المسيح المبعوث بعلاج أسقام الأمم
التاريخ: 2020-03-20

المسيح المبعوث بعلاج أسقام الأمم

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

الخليفة الخامس للمسيح الموعود (عليه السلام)
  • مناسبة احتفالنا في الثالث والعشرين من مارس
  • ضرورة بعثة المسيح الموعود في هذا الزمان
  • الأصل في مهمة حضرته عليه السلام
  • مظاهر غلبته وتأييده في مصارعات البيان

__ 

تنويه: العنوان الرئيسي والعناوين الفرعية من غضافة أسرة التقوى

بعد التشهد والتعوذ وقراءة سورة الفاتحة استهل حضرته الخطبة

 بعد ثلاثة أيام تطلع شمس «يوم المسيح الموعود» في الثالث والعشرين من آذار/مارس، ففي مثل هذا اليوم أخذ سيدنا المسيح الموعود البيعة، وبذلك وضع أساس الجماعة الإسلامية الأحمدية رسميا. والجماعة تحتفل بهذا اليوم إحياء لذكرى ذلك الحدث المبارك، وبهذه المناسبة تقام البرامج أيضًا وتُلقى الخطب حول دعوى سيدنا المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام والهدفِ من بعثته. وصحيح أنه ما زالت ثلاثة أيام باقية، لكن لا ينبغي أن ننتظر إلى الجمعة القادمة لذا أود أن أعرض عليكم اليوم بعض المقتبسات حول هذا الموضوع من كلام حضرته بنصها.

قد لا تُعقد الجلسات بهذه المناسبة هذا العام في شتى البلاد والمناطق بسبب الجائحة المتفشية، لذا سوف تُبثّ البرامج المختلفة بهذه المناسبة على القناة إضافة إلى خطبتي، ويجب أن يشاهدها كل أحمدي في البيت مع أولاده.

لقد بُعث  سيدنا المسيح الموعود كتابع كامل للمصطفى لمواصلة مهامه ونشْر دينه في أنحاء العالم كله ، فقد قال في موضع عن هذا الموضوع:

«إنني أصلِّي على النبي ، فقد أقام الله هذه الجماعة من أجله حصرًا، وبفضل فيوضه وبركاته تظهر هذه التأييدات. إنني أقول بكل وضوح، وهذا هو اعتقادي وديني؛ أنه لا يمكن لأحد أن ينال فيضًا روحانيًا أو فضيلة إلا باتّباعه واقتفاء أثره

وبسبب الفيض الروحاني الذي ناله من النبي فقد أرسله الله لإصلاح العالم، وإقامة مجد الإسلام وشوكته من جديد، وقد قال في موضع باللغة العربية: «وأرسلني ربي لإصلاح الخلق.»

ثم قال موضحا الغاية من بعثته أكثر ومعلنًا أن المسيح الموعود الذي أنبأ به النبيُّ قد ظهر في وقته:

«فيا أيها الإخوة، أناشدكم بالله ألا تتعصبوا لرأيكم ولا تتعنتوا، فقد كان ضروريًا أن أقدِّم أمورًا أخطأتم فهمها. فلو كنتم على جادة الصواب مسبقًا، فما الحاجة إلى مجيئي أصلًا؟ لقد قلت مرارًا إني جئت بصفة ابن مريم لإصلاح هذه الأمة، وجئت، كما جاء المسيح بن مريم، لإصلاح اليهود. وإنني مثيله، لأنني قد كلِّفت بالمهمة نفسها، ومن النوع نفسه، التي كلِّف بها هو . لقد حرّر المسيحُ بعد ظهوره اليهودَ من كثير من الأخطاء والأفكار التي لا أصل لها؛ منها أن اليهود كانوا يأملون عودة النبي إيليا إلى الدنيا ثانيةً، كما يأمل المسلمون اليوم عودة المسيح بن مريم رسول الله، ولقد قال المسيح بن مريم: لن ينزل النبي إيليا من السماء بل يوحنا (يحيى بن زكريا) هو إيليا، فمن شاء فليؤمن، وبذلك قد أزال خطأ قديما، وسُمِّي على لسان اليهود ملحدًا ومنحرفًا عن الكتب، ولكنه مع ذلك أماط اللثام عن وجه الحقيقة. والحال نفسها تنطبق على مثيله أيضا، إذ قد لُقِّبَ- مثل المسيح – بالملحد. أليست هذه المماثلة من الطراز الأسمى»؟

