يوم الخلافة، ونماذج عديدة من هدايات الله تعالى لذَوي الفطرة السعيدة
- فبم يحتفل المسلمون الأحمديون في الحقيقة؟!
- وكيف نقنع الأغيار بأن خلفاءنا هم المهديون الذين أشار إليهم نبينا الخاتم ص في حديثه؟
_____
خطبة الجمعة التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز
الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي بتاريخ 27/5/2022م
في مسجد مبارك بإسلام آباد، بريطانيا
* العنوان الرئيسي والعناوين الفرعية من إضافة أسرة «التقوى»
النبوءة عن زوال الظلم وشيوع العدل ببعث المسيح المهدي
اليوم هو 27 أيار/مايو ويُعرف في الجماعة كيوم الخلافة، ونعقد في هذا اليوم أو ما قبله أو بعده كل عام جلسات ونحتفل فيها بيوم الخلافة، ولكن لماذا نفعل ذلك؟ علينا أن نضع الجواب على هذا السؤال أمام أعيننا دائما ويجب أن نحث أجيالنا وأولادنا أيضا للتأمل في ذلك. يعود تاريخ هذا اليوم إلى 27 أيار/مايو 1908م، حين أقام الله تعالى في الجماعة الإسلامية الأحمدية نظام الخلافة بحسب وعوده وبمنّته علينا. وقد سبق أن وعد الله تعالى المسيح الموعود بتقدم جماعته وازدهارها، وحقق وعده في ذلك اليوم. كان المسيح الموعود يُعِدّ جماعته منذ فترة أنه ما من أحد منـزه عن الموت، والأنبياء أيضا عندما يكملون مهمتهم، يتوفاهم الله تعالى. وذكر مرارًا أن أجله قد اقترب ولكنه بشّر أتباعه أيضا بأن جماعته التي أقامها الله ستزدهر وتنتشر وأن وعود الله معه سوف تتحقق حتمًا، وأن الجماعة ستنال التقدم بإذن الله ولا يسع أحدا أن يعرقل هذا التقدم. وقد بيّن رسول الله أيضا نظام الخلافة في عهده وفي زمن «الآخرين» أي في زمن المسيح الموعود . فقال رسول الله وهو في مجلس الصحابة:
«تكون النبوةُ فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله تعالى، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله تعالى»(1). (منذ مدة تناولت سير الخلفاء الراشدين في إطار عرض سير الصحابة البدريين، وفي هذه الأيام يجري ذكر سيدنا أبي بكر ، ويتضح بجلاء من الاطلاع على سيرة جميع الخلفاء أنهم قضوا فترة خلافتهم بكل تواضع ومتأسين بسُنّة رسول الله ومتخذين القرآن الكريم دستورا للعمل، أي بذلوا قصارى جهودهم للسلوك على منهاج النبوة في كل خطوة)
تابع رسولُ الله الحديث وقال: «ثم تكون مُلكًا عاضًّا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله تعالى، ثم تكون مُلكًا جبريةً»(2). (وقد شهد التاريخ ذلك، بل هذا ما يفعله الحكام المنحرفون عن الدين مع رعاياهم اليوم، سواء أكانت حكومة سياسية أم مبنية على الملكية. كل مَن ينال الحكم، هذا الفريق أو ذلك، تتغلب عليه المادية، حتى يضيق الناس ذرعا في هذه الفترة ويبتئسون. فأنبأ رسول الله بأنه عندما تواجه الأمة هذه الظروف كلها ستفور رحمة الله وتنقضي مدة الظلم والجَور، «ثم تكون خلافةٌ على منهاج النبوة». ثم سكت (3).
النبوءة عن زوال فترة الظلم والجَور التي أنبأ بها رسول الله كانت لفائدة الذين سيبايعون خاتَم الخلفاء، سيدَنا الإمام المهدي والمسيح الموعود ويعملون بحسب تعليمه.
كيف يملأ المهدي الأرض قسطا وعدلا؟!
لقد أسس الله تعالى نظاما، ولكن إن لم يُطع الناس هذا النظام وأصروا على تعنّتهم تكون النتيجة، كما هي ظاهرة للعيان حاليا ويراها المسلمون في هذه الأيام. ندعو الله تعالى أن يهب هؤلاء الناس العقل والفهم ليعرفوا الخادم الصادق للنبي ولا ينكروه وألا يزدادوا ظلما واستبدادا لجماعته. فليكن واضحا أيضا أن سكوت النبي بعد قوله: «ثم تكون خلافةٌ على منهاج النبوة» يعني أن هذا النظام سيستمر طويلا. يقول بعض الناس لعدم فهمهم الأمورَ بأن سكوته يعني أن هذا النظام أي نظام الخلافة بعد المسيح الموعود سينتهي سريعا. ولكن القائلين بذلك مخطئون لأن المسيح الموعود قد وضّح هذا الموضوع بنفسه. الوعود التي أعطاها اللهُ تعالى المسيحَ الموعود متحققة لا محالة. يمكن أن تزول السماء والأرض ولكن لا يمكن لأحد أن يحول دون تحقق وعود الله تعالى.
