معركة غامبيا بين قوى الشيطان وقوى الرحمن
التاريخ: 1997-09-12

معركة غامبيا بين قوى الشيطان وقوى الرحمن

حضرة مرزا طاهر أحمد (رحمه الله)

حضرة مرزا طاهر أحمد (رحمه الله)

الخليفة الرابع للمسيح الموعود (عليه السلام)

من خطب الجمعة

رحى الحق دارت وسحقت رؤوس الفتنة خلال أسبوع واحد فقط

ملخص خطبة الجمعة التي ألقاها حضرة مرزا طاهر أحمد

الخليفة الرابع لحضرة الإمام المهدي والمسيح الموعود

بتاريخ 12/9/1997 بمسجد الفضل في لندن

يتحمل المترجم مسؤولية أي خطأ، سوء فهم أو نسيان صدر منه خلال ترجمة هذه الخطبة. (التقوى)

بدأ حضرته خطبة الجمعة بالتشهد والتعوذ وتلاوة سورة الفاتحة فقال:

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهمْ وَلا الضَّالِّينَ (آمين)

ثم استطرد قائلاً:

في خطبة الجمعة الماضية تطرَّقت إلى موضوع الصراع الذي بدأ في غامبيا بين قوى الخير والشر خاصةً بعد قبول أحد الأئمة هناك والمسمَّى بالإمام فاتح دعوة المباهلة. وقد شرحت لكم أبعاد تلك التمثيلية البشعة التي نُسجت خيوطها الشيطانيّة لإلحاق الضرر بجماعتنا. وأنتم تذكرون أنني لم أقف في خُطبتي الماضية أي موقف سياسي موجَّه ضد النظام الحاكم في غامبيا، ولكني ذكرتُ أنَّ المباهلة بدأت بين قوى الشرِّ في غامبيا وبين ملائكة الرحمن في الطرف الآخر. وبفضل الله فلقد قامت ملائكة الرحمن وفي أسبوعٍ واحد بأعمال محيّرة ستُدهشكم. أولاً أُريد أن أُشير إلى أن ذلك الإمام الذي قَبِلَ دعوة المباهلة كان قد أخذ بإخبار الغامبيين بأنّ الأحمديين سيُقدِمون على قتله كي يُوهموا الناس بأنّه مات جرَّاء قبول المباهلة. وهو لم يكتفِ بذلك بل أخذ يتّهم الجماعة الإسلامية الأحمدية بأنّها كانت وراء مقتل الرئيس الباكستاني السابق ضياء الحق والذي تفجِّرت طائرته في السماء إلى أشلاء صغيرة بعد قبوله المباهلة، ومما ادَّعاه أيضًا أنّ ضياء الحقّ كان شهيدًا!! وكذلك سيكون هو إن أقدَمَ الأحمديون على قتله؟؟.

ولاشكَّ أنكم تذكرون أنني كنت أعلنت في خُطبتي قُبيل مقتل ضياء الحق (الدكتاتور الباكستاني الراحل) أنّ الله قد أراني مصيره وكيف أنّ رَحى الحق ستدور لتسحقه ومن معه. وقد حدث ذلك بعد أسبوع واحد من تحذيري ذاك حيث تفجَّرت طائرته في السماء وسُحقَ كل من فيها. ورغم مرور السنوات العديدة فإنّ الحكومة الباكستانيّة لم تستطع حتى الآن إيجاد حلّ للغز انفجار الطائرة. مما جعلهم يُعلنون في هذه السنة بأنّ التحقيقات والدراسات التي أُجريت على الصندوق الأسود الخاص بالطائرة أفادت بأنّه لا توجد أي دلائل على تدخُّل بشري في حادث الانفجار. وسيظلُّ هذا اللغز لغزًاً كما أعتقد لأنَّ ما حدث كان فيه يدٌ إلهيّة ونصرٌ لقوى الخير على قوى الشر.