لقد أخبر المسيح الموعود كل قوم وأتباع كل دين- وليس المسلمين فقط- عن ضرورة بعثته، فقال في موضع عن ذلك:

«وفي الأخير أريد أن أوضّح أيضًا أن مجيئي من الله تعالى في هذا الزمن لا يهدف إلى إصلاح المسلمين فقط، بل قُصد به إصلاح الأمم الثلاث؛ المسلمين والهندوس والمسيحيين. وكما أرسلني الله تعالى مسيحًا موعودًا للمسلمين والنصارى، كذلك أنا «أوتار» (أي مبعوث) للهندوس أيضًا. وأعلن منذ عشرين عاما أو أكثر أني جئت بصفة المسيح بن مريم لإزالة الذنوب التي مُلئت بها الأرض، كذلك جئت بصفة الراجا «كرشنا» أيضا؛ الذي كان نبيًّا من الأنبياء الكبار في الهندوسية، أو يمكن القول أني هُوَ هُوَ من الناحية الروحانية. وهذا الكلام ليس من بنات أفكاري أو تخمينا مني، بل هذا ما كشفه اللهُ رب السماء والأرض عليَّ. و أخبرني مرارًا  وليس مرةً واحدة أنني «كرشنا» للهندوس و«المسيح الموعود» للمسلمين والمسيحيين.أعلم أن الجهلاء من المسلمين سيقولون عنّي فورَ سماعهم هذا الكلام: إنه قَبِل الكفر صراحة بإطلاقه اسم كافرٍ على نفسه، ولكن هذا وحيٌ من الله تعالى ولا يسعني إلا أن أُصرّح به. واليوم هو اليوم الأول الذي أطرح فيه هذا الأمر أمام جمع غفير كهذا، لأن الذين يأتون من الله تعالى لا يخافون لومة لائم.»

هذا ما قال حضرته في محاضرة سيالكوت التي ألقاها في جمع غفير للمسلمين والهندوس.

ضرورة بعثة المسيح الموعود في هذا الزمان

ثم يقول سيدنا المسيح الموعود مبيِّنا أهمية بعثته:

«إن عدم استجابة المرء لأوامر الله يؤدي إلى معصية الله، فمثلا يأتي شرطيٌّ بسيط من قِبل الحكومة بأمر، فالذي لا يمتثل لهذا الأمر يُعدّ مجرمًا ويعاقَب. إذا كان هذا هو حال الحكام الماديين، فما أكبر من معصية المرء أمر أحكم الحاكمين واستخفّ به ولم يقدّره! إن الله غيور وقد أرسل بحسب الحكمة عند الضرورة بعينها على رأس القرن الفاسد شخصًا ليدعو الناس إلى الهداية. إن الإعراض عن حِكم الله كلها ذنب كبير.»

ثم قال :

«إن عقل الإنسان لا يساوي حكمة الله. ما حقيقة الإنسان حتى يدّعي كونه أعلم من حكمة الله؟! إن حكمة الله بدَهية وأجلى في هذا الوقت. كان هناك زمن لو ارتد فيه شخص واحد عن الإسلام ثارت ضجة، أما الآن فقد ديس الإسلام تحت الأقدام حتى أنه قد ارتد عنه مائة ألف شخص. لقد شُنَّت على دين مقدس ومطهَّر مثل الإسلام هجماتٌ كثيرةٌ إذ تُنشر آلاف الكتب بل مئات الآلاف منها مليئة بالشتائم ضد النبي ، وتُنشر المجلات بالملايين. فإذا جُمع في مكان واحد ما يُنشر ضد الإسلام لصار جبلًا كبيرًا. إن حالة المسلمين توحي كأنه لا حياة فيهم بل ماتوا كلهم. وإذا بقي الله أيضا صامتًا واجمًا فماذا يمكن أن تؤول إليه الحال. إن صولة الله تكون أشد من ألف صولة للإنسان، وبصولته ستعلو كلمة الدين. يثير النصارى ضجة منذ 1900 عام زاعمين أن عيسى إله، وظل دينهم يزدهر باستمرار، والمسلمون ينصرونهم أكثر. الحربة الكبرى في أيدي المسيحيين هي الزعم بأن المسيح حي ونبيكم ميت. لقد قدم الأسقف الأعلى في لاهور هذا الأمر في مجمع حاشد ولم يستطع مسلم أن يردّ عليه. فقام من جماعتنا السيد مفتي محمد صادق الذي كان حاضرًا، وأثبت من القرآن والحديث والتاريخ والإنجيل وغيره أن عيسى ميت ونبينا الأكرم حيٌّ لأن أصحاب الكرامات والخوارق المستفيضين ببركته ظلوا موجودين دائمًا، فأُسقط في يد الأسقف ولم يُطِق جوابا.»