يقول المسيح الموعود مبيّنا أن نظام الخلافة هذا سوف يدوم: «يا أحبائي، مادامت سنة الله القديمة هي أنه تعالى يُري قدرتين، لكي يحطّم بذلك فرحتَين كاذبتين للأعداء فمن المستحيل أن يغيّر الله تعالى الآن سنته الأزلية. لذلك فلا تحزنوا لما أخبرتكم به ولا تكتئبوا، إذ لابد لكم من أن تروا القدرة الثانية أيضًا، وإن مجيئها خير لكم، لأنها دائمة ولن تنقطع إلى يوم القيامة. وإن تلك القدرة الثانية لا يمكن أن تأتيكم ما لم أغادر أنا، ولكن عندما أرحل سوف يرسل الله لكم القدرةَ الثانية، التي سوف تبقى معكم إلى الأبد بحسب وعد الله الذي سجلتُه في كتابي «البراهين الأحمدية.» (4)
إذن، إن قوله بأن القدرة الثانية أي الخلافة ستبقى معكم إلى الأبد وعدٌ من الله تعالى أنه سيكون في الجماعة دوما أناس يقومون لحماية الخلافة في الجماعة الإسلامية الأحمدية. فالسعداء منا هم الذين يعتصمون بالخلافة الأحمدية دوما وينصحون أجيالهم أيضا بذلك. الأشقياء هم الذين يريدون أن يحدّدوا الخلافة الأحمدية في حدود فترة معينة، أو الذين يفكرون على هذا النحو. فهؤلاء الناس سوف يواجهون الخيبة والفشل كما واجهوهما دائما.
إن تاريخ الجماعة يوحي بأن المعارضين واجهوا خيبة الأمل عند انتخاب الخليفة الأول والخليفة الثاني رضي الله عنهما.
على أية حال، يقول المسيح الموعود عن بقاء الخلافة شارحا الموضوع أكثر:
إذن، ما وعد الله به المسيح الموعود عن نشأة الإسلام الثانية وازدهاره، وما أخبره بتحققه سوف يتحقق حتما، وسترى الجماعة أيام غلبة الإسلام وسترى أيام تقدم الجماعة الإسلامية الأحمدية وازدهارها بإذن الله.
والذين سيظلون مرتبطين بالخلافة سيرثون أفضال الله تعالى. إن الجماعة الإسلامية الأحمدية لا بد أن تنتشر في العالم، هذا ما قال المسيح الموعود ، ولقد قال عن غلبة جماعته:
وعليه فلا بد أن تبلغ الكمال جميع النبوءات التي قدّمها حضرته ووعود الله التي ذكرها، ولابد أن يتحقق ذلك من خلال نظام الخلافة الذي أقامه الله تعالى بعد وفاة حضرته . لقد قدر الله تعالى الازدهار للجماعة ولا يزال يعطيه إياها، وإنه بنفسه يهدي الناس ويربطهم بالخلافة وإلا فليس بوسع الإنسان ربط أفراد الجماعة وخليفة الوقت في رباط وثيق لا مثيل له. ولا يربط الله تعالى قلوب الأحمديين القدامى بالخلافة فقط بل قلوب المنضمين إليها لاحقًا أيضا، مع أنهم مبايعون جدد ولم يتلقوا تربية كاملة بعد. إنه ليس بعمل الإنسان بل هو فعل الله تعالى. فإن هؤلاء يبدون الإخلاص والوفاء للمسيح الموعود ثم يظهرون باسمه الإخلاص والوفاء نفسه تجاه الخلافة الأحمدية التي أقيمت لإكمال مهمة المسيح الموعود . أَمَا كانت الطريقة التي بايع الناس بها الخليفة الأول للمسيح الموعود إلا عبارةً عن تأييد الله تعالى ونصرته؟ وباستثناء عدد قليل من ذوي طبائع المنافقين الذين يكونون موجودون في كل جماعة فقد بدأ يزداد عدد المخلصين للخلافة والأوفياء لها، أما المنافقون فقد وبخهم الخليفة الأول أشد توبيخ، وجعلهم لا يعدون مكانهم الذي يليق بهم، وبالتالي فلم يستطيعوا أن يرفعوا رؤوسهم.
ثم عند انتخاب الخليفة الثاني أثار ضجةً هؤلاء المنافقون أنفسهم الذين بقوا في الجماعة مستبطنين النفاق في عهد الخليفة الأول، وعارضوا بشدة، ولكن أفراد الجماعة -رغم محاولات التوهين وإثارة الضجة والفتنة والفساد- ناشدوا حضرة مرزا محمود أحمد وبايعوه خليفة ثانيًا للمسيح الموعود . وبعد ذلك رأى العالم كيف ازدهرت الجماعة بسرعة فائقة، إذ فُتحت مراكز الجماعة في العالم وأُنشِئت المساجد، ونُشرت كتب الجماعة، وهكذا فقد تقدمت نحو الأمام الأمور التي جاء المسيح الموعود لإتمامها.
ثم في زمن الخليفة الثالث رغم معارضة حكومة الوقت وهجماتها الشديدة أنعم الله تعالى على الجماعة بالرقي والازدهار، فإن الذين كانوا يدّعون بأنهم سيضعون في أيدي أفراد الجماعة وعاء التسول، رحلوا من هذا العالم بحالة يرثى لها.
