الخلافة والخلفاء بشارة المسيح الموعود عليه السلام في وصيته

الخلافة والخلفاء بشارة المسيح الموعود عليه السلام في وصيته

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

الخليفة الخامس للمسيح الموعود (عليه السلام)
  • هل من وقائع مسجلة من عهود خلفاء المسيح الموعود ع بحيث تعكس حقيقة حب الجماعة للخلفاء في هذا العصر؟
  • ما البركات التي جنتها جماعة المؤمنين الثانية من طاعة الخلفاء؟

___

خطبة الجمعة التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي

بتاريخ 29/5/2020م

في مسجد المبارك في إسلام آباد ببريطانيا

تنويه: العنوان الرئيسي والعناين الجانبية من إذافة أسرة التقوى

بعد التعوذ والبسملة وقراءة سورة الفاتحة والتشهد استهل حضرته الخطبة

ومن الحب ما يشهد!

قال المسيح الموعود في مناسبة:

«أشكر الله الذي أعطاني جماعة مخلصة ووفية. إنني أرى أن العمل والغرض الذي أدعوهم إليه يسرعون بكل قوة وتفانٍ بقدر استطاعتهم وقدرتهم. وأرى أن فيهم صدقا وإخلاصا.»

لقد رأينا مشاهد صدق الصحابة وإخلاصهم وتعلقهم وحبهم للمسيح الموعود ، وهناك وقائع كثيرة للصحابة تشهد لهم بهذا الأمر، والعديد من الروايات المتواترة عن عائلات أحمدية قديمة بهذا الصدد، قد ذُكرت في أدبيات الجماعة وفي خطب الخلفاء وخطاباتهم أيضا، ولكن هذه العلاقة بالمسيح الموعود التي تتناقل رواياتها في العائلات الأحمدية والتي يتحلى بها الأحمديون الجدد أيضا، وينبغي أن يتحلوا بها، لا تقتصر على شخصه فحسب، بل هي علاقة وثيقة الصلة مع خلفائه أيضا بحسب وعد الله تعالى مع المسيح الموعود تماماً، وهذه العلاقة هي علامة وحدة الجماعة وضمانها. حين أخبر المسيح الموعود الجماعةَ بوفاته بعد تلقيه هذا الخبر من الله تعالى، فإنّ حضرته أيضاً بشر الجماعة ليطمئنها بأن سلسلة الخلافة قائمةٌ فيها من بعده، وذلك بوحي من الله تعالى. فقال حضرته في كتيب الوصية:

«لا تحزنوا لما أخبرتكم به ولا تقلقوا، إذ لا بد لكم من أن تروا القدرة الثانية أيضًا، وإن مجيئها خير لكم، لأنها دائمة ولن تنقطع إلى يوم القيامة. وإن تلك القدرة الثانية لا يمكن أن تأتيكم ما لم أغادر، ولكن عندما أرحل سوف يرسل الله لكم القدرةَ الثانية، التي سوف تبقى معكم إلى الأبد، كما وعد في «البراهين الأحمدية»، وإن ذلك الوعد لا يتعلق بي بل يتعلق بكم أنتم. كما يقول الله عز وجل: إني جاعلُ هذه الجماعةِ الذين اتبعوك فوق غيرهم إلى يوم القيامة».

فبدأ نظام الخلافة بعد وفاته بحسب الوعد الإلهي هذا. ولا حقيقة لأن يكون نظام الخلافة في الجماعة قائماً ما لم تكن علاقة الإخلاص والوفاء والمحبة والمودة بين الخليفة وأبناء الجماعة قائمة أيضاً، وليس بمقدور إنسان مهما بلغ سعيه أن يُنشئ هذه العلاقة، فالله وحده القادر على أن يُنشئها، وهذه العلاقة هي الضمان لوحدة الجماعة ورقيها وهي الدليل على تحقق وعود الله تعالى وعلى تأييد الله تعالى ونصرته للمسيح الموعود وعلى صدق الجماعة الأحمدية. تشمل علاقةُ أفراد الجماعة مع الخليفة كُلاًّ من الأحمديين القدامى والجدد، والشباب والأطفال، والرجال والنساء، والأحمديين القاطنين في مناطق نائية ولم يروا الخليفة قط. ولكن جميع هؤلاء الناس ازدادوا إخلاصا ووفاء ويسعون للترقي في ذلك؛ وكلما بلغهم توجيه الخليفة سعوا للعمل به. ويبدون حبهم وتعلّقهم مع الخليفة بأسلوب مدهش، وكل هذه الأمور تدلي بشهادة عملية لتحقق وعد الله تعالى. وكما قلتُ فإن رقي الجماعة أيضا منوط بهذه المشاعر التي تُكنها الجماعة لخليفتها والخليفة لجماعته. وهذا إثبات لتأييد الله تعالى ونصرته. وهو ليس مجرد ادعاء فثمة الآلاف بل مئات الآف من الأحداث التي تشهد على ذلك، بحيث لو سُطِرت لملئت بها مجلدات ضخام، ولكني سأكتفي بإيجاز ذكر بعض تلك المشاهد المعبرة عن المشاعر التي بدأت سلسلتها بعد وفاة المسيح الموعود ، ويُكنها أبناء الجماعة للخليفة في كل عهد ولا زالوا يكنّونها اليوم أيضا؛ حتى بعد مرور 112 عاما أيضا. كان المعارضون يظنون أن هذه الجماعة ستتلاشى بعد وفاة المسيح الموعود ولكن علاقة الحب والإخلاص والمحبة والمودة هذه بين أفراد الجماعة وبين المسيح الموعود ثم الخلافة من بعده إنما تتقوى باستمرار. وكيف لا يكون ذلك وهو مصداق نبوءات النبي .

وقائع من عهود الخلفاء

والآن سأقص عليكم بعض الوقائع بدءا بواقعتين من عهد خليفة المسيح الأول .

كتب محرر جريدة «بدر» عن أيام مرض خليفة المسيح الأول : في هذه الأيام تأتي رسائل الخدام للعيادة بكثرة فقال عنها حضرة خليفة المسيح الأول : أدعو للجميع الذين يكتبون لعيادتي. كتب المحرر إن المحبين يُبدون حبهم بأساليب عجيبة وأنقل مقتبسات من بعض هذه الرسائل نموذجا: كتب السيد حكيم محمد حسين قريشي: قد سألتُ الله تعالى يوما أنْ يا مولاي! كانت متطلبات حياة نوح خاصة بزمانه أما متطلبات هذا الزمن فأنت أعلم بها فتقبل دعاءنا وارزق إمامنا عمر نوح .  ثم كتب الأخ محمد حسن البنجابي من «مدراس»: قرأتُ خبر تماثل حضرته للشفاء فسعدتُ إلى درجة لا يعلمها إلا مولاي الكريم الرحيم. ثم كتب المحرر: إن الحبّ شيء عجيب. إن صديقنا ميان محمد بخش الذي يشتغل بالتجارة في أستراليا، كتب في إحدى رسائله مخاطبا إياي: العنوان الذي تكتبه عن خليفة المسيح في الجريدة ينبغي ألا يقتصر على ألفاظ «خليفة المسيح» فقط بل يجب أن يكون في العنوان لفظ يشير إلى صحة حضرته وعافيته لأننا حين نفتح جريدة «بدر» نتصفحها شوقا  لعناوين تحمل كلمات من هذا القبيل قبل كل شيء، فحبذا لو يكون  بحيث يُريح القلب قبل قراءة نص الخبر. كتب المحرر: إننا نقدّر إخلاص هذا الصديق العزيز ونضع العنوان هذه المرة بحسب رغبته.