واليوم وبعد أسبوع واحد من إعلاني للبشارة الإلهيّة بأنّ الله معنا فيما يخصُّ ذلك الإمام فاتح في غامبيا. أتت الأخبار التي تدلُّ على أنّ قوى الخير ستنتصر وأنّ مصير هذا الإمام فاتح لن يكون أفضل من مصير ضياء الحق… وسأُحدِّثكم عن فصول الإهانة والمذلَّة التي تعرَّض لها هذا الإمام فاتح.

رؤوس الفتنة

لقد حمل هذا الأسبوع انقلابًا في موقف الرئيس الغامبي ضد الإمام فاتح، وهو الأمر الذي أثَّر بشكل مباشر على موقف الحكومة مما يجعلني اليوم أُحجم عن ذكر العديد من الأمور التي كنتُ أُريد أن ذِكْرها عن هذا الرئيس احترامًا لموقفه وأترك الأمر لله تعالى. ولكنّي لا يمكن أن أغضَّ الطَرْف عمّا فعله كل من وزيري الأوقاف والداخليّة. فذاك الأول رمى بعيدًا أوراق المباهلة في إهانةٍ واضحة للجماعة ومؤسِّسها، في حين قام وزير الداخليّة بلعبةٍ قذرة كان يريد من خلالها إيهام الشعب الغامبي بأنّ الحكومة تريد إنقاذ الأحمديين لا إيذائهم. وملخَّص تلك الخطّة التي أذكر أنه في زمن (ذو الفقار علي بوتو) في الباكستان قد نُفِّذت خطّة مماثلة لها أنّ المسؤولون عن الأمن يقومون بإيهام الناس بأنّ الأحمديين معرَّضين للخطر بالقتل ومن الأفضل اعتبارهم غير مسلمين لإنقاذهم من القتل وذلك بالاتفاق مع رجال الدين الذين يسعون لاعتبار الأحمديين غير مسلمين. ومما يزيد يقيننا بأنّ هذه الخطّة الخبيثة كانت تُنفَّذ في غامبيا أنّ وزير الداخليّة كان يخبر الغامبيين بعزمه على إنقاذ الأحمديين في حين يقوم بتهديد من يزوره من وفود الجماعة بالقتل وقد حدث ذلك أكثر من مرة!!. وقد قاما هما الاثنان بتشجيع ذلك الإمام فاتح على موقفه المعادي للجماعة.

ثم إنّ هناك الكثير من الحقائق التي بدأت تتكشَّف عن تاريخ هذا الإمام فاتح الشخصي حيث إنّه ليس من سكان غامبيا الأصليين وكذلك لم يُعرف له أب ودائمًا يجري الحديث عن جدّه لأمه ولا يتطرَّق لذكر أباه!!.

وهو قد عُيِّن إمامًا في المسجد الواقع في قصر الرئاسة الغمبيّة من قبل السلطات السعوديّة وبذلك أخذ دور الممثل الرسمي لتلك السلطات!!.

تُهم وأباطيل

وأُريد هنا أن أتطرَّق باختصار لبعض الاتِّهامات الباطلة التي ردَّدها لسان هذا الإمام فاتح البذيء مما يُسيء لرسالة الجماعة ومؤسِّسها وأهدافها.

لقد اتَّهم هذا الإمام فاتح جماعتنا أكثر من مرة بالكفر وأنّ القتل هو أقل مما يجب أن ينتظر كل أحمدي. وكذلك أراد أن يُجرّدنا من إسلامنا وديننا ويبدو أنّه أراد أن يقتدي بما فعله ضياء الحق في الباكستان، ولكنه لِحُمقه نسيَ أن يُتابع القصة وكيف كان مصير ضياء الحق ومن ناصره.