ثم فُتح باب آخر من الرقي والازدهار للجماعة في زمن الخليفة الرابع، ورأت الجماعة مشاهد جديدة من تأييد الله ونصرته، وفُتحت أبواب جديدة لنشر الإسلام، والذين كانوا يريدون قطع أيدي خليفة الوقت فقد قُطعت أيديهم، وتناثرت أشلاء أجسادهم في الفضاء، ولكن لم تتوقف أقدام رقي الجماعة، إذ وُسّع في ميدان التبليغ، وبدأت الفضائية إم تي إيه وبدأت الدعوة تصل من خلالها إلى كل بيت، وكانت هذه خطوة أخرى نحو إكمال وعود الله تعالى التي قطعها مع المسيح الموعود . فإن لم يكن هذا تحقيق لوعود الله تعالى فماذا إذن؟
ثم أرى الله تعالى مشاهد تأييدات الله تعالى ونصرته في زمن الخليفة الخامس أيضا، فقد هُيّئت الأسباب لفتح طرق جديدة لنشر دعوة الإسلام وإكمال مهمة المسيح الموعود حتى في نطاق الفضائية الأحمدية نفسها، فبدأت بدلا من قناة واحدة لــ «إم تي إيه» سبع أو ثماني قنوات أخرى بلغات مختلفة، وبدأت تراجم البرامج بلغات عالمية مختلفة، وهكذا بدأ بث إم تي إيه يصل إلى بقاع العالم التي لم يكن يصل إليها سابقا، وشرعت تبلغ دعوة الأحمدية أي الإسلام الحقيقي إلى سكان تلك البلاد والمناطق بلغاتهم، وبالتالي وُفّق مئات الآلاف من الأرواح السعيدة لقبول الأحمدية.
إضافة إلى برامج القنوات الفضائية والراديو فقد هدى الله تعالى الناس لقبول دعوة الأحمدية من خلال الرؤى وقراءة كتب الجماعة ومنشوراتها المختلفة.
وفي هذه الأيام يجري ذكر سيدنا أبي بكر ، ويتضح بجلاء من الاطلاع على سيرة جميع الخلفاء أنهم قضوا فترة خلافتهم بكل تواضع ومتأسين بسُنّة رسول الله ومتخذين القرآن الكريم دستورا للعمل، أي بذلوا قصارى جهودهم للسلوك على منهاج النبوة في كل خطوة)
هدايات الله الخاصة لبعض عباده
عندما نطالع تاريخ الجماعة نرى كيف كان الله تعالى يوجه بعض الناس للإيمان بالمسيح الموعود في زمنه أيضا، ثم استمر الأمر نفسه في عهد الخليفة الأول أيضا بحيث وجّه الله تعالى بنفسه الأرواح السعيدة إلى الجماعة فظل الناس ينضمون إليها. ثم هناك أحداث كثيرة حصلت في عهد الخليفة الثاني وهي تُروَى في العائلات القديمة وتذكر كيف وُفِّق آباؤهم لقبول الأحمدية. ولوحظ الأمر نفسه في عهد الخليفة الثالث أيضا. كما وُجّهت الأرواح السعيدة من الله تعالى إلى قبول الأحمدية في عهد الخليفة الرابع أيضا، وكل ذلك كان نتيجة تحقق وعود الله تعالى مع المسيح الموعود . وهكذا فقد تلقت الجماعة رقيا وازدهارًا في عهد جميع الخلفاء، وفي زمن الخليفة الخامس أيضا تلقت الجماعة المعاملة نفسها، إذ إنه تعالى فتح طرقًا جديدة للتبليغ، وجعل الناس يميلون إلى الاستماع إلى دعوة الإسلام الحقيقي وقبولها. فقد حدثت أحداث تدل على التأييد الإلهي الخالص، وإلا فلا يمكن أن يقبل الناس بهذا الشكل بمجرد جهود بشرية.
سأروي لكم بعض الأحداث التي تذكر كيف أن الله تعالى جعل قلوب الناس تتجه نحو الأحمدية أي الإسلام الحقيقي، وكيف كشف لهم حقيقة الخلافة الأحمدية وكيف خلق حب الخلافة في قلوبهم.
«غينيا بيساو» وهي بلاد نائية في قارة إفريقيا، يذكر أحد سكانها السيد عبد الله الذي كان مسيحيًا سابقا، ويروي أنه رأى فيما يرى النائم قبل فترة رجلا بلحية بيضاء وكان يرتدي عمامة، وكان يخطب في الناس الذين كانوا يستمعون إليه بصمت تام. كان أسلوب حديث هذا الشخص بسيطًا جدًا ومختلفًا عن أسلوب شَعبِه. فلما استيقظ لم يفهم شيئا، ثم نسي هذه الرؤيا. بعد أيام قليلة، رأى مناما مشابهًا مرة أخرى واستقر في ذهنه هذا الوجه الذي رآه في المنام.
ثم للمرة الثالثة رأى الرؤيا نفسها، ثم حاول معرفة هذا الشخص، غير أن محاولته بدت غير مجدية. ثم اتفق أن ذهب ذات يوم إلى مسجدنا في بلدة فرين القريبة من قريته، وكان ذلك يوم الجمعة، وكان أفراد الجماعة يستمعون إلى خطبتي على إم تي إيه. يقول هذا الأخ: سألت معلم الجماعة فورًا: من هذا الشخص الذي يلقي الخطبة، فقال: إنه خليفتنا. جلس هذا الأخ واستمر في الاستماع للخطبة بهدوء، وبعد الخطبة صلى صلاة الجمعة مع أفراد الجماعة، ثم وقف بعد الانتهاء من الصلاة مباشرة وقال: «إني أعتنق الإسلام اليوم»، ثم بدأ يخبر قائلا: لقد أراني الله تعالى هذا الشخص ثلاث مرات في المنام، وكان له تأثير كبير في روحي، وكنت أبحث عنه منذ مدة. وأتيت اليوم إلى مسجدكم بالصدفة ورأيت أنه خليفتكم، وهذا هو الوجه نفسه والمشهد نفسه الذي أُريتُه في الرؤيا، أن الناس يستمعون إلى الخطاب جالسين بصمت، والآن أدخل في إسلام الأحمدية.