ثم كان حضرة أبو عبد الله من بلدة «كِيْوَهْ بَاجَوَهْ» صحابيا للمسيح الموعود . كان يجالس حضرة الخليفة الأول ، فقال لحضرته يوما: أرجو أن توصيني بشيء فقال له خليفة المسيح الأول : لا أرى شيئا كان يجب فعله ولم تفعله، ولم يبق الآن إلا حفظ القرآن الكريم. فبعد سماع حضرته  بدأ يحفظ القرآن الكريم وهو في الخامسة والستين من عمره تقريبا وأصبح حافظاً القرآنَ رغم هذا العمر الكبير. ولم يكن الهدف إلا الامتثال لأمر الخليفة.

وفي زمن خليفة المسيح الثاني حين اشتدت حركة «شدهي»* فاضطرب قلب المصلح الموعود فدعا في خطبة الجمعة يوم 9 مارس 1923 أبناء الجماعة أن يذهبوا إلى منطقة «ملكانة» على نفقاتهم الشخصية حيث بدأت حركة «شدهي» ووضع أمام الجماعة خطّة إعادة المرتدين إلى الإسلام. فلبّت الجماعة هذه الدعوة حيث ذهب إلى هذه المناطق المخلصون من كل فئة –سواء أكانوا موظّفين في الحكومة من ذوي الثقافة العالية أو أساتذة أو تجارا- وقاموا بالتبليغ ونتيجة جهودهم عادت آلاف الأرواح إلى حظيرة الإسلام مُقرة بوحدانية الله مرة أخرى.

كان القارئ نعيم الدين البنغالي أحد المخلصين المسنين، وقد استأذن المصلح الموعود يوما، وهو في المجلس، وقال: لم يقل لي بصراحة ابناي المولوي ظل الرحمن ومطيع الرحمن الطالب الجامعي برغبتهما في الذهاب، ولكنني لاحظتُ بعد دعوة حضرتك البارحة إلى وقف الحياة من أجل الذهاب إلى منطقة «راجبوتانة» والقيام بالتبشير هناك، والشروط التي وضحتها حضرتك أن الإقامة هناك سوف تكون في ظروف صعبة، لعلّهما يظنان أنهما لو تقدّما لهذه الخدمة فربما يشقُّ عليَّ هذا الأمر -أنا أبوهما الهرم- ولكني أُشهد الله تعالى أمام حضرتك أنني لن أشعر بشيء منمرة أخرى

الحزن أو الألم أبدا بسبب ذهابهما لهذه الخدمة ومواجهتهما المصاعب. وأقول بصراحة لو قضى كلاهما نحبه في سبيل الله فلن أذرف على ذلك حتى دمعة واحدة، بل سأشكر الله تعالى. وليس هذا لهذين الابنين فقط، بل لو قضى ابني الثالث محبوب الرحمن نحبه أيضا في خدمة الدين، بل لو كان لي عشرة أبناء وقضوا جميعا نحبهم لما شعرتُ بأي حزن قط. فدعا له حضرته وأبناء الجماعة بحسن الجزاء من الله.

وفي 1924 حين سافر حضرة الخليفة الثاني لزيارة أوروبا فإن هذا الفراق المؤقت أيضا أقلق أبناء الجماعة. ويتبين ذلك من حادثة تقول أنه في تلك الأيام كتب بابو سراج الدين مدير محطة القطار إلى المصلح الموعود يقول: يا سيدي، لقد افترقنا كرها، ولو كان الأمر بأيدينا لكنا تراب قدمي حضرتك لكي لا نفارقك. سيدي، لم أذهب إلى قاديان دار الأمان منذ أربعة أعوام ولكن قلبي كان مطمئنا أنني سأزور حضرتك متى أشاء ولكن الآن يصعب الابتعاد حتى ليوم واحد. وأدعو الله تعالى أن يُعيد حضرتك إلينا بخير وعافية مظفرا منصورا. من أوجد هذا الحب؟

قال حضرة الخليفة الثاني : في السنة المنصرمة دعوت الإخوة إلى التبليغ في الخارج، فبلغ ندائي شابًّا يقطن قرية سناوة بمحافظة سرجودها، ووصل إلى أفغانستان بدون جواز السفر. لقد فكّر أنه أمرٌ من الخليفة ولا بد من العمل به، فوصل إلى أفغانستان بدون جواز السفر وبدأ تبليغ َالدعوة. فاعتقلته الحكومة وألقته في السجن. فشرع يبلغ السجناءَ وإدارة السجن، كما تعرّفَ على بعض الأحمديين وهو داخل السجن، وأثّرت دعوته في البعض. فشكاه مسؤولو السجن بأنه يؤثّر بدعوته داخل السجن أيضا. فأفتى المشايخ بقتله، ولكن الوزير قال إنه من رعايا الحكومة الإنجليزية فلا يمكن قتله. ثم أوصلته الحكومة الأفغانية في حمايتها إلى الهند.

يقول الخليفة الثاني: رجع هذا الشاب من هنالك بعد عدة أشهر. وقد بلغ من همته وشجاعته أنني لما قلت له لقد أخطأتَ فيما فعلت، فهناك دول أخرى كثيرة كان بوسعك الذهاب  إليها وتبليغ الدعوة بدون أن تُعتقل هناك، فقال لي على الفور: دُلُّوني على أي بلد وسوف أذهب إليه فورًا.

إن أم هذا الشاب لا تزال على قيد الحياة، وقد كان مستعدا للذهاب فورًا إلى دولة أخرى حتى دون أن يلقى أمه، ولكنه سيذهب الآن للقائها بأمر مني.

يقول الخليفة الثاني رضي الله عنه: لو أن الشباب الآخرين عقدوا العزم والهمة كمثل هذا الشاب البنجابي، لقلبوا العالم رأساً على عقب في فترة وجيزة.

وكان هناك أخ من سوريا اسمه محمد الشوا، وحظي بشرف مرافقة حضرة المصلح الموعود في سفره إلى لبنان خلال جولته لسوريا. كان هذا الأخ محاميا ناجحا وكان شديد العلاقة بالخلافة. ولكونه محاميا كان يريد أن يكون كل أمر مدعما بالدليل والبرهان، ولكنه لو قيل له إن هذا الأمر من الخليفة، فما كان منه إلا أن يقول: لقد قُضي الأمر، فما دام الأمر من الخليفة فهو القرار والحكم. هكذا كانت علاقة هذا الأخ مع الخليفة.

