- ما إصلاحات حضرته (رض) صعيد نشر الإسلام؟
- ما إصلاحاته على صعيد تفهيم القرآن؟
- ما إصلاحاته على صعيد التهذيب الروحي للجماعة؟
___ 
العشرون من فبراير
تحتفل الجماعة الإسلامية الأحمدية في هذا التاريخ من كل عام بيوم النبوءة عن المصلح الموعود ، وقد أعلن المسيح الموعود في إعلان بتاريخ العشرين من فبراير عام 1886م من هوشيار بور عن هذه النبوءة بعد أن أكمل فترة صوم واعتكاف بلغت أربعين يوما، دعا فيه الله تعالى أن يؤيد الإسلام وينصره، فهي نبوءة عظيمة ومميزة وذات أهمية خاصة، وتعد آية ساطعة من السماء، فقد تضمنت الكثير من المبشرات، نذكر منها:
أنه سوف يعيش أمدا طويلا يرى خلاله نسلا بعيدا، وأن الله تعالى سوف يهب له الذرية، وأن نسله لن ينقطع أبدا، بل ينتشر في بلاد كثيرة، وأن اسمه لن ينمحي أبدا من العالم، وأن الله تعالى سوف يبلغ رسالته إلى أطراف الأرض، وأن من يتمنى هلاكه ستحبط أعماله ويموت بالخيبة والخسران، وأنه سوف يوهب له ولد يكون ذا شأن عظيم، وبتحقق هذه النبوءة تكون قد تحققت كذلك نبوءة خاتم النبيين محمد المصطفى التي أخبر فيها عن المسيح الموعود بأنه سيتزوج ويولد له، بما يعني أن المسيح الموعود والمهدي المعهود سيتزوج زواجا ذا طبيعة خاصة، ومن خلال هذا الزواج سيهب الله تعالى له أولادا يكونون عونا له على حمل هذه المهمة المكلف بها، وقد تحقق هذا الأمر بزواجه الثاني في السابع عشر من نوفمبر عام 1884م من حضرة أم المؤمنين نصرت جيهان بيغم، وكان حضرته قد بُشِّر بهذا الزواج المبارك في الإلهام المشهور الذي تلقاه حضرته عام 1881م، والذي نصه: «اشكر نعمتي، رأيت خديجتي» والمذكور في البراهين الأحمدية.. كما بشر حضرته في ذلك العام أيضا بالإلهام المشهور: «إنا نبشرك بغلام حَسِين».
لقد كانت ثمرة هذا الزواج المبارك المباشرة عشرة أولاد، شاء الله أن يُتوفى نصفهم، وبقي النصف الآخر، أي خمسة أولاد، هم:
* مرزا بشير الدين محمود أحمد 9881م، والذي أصبح المصلح الموعود فيما بعد
* (قمر الأنبياء) مرزا بشير أحمد 1892م
* مرزا شريف أحمد 1895م
* نواب مباركة بيغم 1897م
* أمة الحفيظ بيغم 1904م
بعد إعلان حضرته عن هذه النبوءة في العشرين من فبراير 1886م كانت ابنته عصمت بي بي أول أولاده، وولدت في شهر مايو 1886م، ثم توفيت عام 1891م، ثم وُلد بشير الأول في أغسطس 1887م وتوفي في نوفمبر 1888م، ثم وُلد الابن الموعود بشير الدين محمود أحمد مساء السبت 12 يناير 1889م في قاديان، بعد عام بالتمام والكمال من نشر شروط البيعة وتأسيس جماعة المؤمنين، فيما سمي بالإعلان الأخضر، والذي نُشر في ديسمبر 1888م.
لقد أخبر المسيح الموعود عن ولادة ابن له يكون خادما للدين يُعمر طويلا، وما إلى ذلك من صفات يتصف بها وردت في هذه النبوءة المباركة، ومنها ما ترجمته: «… إنا نبشرك بغلام اسمه عنموايل وبشير، أنيق الشكل، دقيق العقل ومن المقربين ….»
ولقد تحققت تلك النبوءة المباركة ذات الاثنين وخمسين جزءا وأكثر بحذافيرها، حيث كانت حياة المصلح الموعود حافلة بالجهاد المثمر الذي قُدِّمت خلاله عطاءات كثيرة لنصرة الإسلام، وظهرت خلال سيرته العطرة التي ننتقي منها ما يلي:
*تلقى حضرته تعليمه الأولي في المدرسة الابتدائية، ومن ثم المدرسة الثانوية لتعليم.
* تميز حضرته بالعزيمة والإصرار، وظهر ذلك من كلمات تفوه بها وهو جالس إلى جوار والده الذي كان يلبي نداء ربه في 26 مايو 1908م، وكان عمر المصلح الموعود يومئذ 19 عاما وأربعة أشهر ونصف، حينها قال: «حتى لو تركك كل الناس سأبقى بجانبك وأواجه كل المعادين، وأكرس وقتي وأنكب على إكمال الرسالة».
* بعد وفاة الخليفة الأول حضرة مولانا نور الدين القرشي في يوم الجمعة 13 مارس 1914م وُليَ المصلح الموعود الخلافة، ودام عهده المبارك منذ 1914م إلى 1965م، أي ما يساوي 52 عاما تقريبا، وهي تقريبا عدد أجزاء النبوءة المذكورة عن المصلح الموعود .