وهكذا أرشد الله في الرؤيا رجلا في أقصى البلاد أولا ثم هيأ له الأسباب ليرى المشهد نفسه الذي رآه في رؤياه! بعض الناس يقولون لماذا لا يحدث معنا هكذا، فأقول لهم إنما هو فضل من الله حيث يهدي من يشاء، إلا أن ذلك يقتضي الفطرةَ الطيبة، والإنابةَ إلى الله ، من المؤكد أن الله وجَّهَه على هذا النحو لربما لحسنة قد أحرزها في الماضي.
كتب أمير الجماعة في غامبيا أن هناك سيدة تدعى الأخت فاتو، عمرها ستون عامًا تقريبا، قالت: جاء إلى منطقتنا أفراد الحزب الإسلامي وبدأوا يتكلمون ضد الأحمديين بأنهم كفار ولن يدخلوا الجنة، وينبغي أن لا تتعاملوا معهم في أي مجال، فقبِل معظم السكان كلامَهم، أما هذه السيدة فاضطربت ودعت الله ليهديها فرأت بعد أيام في الرؤيا أن عيون أفراد الحزب الإسلامي الذين جاؤوا إلى قريتها تلمع كالنجوم، وهم يحملون بأيديهم القرآنَ الكريم ويشتكون بأنهم لا يقدرون على قراءته، فبدأوا يصرخون أن الله أعماهم ومن ثم لا يستطيعون أن يكسبوا شيئا وصاروا أذلاء مهانين وهلكوا. وتابعت قائلة: قد رأيت في الرؤيا أيضا أن أفراد تلك المجموعة يريدون أن يصافحوا خليفة الجماعة الأحمدية، ولم ينجحوا في ذلك، ثم اعترفوا أن الأحمدية صادقة بلا شك، لكنهم إذا آمنوا بها فسوف يتركهم المريدون. على كل حال قد قصَّت هذه الرؤيا على أهل بيتها، ومن الملاحظ أن الناس يقولون إن الأفارقة قليلو الفهم، لكنها أوَّلت رؤياها قائلة أن عيون أولئك الأفراد كانت لامعة ومع ذلك لم يكونوا يقدرون على قراءة القرآن فمعناه أنهم ضلُّوا عن الحق تماما. فأحداث قبول البعض الأحمديةَ عجيبةٌ يتبين منها بالتأكيد أن تأييد الله الخاص يريهم هذه المشاهد.
ومن غواتيمالا، إحدى الدول الكائنة في قارة أمريكا الجنوبية، وتقول السيدة يورونيكا من سكان سان ماركوس الواقعة على حدود المكسيك وعلى بُعد مائتين وخمسين كيلومترا من مسجدنا: قد رأيت في الرؤيا قبل عشر سنوات، أن شخصا جاءني في الرؤيا وقال لي أن طريق الحق هو الإسلام، ثم طلب مني أن أقرأ القرآن فقلت لا أستطيع أن أقرأ القرآن، لكنه قال إنك تستطيعين أن تقرأي، فلما أصبحتُ قصصت هذه الرؤيا على زوجي وأبي، فقالا إن الإسلام ليس طريق الحق، بل هو دين الإرهاب، علما أنهم جميعا مسيحيون، لكن قلبي لم يطمئن لكلامهم، فبدأتُ أبحث في الإسلام على الانترنت، وأتعلم عن الإسلام شخصيا، ثم ذات يوم رأيت في السوق سيدةً محجبة، فنشأت لدي رغبة عارمة في التعرف إليها، فقصدتها سائلة إياها عن لباسها، فقالت أنا مسلمة لذا تحجَّبتُ، فتواصلتُ معها ثم أخبرتني عن الإسلام. وكانت تلك السيدة أحمدية، فبايعتُ بعد الاستماع لتعاليم الإسلام منها، لكن أهل بيتي لم يكونوا يقبلون؛ حيث كانوا يلقون الشبهات شبهة تلو الشبهة، ولم أكن أقدر على الرد عليهم، فقلت لتلك السيدة إنني سوف أجمع أقاربي وأرجو أن تأتي إلى بيتي لتردّي على اعتراضاتهم. ومن ثم عقدنا عدة جلسات دعوية، (والملاحظ أنها لم تبايع شخصيا فحسب بل قد بدأتْ نشر الدعوة في الآخرين أيضا) وتتابع السيدة يورونيكا وتقول: فجمعتُ معارفي وحضَّرت لهم الضيافة أيضا.