ثم كان عهد الخليفة الثالث رحمه الله. كانت أخت تُدعى نعيمة لطيف من الولايات المتحدة الأمريكية تحب الخلافة والخليفة إلى درجة العشق، وكانت طاعة الخليفة أولى أولويّاتها، ذات مرة ألقى حضرة الخليفة الثالث رحمه الله خلال جولته في الولايات المتحدة الأمريكية خطابًا حول أهمية الحجاب في إحدى الجامعات الحكومية، فما إنْ سمعتْ هذه الأخت خطابه حتى تحجبت. وكانت في منطقتها السيدة الوحيدة التي كانت تُرى مرتديةً الحجاب الإسلامي في ذلك الوقت. كانت عندها شعور بأن هذا أمر من الخليفة الذي بينها وبينه علاقة، ولا بد لها من العمل بأمر خليفتها نظرا إلى هذه العلاقة، وإلا فلا أمل لها في الوفاء بعهد البيعة.

وحكى السيد نذير أحمد سانول من محافظة خانيوال قصة أحمدي مخلص اسمه السيد مهر مختار أحمد القاطن في قرية باغرسرغانه وقال: في أيام الفتن عام 1974 كان المعارضون قد ضيقوا عليه الخناق، ولأنه كان داعيا إلى الله متحمسا فقد عارضته قبيلته أيضا بشدة وقامت بمقاطعته اجتماعيا، فازداد إيمانا على إيمانه، ووسع نطاق أحبابه ومعارفه. فازداد المعارضون في معارضتهم وتصرفاتهم العدائية. فلكي يتعلم ويتربى أولاده في محيط طاهر طيب، انتقل السيد مهر مختار إلى ربوة بعد أن باع أرضه الزراعية في القرية، واستأجر من شخص أرضه في ضواحي ربوة، وبدأ فيها الزراعة. ثم لما التقى بحضرة الخليفة الثالث وأخبره أنه قد باع أرضه في قريته باغرسرغانه واستأجر أرضًا بالقرب من ربوة وغرس فيها زرعه، لم يستحسن الخليفة تصرفه هذا كيلا تخلو قريته من الأحمدية. فلم يكن منه إلا أن نفّذ رأي الخليفة، حيث ذهب إلى من استأجر منه الأرض وطلب منه ما دفعه من أجرتها، فرفض صاحب الأرض أن يرجعه له المبلغ. فترك الأرض المستأجرة التي كان له فيها زرعه بدون أن يسترجع ماله الذي دفعه أجرةً لها، ورجع إلى وطنه باغرسرغانه، واشترى بثمن أغلى أرضَه ممن باعها له من قبل، ثم جاء إلى حضرة الخليفة الثالث رحمه الله يخبره بأنه قد نفّذ أمره. فسُرّ بذلك الخليفة رحمه الله. وكان السيد مهر مختار يذكر هذه القصة ببالغ السرور والفرحة.

وكان هناك أخ من سوريا اسمه محمد الشوا، وحظي بشرف مرافقة حضرة المصلح الموعود في سفره إلى لبنان خلال جولته لسوريا. كان هذا الأخ محاميا ناجحا وكان شديد العلاقة بالخلافة. ولكونه محاميا كان يريد أن يكون كل أمر مدعما بالدليل والبرهان، ولكنه لو قيل له إن هذا الأمر من الخليفة، فما كان منه إلا أن يقول: لقد قُضي الأمر، فما دام الأمر من الخليفة فهو القرار والحكم. هكذا كانت علاقة هذا الأخ مع الخليفة.

وقال حضرة الخليفة الثالث في خطبة ذات مرة: سافرتُ في جولة أفريقيا عام 1970، وفي أحد الأماكن رتّب داعيتنا برنامجا، ترتيبًا سبّب لي كثيرا من الحرج والأذى، إذ وصلنا إلى ذلك المكان بعد قطع مسافة مائة ميل، في وقت متأخر بحيث صارت مصافحة أبناء الجماعة أمرا متعذرا، ولم يكن سبب الأذى قطع تلك المسافة الطويلة، بل بسبب ضيق وقت البرنامج، بحيث لم يكن هناك إمكانية لأن يصافح أبناء الجماعة، إذ كان عليه إلقاء محاضرة حضرها الأجانب من المسيحيين.

يتابع حضرته ويقول: ألقيت المحاضرة، ثم كانت هناك أسئلة وأجوبة استغرقت وقتا طويلا جداً. ثم بعدها أعلن داعيتنا أنه لن تكون هناك مصافحة مع أبناء الجماعة. يقول حضرته: كنت قد ذهبتُ إلى أناس التقوا بخليفة الجماعة الإسلامية الأحمدية لأول مرة في حياتهم كلها، وكانوا لا يدرون هل تتيسر لهم هذه الفرصة مجددا أم لا. فإنهم رغم هذا الإعلان اندفعوا إليّ من أجل المصافحة. يقول حضرة الخليفة الثالث رحمه الله: لقد دفع هؤلاء الأحمديون المحليون سكرتيري الخاص ورفقائي الآخرين بعيدًا حتى لم يدروا أين وصلوا، ثم بدأوا بمصافحتي. ولم تكن مصافحة عادية، بل كل واحد منهم كان يأخذ بيدي ثم لا يتركها.

بل كان يطيل التطلع إلى وجهي ممسكا بيدي دون أن يتركها، وكان الشخص التالي ينتظر وينتظر. وقد حدث هذا في عشرات المصافحات. فكان الشخص التالي يمسك بإحدى يديه يدَ الشخص المصافح،  ويمسك بيده الأخرى يدي، ثم يبعد يد المصافح عن يدي بعيدا بهزة قوية، ويصافحني هو. ثم هو الآخر بدوره كان لا يترك يدي، فكان الشخص الثالث يضطر إلى أن يفعل ما فعله سابقاه، وهكذا دواليك. باختصار، لم نخرج من زحام المصافحين إلا بصعوبة بالغة.

ثم يقول حضرته: وأقول من أجل الأغيار، وليس من أجل الأحباب الذين يعرفون جيدا  سبب هذه العلاقة الوثيقة بين الخليفة والجماعة، أقول:

“من الحمق القول بأن ميزة شخصية للخليفة هي التي قد ولّدت هذا الحبَّ العجيب في قلوب أناس لم يروه ولم يعرفوا أحواله حتى أنهم كانوا يتدافعون من أجل مصافحته، كلا، بل إن هذه المحبة إنما غرسها الله في القلوب.”

 ثم جاء زمن الخليفة الرابع رحمه الله تعالى، ويقول حضرته:

“إنّ هذه الثورة العظيمة الحاصلة في القارة الأفريقية إنما حصلت نتيجة تضحيات الواقفين القدامى. إنّ التغيرات المدهشة التي تُرى هنالك اليوم عظيمة بحيث ما كان الأحمديون في تلك البلاد ليتصوروا وقوعها. لقد أخبرني ثلاثة من الأحمديين من ذوي الخبرة والنفوذ في حكومات بلادهم وقالوا: لم نكن نحن أيضا نتصور أن يبلغ شعبنا هذا المبلغ في حب الأحمدية والتعاون معها والاستعداد لسماع رسالتها.”

يقول حضرته: “لقد قال لي شخص لا أرى ذكر اسمه ولا بلده مناسبا: لا أدري ما هذا الذي يجري. لم أكن لأتصور أن شعبنا سيوفَّق لخدمة خليفة الجماعة الأحمدية هكذا ويعبّر له عن حبه على هذا المنوال! لم يخطر ببالي هذا قط!