إصلاحات على مختلف الصعد
قاد حضرة المصلح الموعود الجماعة الإسلامية الأحمدية متخذا إصلاحات واسعة نلخص بعضها فيما يلي:
* نشر الإسلام
* تفهيم القرآن
* ترجمة معاني القرآن وطباعتها ونشرها بعدة لغات
* إنشاء المساجد في البدان الغربية
*التهذيب والتزكية الروحية للجماعة
*صندوق التحريك الجديد
* صندوق الوقف الجديد
فعلى صعيد نشر الإسلام أسس حضرته نظاما محكما لنشر تعاليم الإسلام داخل شبه القارة الهندية وخارجها، وأبدى رغبته في وجود رجال يتقنون لغات متعددة من أجل سهولة نشر الإسلام، ولذلك الهدف أسس هيئة الدعوة والتبليغ في عام 1919م، وسعى لإرسال بعثات تبشيرية إسلامية، مما تمخض عن افتتاح مراكز تبشيرية في نحو 46 بلدا إسلاميا في ذلك الوقت.
أما على صعيد تفهيم القرآن، فقد صرح حضرته في كتابه «التفسير الكبير، مجلد 6، ص 483» بأن معظم العلوم والحقائق القرآنية قد أحاط بها إلهاما من الله تعالى الذي وهب له معرفة موسوعية وفهما عميقا للقرآن، ناهيك عن موهبة الإقناع، وقد تحدى الكثيرين في ذلك المضمار، دون أن ينبري له أحد للمبارزة والمناظرة.
وعلى صعيد ترجمة معاني القرآن وطباعتها ونشرها بعدة لغات، سعى حضرته إلى توجيه الجماعة للعمل على ترجمة معاني القرآن الكريم إلى عدة لغات حية في العالم، حتى يتزود هؤلاء الذين لا يعرفون العربية بحكمة وعظمة هذا الكتاب السماوي المجيد.
أما على صعيد إنشاء المساجد في البلدان الغربية، فقد كان ولم يزل هدف الجماعة الإسلامية الأحمدية الرئيس هو نشر تعاليم الرسول الأعظم وتطبيقها، وقيادة البشرية نحو السمو الروحاني، لذلك عملت الجماعة على إقامة المساجد، وسعت أن تكون مركزا تنويريا للعلوم الروحانية والتهذيب الديني، وفي عهد حضرة المصلح الموعود دُشنت العديد من المساجد في عديد من البلدان.
وعلى صعيد التهذيب الروحي للجماعة حرص حضرته على عدد من عوامل غرس الشخصية الروحانية ومنها:
*تثبيت النظام الروحاني للخلافة على أسس متينة، فقد صرَّح حضرته قائلا: «الخلافة هي مركز وصدر النور السماوي، فتمسكوا بها».
* أقام هيئات ومجالس مستقلة في الجماعة الإسلامية الأحمدية، مثل:
* مجلس أنصار الله للرجال فوق 40 عاما.
* مجلس خدام الأحمدية للشباب تحت 40 عاما.
* مجلس أطفال الأحمدية للذكور تحت 15 عاما.
* لجنة إماء الله للسيدات فوق 15 عاما.
* لجنة ناصرات الأحمدية للفتيات تحت 15 عاما.
* أقام دار الصناعة كيلا يبقى أي من الأحمديين عاطلا عن العمل.
زياراته التفقدية
رغم مشاغله ومسؤولياته الجسيمة، إلا أنه زار أوروبا مرتين، أولاهما كانت في عام 1924م ليشارك في مؤتمر ويمبلي للأديان، ويضع حجر مسجد الفضل في 19 نوفمبر 1924 واصطحب حضرته يومئذ 12 مرافقا، وفي طريقه إلى حضور مؤتمر الأديان مر مرورا سريعا بعدة بلدان عربية، فقد زار مصر ودمشق وفلسطين. وحال زيارته إلى بريطانيا كان لتلك الزيارة صدى إعلامي كبير، ونشرت صوره في الصحف تقديرا لمكانته.
وزيارته الثانية لأوروبا كانت في إبريل من عام 1955، وفي طريقه إليها زار دمشق وبيروت، ثم عبر البحر المتوسط إلى أوروبا فزار جنيف وزيورخ وهامبورغ، ووصل إلى لندن في رحلة علاجية إثر محاولة اغتيال فاشلة، وبرغم ظروفه الصحية الصعبة في ذلك الوقت فتح حضرته عدة مراكز تبليغية في أوروبا.
كان حضرته حازما حليما قائدا جريئا خطيبا بليغا ومفسرا فذًّا، وتحت قيادته انتشرت الجماعة الإسلامية الأحمدية في مختلف بقاع الأرض بسرعة لافتة.
الهوامش
انظر: مرزا مسرور أحمد، خطبة الجمعة الموافق 17 فبراير 2017، والمنشورة في مجلة التقوى بعنوان «يوم المصلح الموعود”.
انظر: مجلة التقوى، عدد يوبيل الخلافة، ديسمبر 2008