ولها ابنٌ يدرس في السنة الأخيرة في كلية الحقوق، فبايع هو الآخر، وعند هذه السيدة شوق وحماس لدرجة أنها قد تعلمتْ شخصيا قراءة القرآن الكريم بنفسها على الانترنت، وحفظتْ عدة سور، ثم خطَّت ترجمة القرآن كله بيدها بالأحرف اللاتينية بعد الاستماع إليه، إذ لم تكن تستطيع كتابته بالخط العربي، يقول أمير الجماعة هناك أنه حين زارها رأى دفترها الذي كتبتْ فيه القرآنَ الكريم بيدها، والآن تتعلم العربية أيضا، وتكتبه بالخط العربي أيضا. وهكذا لا يأتي الله بالأرواح السعيدة إلى الجماعة فحسب بل يحقق وعوده أيضا مع حضرته أيضا.
كذلك في إندونيسيا أيضا، والتي تعد بلدا بعيدا، هناك بُلِّغ شابٌّ رسالةَ الأحمدية فبايع فورا، ويقول السيد نور رئيس الجماعة المحلي إني قبل الانصراف من عنده أعطيتُه عددا من كتب الجماعة ونشراتٍ عليها صورة المسيح الموعود ، فلما وصل ذلك الشاب إلى بيته ورأى والدُه تلك النشرات سأله مَن صاحب هذه الصورة؟ فقال له هذه صورة الإمام المهدي فقد رأيت ليلة الأمس في الرؤيا أن الإمام المهدي قد ظهر، لذا قد بايعتُه فورا إذ كان لديَّ علم بالجماعة سلفا. فقال والده إنه هو الآخر يريد أن يبايع.
إذن، إن قوله بأن القدرة الثانية أي الخلافة ستبقى معكم إلى الأبد وعدٌ من الله تعالى أنه سيكون في الجماعة دوما أناس يقومون لحماية الخلافة في الجماعة الإسلامية الأحمدية. فالسعداء منا هم الذين يعتصمون بالخلافة الأحمدية دوما وينصحون أجيالهم أيضا بذلك. الأشقياء هم الذين يريدون أن يحدّدوا الخلافة الأحمدية في حدود فترة معينة، أو الذين يفكرون على هذا النحو. فهؤلاء الناس سوف يواجهون الخيبة والفشل كما واجهوهما دائما
وهكذا يُدخل الله الناس في الجماعة.
ويقول الداعية المحلي في بوركينافاسو السيد أزيله كريم: كان أحد سكان قريتي، ويدعى السيد حميد يستمع إلى إذاعة الجماعة بانتظام، وكان يحب الجماعة ويدفع التبرعات أيضا بين حين وآخر وبدأ يدفعها أخيرا بانتظام، لكنني حين كنت أقول له أن يبايع يصرف الموضوع، (ربما لم يكن يدفع التبرع العام بل كان يدفع التبرعات في صندوقَي التحريك الجديد والوقف الجديد، أو في صندوق آخر أو كان يدفع الصدقة، فكان يضحي بأمواله، فقد لاحظتُ في غانا أيضا أن كثيرا من الناس الذين وجبتْ عليهم الزكاة كانوا يدفعونها لنظام الجماعة قائلين إذا قدمناها لمشايخنا فسوف يأكلونها، أما الجماعة فسوف تنفقها في محلها الصحيح. فالناس هناك يدفعون التبرعات للجماعة). ذات يوم رأى في الرؤيا أن هناك اجتماعًا وبعض الناس داخل الحرم وبعضهم خارجه، ورأى أن الذين داخل الحرم كلهم من الإخوة الأحمديون، فقال أنا أيضا معهم فليؤذَنْ لي أيضا بالدخول، فسمعتُ صوتا يقول، لا يستطيع دخولَ هذا الحرم غيرُ المبايعين، فلما لم تبايع فليس بإمكانك الدخول فيه. فلما أصبح في اليوم التالي سارع إلى البيعة. هنا ينبغي أن يلاحَظ أن الجهود البشرية لم تتمكن من إقناعه بالبيعة، لكن لما كان سعيد الفطرة لم يُرِد الله أن يضيِّعه، فهداه في الرؤيا. وفي ذلك ردٌّ على الذين يقولون إنهم لا يرون أي رؤى، فعليهم أن يصبحوا أولا سعداء الفطرة ويُفرغوا أذهانهم من كل الشكوك والوساوس ثم يدعوا الله فسوف يرشدهم الله.
يقول السيد محمد كوني من مالي. قد استمعت إلى إذاعة الجماعة وسمعت ما يقوله الناس ضد الجماعة أيضا، وبعد ذلك دعوت الله أن يهديني الصراط المستقيم، فرأيت في الرؤيا رجلا صالحا يقول: كل إنسان سيدخل في الأحمدية عاجلا أو آجلا، فهذا ما قدَّره الله ، ووَعَده المسيحَ الموعود عليه الصلاة والسلام، وكما قال سيدنا المسيح الموعود إن مهمته ستتحقق بواسطة نعمة الخلافة الجارية. فبعد ذلك بايع.