لقد قال هذا الشخص: إن ما رأيته هنا قد رأيته يُفعَل برؤساء الدول، ولكنه يُفعل في ظاهر الأمر فقط. هذا لا يُفعل إلا مع الرؤساء والحكام. وقال أيضا: وليس لجهود جماعتنا دخل في ذلك، بل هذا يتم من الغيب وبصورة مدهشة. فكل هذا من فعل الله تعالى”.

وقال حضرة الخليفة الرابع أيضا ذات مرة وهو يحذر من بعض المساوئ المنتشرة في باكستان، وكان منها ما يتعلق بالاستخدام السيئ للفيديوهات:

كنتُ قلت في إحدى الخطب أن قد أخذت تنتشر في المجتمع في هذه الأيام بدعٌ سيئة تدمّر أخلاق الشعب، وتقضي على سلام البيوت، وتفصم عرى الوفاق بين الزوجين، وتفكّك علاقتهما، فلا تَدَعوا هذه الأمور تنتشر بينكم. يقول حضرته:

“بعدها تلقيت من أبناء الجماعة من باكستان رسائل جعلت قلبي يخرّ ساجدًا على أعتاب الله تعالى مرة بعد أخرى. فإن الذين كانوا مُبْتَلَيْنَ بشيء من هذه المساوئ قد كتبوا لي صراحة: كنا مُبْتَلَيْنَ بهذه السيئات، ولكنه من فضل الله علينا أننا ننتمي إلى جماعة المسيح الموعود عليه السلام، وعندما وصلنا صوتكم مباشرة، كسّرنا كل هذه الأصنام الزائفة وألقيناها بعيدا خارج قلوبنا.”

يقول حضرته: إن هذه الروح التي تتحلى بها جماعتنا، روحَ تلبية نداء البر والخير، هي روح الصدق الحقيقية، وإن روح الصدق هذه لا يمكن أن يبعثها في الناس شخص كذّاب.

ثم هناك ووقائع تحدث الآن في عهد خلافتي. لقد قمت بجولة نيجيريا في عام 2004. لم تكن هذه الجولة في برنامجنا في البداية بل اضطررنا إلى ترتيبها، لأن الطائرة كانت متيسرة من هناك. ولكن لما ذهبت هناك أحسست أن زيارة هذه البلاد كانت ضرورية جدا، ولو لم نقم بها لكان خطأ كبيرا من جانبنا.

قبل فترة وجيزة من زيارتي المذكورة لنيجيريا عُقدت الجلسة السنوية هناك واشترك فيها الإخوة بعدد غفير، ولم يكن من المتوقع أن يحضر الناس مرة ثانية من مسافات بعيدة أثناء زيارتي للبلد. ولكن جاءوا رجالا ونساء للقائي خلال الساعتين اللاتي مكثتهما هناك بعدد يقارب ثلاثين ألفا. وإن نماذج إخلاصهم ووفائهم التي رأيناها كانت جديرة بالثناء حقا، بل إن إخلاصهم وحبهم للخلافة يفوق البيان. إنهم أناس لم تتسن لهم رؤية الخليفة مباشرة من قبل، ولكن مشاهد حبهم عند اللقاء كانت محيرة للعقول حقا. وفي أثناء الدعاء عند العودة كان بعضهم مغلوبين بالعواطف ومضطربين لدرجة تترك الإنسان في حيرة من أمره. مما لا شك فيه أن الله تعالى وحده قادر على خلق هذا النوع من الحب ولا ينشأ هذا الحب إلا لوجه الله فقط.

يقول المشايخ أنهم أغلقوا مراكز الجماعة في بلد كذا وكذا في أفريقيا، وفي بلد كذا وكذا وُعدوا بإغلاقها وفعلوا كذا وكذا، وهكذا يرفعون عقيرتهم متباهين، ولكن ليُجبنا المشايخ من أين إذًا هذا الإخلاص والوفاء الذي يُبديهما الناس المحليون هنالك ونراه بأنفسنا أيضا عند زيارة تلك البلاد؟ ومن أين أتت هذه الوجوه التي تشع إخلاصا يراه المشاهدون عبر شاشة قناتنا الفضائية؟أهذه نتيجة إغلاقهم مراكزنا؟

على أية حال، لا يسع المعارضين إلا التباهي الفارغ فقط، فليفعلوا ما يحلو لهم، غير أن هذه الأمور تقوينا وتزيدنا إيمانا.

كذلك زرت غانا في عام 2008م، وقد اشترت الجماعة هناك أرضا واسعة بحدود 500 هكتار وعُقدت فيها الجلسة السنوية، وكان معظم الناس- رجالا ونساء- قد وصلوا إلى مكان الجلسة قبل وصولي إليه. كان في هذه الأرض المشتراة حديثا حظائر لتربية الدواجن، وكانت هناك بعض السقائف المؤقتة فحولتها الجماعة إلى مساكن للمشتركين في الجلسة بتركيب النوافذ والأبواب فيها. ومع ذلك كانت المساكن غير كافية نظرا إلى عدد الضيوف، ولكن لم يَشْكُ ولا واحد منهم بهذا الشأن. كان كثير من القادمين للاشتراك في الجلسة أناساً ذوي سعة مالية كبيرة ومنهم كبار التجار، وأساتذة المدارس وأصحاب أعمال أخرى، ولما لم يجدوا مكانا للمبيت فرشوا في الخارج بساطا وناموا عليه بكل سرور. من المعلوم أن الشعب النيجيري صبور بشكل عام ولكنهم أبدوا في تلك المناسبة صبرا من نوع خاص. قال شخص أو شخصان للذين كانوا نائمين في الخارج، لعلكم واجهتم صعوبة في المبيت، فأجابوا قائلين: لقد جئنا للاشتراك في الجلسة، والخليفة موجود فيها فلا بأس لو واجهنا مشكلة مؤقتة ليوم أو يومين، ونحن مسرورون لأن الله تعالى وفقنا للاشتراك في هذه الجلسة.

لقد حضر الجلسة إخوة من بوركينا فاسو وبلاد مجاورة أخرى أيضا. حضر وفد كبير يقارب عدد أفراده ثلاثة آلاف نسمة من بوركينا فاسو، وكان أكبر وفد جاء من الخارج، بمن فيهم 300 من أعضاء مجلس خدام الأحمدية جاءوا بالدراجات قاطعين مسافة 1600 كيلومتر، وعلمت أن بعضا من أعضاء الوفد لم يجدوا ما يقتاتون عليه حال وصولهم، فقلت لأحد الدعاة المحليين إن عليكم أن تعتذروا إليهم وتعتنوا بهم جيدا في المستقبل. فعندما وصلتهم رسالة الاعتذار قالوا: لقد حققنا الهدف الذي جئنا من أجله، أما الطعام فلا يهمنا إذ نتناوله كل يوم.

أتساءل: ماذا كانوا يأكلون كل يوم؟ فهم أناس فقراء ومساكين. وقالوا: الطعام الروحاني الذي نأكله ونستفيد منه الآن لا يجود به الدهر كل يوم.

