الاجتراء على الأئمة الخلفاء مورد البلاء
  • ما فضل الرجوع إلى القرآن دون سواه لاستجلاء سر الخلافة؟
  • كيف يسيء مدعوا التشيع لعلي إلى حضرته من حيث يريدون توقيره؟!

___

وقد قلتُ من قبل أن الآثار ما كفلت التزام اليقينيات، بل هي ذخيرة الظنيات والشكيات، والوهميات والموضوعات، فمن ترك القرآن واتكأ عليها فيسقط في هُوة المهلكات ويلحق بالهالكين. إنما الأحاديث كشيخ بالي الرياش بادي الارتعاش، ولا يقوم إلا بهراوة الفرقان وعصا القرآن، فكيف يُرجى منها اكتناز الحقائق وخزنُ نشبِ الدقائق من دون هذا الإمام الفائق؟ فهذا هو الذي يؤوي الغريب ويُطهّر المعيب، ويفتتح النطق بالدلائل الصحيحة والنصوص الصريحة، وكله يقين وفيه للقلوب تسكين. وهو أقوى تقريرًا وقولا، وأَوْسع حفاوة وطولا، ومَن تركه ومال إلى غيره كالعاشق، فتجاوز الدين والديانة ومرق مروق السهم الراشق، ومن غادر القرآن وأسقطه من العين، وتبع روايات لا دليل على تنـزُّهها من المَيْن، فقد ضل ضلالا مبينا، وسيصطلي لظى حسرتين، ويريه الله أنه كان على خطأ مبين. فالحاصل أن الأمن في اتباع القرآن، والتباب كل التباب في ترك الفرقان. ولا مصيبة كمصيبة الإعراض عن كتاب الله عند ذوي العينَين، فاذكروا عظمة هذا الرزء وإن جلّ لديكم رزءُ الحسَين، وكونوا طلاب الحق يا معشر الغافلين…. فتفكر يا من تحلَّى بفهم، ولا تركَنْ مِن يقين إلى وهم، ولا تجترئ على إمام المعصومين. وأنت تعلم أن قبر نبينا روضة عظيمة من روضات الجنة، وتبوَّأَ كلَّ ذروة الفضل والعظمة، وأحاط كل مراتب السعادة والعزة، فما له وأهل النيران؟ فتفكر ولا تختر طرق الخسران، وتأدّبْ مع رسول الله يا ذا العينين، ولا تجعل قبره بين الكافرَين الغاصبَين، ولا تُضِعْ إيمانك للمرتضى أو الحسَين، ولا حاجة لهما إلى إطرائك يا أسير المَين، فاغمدْ عَضْبَ لسانك وكن من المتقين. أيرضى قلبك ويسرّ سِرْبك أن تُدفَن بين الكفار وكان على يمينك ويسارك كافران من الأشرار؟ فكيف تجوّز لسيّد الأبرار ما لا تجوّز لنفسك يا مَورد قهر القهار؟ أتُنـزل خير الرسل منـزلةً لا ترضاها، ولا تنظرُ مراتب عصمته وإياها؟ أين ذهب أدبك وعقلك وفهمك؟ أم اختطفتْه جنُّ وهمك وتركتك كالمسحورين؟ وكما صُلتَ على الصدّيق الأتقى كذلك صُلتَ على عليّ المرتضى، فإنك جعلت عليًّا – نعوذ بالله – كالمنافقين، وقاعدا على باب الكافرين، ليفيض شربه الذي غاض، وينجبر مِن حاله ما انهاض. ولا شك أن هذه السير بعيدة من المخلصين، ولا توجد إلا في الذي رضي بعادات المنافقين.    (سر الخلافة ص 35 و36)

Share via
تابعونا على الفايس بوك