إنما يأتي رُسُلُ الله معلِّمين، وها هو سيدنا المسيح الموعود (ع) يعلمنا حقيقة معنى اسمي “محمد” و”أحمد”، وعلاقة هذين الاسمين الشريفين بالحمد والتحميد لله الوحيد..
تضمن القرآن الكريم وعدًا لأمة الإسلام بالاستخلاف بصورة جلية واضحة. تماما كما استخلف المؤمنين الصالحين في القرون الغابرة والأمم السالفة..
لإنشاء الصلة مع الله تعالى ثمة أمور على منشئ تلك الصلة المرور بها، وكذلك ثمة علامات خاصة يُعرف بها..
لو نستعرض دلائل صدق سيدنا المسيح الموعود الكثيرة، نجد من أروعها وأبلغها حاجة العصر إلى بعثته (ع)، وهو ما ندعوه بدليل الضرورة، تلك الضرورة التي تجعلنا بإزاء صفات الله تعالى وكمالاته، وهل يرى دينه عرضة للنهب والإفساد دون أن يبعث مجددا من لدنه؟! فحاشاه جل شأنه، وتعالى عما يصفون علوًّا كبيرا..
القرآن الكريم هو الوحي الأصفى والأنقى، وهو بحر العلوم وخزانة السر المكنون، ومع هذا هو مباح متاح للطالبين، كلٍّ على قدر سعة تقبُّله..
لله سنن ثابتة جارية على كافة الخلق، وحتى رسل الله تعالى ليسوا استثناء من تلك السنن، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا.
حاز سيدنا محمد ﷺ درجة الإنسان الأكمل، ومن مناقبه ومحاسنه وكمالاته ما يطلعنا عليه المسيح الموعود عليه السلام، فإذا بنا لم نكن نعرفها من قبل.
الأدلة على صدق دعوى سيدنا المسيح الموعود ع تتجاوز حد الكثرة، ولكن دليل الضرورة يُعدُّ أبرزها وأكثرها طرحا، بالنظر إلى حال الأمة المزرية، فبشرى لمن يشرع في البحث متفكرا في هذا الدليل.
في هذه الأجواء المباركة من كل عام، حيث يُكبِّر المسلمون وينحرون، يتخذ البعض سبيلا مغايرا للاحتفال، فيكبِّرون على ذبح إخوانهم، لا لشيء إلا لإيمانهم بإمام الزمان سيدنا المسيح الموعود (ع)، زعما أنهم ضلوا عن هدي سيدنا خاتم النبيين (ص)..
تعاليم سيدنا المسيح الموعود (ع) ليست سوى رجع صدى لتعاليم سيدنا خاتم النبيين (ص)، وفي جزء “التعليم” من كتابه “سفينة نوح”، يعدد المسيح الموعود (ع) الأمور التي ينبغي أن يتصف بها كل واحد من مبايعيه، كي يكون جديرا بركوب سفينته الممثلة في تلك الجماعة الربانية..
لأهل الله تعالى علامات يُعرفون بها، ليتميزوا عن اهل الدنيا، فيلتف حولهم السالكون في سبيل العرفان.