طريق المرء إلى عبادة الله تعالى محفوف بالصعاب، فالعبادة ليست بالأمر الهين، ولكي نستحق لقب “عباد الله” علينا تقديم ضريبة مناسبة، بتحمل تلك الصعاب التي يشير إليها القرآن الكريم بلفظ “الاصطبار”..
يُعد تصور الإنسان عن مثله الأعلى الرافد الأول الذي يستقي منه طباعه وأخلاقه وعقائده، إن كان خيرا فخير، وإن كان شرا فشر، الأمر الذي يفسر سبب تنزيه القرآن الكريم سير من خلوا من النبيين، تلك السير المطهَّرة التي لم يدنسها سوى أتباع لاحقون، أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات، فلجُّوا في طغيانهم يعمهون..
من أسماء الله تعالى الرحمن والرحيم، وهاتان الصفتان مشتقتان من الرحمة، وللرحمة تجليات شتى ذكرها القرآن الكريم، منها من به الله تعالى على عبده إبراهيم (ع) فوهبه الولد وقد بلغ منه الكبر مبلغا كان يتعذر معه الإنجاب..
الشرك أن يُعبد ند من دون الله، على أنَّ العبادة هنا ليست مجرد أداء الشعائر والطقوس الحركية، وإنما هي الاتباع التام والتشبه بالمعبود، وعليه فإن اتباع الأهواء يعد شركا بالله عز وجل..
للتمييز بين الإله الحق والآلهة الزائفة ثمة شواهد لا بد من اجتماعها، وفي سياق سورة مريم تجري عملية تمييز بين الإله الحقيقي والأصنام التي اتخذها البعض آلهة من دونه..
قد يمتد سوء فهم لفظ واحد في عبارة ما ليؤدي إلى سوء فهم عام لدلالة العبارة ومن ثم الكلام ككل، وكنا قد تناولنا في الشهر المنصرم سوء فهم المفسرين القدامى لمعنى “المهد” في سياق سورة مريم، فالآن نرى كيف أن سوء الفهم هذا قد أدخل على القصة ما ليس فيها، ولنتوصل إلى الدلالة الصائبة لتكليم الناس السيدَ المسيح صبيا في المهد.
للألفاظ القرآنية دلالات خاصة، لا يتسنى إدراكها إلا بالاتساق مع كامل النص القرآني الشريف، من تلك الألفاظ لفظ “صبي”، التي وردت مرتين اثنين في سورة مريم، بحق نبيين من أنبياء الله تعالى بينهما تشابه من نوع خاص.