قال :

«ذات مرة وجهت إلى المسيحيين في لدهيانه إعلانا قلت فيه إن اختلافنا معكم ليس كبيرًا بل هناك أمر بسيط وهو أن تؤمنوا بأن المسيح مات ولم يصعد إلى السماء. ماذا يضركم في ذلك؟ فتضايقوا من ذلك كثيرًا وقالوا لو قبِلنا أن عيسى مات ولم يصعد إلى السماء لما بقي في العالم مسيحي. قال : اعلموا أن الله عليم وحكيم، وقد اختار أسلوبًا يؤدي إلى هلاك العدو. لماذا يصر المسلمون على هذه القضية؟ أكان عيسى أفضل من النبي ؟! إذا كنتم تخاصمونني فلا تتجاوزوا الحدود، على الأقل، ولا ترتكبوا ما يضر بالإسلام. إن الله تعالى لا يختار أسلوبًا معيبًا، واعلموا أنكم لا تستطيعون أن تكسروا الصليب بدون هذا الأسلوب.» (الملفوظات)

فكلما أوشك الخلق على الهلاك بسبب حدوث المجاعة الشديدة في الدنيا نتيجة إمساك المطر، أنزل الله تعالى المطر. وكلما أوشك مئات الآلاف من الناس على الموت نتيجة أحد الأوبئة، اختُرعت طريقة ما لتنقية الجو أو اكتُشف دواء. وحينما يقع قوم في قبضة ظالم، يُخلق عادلٌ مُغيث في نهاية المطاف. كذلك حين يضل الناس عن سبيل الله تعالى ويتركون التوحيد والصدق، يهب الله تعالى عبدًا من عباده بصيرة كاملة من عنده ويشرِّفه بكلامه وإلهامه ويبعثه لهداية بني آدم ليصلح ما فسد.

الأصل في مهمة حضرته

قال المسيح الموعود في مناسبة: «أما المهمة التي بعثني الله من أجلها؛ فهي أن أزيل الكدر الحاصل في العلاقة بين الله وخَلْقه، وأوثق بينهما صلة المحبة والإخلاص ثانيةً؛ وأن ألغي الحروب الدينية بإظهار الحق وإرساء دعائم الصلح، وأكشف الحقائق الدينية التي اختفت عن أعين الناس، وأقدم نموذجا للروحانية التي صارت مدفونة تحت ظلمات النفوس، وأكشف- بالحال لا بالقال فقط- تلك القوى الربانية التي تسري في الإنسان ثم تتجلى فيه نتيجة إقباله على الله تعالى أو نتيجة التركيز والدعاء. وفوق كل ذلك، أن أغرس في القوم من جديد؛ غرسًا خالدًا للتوحيدِ- الذي قد اختفى الآن- الخالص النقي اللامع الخالي من أية شائبة من شوائب الشرك. ولكن لن يحدث كل ذلك بقوتي أنا، بل بقدرة الله؛ فهو رب السماء والأرض. فمن ناحيةٍ أرى أن الله تعالى قد ربّاني بيده وشرّفني بوحيه وأودع قلبي حماسا لأن أقوم بمثل هذه الإصلاحات، ومن ناحية ثانية أَعَدّ قلوبا لتكون مستعدة لقبول كلامي. وأرى أن هناك انقلابًا عظيمًا يحدث في الدنيا منذ أن بعثني الله تعالى بأمر منه.» (محاضرة لاهور)

