرقة الواحدة تكون الواحدة هي اناجية دون الانثنتبين السبعين.
فيا أيها المعارضون هل لاحظتم ما فعل بكم قدر الله إذ شل عقولكم ورغمكم على الإعلان بأنكم أنتم الفرق الاقنتان والسبعون المتجدة وأن الأحمدية هي الفرقة الواحدة التي تختلف عنك وهي الناجية حسب الحديق النبوي الشريف. فوضعتم العناوين العريضة على جبهات جرائكم كلمجانين وقلتم إننا نحن الفرق الاثنتان والسبعون وجماعة ميرزا غلام أ؛مد القادياني هي الفرقة الواحدة.
إن كانت الأحمدية هي الفر الواحيدة وأنت تمثلون الاثنتين والسبعين فرقة فبالله! ثم تالله لا أهمية لفتواكم إطلاقا، وإ،ما فتوى النبي هي التي تحمل أ÷مية شرعية وقانونية، وليس هنا أحد، كائنا من كان، يقدر على أنيرد فتوى النبي أو يلغيها أويقلل من أ÷ميتها. اعلموا أن يوم 7أيلول/ستمبر 1974م كان طلع عليكم كليلة ليلاء أما بالنسة لنا فقد أشرقت علينا في ذلك اليوم شمس منيرة نوت الأ؛مدية وجعلتها نورا على نور. إذ قد أكدتم جميعا بعملكم أن النبوءة التي قام بها النيب قد تحققت بكل جلاء ووضوح. إن فعلكم الغاشم وإعلانكم الشائن هذا قد حكم عليكم أنكم أنت الكاذبون لأنكم قمتم باستنباط يعارض استنباط النبي .
طلوع شمس الفتح المبين
إذن فهذه حالة أكثريتكم وهذه أهميتها!! ونعلن نهاذا جعارا أننا لا نبالي بأكثريتكم هذه إطلاقا لأن سيدنا ومولانا محمدا المصطفى لا يبالي بها ولا يعير لها أي اهتمام. لقد نسبجتم في ذلك اليوم هذه المكيدة لفضلنا عن سيدنا محمد ، ولكن ذلك اليوم المبارك قد أوقف علاقتنا معه . ولو افترضنا جدلا أنكم صادقون في قولكم وسيدنا مخطئ –والعياذ بالله- لفضلنا أن نكون تلك الفرقة الواحدة التي تكون مع النيب ولو كانت مخطئة ولن نقلب بشكل من الأشكال أن نندرج في قائمة الفرق الاثنتبين والسبعين التي لا يرضى بها النبي . لذا نفضل أن نبقى مع النبي في كل الأحوال، كذبتمونا أم صدقتمونا والحق أننا صدقون بفضل الله تعالى. لقد وقعتم في الشراك الذي نصبتموه بأيديكم ضدنا وقد أحاط بكم من كل الجوانب فهل تستطيعون الآن التخلص منه؟ الواقع أنه لميخطر ببال أحد من الشيعة وأهل السنة انهم سيعجبون على هذه المسألة ناسن كل اخلافت الشديدة بينهم ومعلنين بعملهم هذا أن فتاوى مرشديهم الكبار حول هذ الحديث باطلة كلها. لقد أشرقة علينا في ذلك اليوم شمس فتحنا المبين وإننا راضون تماما بقدر الله وقضائه اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك وسلم إنك حميد مجيد.