ضرورة المصلح الرباني وشرائطه
  • فأي ضرورة دعت إلى بعث المصلح أصلا؟
  • وما هي صفات ذلك المصلح المبعوث من لدن العناية الإلهية؟

____

أيها الكرام وسراة الإسلام، قد جلّ ما عراكم من الداهية، وعظُم ما نزل من المصيبة، فأروني ما هيّأتم لدفاع هذه الجنود المجنّدة. أتَعرِضون علينا هذه العلماء، وهذه المشايخ والفقراء، فإنّا لله على وقتٍ جاءَ، ومصيبة حلّت شريعتَنا الغرّاء. الآن يحتاج الإسلام إلى رجل آتتْه يد الغيب ما يُعطَ لغيره، وأراه الله ما لم يره أحد في سيره، وجعله الله من الموفَّقين المنصورين، وورثاء النبيين، ومَنَّ عليه بالامتياز بالعلم والبصيرة، والهمّة والمعرفة، والإصابة والإجادة، وقوّة الإرادة، ووهب له دراية تُعَدّ مِن خرق العادة، ومتّعه بكثير من الثمار، وما ترَكه كحِرْباء يتعلق بالأشجار، ليُلْفِيَ الطلابُ عنده حقائقَ نَوَوها، ويجدوا نَشْرَ معارفَ طوَوها، وليأخذوا منه العجائب، ولينالوا الغرائب، وليُهرَع الخَلق إليه كذي مجاعة وبؤسى، ويأووا إليه كبني إسرائيل إلى موسَى، وليذوقوا به طعم الأسرار، ويسرحوا في مسرح الأنوار.

ومع ذلك مِن شرائط مصلح أهل الزمان، أن يفوق غيرَه في التفقّه وقوّة البيان، وأن يقدر على إتمام الحجّة ولا كأهل الصناعة، ويسرد الكلام على أسلوب البراعة، ويعصم نفسه من الخطأ في الآراء، ويرى الحقَّ والباطل كالنهار والليلة الليلاء، ليحرز الناسُ به عينَ الأمور المنقّحة، وليجمعوا دُرر المعارف في صرّةِ قوّةِ الحافظة.

ومن شرائط المصلح أن ينقّح الإنشاء، ويتصرّف فيه كيف شاء، ويجتنب ركاكة البيان، ويؤكّد قوله بالبرهان. (مقتبس من كتاب “الهدى والتبصرة لمن يرى”)

تابعونا على الفايس بوك
Share via
Share via