لقد اتهمنا بأننا غِراس الإنكليز وعملاء لإسرائيل وهي التُّهمة التي لطالما ردَّدها علماء الباكستان والسعوديّة، ونحن سنُخصِّص إن شاء الله ساعات تلفزيونيّة طويلة في قناة الجماعة الإسلامية الأحمدية الفضائيّة للردّ على هذه التُّهم الباطلة وكيف أنَّ السعوديين أنفسهم هم عملاء الإنكليز وكيف أنّ سادتهم قد أقرُّوا بأنفسهم بأنّ الإنكليز هم آبائهم فكيف يُحاربوهم!! وسنعمل إن شاء الله على بثّ تلك الساعات عبر قناتنا حتى يُدرك الغامبيون حقيقة التضليل الذي يُمارس عليهم.

ومن التُّهم الأخرى التي يُردِّدها هذا الإمام فاتح وكان قد ردَّدها من قبله مشائخ الباكستان المتعصِّبين أنّ المستشفيات والمدارس التي نُؤسِّسها لمساعدة الفقراء في أفريقيا هي مراكز تبشير وأنّه يتوجَّب إغلاقها ويُفرض حظر على الأحمديين ويجب مقاطعتهم اجتماعيًا!!.

ويكمل الإمام فاتح هُراءَهُ ليقول بأنّ ميرزا غلام أحمد (مؤسِّس الجماعة الإسلامية الأحمدية) قد أساء إلى علماء المسلمين، وأنّه اعتبر معجزاته أعظم من معجزات الرسول الكريم والعياذ بالله من ذلك.

وهو يُضيف بأنّ حضرته قد اعتبر سيدنا عيسى بن مريم ابن زنا والعياذ بالله!! وهي التُّهمة التي تدلُّ على الطريقة التي يتَّبعها هؤلاء في سياستهم لخلق الافتراءات ضد الجماعة حيث يقطعون الكلام في غير موضعه ولا يربطون بين سياق وسباق الكلام وهم يفعلون ذلك عن قصد حتى يوصِلوا القارئ أو المستمع إلى الهدف الذي يُريدونه.

إنَّ سيدنا حضرة ميرزا غلام أحمد قد تحدَّث عن عيسى بن مريم المذكور في التوراة والإنجيل حيث يقدِّم هذان الكتابان المحرَّفان صورة مشوَّهة ممسوخة للسيد المسيح ولا يمكن للقارئ إلا أن يستنتج أنّ ما يتحدَّث هذان الكتابان عنه هو ليس بنبي بل أقل من ذلك. وإنّ ذلك يرجع لأنَّ كلمات التوراة والإنجيل هي كلمات بشريّة وليست وحيًا إلهيًّا خالصًا وبالإضافة إلى ذلك هي محرَّفة مشوَّهة. وأما السيد المسيح المذكور في القرآن الكريم فإنّ حضرة ميرزا غلام أحمد يَكِنُّ له احترامًا وتبجيلاً عميقًا.

وأراد ذلك الإمام فاتح الإساءة إلى حضرة ميرزا غلام أحمد من خلال تهكُّمه بأنّ حضرته قد مات في المرحاض. وأُريد هنا أُذَكِّر هذا الإمام فاتح بأنّه قد سبقه إلى هذا الاتِّهام العديد من المشائخ ومن حِكَمِ الله تعالى أنّ جميعهم قد انتهوا إلى ميتةً بشعة في المرحاض ومنهم من لم يستطع الناس الاقتراب منهم للعفونة الشديدة التي أحاطت جُثثهم.. وما أذكره هو ليس من قصص الماضي بل هي حوادث حصلت في السنوات الأخيرة التي تلت المباهلة مع مشائخ الباكستان المعارضين لوجود الجماعة. وإننا في صدد تهيئة كتب تحمل تفاصيل تلك الحوادث وتواريخها الدقيقة حتى يُدرك الجميع صدق وقائعها.