وكتب أحد الدعاة من غينيا بيساو قائلا: السيد عثمان، وهو أحد المبايعين الجدد الآن، وبلغه قبْل بيعته أن أقاربه ينضمون إلى الجماعة الأحمدية بكثرة، فجمع بعض المشايخ وجاء بهم إلى هذه المنطقة بهدف معارضة الجماعة، فقال لهم أحد معلّمينا: لكم أن تعارضونا ولا نمنعكم من المعارضة، لكن عليكم أن تستمعوا لدعوتنا أولا ثم يمكنكم أن تعارضونا بالدليل. فرفض المشايخ أن يأتوا لسماع دعوة جماعتنا، ولكن السيد عثمان استجاب وجاء لسماع الدعوة. فجرى الحديث معه بأن المسيح الموعود قد جاء. وكان اليوم الذي جاء فيه إلى مركزنا يوم الجمعة، وكانت خطبة الخليفة تبث على قناة ايم تي اي وقت قدومه إلينا، فقلنا له يمكنك سماع الخطبة بعض الوقت إن كانت عندك فسحة من الوقت. قال حسنا، أستمع للخطبة قليلا. ولكنه عندما بدأ سماعها نسي ولم يدرِ كم سمع منها، ثم أكمل سماعها كلها. وبعد انتهاء الخطبة قال: من المحال أن تكون الجماعة الأحمدية كافرة بحسب ما سمعت في الخطبة، لأن خليفتكم كان يبين سيرة أحد صحابة محمد رسول الله ، وهذا لن تفعله جماعة كافرة. وبعد ذلك اليوم امتنع عن معارضة الجماعة الأحمدية، ثم بعد فترة انضم مع عائلته إلى الجماعة، وليس ذلك فقط بل إنه يقوم الآن بنشر دعوتنا، ويدفع التبرعات أيضا بانتظام.
فهذا هو نتيجة التأثير الذي يجعله الله تعالى في خطب الجمعة التي يلقيها الخليفة.
وكتب الداعية المحلي في كونغو كنشاسا: بدأنا حملة نشر الدعوة في إحدى المناطق، فبدأ المسلمون من غير جماعتنا حملة معارضة مخططة ضد جماعتنا. وبعد ثلاثة أشهر اتصل أحد هؤلاء المعارضين بمركزنا في يوم من الأيام، واسمه السيد عثمان، وقال إني أريد مع عائلتي كلها الانضمامَ إلى الجماعة الأحمدية. فسألناه عن السبب فقال: كانت زوجتي ذات يوم تشاهد القنوات وبالصدفة عثرت على قناة ايم تي اي، ولما كانت تعرف أني من أشد المعارضين للأحمدية، فنادتني، ولما هممت أن أتكلم بكلام سيئ بحق الجماعة قالت: عليك أن تستمع أولا لهذا البرنامج كله. وكان البرنامج خطبةَ الخليفة التي كانت تبث على ايم تي اي في ذلك الوقت. يقول هذا الأخ: بعد سماع الخطبة أيقنت أن هذا الصوت الذي وقع في أُذانَيّ اليوم إنما هو وحده صورة حقيقية للإسلام، ولم يبق عندي بعد سماع كلام الخليفة أدنى شك في صدق الجماعة الأحمدية.
وأقول: ليس في هذا أي فضل أو كمال لي، إنما هو الله الذي يقوم بتكميل مهمة سيدنا المسيح الموعود بواسطة الخلافة، وإن هي إلا أفضال الله التي يظهرها للناس.
وقال الداعية المسؤول في غينيا بيساو: قمنا بالدعوة في قرية، فصدّق معظم أهلها دعوة الأحمدية، لكن ظلت أربع عائلات منهم ترفض دعوتنا. وعندما ذهب فريقنا لتركيب قناة ام تي اي في تلك القرية دعا معلّمنا هذه العائلات الأربع الرافضة لدعوة الأحمدية إلى زيارة مسجدنا، ولما جاءوا قال لهم: هذه قناتنا الإسلامية فتعالوا شاهِدوها، وسوف تشاهدون أيضا صورة سيدنا المسيح الموعود وخلفيته الحالي. وبعد تركيب القناة صلينا الصلاة ثم فتحنا قناة ايم تي اي ثانية، وكانت خطبة الجمعة تبث عليها، فظل هؤلاء الضيوف غير الأحمديين يشاهدون القناة منصتين، وكانوا ينظرون إلى صورة الخليفة بكل تركيز. وكانت الخطبة تبث مع الترجمة الإنجليزية، فقال لهم المعلم دعوني أترجمها لكم. فقال أحدهم: لا شك أننا لا نفهم الخطبة، ولكني أستطيع أن أقسم بالله تعالى أن هذا الخطيب لا يمكن أن يكذب، وإذا كان هذا خليفة هذه الجماعة فمن المحال أن تكون هذه الجماعة كاذبة. ثم أعلن للتوّ دخوله في الجماعة الأحمدية.
وكتب معلم لنا في دولة مالي: جاء شخص إلى مركزنا وأخبرنا أنه يستمع للإذاعة الأحمدية بانتظام، وأنه يريد البيعة. فملأ استمارة البيعة. وكان مثقفا فقال إذا كانت عندكم منشورات بالفرنسية فأتوني بها لأستفيد منها وأفيد بها زملائي. فآتاه المعلم منشورات مختلفة باللغة الفرنسية بينها خطبي المختلفة حول السلام في العالم ولا سيما كتاب: الأزمة العالمية والسبيل إلى السلام. فما لبث الرجل أن فتح الكتاب، وعندما رأى صورتي أخذ في البكاء. ثم قال: كنت من قبل في جماعة «الداعون» وكنت أدعو الله تعالى دوما أن يهديني إلى الصراط المستقيم، وخلال أيام الدعاء هذه رأيت في المنام خليفة المسيح مرارا، ولكني كنت لا أعرف من هو، وقد أدركت اليوم أن دعائي قد أجيب وأن الله تعالى قد هداني.