الجماعة في بوركينا فاسو ليست قديمة جدا، وأظن أن تاريخ تأسيسها يعود إلى 15 سنة تقريبا عند جولتي المذكورة، والآن ربما تقدم بها العمر إلى 30 سنة. ولكنهم يتقدمون كل يوم في الإخلاص والوفاء والحب. إنهم أناس فقراء إلى درجة أن بعضهم لم يملكوا إلا لباسا واحدا جاؤوا لابسين إياه فقضوا فيه ثلاثة أو أربعة أيام ثم سافروا في اللباس نفسه. كانوا قد اشتركوا في هذه الجلسة التي كانت جلسة يوبيل الخلافة بعد أن ادخروا نفقاتها واضعين في الحسبان أنه لا بد وأن يشتركوا فيها لأن خليفة الوقت موجود فيها.

فمن يستطيع أن يخلق حبا مثل هذا إلا الله ؟

الخدام الذين جاؤوا بالدراجات يمكن تقدير إخلاصهم من أنهم نزلوا في الطريق في أماكن مختلفة ووصلوا إلى الجلسة مسافرين إلى سبعة أيام متواصلة. كان منهم مَن تبلغ أعمارهم خمسين أو ستين سنة ومنهم طفلان يبلغان 13 أو 14 عاما من العمر. سأل أحدٌ رئيسَ مجلس خدام الأحمدية في تلك الجماعة عن كيفية سفرهم ومواجهة المشاكل في الطريق، فقال: لقد قدّم المسلمون في صدر الإسلام تضحيات كثيرة فأردنا أن يستعد أعضاء مجلس خدام الأحمدية عندنا أيضا لكل نوع من التضحية، وكنا نودّ أن نعقد في عام يوبيل الخلافة برنامجا يظهر منه حبنا وولاؤنا للخلافة ونخبر الخليفة أننا جاهزون لكل تضحية ولقبول كل تحدٍّ.

سأله ممثل قناة تلفزيونية في بلادهم قبيل شروعهم في السفر: أن دراجاتكم متهالكة. إذ لم تكن دراجاتهم مثل الدراجات في أوروبا، بل كانت دراجات عادية محلية الصنع، فقال لهم ممثل الجماعة: صحيح أن الدراجات قديمة ولكن إيماننا وعزيمتنا قويان، ونحن مسافرون شكرا لله على نعمة الخلافة. وعندما بثّت قناة تلفزيونية وطنية هذا الخبر، نشرت عنوانا عريضا كما يلي: «سفر من واغادوغو (عاصمة بوركينا فاسو) إلى أكرا (عاصمة غانا) لوجه الله للاشتراك في جلسة يوبيل الخلافة». ونشرت صحيفةٌ خبرا بعنوان عريض كما يلي: «الدراجات قديمة ولكن الإيمان قوي جدا».

أقول: “إن هؤلاء ليسوا أحمديين بالولادة، وليسوا من أولاد الصحابة، وهم يسكنون على بُعد آلاف الأميال، ومنهم من يعيش حيث لا توجد طرق أصلا، ناهيك عن أن تكون طرقا معبدة. لقد انضموا إلى الأحمدية قبل بضع سنين ويعيشون في مناطق لا تتوفر فيها الكهرباء والماء النقي، وقد ضربوا أمثلة عليا من الإخلاص والوفاء يستغرب لها الإنسان أيما استغراب! في بعض المناطق قد أعيا الفقرُ والإفلاس أهلَها بشكل كبير، ولكن بعد انضمامهم إلى جماعة خادم سيدنا محمد المصطفى قد نشأ فيهم الإخلاص والوفاء حتى أنه كلما كان الأمر يتعلق بالدين تراهم أقوياء العزيمة مثل الجبال، ومستعدين لكل تضحية بقلوبٍ زاخرةٍ حبا. يجب أن نستمر في الدعاء أن يزيدهم الله وإيانا جميعا إخلاصا وولاء.

كان من حضور الجلسة شخص اسمه السيد عيسى، وقد بايع في عام 2005م، أي قبل ثلاث سنين من الجلسة المذكورة، فقال ردا على سؤال: لقد مضت على بيعتي ثلاث سنوات وأشعر كم أنا سعيد وأشعر ماذا وجدتُ، وإنني عاجز عن بيان مدى سعادتي لأني كحلت عينيَّ اليوم برؤية خليفة الوقت ولقائه.

أقول: كانت  أعين بعضهم تذرف أدمع الشوق حبًّا. فهذا هو الإخلاص والحب الملحوظ في فروع الجماعة الجديدة.

في العام الماضي استغل أحد الفتّانين سوء فهمٍ وأراد أن يثير الفتنة وانطلت حيلته على بعض الشباب المخلصين من الجماعة، وصدرت منهم تصرفات غريبة بعض الشيء. كانوا يسمون أنفسهم أحمديين ولكن ابتعدوا عن نظام الجماعة. فأرسلتُ إليهم داعية محليا اسمه السيد معاذ، فذهب إليهم وشرح لهم الموضوع وقال لهم: من ناحية تقولون بأنكم على علاقة بالخلافة ومن ناحية ثانية تبتعدون من نظام الجماعة، وهذا التصرف ليس صائبا. فكتبوا  إليّ كلهم تقريبا ملتمسين العفو، وقالوا أنهم إنما انخدعوا بذلك الفتان بسبب سوء الفهم وقلة التربية، وأن علاقتهم مع الخلافة مبنية على الإخلاص ولم تخطر على بالهم حتى مجرد فكرة الابتعاد عن الخلافة.

فعادوا إلى نظام الجماعة وانضموا إليه مجددا بفضل الله تعالى بعد أن تعثروا بسبب قلة التربية. وحين نُبِّهوا بخطئهم أدركوه فورا وأبدوا الإخلاص والولاء الكامل للخلافة وقالوا أنهم حين ابتعدوا من الجماعة لم يبتعدوا من الخلافة قط، إنما كان ابتعادهم من بعض المسؤولين فقط.

فهذا هو مستوى إخلاصهم وولائهم.

لقد انضموا إلى الأحمدية قبل بضع سنين ويعيشون في مناطق لا تتوفر فيها الكهرباء والماء النقي، وقد ضربوا أمثلة عليا من الإخلاص والوفاء يستغرب لها الإنسان أيما استغراب!

كانت الحال نفسها بالنسبة إلى القادمين من غامبيا، وساحل العاج ومن بلاد أخرى، فكلهم كانوا يتنافسون في الإخلاص والوفاء والولاء والتضحية.

كما قلت من قبل، كانت المسافة بين مكان الجلسة ومكان إقامتي طويلة، وكان الطريق متعرجا بعض الشيء مما زاد المسافة أكثر من ميل. فكان الناس رجالا ونساء يقفون على جانبي الطريق. كانت النساء تحملن أولادهن وتجعلنهم يسلّمون عليّ إظهارا للحب والإخلاص. كان عدد النساء في جلسة يوبيل الخلافة خمسين ألفا تقريبا. لقد أبدى جميع الحضور حبهم وإخلاصهم للخلافة وكانت مشاعر حبهم تنهمر من أعينهم ومن تصرفاتهم وتبدو في وجوههم. إضافة إلى ذلك إن هؤلاء الناس يعرفون كيفية الحفاظ على صلواتهم، فكانوا يحضرون صلاة التهجد أيضا بالتزام.