ومن الأمور التي تفوَّه بها ذلك الإمام وكشفت لنا صدق موقف جماعتنا هي أنّه قال بأنّ الأحمديين استفادوا من فترة حكم الرئيس السابق وأنّ العديد من أفاضل الشخصيّات الغامبيّة قد دخلوا الأحمديّة.. والحقيقة إن دلَّ هذا على شيء فإنّما يدلُّ على أنّ لسان هذا الإمام فاتح قد زلَّ وأنّ الله قد انطقه بالحق رغم أنفه فاعترف هو بأنّ أفضل الغامبيين ينضمُّ إلى صفوف الجماعة مما يدلُّ على نزاهة وصدق رسالة الجماعة الإسلامية الأحمدية.

وبعد تكرار هذا الإمام فاتح لادِّعاءاته الباطلة وبعد ذلك قبوله المباهلة كنتُ قلقًا على الأحمديين من غير الغامبيين القاطنين في غامبيا ولكن الله أزال قلقي وأراني رؤيا تحيَّرتُ لها وقد فهمتُ ما تحمله من إشارات وأنباء غيبيّة بعد أن استيقظت، وكما وعدتكم في الخطبة الماضية سأقصُّ عليكم هذه الرؤيا المباركة.

رؤيا مباركة

رأيتُ في الرؤيا أنني أقف على سطح بناءٍ عالٍ يُناطح السحاب. أُدرك في الرؤيا أنّه بناء مسجد. وأرى أنني أنظر من علو إلى الأسفل فلا أكاد أرى الناس الذين ينتظرونني في الأسفل لصغر حجمهم. وفيما أنا أنظر بشيءٍ من الخوف لعلوِّ المكان إلى الأسفل أدركتُ في الرؤيا بأنّهم من إسبانيا وقاديان. ثم أرى أنني أحمل في جيبي مشطاً جميلاً وهو الأمر الذي لم اعتد أن أفعله في الواقع، ثم أرى أنني أرمي بالمشط من أعلى وأنا أقول لمن هم في الأسفل.. هذه هي علامتي، وأجد أنّ هذا المشط يأخذ وقتًا طويلاً للوصول إلى الأسفل مما يُحيّر المراقب. ثم أرى أنني نزلت من الأعلى وأدخل إلى فناء المسجد وأُطلُّ على الحاضرين من إحدى النوافذ. وأجد أنَّ هناك الكثير من شُرفاء القوم من الأحمديين وغيرهم ممن هم متعاطفون مع الجماعة ومنهم قساوسة ورهبان جاؤوا ليُرحِّبوا بي وأرى أنّ عليَّ أن أُقابلهم. ثم تنتهي الرؤيا.

وقد راودني شعورٌ أثناء الرؤيا بأنها تصوير يختصر كل تاريخ الجماعة. والمسجد هنا يرمز إلى الجماعة وعلوّه الشاهق يدلُّ على علوّ مكانة الجماعة التي لن تطالها الأكاذيب والتُّهم الباطلة. ثم إنّ ورود ذكر إسبانيا وقاديان يدلُّ على ترابط موضوع الرؤيا بموضوع جماعتنا في غامبيا لأنّ هذين المكانين إسبانيا وقاديان هما اللذان جرت فيهما محاولات طرد الجماعة منهما.. ثم إنّه مما لاشكَّ فيه أنّ المشط يرمز هنا إلى النظافة وطرد الأدران والتجميل وقد فهمت هنا أنّ الله تعالى يريد أن يعمل على تنظيف وتطهير هذه الجماعات جيدًا.

وقد أحسستُ بعد أن رأيتُ الرؤية باطمئنان إلى رجوع الأحمديين الذين سيُغادرون غامبيا إليها مرة أخرى. فالرجوع يتم بعد الخروج كما في الرؤية. وقد شجّعني هذا على الاستمرار في عملية خروج الأحمديين غير الغامبيين وكنت واثقًا من أنّهم سيُغادرون بسلام ودون عراقيل أو مشاكل. وكذلك كنتُ على يقين من أنّ الغامبيين سينتظرون رجوعهم سالمين غانمين مكرَّمين. وهنا أجد أمرًا عجيبًا حيث لم يُرني الله في الرؤيا الخروج بل أراني الرجوع. فسبحان الله.