ثم وقف بعد الانتهاء من الصلاة مباشرة وقال: «إني أعتنق الإسلام اليوم»، ثم بدأ يخبر قائلا: لقد أراني الله تعالى هذا الشخص ثلاث مرات في المنام، وكان له تأثير كبير في روحي، وكنت أبحث عنه منذ مدة. وأتيت اليوم إلى مسجدكم بالصدفة ورأيت أنه خليفتكم، وهذا هو الوجه نفسه والمشهد نفسه الذي أُريتُه في الرؤيا، أن الناس يستمعون إلى الخطاب جالسين بصمت، والآن أدخل في إسلام الأحمدية.
هناك أخت عربية اسمها نسمة تقول: قبْل بيعتي بعامين رأيت صورة سيدنا المسيح الموعود أول مرة (وقبل ذكر هذه القصة تقول الأخت في رسالتها لي: لقد ذكرتم في الخطبة قصة طفل صغير أرسل لكم رسالة -في زعمه- وهي عبارة عن خطوط معوجة وقال لكم في الرسالة: إني أحبك يا أيها الخليفة. والأطفال لا يكذبون، فتأثرت جدا من قصة هذا الطفل. ثم بايعت هذه الأخت، وبعد البيعة بفترة قصيرة أرسلت هذه الرسالة التي تقول فيها:) قبْل بيعتي بعامين رأيت صورة سيدنا المسيح الموعود أول مرة، فخاطبت صورتَه وقلت: إن ملامح وجهك تنبئ أنك من الصالحين ويستحيل أن تكذب، ومع ذلك لا أستطيع أن أصدق دعواك أنك مبعوث سماوي. ثم بعد المطالعة لمدة عامين بايعت في مستهل عام 2016، ومع ذلك ظلت في قلبي شكوك تجاه الخلافة.
كان شيطانُ نفسي يقول: كيف يمكن أن أسمح لشخص يدّعي الخلافة بالتصرف على حياتي؟ ولماذا أراسل مثل هذا الشخص وأخبره بأخباري وأحوالي؟ وما الفائدة من الخلافة؟ ولكن هذه الشكوك زالت بقراءة كتاب «الخلافة الراشدة» لسيدنا المصلح الموعود، وكتابكم «نظام الخلافة والطاعة»، ووجدت الجواب على أسئلتي كلها. ثم لما راسلتكم وصلني جوابكم وزالت هذه الشبهات تماما، وأيقنت بأن الخلافة أيضا سائرة على خطى سيدنا المسيح الموعود .
وهناك أخت كتبت: إن المحبة التي يلقيها الله بنفسه في القلوب يلقيها بكل قوة، ولكن لا نعرف سبب هذه المحبة، ومن أجل ذلك فإن معظم الأحمديين يحبون سيدنا المسيح الموعود وخلفاءه عموما، وحضرتكم خصوصا، حبًا كحب الأطفال. قبْل البيعة لم يكن لنا عهد ولا خبرة بهذه المحبة.
وكتب أحد دعاتنا في نيجيريا: في إحدى ندوات الأسئلة والأجوبة جرى النقاش حول سؤال: هل يجوز لنا -كما هي العادة السائدة- أن ندعو الأولاد بأسمائهم العائلية التي هي أسماء أجدادهم القدامى بدلاً من أن ندعوهم بأسماء آبائهم الحقيقيين. فقلت للإخوة إن ما يأمرنا به القرآن الكريم هو أن ندعو الأولاد لأسماء آبائهم. فلم يطمئن بردي بعض الحضور، ولا سيما غير الأحمديين وبعض المبايعين الجدد. ولكن بعد يومين بُثّتْ خطبتكم حول الصحابة وذكرتم فيها قصة الصحابي زيد بن حارثة وأخبرتم أن العرب كانوا يدعونه زيد بن محمد، فأمر الله في القرآن بأنِ ادعو الأولاد لآبائهم. وبعد سماع هذه الخطبة فرحت الجماعة كلها ولا سيما الإخوة الذين كانوا يناقشون هذه القضية قبل يومين، وقالوا لقد أرشدنا الخليفة في القضية الآن.
فظن بعض الإخوة أن الداعية ربما أبلغ الخليفة في هذا اليومين الماضين بما جرى في المجلس ولذلك ذكر الخليفة هذا الأمر في الخطبة، فأخبرهم الداعية أنه لم يكتب عن هذا الأمر للخليفة بتاتا. قالوا لقد فرحنا للغاية أن الله تعالى بنفسه جعل الخليفة يرد على سؤالنا. وفي هذه الفرحة اشترى رجل ثري من الجماعة المحلية تلفازا كبيرا آخر لمشاهدة أيم تي إيه وركَّبه في قاعة المسجد الخاصة للجنة إماء الله والنساء لكيلا تبقى النساء محرومات من بركات الخلافة، ثم قال إن الخلافة إنما تحيا في القلوب.
الآن من ذا الذي يُنشئ هذه العلاقة مع الخلافة في هؤلاء الأحمديين المقيمين في المناطق النائية في مختلف البلدان وفي مختلف الأمم؟ إنه تأييد الله ونصرته يقينا وإلا لا يستطيع الفكر البشري أن يستوعب هذا الأمر.
