الجاهلية

تتعاقب عصور الترعرع والاضمحلال على نوع الإنسان كتعاقب الليل والنهار، ذلك ليتفكر أولو الألباب، فإن كان عهد الجاهلية الأولى الذي انقضى بمبعث سيدنا خاتم النبيين (ص)، فقد قُدِّر له أن يعود مرة أخرى في هذا العصر، ذلك ما أنبأت به آي القرآن، وتحقق نبؤه في هذا الزمان..

ما أكثر الآثام التي اقترفتها يدا الإنسان! تارة بدعوى إصلاح الأحوال، وأخرى تقربًا إلى الله ذي الجلال.. وتلك الآثام ما كانت لتُقتَرَفَ إلا جهلا وجهالة، فكانت الإشارة إليها بالجاهلية وصفًا حكيمًا، ما أبلغَه!

إن تصورات الناس أفرادا وشعوبا عن آلهتهم وملوكهم هي ما يحدد مستوى أخلاقهم، لذا كان مبعث سيدنا محمد خاتم النبيين (ص) في تلك المرحلة من التاريخ ضروريًّا لتصويب التصور عن الإله الواحد، ومن ثم الخروج باإنسانية من الظلمات إلى النور.

لا يستغربن أحد من العنوان، فما زالت الجاهلية تسكن بيننا! وكيف لا؟! أوليست العنصرية أحد مظاهر جاهلية هذا العصر؟!