
- من هو نيكولا تسلا؟
- فيم نبغ وما أهم ابتكاراته؟
- ماذا كان وضعه في خضم التنافس العالمي؟
___
كان نيكولا تسلا مهندسًا كهربائيًا وميكانيكيًا محترفًا، وهو أحد أكثر المخترعين تأثيرًا في القرن العشرين، وفي نهاية حياته كان قد حصل على أكثر من 700 براءة اختراع في عدة مجالات، بما فيها الكهرباء والروبوتات والرادار ونقل الطاقة لاسلكيًا، وتعد اكتشافات تسلا أيضًا هي الأساس للعديد من التطورات التكنولوجية التي حدثت في القرن العشرين .
ولد نيكولا تسلا في 10 يوليو 1856م وتوفى في 7 يناير 1943م.
كانت حياة نيكولا تسلا تسير مثل أفلام الخيال العلمي.
بين تسلا وأديسون
كان تسلا البالغ من العمر 24 عاما في ذلك الوقت من عام 1882م، يعمل في مركز تبادل الهاتف المركزي في بودابست عندما ومضت فكرة الحقل المغناطيسي الدوار في رأسه.
ولقد عزم تسلا على تحويل فكرته إلى حقيقة، ولكنه لم يتمكن من العثور على دعم للمشروع في بودابست؛ وبالتالي انتقل تسلا إلى نيويورك في عام 1884، وقدم نفسه إلى توماس أديسون للعمل معه.
وكان نظام أديسون عبارة عن محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم، وكان يقتصر على تزويد مسافات قصيرة بالكهرباء – حوالي 1.6 ميل – في ذلك الوقت.
وبما أن أديسون لم يكن يحب فكرة تسلا عن التيار المتردد الذي سيفرض خروجا جذريا عن النظام الذي قام هو باختراعه، فقد رفض منح تسلا المكافأة، وقال اديسون أن عرض المكافأة كان مزحة وأن تسلا لم يفهم الفكاهة الأمريكية، شعر تسلا بالخيانة والإهانة وقام بإنهاء العمل لدى توماس أإديسون.
تسلا والتنافس العالمي
كان جورج ويستنغهاوس رجل أعمال أمريكي ومخترعا ومنافسا لتوماس إديسون في حد ذاته، ولذلك قام بشراء 40 براءة اختراع من تسلا في من أجل بناء نظام متعدد المولدات يتناوب فيه عدد من المولدات والمحركات والمحولات، وقد بدأ تسلا في العمل مع ويستنغهاوس في عام 1888م، من أجل تطوير نظام التيار المتردد.
وفي هذا الوقت، كانت الكهرباء لا تزال جديدة وكان الجمهور يخشاها بسبب الحرائق والصدمات الكهربائية، وقد قام أديسون بتغذية هذا الخوف لدى الناس من خلال دعاية تشويه للتيار المتردد، وقد وصل إلى درجة صعق الحيوانات بالكهرباء لتخويف المجتمع ودفعه إلى الاعتقاد بأن التيار المتردد أكثر خطورة بكثير من التيار المستمر .
وقد قام ويستنغهاوس بمناظرة أديسون في المعرض الكولومبي في شيكاغو عام 1893م، وقد سمح ذلك لويستنغهاوس وتسلا بإظهار أعجوبة ومزايا الضوء الكهربائي والأجهزة عبر التيار المتناوب أمام الجمهور.
ومن خلال هذه المناظرة اقتنع رجل الأعمال الأمريكي جي بي مورجان بفكرة التيار المتردد، وقد كان مورجان هو من مول اديسون في الأصل، وقد قام بدعم ويستنغهاوس وتسلا في تصميمها لأول محطة طاقة كهرومائية في شلالات نياغرا، وقد تم بناء المحطة الجديدة في عام 1895م، واستطاعت محطة الطاقة الكهرومائية الجديدة تلك أن تولد الكهرباء وتنقلها إلى مسافة عشرين ميلا وقد كان هذا حدثُا مذهلًا في ذلك الوقت.
وفي نهاية المطاف أصبحت محطات توليد التيار المتردد الكبيرة توصل الطاقة الكهربائية إلى جميع أنحاء البلاد (باستخدام السدود على الأنهار الكبيرة وخطوط الكهرباء) ولاحقا أصبحت صورة الطاقة التي تصل إلى المنازل حتى اليوم.
اختراع اللاسلكي
بعد أن فاز تسلا في “حرب التيارات”، سعى للبحث عن وسيلة لجعل العالم بدون أسلاك، وفي عام 1898م قام بعرض فكرة قارب يعمل بالتحكم عن بعد في معرض حديقة ماديسون سكوير .
في العام التالي قام تسلا بنقل عمله إلى كولورادو سبرينغز، من أجل بناء أبراج الضغط العالي لصالح الحكومة الأمريكية، وكان الهدف هو تطوير طرق انتقال لاسلكية للطاقة باستخدام الموجات المهتزة في الأرض لتوليد طاقة واتصالات غير محدودة ، وقد قام بإضاءة 200 مصباح بدون أسلاك من مسافة 25 ميلا، كما تمكن من توليد الصواعق الاصطناعية في الغلاف الجوي باستخدام محولات الجهد العالي التي عرفت لاحقا بلفائف تسلا، وهي عبارة عن محول هوائي رافع للجهد حصل علي براءة اختراعه في عام 1891م .
عاد تسلا إلى نيويورك في ديسمبر من عام 1900 م، وبدأ العمل على “النظام العالمي” للإرسال اللاسلكي لربط محطات الاتصالات عبر مسافات طويلة (الهاتف، التلغراف، وما إلى ذلك)، ولكن بسبب هذا المشروع قام المستثمر الداعم له جيه بي مورجان الذي مول مشروع شلالات نياجرا بإنهاء العقد بينه وبين تسلا بمجرد أن اكتشف أن الكهرباء اللاسلكية ستكون مجانية للجمهور.
أبو الإذاعة
حكمت المحكمة العليا في الولايات المتحدة في عام 1943م لصالح تسلا بأنه “أب الإذاعة” بدلا من جولييلمو ماركوني الذي حصل على جائزة نوبل في الفيزياء في عام 1909 لمساهماته في تطوير الإذاعة، وقد استند قرار المحكمة على محاضرات قام تيسلا بإلقاؤها عام 1893م، وربما يرجع هذا القرار إلى أن شركة ماركوني قد رفعت دعوى طالبت فيها الحكومة الأمريكية بدفع مبالغ مالية مقابل استخدامها الراديو في الحرب العالمية الأولى .
و عند وفاته كان قد حصل على أكثر من 700 براءة اختراع، والتي شملت المحرك الكهربائي الحديث، وجهاز التحكم عن بعد، والنقل اللاسلكي للطاقة ، والتكنولوجيا الأساسية لليزر والرادار، وأول إضاءة للنيون والفلورسنت، وأول صور للأشعة السينية، وأنبوب الفراغ اللاسلكي، عدادات احتكاك الهواء للسيارات، ولفائف تسلا التي تستخدم على نطاق واسع في الإذاعة والتلفزيون وغيرها من المعدات الإلكترونية.