ثم قالت سيدة من النرويج السيدة بيريفان: يدعي كل أحمدي صادق أن الخليفة يعيش في قلوبنا وفي عيوننا وندعو له ولا يهمنا في الدنيا شيء إلا أن نرضيه ونفكر في سبل تخفف عنه ثقله. لقد بين حضرته في الخطب كيف أن الصحابة الكرام صدوا السهام بأجسادهم وحفظوا رسول الله وثبتوا مقابل كل هجوم. وحين أفكر في هذا المشهد تدمع عيناي وأتساءل لو كنتُ في مثل هذا الموقف فماذا كنت سأفعل. (هذه سيدة عربية تقول) هل كنت سأثبت؟ ثم أدعو الله تعالى أن يوفقنا لنضحي بأرواحنا ونفوسنا وأموالنا وأولادنا لنحفظ الخليفة والخلافة، إنني أدعو في صلواتي منذ سنوات أن يُنزل الله تعالى على الخليفة بقدر همومه وبقدر مسؤولياته ملائكةً تحيط به.
فهذه هي علاقة الإخلاص والوفاء التي أنشأها الله تعالى في قلوب الناس، وإن الله تعالى بفضله سوف يعطي جماعةَ المسيح الموعود والخلافة الراشدة الأحمدية مثل هؤلاء المتقدمين في الإخلاص والوفاء إلى يوم القيامة، ولا يمكن لأهل الدنيا فهم ذلك.
بايع أحد العرب في ألمانيا فقال له أحد معارفه: ما هذا؟ لقد أعتنقتَ القاديانية؟ فأجاب هذا المبايع الجديد: إنكم مئة شخص من العرب تقيمون هنا ولكن لا تستطيعون أن تتفقوا على أي شيء، وفي الجماعة الإسلامية الأحمدية إمام واحد والجماعة تجلس بأمره وتقوم بأمره، ولذلك نجد في أعمالهم بركة، والآن أخبرونا ما هي الميزة عندكم حتى أنضم إليكم وأترك الجماعة؟
فما دام كل أحمدي مرتبطا بالخلافة فسوف يظل يرث أفضال الله تعالى ولذلك علينا أن نجعل أعمالنا تابعة لأحكام الله تعالى، حينها نستفيد من هذه النعمة، هذا هو وعد الله تعالى أن الذين سيجعلون إيمانهم وأعمالهم وفق تعاليم الله تعالى هم الذين سينعمون ببركات الخلافة. أعني، علينا أن نؤمن بالله تعالى ونؤدي حق عبادته وأن يكون كل عمل لنا ابتغاء مرضاة الله تعالى، حينها ننال هذه البركات. قال المسيح الموعود :
فعلينا أن نحاسب أنفسنا ألّا يهاجمنا الشيطان في أي وقت. وإنه لمنة الله تعالى أنه وفق آباءنا أو أجدادنا أو وفّق إيانا للإيمان بالمسيح الموعود ولاستمرار بركات هذه المنة ثمة حاجة لنحافظ على إيماننا ونزيده لكي يستفيد كل واحد منا مما أنبأ به النبي ووعد به الله تعالى حضرة المسيح الموعود أيضا، أي نظام الخلافة، فلا بد أن نستعرض أنفسنا إلى أي مدى نحن ربطنا أنفسنا بالخلافة لكي نصبح كلمة واحدة ونقيم وحدانية الله تعالى في الدنيا. قال المسيح الموعود في موضع:
ثم يقول :
هذا كله قاله حضرته في كتاب الوصية الذي فيه بشّر بقيام نظام الخلافة أيضا. فقوله هذا يُنبه أيضا إلى أن كل أحمدي يجب أن يكون مرتبطا بالخلافة بإخلاص ووفاء، فالذين يُحرزون هذا المستوى هم الذين يؤدون حق البيعة. وإذا تحقق ذلك لأدّينا حق الاحتفال بيوم الخلافة. وفق الله تعالى الجميع ليؤدوا حق بيعتهم للخلافة وينالوا أفضال الله تعالى أيضا.
وأريد أن أعلن أيضا بإيجاز أنه في هذا اليوم تعقد جماعة غانا جلستها السنوية لثلاثة أيام، بل ليومين في 27 و28 أيار/مايو في «بستان أحمد»، وإضافة إلى ذلك جعلوا 119 مركزا في القطر كله ومنها خمسة مراكز كبيرة للاجتماع، وكلها مرتبطة ببعضها عبر الصوت والصورة. نشأت الجماعة في غانا في 1921 حين كان مولانا عبد الرحيم نير ذاهبا إلى غانا من لندن. كانت جماعة غانا تريد أن تحتفل باليوبيل المئوي لها في العام الماضي ولكنها لم تستطع ذلك بسبب الكورونا لذا هي قرّرت الآن أن تستمر برامج اليوبيل في العامين 2022 و2023، ندعو الله تعالى أن يبارك في الجلسة السنوية لها أيضا من كل ناحية وأن يزيد جميع الأحمديين إخلاصا ووفاء، وكذلك تعقد الجماعة في غامبيا جلستها السنوية اليوم وهي لثلاثة أيام، بارك الله تعالى فيها أيضا من كل ناحية.
الهوامش:
- مشكاة المصابيح
- المرجع السابق
- المرجع السابق
- حضرة مرزا غلام أحمد القادياني، كتاب «الوصية»
- المرجع السابق
- المرجع السابق
- (البدر، عدد 26/ 12/1902)
- حضرة مرزا غلام أحمد القادياني، كتاب «الوصية»
- المرجع السابق