وقد قصصتُ هذه الرؤيا على وكيل التبشير الإضافي وأخبرته أنّ علينا أن لا نقوم بأي إجراءات استثنائيّة لمساعدة أولئك المغادرين لأنّ الله قد بشَّرني بأنّه كفيلٌ بهم. وهذا ما حدث بعد ذلك عندما قام أحد أبناء الجماعة المخلصين الأخ لُطف الرحمن باستئجار طائرة صغيرة وغادر الجميع بسلام. وقد أخبرنا صاحب الطائرة كيف أنّ المخابرات الغمبيّة حاولت تشويه سمعة المغادرين كي لا يسمح لهم باستخدام طائرته، ولكنه رفض تهديد المخابرات وأخبرهم بأنّه كان يُراقب تصرُّفات أولئك الناس ولم يُشاهد أي تصرُّف يدلُّ على ما يدَّعيه مسؤولو المخابرات، ولكن بالعكس من ذلك فلقد كان أولئك الأحمديون مثاليين في تعاملهم وتهذيبهم. واستمرّ التأييد الإلهي بعد ذلك عندما لقيَ هؤلاء المغادرون في ساحل العاج كلَّ ترحيب من وزير الأوقاف هناك الذي تلقّى توجيهًا خاصًا من رئيس البلاد لتأمين إقامتهم هناك لمدّة شهرين وذلك تقديرًا منه لخدمات الجماعة الجليلة لبلاده. وهكذا فشلت محاولات الإيقاع بالأحمديين وتحقَّق نصر الله ووعوده لنا.

فصول المهانة والذُلّ

والآن أُريد أن أُفصِّل لكم فصول المهانة والمذلّة التي تعرَّض لها ذلك الإمام فاتح بعد قبوله للمباهلة، ولكن قبل ذلك أُريد أن أُشير إلى أنني كنتُ قلقاً بعض الشيء قبل الخُطبة الماضية ولكن الله تعالى طمأنني بقوله: “أليسَ اللهُ بكافٍ عبْدَه”. وشعرتُ بالخجل من نفسي لأنني تسرَّعتُ بقلقي وتوجُّسي. وهذا قد حدث أيضًا مع حضرة المسيح الموعود والمهدي المعهود عندما انتابه بعض القلق على معيشة حياته بعد موت أبيه وقد زال كلُّ قلقٍ عندما تلقّى الإلهام في نصِّ تلك الآية السابقة. وقد سارعتُ إلى السجود على أعتاب الله وقمتُ بالاستغفار. الحمد لله فلقد صدقَ الله وعده ولم تُفلح محاولات الشيطان للمسِّ من كرامة وهيبة الجماعة.

إنّ وزير الأوقاف في غامبيا كان دائمًا العنصر المحرِّض ضدنا، وقد وضح ذلك من لقائه مع أمير الجماعة هناك حيث أراد تهديد أميرنا بالقوة حتى أنّه استخدم يديه وأمسك بتلابيب الأمير وهو يهدِّده بالقتل والسجن، ووجَّه الشتائم والسباب للجماعة ومؤسِّسها، ولكن الأمير وقف وقفة الشُجعان ولم يَهَبْ التهديد وكادت أن تحدث مشاجرة بالأيدي بين الوزير والأمير ولكن من كان معهم وقف بينهم.