لقد كانت هذه زيارتي الثانية لنيجيريا، وقد استغرقت مدة يومين، زوكنت دخلت إليها برًّا من “بنين”، أو لعل هذا حدث في المرة الأولى لما زرتها في عام 2004، على أية حال، لقد تقرر أن نتوقف في أحد الأماكن التي لم يكن التوقف فيها في برنامجنا ولكن قيل لي إن مسجدًا جديدًا أنشيء هناك وينتظرنا فيه أفراد الجماعة.

كان الرجال والأطفال هناك يريدون أن يصافحوني، والسيدات أردن أن يرين الخليفة عن قرب. ونظرا إلى ضيق الوقت لم يكن بالإمكان مصافحة الجميع ما عدا البعض الذين تقدّموا مندفعين بالقوة حتى حظوا بالمصافحة. وخلال هذا الزحام قال أحد أفراد قافلتنا لإحدى السيدات الموجودات هناك أن تبتعد قليلا، وذلك لأن الناس في ذلك الوقت بالذات ازدحموا كثيرا، فتقدمت تلك السيدة بغضب شديد حتى بدت وكأنها تريد أن تحمل هذا الشخص وتلقيه خارج هذا المكان، وكأنها كانت تقول: من أنت حتى تحول بيني وبين خليفة الوقت؟! هكذا كانت مشاعرهم!

بعد قليل قلت لهم أن يصمتوا ويجلسوا، فصمت هؤلاء الأحمديون الذين كانوا بالمئات وجلسوا فورًا. هكذا هي علاقتهم بالخلافة!

يرى العالم أن أمريكا يسكنها أصحاب التفكير المادي وعلاقتهم بالدين ضعيفة.

لقد ذكر الخليفة الثالث رحمه الله أيضا واقعة حدثت معه هناك، وذلك أنه تلقى رسالة تنبئ عن خطر محتمل له، فلما ذاع الخبر بلغ مصادفة أحمديين كانا خبيرين في الحراسة، فظلا يحرسان الخليفة طوال الليل.

على أية حال، يتحلى أهل أمريكا أيضا بإخلاص كبير. وكلما زرتهم خلال جولاتي إلى هناك أظهروا إخلاصا ووفاء. وعندما تأتي إلى هنا وفود الأحمديين من أمريكا فإنهم أيضا يعبرون عن مثل هذه المشاعر وعن علاقة الإخلاص والوفاء مع الخلافة، وإن سلوكهم هذا وحده يردّ فكرة انشغالهم بالدنيا. لقد قضى الشباب المتطوعون أوقاتهم معي وظلوا يتطوعون بخدماتهم خلال سفري هناك ولم يبال البعض بأعمالهم ووظائفهم، إذ كان بعضهم أخبروا أن وظائفهم كانت قد بدأت حديثًا، فلم يكونوا مستحقين عطلة، فتركوا وظائفهم وجاؤوا.

وخدام كندا أيضا على نفس هذه السيرة. وإن الأحمديين شبابا أو أطفالا أو نساء، سواء  كانوا من أمريكا أو كندا أو من أي بلد من أوروبا يظهرون في كل مكان نماذج الإخلاص والوفاء، ولا يمكن لأي سعي إنساني أن يخلق مثل هذا الإخلاص والوفاء.

قبل بضع سنوات ألقيت في ألمانيا خطبة تناولت فيها موضوع طاعة الخلافة والوفاء لها. ولكن لم تكن تلك الخطبة موجهة إلى الجماعة في ألمانيا فحسب بل إلى عموم الأحمديين وينبغي أن يكون الأمر هكذا، إلا أنه بسبب بعض الظروف الخاصة في ألمانيا ذكرت بعض الأمثلة من ألمانيا. على أية حال، بعد ذلك جاءت ردّة الفعل السريعة من الأحمديين في جميع أنحاء العالم حيث عبّروا عن طاعتهم التامة للخلافة والوفاء لها. أما من ألمانيا بحد ذاتها فقد قال البعض منهم إن بعض المسؤولين كانوا فيما سبق يؤولون التعليمات ويفسرونها بتفسيرات خاصة، ولكن لن يحدث هكذا في المستقبل إن شاء الله. ثبّتهم الله تعالى على هذا، ووفّق الأحمديين لهذا في كل بلد.

يقول السيد قاسم من الأردن: إن أجمل وأعظم دليل بالنسبة لي على صدق المسيح الموعود هو أن الله تعالى قد خلق بنفسه حب الخلافة في قلبي. قبل سنوات لما اتخذت قرار البيعة خطر ببالي تساؤل عن الجماعة وما إذا كانت لا تزال على الحق ومستمرة في تحقيق هدف المسيح الموعود أم لا؟ إلى ذلك الوقت لم أكن أعرف شيئا عن الخلافة، فأراني الله تعالى في الرؤيا أن خليفة المسيح ينشر الأمن والسلام ويحكم بين المتشاجرين والمتخاصمين، فرأيت أني وضعت يدي في يدكم، وقبّلتُ الخاتم وفي ذلك الوقت شعرت بعطفكم وشفقتكم، وتولد في قلبي حبّكم العارم الذي يزداد يومًا بعد يوم. أريد أن أجدد البيعة وأتبرأ من كل شخص يخرج من طاعتكم.

لم يدّخر المعارضون وسعًا في معارضتنا في بلغاريا. والآن بعد فترة طويلة تم تسجيل الجماعة هناك، إذ كان تسجيلها قد ألغي مرة. لقد أغرى مفتي بلغاريا بعض الأحمديين هناك بأطماع شتى ليكفروا بالجماعة، ولكن بفضل الله تعالى إن جميع الأحمديين ليسوا ثابتين على الإيمان فقط، بل ويظهرون نموذج الإخلاص أكثر من ذي قبل، ويؤكدون على علاقة الوفاء والولاء مع الخلافة الأحمدية. كانت هناك سيدة أحمدية جاء إليها ثلاثة أشخاص وطلبوا منها ترك الجماعة ووعدوا بمساعدتها حال انضمامها إليهم، فقالت هذه السيدة المجاهدة بكل قوة: إن الأحمدية صادقة، وإنني التقيت بخليفتي أيضا، وفوق كل ذلك أراني الله تعالى ثلاث أو أربع رؤى أخبرني فيها أن هذه الجماعة صادقة فأنى لي بعد كل هذا أن أترك الجماعة؟!

يكتب رئيس المبلغين الحالي في “بنين” أن أحد المبايعين الجدد وهو السيد رزاق قال نيابة عن المبايعين الجدد في اجتماع خاص لهم: إذا كان أحد يواجه مشكلة ما  على المستوى الدنيوي فإنه يتوجه أولا إلى مختار المنطقة، وإن لم تحل مشكلته هناك يتوجه إلى نائب المحافظ ثم إلى المحافظ ثم يقصد الوزير وأخيرا يذهب إلى رئيس الجمهورية، ولكنه لا يدرى ما إذا كانت شكواه ستُسمع أم لا، وما إذا كانت مشكلتَه ستُحل أم لا، ولكن نظام الجماعة الأحمدية عظيمٌ لأن لها خليفةً يفهم لغة الجميع ويكرم الجميع على اختلاف ألوانهم وأقوامهم. إنها بركة الخلافة الأحمدية أننا تمكنّا من قراءة القرآن الكريم وبلغنا بواسطتها اليوم ذلك الإسلام الذي جاء به محمد رسول الله .