ثم بين حضرته أن الله تعالى لإظهار رحمته ولحماية عباده يرسل رسله والمصلحين وعباده الأخيار، فقال:

«إن سنّة رب العالمين القديمة هي أنه كلما بلغت الشدة والصعوبة في الدنيا منتهاها، توجّهت الرحمة الإلهية إلى إزالتها: فكلما أوشك الخلق على الهلاك بسبب حدوث المجاعة الشديدة في الدنيا نتيجة إمساك المطر، أنزل الله تعالى المطر. وكلما أوشك مئات الآلاف من الناس على الموت نتيجة أحد الأوبئة، اختُرعت طريقة ما لتنقية الجو أو اكتُشف دواء. وحينما يقع قوم في قبضة ظالم، يُخلق عادلٌ مُغيث في نهاية المطاف. كذلك حين يضل الناس عن سبيل الله تعالى ويتركون التوحيد والصدق، يهب الله تعالى عبدًا من عباده بصيرة كاملة من عنده ويشرِّفه بكلامه وإلهامه ويبعثه لهداية بني آدم ليصلح ما فسد. إن حقيقة هذا الأمر هي أن الرب -الذي هو قيوم الكون، وعليه يعتمد وجود العالم وبقاؤه- لا يحرم الخلق من صفة من صفات إفاضته ولا يعطلها أو يبطلها، بل تظهر كل صفة من صفاته في وقتها المناسب على الفور.» (البراهين الأحمدية)

ثم قال المسيح الموعود في موضع:

«كم هو مبارَك وسعيد مَن كان قلبه طاهرًا، ويسعى لإظهار جلال الله وعظمته لأن الله يقدّمه على الآخرين. إن القضية بيننا وبين الذين يعارضوننا مطروحة أمام الله وهو أعلم بما في صدرونا ويعلم من كان ينوي الرياء والمباهاة الدنيوية فقط ومن كان يكنّ في قلبه حرقة لوجه الله. قال : اعلموا يقينًا أن الروحانية لا تصعد ما لم يكن القلب طاهرًا وعندما تتولد الطهارة والنزاهة في القلب تتولد فيه قوة وقدرة خارقة للتقدم وتتهيأ له أسباب من كل نوع فيظل يتقدم. انظروا إلى النبي أنه كان وحيدًا فريدًا وفي تلك الحالة من عدم الحيلة ادّعى قائلا: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا (الأَعراف:159)، منَ كان له أن يتصور حينئذ نجاح هذا الادعاء لشخص عديم الحيلة مثله؟ وإضافة إلى ذلك واجه من المصائب ما لم نواجه جزءًا من ألف منها.» (الملفوظات)

ثم قال المسيح الموعود وهو ينصح العالم عامة:

«إن نصيحتنا الأخيرة هي: عليكم أن تهتموا بإيمانكم، مخافة أن تُعَدوا عند الله ذي الجلال من المتمردين بسبب استكباركم وإهمالكم. انظروا كيف أن الله تعالى قد نظر إليكم عندما كنتم بحاجة إلى نظره، فاسعوا لكي تكونوا وارثين للسعادة كلها.

الغلبة في مصارعات البيان، لا مصارعات السنان

لقد نظر الله من السماء فوجد أن الشخص الذي كتب له العز يُداس، وأن الرسول الذي هو أفضل الرسل يُسَبّ ويُعَدّ من الأشرار والكذابين والمفترين، وأن كلامه الذي هو القرآن الكريم يُذكر بكلمات مسيئة ويُقال إنه كلام البشر. فتذكّرَ الله وعده المذكور في قوله تعالى:

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ .

فاليوم يوم تحقُّق ذلك العهد. لقد أثبت الله لكم بهجمات قوية وآيات متنوعة أن هذه الجماعة هي جماعة الله تعالى. هل رأت أعينكم من قبل آياتِ الله القطعية اليقينية كما ترونها الآن؟! لقد حارب الله من أجلكم الأممَ الأخرى كالمصارعين وغلبها. ألا إن قضية «آتهم» كانت بمثابة مصارعة. ابحثوا وأخبروا أين آتهم الآن؟ ألا إنه تحت التراب اليوم. لقد أُمهِلَ أيامًا قلائل وفق الشرط المتضمن في الوحي، ثم طبقًا للشرط نفسه أُخِذَ.

والمصارعة الثانية هي قضية ليكرام. فكّروا الآن وانظروا كيف صار الله غالبًا في هذه المصارعة أيضًا. لقد رأيتم بأم أعينكم كيف أن علامات هلاكه قد تحققت كلها تماما كما كانت مذكورة في النبوءة الإلهامية سلفًا. لقد جعلت آيةُ الله القهرية أمةً (الهندوسَ) عرضةً لمآسٍ شديدة.  هل رأيتم من قبل آيةَ الله تظهر هكذا بهذا الجلال بين أيديكم وأمام أعينكم؟ فيا ذرية المسلمين لا تسيئوا إلى أفعال الله.

والمصارعة الثالثة هي مؤتمر الأديان المسمَّاة «جلسة مهوتسو». انظروا كيف أن الله تعالى قد جعل الإسلام غالبا في تلك المصارعة أيضًا، وأراكم آيته، وكشف لعبده سلفًا أن محاضرته تكون هي الغالبة، ثم جعلها الله غالبة بالفعل، وألقى الحضورَ كلهم في حيرة شديدة بتأثير هذه المحاضرة. هل كان هذا فعل غير الله أم فعله هو؟

هذا المؤتمر الذي يتحدث عنه المسيح الموعود والذي قُرئ فيه كتابه «فلسفة تعاليم الإسلام»، كان الله تعالى قد أخبره عن نجاح مقاله سلفًا، وكان قد نشر الإعلان عن ذلك، ثم إن الأغيار أيضًا قد اعترفوا على الملأ بأن هذه المحاضرة كانت هي الغالبة يقينا.

ثم يقول المسيح الموعود : والمصارعة الرابعة هي القضية التي رفعها الدكتور كلارك ضدّي، والتي اتفقت فيها الأمم الثلاث، الآريا الهندوس والمسيحيون والمسلمون الذين يعارضونني، على أن يثبتوا صحة تهمة محاولة القتل الموجهة ضدي. وكان الله تعالى قد كشف لي قبل الأوان أن هؤلاء سوف يفشلون في قصدهم، وكنت قد أخبرت قرابة مئتي شخص بهذا الوحي سلفًا، وكان الفتح لنا في النهاية.

والمصارعة الخامسة هي قضية مرزا أحمد بيك الهوشياربوري، الذي كان أعزاؤه وأقاربه يزدرون من الإسلام، وكان بعض المرتدين الشديدين منهم يُكذِّبون القرآن الكريم تكذيبًا شديدًا، وكانوا يطلبون مني آية على صدق الإسلام بإطلاق لسانهم ضد الإسلام بسوء وينشرون الإعلانات. فأعطاهم الله آية بأن قريبهم أحمد بيك سيموت خلال ثلاث سنوات بعد مشاهدة عدد من الوفيات والمصائب، وهذا ما حدث، فمات خلال الميعاد، ذلك لكي يعلموا أن لكل تجاسر عقوبةً.

فقد حذر العالم بألا يحاربوا المبعوث الرباني، فمادام الله تعالى قد أرسله فلا بد أن يؤيده وينصره ويري الآيات أيضًا.

وقال :

«لقد قال الله تعالى لي بكلمات قوية: جاء نذير إلى الدنيا، فلم تقبله، ولكن الله تعالى سيقبله وسيُظهِر صدقه بصولات قوية.»

فإن الجماعة الإسلامية الأحمدية المنتشرة في أكثر من 200 دولة في العالم اليوم تعلن أن الله تعالى لم يبرح يظهر صدقه   للعالم. ندعو الله تعالى أن يوفقنا للمساهمة في نشر مهمته في العالم، ويزيدنا إيمانًا وإيقانًا، ويوفقنا للقيام بواجباتنا.  آمين

Share via
تابعونا على الفايس بوك