وبعد قبول الإمام فاتح المباهلة أراد وزير الأوقاف أن يمتصَّ غضب الجماهير والأحمديين على موقف الحكومة وذلك من خلال خُططهِ القذرة فأقام مؤتمرًا صحفيًا وأقحمَ فيه اثنين من الغامبيين ادَّعيا أنّهما ارتدَّا عن الأحمديّة وأنهما كانا يقومان بإرسال تقارير كاذبة إليَّ (رغم أنني لم أتلقَّ بتاتًا أي تقرير مماثل) وأنّ تلك التقارير كانت السبب في إثارة غضبي. ولكن الرئيس الغامبي اتصل بالوزير أثناء المؤتمر الصحفي ووجَّه إليه كلماتٍ قاسية وأعلن أنّ ذلك الإمام فاتح هو شخصٌ شرير يُريد أن يُوقع البلاد في فتنةٍ كبيرة وأنّه لن يسمح لذلك الإمام فاتح بمهاجمة الأحمديين. ووصل الأمر بالرئيس إلى أنّه وجَّه الشتائم والسباب لذلك الإمام فاتح وقال بالحرف الواحد أنّه لن يسمح أن يُهاجَمَ الأحمديون في غامبيا كي لا تُصبح بلدًا متعصِّبًا دينيًا بعد أن كانت بلدًا علمانيةً.

وهكذا اضطّر الوزير إلى الإعلان في نهاية المؤتمر أنّ ذلك الإمام فاتح هو المسؤول الأول والأخير عن إثارة تلك الفتنة والإساءة إلى الدولة وهيبتها!!!

وقد أرسل الرئيس أوامره إلى وسائل الإعلام المختلفة لنشر تصريح بأنّ الأحمديين هم مسلمون حقيقيون ومسموحٌ لهم بالتعبير عن آرائهم ومواقفهم. كما منع الرئيس نشر أي تصريح لذلك الإمام فاتح لأنّه هو رأس الفتنة ويحاول شقَّ الصفوف، وهو الأمر الذي حدا بالصحف والمجلات إلى البدء بالمطالبة لإبعاد ذلك الإمام من غامبيا وإعادته إلى حيث أتى.

وهكذا ترونَ فصول المهانة والذلّة التي تعرَّض لها هذا الإمام خلال أسبوع واحد من قبوله المباهلة مما جعله يهذي ويصرخ في كل مكان أنّ وزير الأوقاف هو من ورَّطه في هذا الأمر وهو من خدعه وأضلّه!!.

وأنا واثق أنّ رحى الحق ستسحق أيضًا ذلك الوزير المتآمر لأنّه كان يلعب على حبال الشرّ من وراء ستار.

أهلاً بالأحمديين

ورغم كل ما فعلوه ضدنا كنتُ قد أمرتُ بعودة الأطباء الأحمديين الذين غادروا غامبيا لأنني أُدرك أنّ أهل غامبيا الطيبيّن لا ذنب لهم ويحتاج فيها الفقراء إلى الخدمات الطبيّة، وقد جاءتني الأخبار المفرحة بأنّ الصُحف الغامبيّة رحّبت بقراري ونشرت تقول: “أيُّها الأطباء الأحمديون في قلوبنا مساحةٌ كبيرة من الحب لكم، ونحن ننتظركم” وكذلك وجّهت صحيفة (ديلي أوبزرفير) الشكر والامتنان للقرار الذي أصدرتُهُ وأنّ هذا القرار يدلُّ على محبة الأحمديين لأهل غامبيا وعدم اكتراثهم لما لاقوه من ظلم على يد الحكومة.

وفي نهاية خُطبتي أُريد أن أُخبركم أنني عندما تلقيّتُ كل تلك الأخبار المبشِّرة بنصرِ الله كنتُ أُريد أن أسجد في كل شارع ممتنًّا لفضل الله الكبير. وأطلب منكم اليوم أن تحتفلوا أنتم بنصر الله. ولكن من خلال السجود والبكاء على أعتاب الله تعالى لأننا ننتظر أن ينصرنا الله على بقيّة أعدائنا من مشائخ الباكستان الذين وصلهم تحدّي المباهلة وبذلك تكون هذه السنة هي سنة الحسم، إن شاء الله القدير.

Share via
تابعونا على الفايس بوك