تقول السيدة ليلى من فرنسا: لقد بايعت في عام 2017. أقرأ صباح كل يوم رسالتكم التي غيرت حياتي، وأدعو في كل صلواتي أن يحفظكم الله ويؤيدكم وينصركم.  لقد تحولتُ إلى إنسانة جديدة بعد البيعة.. أقول إن هذا الحماس للدعاء أيضا خُلق من الله تعالى.

يقول مبلغ الجماعة في مقاطعة «سان» في مالي: لقد توفي أحمدي من فرع الجماعة «وولون» وهو السيد عبد الرحمن كوليبالي. وقبل وفاته بفترة جمع أولاده وأوصاهم قائلا:

“لو كنت شابًّا قادرًا على المشي لذهبت إلى مركز الجماعة وجلست هناك واشتغلت بما تكلفني الجماعة به”.

ثم أوصى أولاده قائلا:

“لم أتبرع منذ شهرين، ولا أعلم إلى متى سأعيش، فأرجو أن تدفعوا تبرعاتي حتى لا أرحل من هذا العالم مدينا”.

والوصية الثالثة التي أسداها لأولاده هي: كونوا أوفياء  للخلافة ولا تنكثوا عهدكم معها وعليكم بأداء التبرعات دومًا.

كتب أمير الجماعة في غامبيا: بايعت سيدة تُدعى «رحمت جالو»، فلما أُخبرتْ عن التضحية في سبيل الله أدت فورًا مائة «دلاسي» (العملة المحلية في غامبيا). إنها تملك محلاًّ صغيرًا، وتتبرع أكثر من استطاعتها، وتقول: إنما أبتغي حب الله تعالى وحب الخليفة، وأتبرع بسبب هذه العلاقة والمحبة وأقوم بهذه التضحية المالية لوجه الله تعالى.

يقول أحد الإخوة السيد عزت أمان من طاجكستان: مرضت والدتي مرضا شديدًا لما كان عمرها 72 عامًا، وكانت منذ سنين عديدة تعاني من مرض في القلب والضغط النفسي، ولكنها ضعفت كثيرًا إثر مرضها الأخير وتسلل اليأس إلى قلوب أقربائي بسبب أقوال بعض الأطباء عنها. كنت قبل ذلك الحين قد التقيت بخليفة المسيح، وبسبب علاقتي به كنت على يقين أنني إذا طلبت منه الدعاء فإن الله تعالى سيستجيبه. على أية حال، لما كتبت إليه رسالة الدعاء تلقيت في الردّ إضافة إلى الأدعية بعضَ الأدوية من العلاج بالمثل أيضا. وكانت النتيجة أن والدتي شفيت، وتبلغ الآن 79 عاما من عمرها وهي تريد أن تحجّ أيضا. وهذه بركة العلاقة مع الخلافة ونتيجة أدعية الخليفة أن الله تعالى مد في عمرها.

إن الله تعالى يُرِي مثل هذه المشاهد لتقوية الإيمان واليقين وذلك ليؤكد على أن ما قاله المسيح الموعود كان من الله تعالى، وكان صدقا وحقًّا.

يكتب السيد طاهر نديم واقعة محبة طفل أحمدي للخلافة فيقول: “خلال جولتي في تركيا زرت أحد الأحمديين في بيته، وما أن جلست عنده حتى جاء ابنه البالغ الثلاثة أو الأربعة أعوام، وبعد السلام قال في أذني: أريد أن أبعث رسالة إلى الخليفة، هل تستطيع أن توصلها إليه؟ قلت: بسرور، لم لا؟ سأحملها معي. فذهب الطفل وسطّر على وريقة بعض الخطوط غير المنتظمة في سطرين وأعطاني إياها. سألته: ماذا كتبت في رسالتك؟ فقال: لقد كتبت للخليفة: “إني أحبك”.

يقول: لقد أعطيت هذه الرسالة للخليفة. ثم أُرسل إليه الرد عن طريقي. يقول والد هذا الطفل أنه لما تلقى ابنه الردّ على رسالته كانت فرحته وفرحة عائلته عارمة.

كذلك كتب الداعية المسؤول في مقدونيا مثالا لطفل آخر فقال: خلال جولتي إلى البوسنة في الآونة الأخيرة تعرفت إلى باكستاني وحدثتُه عن دعوة الأحمدية، وبعدها زرته مرات، فذات يوم قال لي: إني قبل مدة قابلت في مطار دبي عائلة وسمعتُ طفلةً من تلك العائلة عمرها بضع سنوات تقول: علينا جميعا أن نصلي ونصدق القول، فلما علمتُ أن هذه العائلة أحمدية، سألتُ تلك الطفلة ما هي أكبر أمنية لها في الحياة فقالت: «زيارة أمير المؤمنين في لندن»، فترك قولها هذا تأثيرا كبيرا في نفسي، أن أكبر أمنية لهذه الطفلة الصغيرة هي زيارة الخليفة.

أريد أن أبعث رسالة إلى الخليفة، هل تستطيع أن توصلها إليه؟ قلت: بسرور، لم لا؟ سأحملها معي. فذهب الطفل وسطّر على وريقة بعض الخطوط غير المنتظمة في سطرين وأعطاني إياها. سألته: ماذا كتبت في رسالتك؟ فقال: لقد كتبت للخليفة: “إني أحبك”.

ومثل ذلك حين نَهيتُ الأولاد قبل فترة عن لعبة معينة، لأنها تؤدي أحيانا إلى عادات سيئة، قلق الوالدان أولا كيف يمنعون الأولاد عنها، ثم كتب غالبية الآباء أن الأولاد بعد سماع الخطبة قالوا لهم من تلقاء أنفسهم أنهم لن يلعبوها لأن الخليفة قد نهى عنها. الآن أيضا أتلقى رسائل كثيرة يسأل فيها أصحابها هل يمكن أن يلعبوها لمدة معينة. أي عندهم إحساس بأنهم يجب ألا يخدعوا بسبب علاقتهم بالخليفة، بل سوف يعملون ما يريده الخليفة منهم من أجل صالحهم.

يقول الداعية من «هندوراس»: كان أحمدي محلي يواجه مشاكل مختلفة، فقلتُ له أن يرسل إلى الخليفة رسالة طلب الدعاء ليفرج الله عنه. فلما كتب بدأتْ مشاكله تنحل تلقائيا. ثم قال: ببركة مراسلة الخليفة تلقيت قوة من الغيب، وزادت ثقتي بالخلافة.

لقد كتب السيد أفاري من المغرب في رسالة إلي: إن البركة والرحمة قد ملأت قلبي وحياتي، أشكر الله على أنه هداني وإنني أنتشي بالنظر إليكم وينشأ لدي إحساس غريب، مع أني لم أجلس معكم ولم أتكلم معكم قط، هذا حب حقيقي ومن قدرة الله، نصركم الله وأيدكم.

