- ما فوائد السفر التي عددها الشافعي (رحمه الله)؟
___
أَصبَحتَ مُطَّرَحاً في مَعشَرٍ جَهِلوا
حَقَّ الأَديبِ فَباعوا الرَأسَ بِالذَنَبِ
.
وَالناسُ يَجمَعُهُم شَملٌ وَبَينَهُم
في العَقلِ فَرقٌ وَفي الآدابِ وَالحَسَبِ
.
كَمِثلِ ما الذهبُ الإبريزُ يَشرَكُهُ
في لَونِهِ الصُفرُ وَالتَفضيلُ لِلذَهَبِ
.
وَالعودُ لَو لَم تَطِب مِنهُ رَوائِحُهُ
لَم يَفرِقِ الناسُ بَينَ العودِ وَالحَطَبِ
.
إِذا سَبَّني نَذلٌ تَزايَدتُ رِفعَةً
وَما العَيبُ إِلّا أَن أَكونَ مُسابِبُه
.
وَلَو لَم تَكُن نَفسي عَلَيَّ عَزيزَةً
لَمَكَنتُها مِن كُلِّ نَذلٍ تُحارِبُه
.
وَلَو أَنَّني أَسعى لِنَفعي وَجَدتَني
كَثيرَ التَواني لِلَّذي أَنا طالِبُه
.
وَلَكِنَّني أَسعى لِأَنفَعَ صاحِبي
وَعارٌ عَلى الشَبعانِ إِن جاعَ صاحِبُه
.
ما في المَقامِ لِذي عَقلٍ وَذي أَدَبِ
مِن راحَةٍ فَدَعِ الأَوطانَ وَاِغتَرِبِ
.
سافِر تَجِد عِوَضاً عَمَّن تُفارِقُهُ
وَاِنصَب فَإِنَّ لَذيذَ العَيشِ في النَصَبِ
.
إِنّي رَأَيتُ وُقوفَ الماءِ يُفسِدُهُ
إِن ساحَ طابَ وَإِن لَم يَجرِ لَم يَطِبِ
.
وَالأُسدُ لَولا فِراقُ الأَرضِ مااِفتَرَسَت
وَالسَهمُ لَولا فِراقُ القَوسِ لَم يُصِبِ
.
وَالشَمسُ لَو وَقَفَت في الفُلكِ دائِمَةً
لَمَلَّها الناسُ مِن عُجمٍ وَمِن عَرَبِ
.
وَالتِبرُ كَالتُربِ مُلقىً في أَماكِنِهِ
وَالعودُ في أَرضِهِ نَوعٌ مِنَ الحَطَبِ
.
فَإِن تَغَرَّبَ هَذا عَزَّ مَطلَبُهُ
وَإِن تَغَرَّبَ ذاكَ عَزَّ كَالذَهَبِ