تقول السيدة إيمان من اليمن: إن الخليفة أحبُّ إلي من نفسي ومن أولادي وأهلي والناس أجمعين، إنني أجد سكينة وأطمئن وآمل أن الأوضاع ستتحسن إن شاء الله. فقد بعث المسيح الموعود وقامت بعده خلافةٌ ليتم الإصلاح وينشأ الأمل في قلوبنا المثقلة بهموم الدنيا. إنني أقول كما قال النبي : إلهي، إن لم يكن بك غضبٌ عليّ فلا أُبالي. إنني أدعو الله أن أكون من الذين يحبهم الخليفة ويرضى عنهم وأزواجِهم وأولادِهم.

ثم يقول السيد توفيق من تونس: إننا نحبك ونحن نركب سفينتكم وتربَّينا فيها وأكلنا وشربنا من نبع المسيح الموعود ونحن على العهد ثابتون، ولا يمكن إصلاحنا دون الارتباط بكم، نحن لا نريد الدنيا وإنما نتمنى أن يقال بحقنا أن فلانا فاز ببركة اتباعه لهذه الجماعة المباركة. اُدعوا الله أن يثبِّتنا على العهد والعمل بحسبه، وأن يوحِّد المسلمين. باختصار قد قدمتُ بعض الأمثلة، التي توضح أن الله هو الذي يخلق الإخلاص والوفاء في القلوب ولا تستطيع أن تنزعه أي قوة مادية. لقد قال المسيح الموعود إنكم سترون تحقُّق وعود الله ، نسأل الله تعالى أن يُرِيَ غالبيتَنا تحقُّقَ تلك الوعود.

ومن بركات الخلافة، MTA

الآن أود أن أُعلن عن MTA. فكان الله قد وعد المسيح الموعود أنه سينشر رسالته في العالم. فمن 27 مايو أي يوم الخلافة بُدئت هذه القنوات بترتيب جديد وأبين لكم تفصيل ذلك، ففي البداية حصلت بعض المشاكل في بعض المناطق ولا سيما في أميركا، وأعتقد أنها قد حُلت. على كل حال أود أن أخبركم عن هذا النظام الجديد، أن MTA قد قُسمت إلى ثماني قنوات تغطي جميع المناطق  في العالم.

MTA الأولى ستكون لمشاهدي المملكة المتحدة وبعض مناطق أوروبا عموما، واللغتان الرئيستان لهذه القناة هما الإنجليزية والأردية، وتُبث عليها البرامج باللغة الإنجليزية والأردية إضافة إلى ترجمة إنجليزية وأردية لبعض البرامج المعدّة بلغات أخرى أيضا. كما أن خطبي الجديدة المباشرة والمسجلة ستبث على هذه القناة وعلى سائر القنوات كبرنامج عالمي.

MTA الثانية ستكون لأوروبا ودول الشرق الأوسط، وستبث عليها البرامج باللغة الأردية والإنجليزية والتركية والفرنسية والإسبانية والألمانية والهولندية والروسية والفارسية. حيث حاليا تبث عليها البرامج بشتى اللغات لساعتين فقط، وسوف تضاف إليها البرامج بهذه اللغات المذكورة.

MTA الثالثة العربية ستبقى كما هي، ولغتها الرئيسة هي العربية.

MTA الرابعة أفريقيا، ستكون لمشاهدي دول أفريقيا الشرقية والغربية. وستكون اللغات الرئيسة لها الإنجليزية والفرنسية والسواحيلية. وستبث عليها البرامج بهذه اللغات حصرا.

MTA الخامسة أفريقيا، ستكون لمشاهدي دول أفريقيا الغربية وستكون اللغة الرئيسة لها الإنجليزية، وإضافة إليها ستبث عليها البرامج بلغات الكريول والهاوسا والتوِي واليوربا أيضا.

MTA السادسة آسيا، ستكون على قمر آسيا سات، وستكون لمشاهدي دول آسيا والشرق الأقصى وإندونيسيا واليابان وأستراليا ونيوزيلنده وروسيا وغيرها من البلاد. وستكون اللغات الرئيسة لها هي الأردية والإنجليزية والإندونيسية وستبث عليها البرامج باللغة الأردية والإنجليزية والبنغالية والبشتونية والسندية والسرائيكية والفارسية والإندونيسية والروسية. وهذه البرامج هكذا تبث حاليا أيضا، وإنما تم تقسيم بسيط، وستكون هذه الدول قد استلمت هذه البرامج بحسب الوقت.

سألتُ تلك الطفلة ما هي أكبر أمنية لها في الحياة فقالت: «زيارة أمير المؤمنين في لندن»، فترك قولها هذا تأثيرا كبيرا في نفسي، أن أكبر أمنية لهذه الطفلة الصغيرة هي زيارة الخليفة.

MTA السابعة آسيا هذه القناة HD ويمكن مشاهدتُها بواسطة الصحن الصغير، وستكون لسكان الهند وباكستان وبنغلا ديش وسيريلانكا ونيبال وغيرها من البلاد، وستكون اللغات الرئيسة لها الأردية والبنغالية والهندية، وإضافة إليها ستبث عليها البرامج باللغتين «التاميلية» و» الماليالامية» أيضا.

MTA الثامنة أميركا وهذه القناة ستكون لمشاهدي أميركا الشمالية وكندا وغيرها من البلاد، وهي تعمل سابقا وإنما تم تغيير بسيط. وفي الحقيقة كانت كل هذه القنوات تعمل سابقا وستبقى مبدئيا كالمعتاد. باختصار هذه القناة التي سميت بـ MTA الثامنة أميركا، ستكون لمشاهدي أميركا وأميركا الشمالية وكندا وغيرها، وستكون اللغة الرئيسة لها الإنجليزية والأردية وإضافة إليهما ستبث عليها البرامج باللغة الفرنسية والإسبانية أيضا.

البرامج المباشرة للقناة أي «راه هدى» والحوار المباشر والبرنامج البنغالي ستبث على القنوات المختلفة حيث تبث ترجمتها على جميع قنوات MTA في لغاتها الرئيسة.

أما Journal   MTA ، وIslam viestehn وهي برامج باللغة الألمانية، فسوف تبث على MTA الثانية أوروبا.

أما برنامج «هورايزن دي إسلام» فسوف يبث باللغة الفرنسية على MTA الأولى و MTA الثانية أوروبا، MTA الرابعة أفريقيا و MTA الخامسة أفريقيا، مع ترجمتها في اللغات الرئيسة أيضا. ومثل ذلك إن برنامج «انتخاب سخن» وغيره، سيبث على MTA الأولى و MTA الثانية أوروبا و MTA السادسة آسيا و MTA السابعة آسيا.

باختصار قد تم تعديل بسيط في تقسيم القنوات وقد يحدث تغيير في التنسيق أيضا، لكنها ستعمل كالمعتاد وليس هناك تغيير عمومي.

على كلٍ حال نسأل الله أن يبارك في هذا النظام، ويوفق MTA لنشر رسالة الإسلام الحقيقي أكثر من ذي قبل، آمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك